حاصلة على الميدالية الذهبية بمسابقة النمسا
موزة الفلاسي: سكون الصحراء يغري عدستي
المصدر : (حوار: بكر المحاسنة)موزة الفلاسي شابة إماراتية عشقت التصوير منذ الصغر فامتلكت حساً فنياً راقياً في هذا الجال . في 2006 بدأت تحلّق عالياً في أجواء التصوير بدخولها عالم الاحتراف فأبدعت أناملها لقطات عفوية ذات بصمة جميلة مع بروز ميل واضح إلى تصوير الصحراء والخيول العربية الأصيلة .
شاركت موزة الفلاسي، خريجة قسم تكنولوجيا المعلومات في كليات التقنية العليا في دبي، بالعديد من المعارض داخل الدولة، وحققت حضوراً قوياً في مسابقات محلية ودولية، ما أسهم في تطوير أدائها حتى باتت عضوة مميزة في اتحاد المصورين العرب . حصلت مؤخراً على الميدالية الذهبية في مسابقة النمسا الدولية للتصوير . للتعرف أكثر إلى موزة الفلاسي المصوّرة والفنانة التشكيلية كان هذا الحوار معها .متى ظهرت موهبتك في التصوير؟- بدأت التصوير في سن مبكرة، وكنت في المرحلة الابتدائية حين اشترى لي والدي أول كاميرا ومازلت أحتفظ بالكثير من الصور خصوصاً لوالدي وجدتي، رحمهما الله . وأكاد أكون الوحيدة في العائلة التي تمتلك هذا الكنز من الصور، وكنت أصوّر للاحتفاظ بذكرى الزمان والمكان الذي نكون فيه مع العائلة ولإخوتي حينما كنا صغاراً، كما كنت أصوّر لعبهم حيناً وشجاراتهم أحياناً وحتى أبناء الجيران كان لهم مكان في تلك الصور وقلّما تجد لي صورة بينها . عام 2006 تغيّرت علاقتي بالتصوير نوعاً ما فقد بدأت مرحلة جدية دافعها الرسم، حيث أصبحت أصوّر لأرسم وليكون ما أرسم مميزاً، أما الآن، وإضافة إلى الرسم، فأنا أصوّر لأرى العالم من منظوري الخاص، وكلٌ له منظور ورؤية مختلفة لما حوله لا يراها الآخرون .

ما الشيء الذي جذبك في التصوير وجعلك من عشاقه؟

– أشياء كثيرة عشقتها في التصوير، أحدها الإحساس بالزمان والمكان وذكريات تختزلها الصور لأناس لم يعودوا حولنا وأماكن لم نعد فيها . وعشقت أيضاً تعابير الوجوه خصوصاً وجوه كبار السن والأطفال، وكل تلك القصص التي ترويها الصور أعدها بصمة في حياتي .

أي نوع من المشاهد تميل إليه عدستك؟

– أصوّر كل ما أراه قريباً كلما كانت الفرصة سانحة، لكن أجدني أميل إلى التقاط صور للناس حين انهماكهم بعمل ما خلسة، أحب الصور العفوية للناس، فهي في نظري أصدق تعبيراً، وأميل كذلك إلى تصوير جمال الصحراء والخيول العربية الأصيلة والصقور والغزلان والصور المقربة والتجريد والمباني في بعض الأحيان .

ما الذي جذبك إلى الاهتمام بتصوير جمال البيئة الصحراوية؟

– عشقت الصحراء إلى حد الإدمان لارتباطها بجذوري البدوية ربما، وأرى كل ما فيها جميلاً، حتى قسوتها، ويغريني أيضاً السكون في الصحراء، فهناك لا ضوضاء تلوث السمع ولا غابات أسمنت تحاصر النظر . والبيئة الصحراوية ليست غنية بالمناظر فحسب، بل تعج أيضاً بأمم من المخلوقات تجبرك على التفكر والتأمل في بديع خلق الله، ولها بالتأكيد دور في تميز صوري .

ما الذي تسعين إلى إبرازه من خلال عدستك؟

– أسعى من خلال التصوير إلى إيصال مشاعر أحسها، منها الوطنية والانتماء للأرض، كما أسعى إلى تحدي نفسي، فكل رحلة تصوير أعدّها مغامرة وممتعة بكل تحدياتها .

ما العوامل التي تساعد المصوّر على التقاط صورة جميلة؟

– عوامل كثيرة يجب أن يضعها المصوّر في الاعتبار، منها الإلمام بقواعد التصوير، لا أن يتّبعها بحذافيرها، فلا ضير في كسرها للخروج بصور غير مألوفة، وكذلك أخذ فكرة عن المكان الذي اختاره للتصوير إن أمكن، ومعرفة مصدر الإضاءة وجهتها والظروف المناخية، وأن يضع تصوراً لأوضاع وزوايا التصوير، وحبذا لو يقوم ببحث قبل الذهاب لمشاهدة أعمال الفنانين للمكان ذاته حتى تكون صوره مغايرة لمن سبقوه، كما أرى أن على المصوّر أن يلمّ بتقنيات عدسته حتى يستفيد منها الاستفادة القصوى .

ما الصعوبات التي تواجهينها أثناء التصوير؟

– كل رحلة تصوير مغامرة بالنسبة إليّ ولا تخلو من الصعوبات وأحياناً المخاطر، ولكن هذا ما يجعلها ممتعة ونتاجها مختلفاً، وما أواجهه دائماً في تصوير الصحراء الرياح التي تملأ أدواتي رملاً .

لك حضور كبير في معارض التصوير الفوتوغرافي، ماذا عن مشاركاتك؟

– شاركت في معارض عدة داخل الدولة أحدثها معرض تقارب الذي أقيم بمرسم الفنان مطر بن لاحج وبمشاركة مجموعة من كبار المصوّرين الإماراتيين والعرب في فبراير/ شباط الماضي . وكان لي مشاركات عدة منها معرض التصوير الفوتوغرافي السنوي ال 29 بجمعية الإمارات للفنون في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية . وشاركت بمعرض حياتنا في رمضان بجمعية الإمارات للتصوير، ومعرض أصايل للجواد العربي المقام في دار ابن الهيثم للفنون البصرية، إضافة إلى مشاركتي في معرض مول الخالدية الفوتوغرافي، وشاركت أيضاً بمعرض للجواد العربي الأصيل في نادي الشارقة للفروسية .

هل شاركت في مسابقات؟

– شاركت في عدد من المسابقات المحلية والدولية، منها مسابقة معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ،2010 وفيها حصلت على المركز الثالث، ومسابقة المعرض نفسه ،2009 وفيها حصلت على مركزين في قسم التصوير الضوئي، ومسابقة بيئتنا بعدسة الكاميرا ،2009 إضافة إلى مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي في دورتها الرابعة ،2009 ومسابقة مهرجان صيف دبي للتصوير ،2008 وأخيراً شاركت في مسابقة النمسا الدولية للتصوير وحصلت على الميدالية الذهبية، وهي إحدى المسابقات الدولية التي تندرج تحت الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي، وسنوياً يشارك بها آلاف المصورين من جميع أنحاء العالم وتضم أقساماً مختلفة من ضمنها قسم خاص للمصوّرين العرب، وهذه المشاركة الثانية بالنسبة إليّ، بعد مشاركتي العام الماضي .

أنت عضوة في اتحاد المصوّرين العرب، ماذا يعني لك؟

– وجودي بين كبار المصوّرين في الوطن العربي كعضوة في الاتحاد وضع على عاتقي مسؤولية تمثيل بلدي مع المصوّرين الإماراتيين خير تمثيل، ولهذا أسعى بجد كي أكون مفخرة لبلدي في مجالي ولا أرضى لاسم الامارات بما هو دون المستوى .

إلى جانب التصوير، أنت فنانة تشكيلية، ماذا عن هذه الهواية؟

– بدأت الرسم منذ الصغر أيضاً، ولا أعلم أي الهوايتين سبقت الأخرى في ذلك الوقت، ما أتذكره أنني بدأت أرسم العديد من المناظر التراثية والأدوات القديمة المتعلقة بتراث الإمارات وأرسم ما حولي، وأقرأ عن الرسم وأشارك في دورات وأشاهد أعمال الفنانين المحترفين، فعزمت على أن أخوض هذا العام وها أنا أمارس الرسم وأسعى إلى الاحتراف حتى تمكنت من المشاركة في العديد من المعارض الفنية داخل الدولة .

موزة الفلاسي: موهبتي جعلتني أتحدى نفسي

اعتمدت موزة الفلاسي خريجة تكنولوجيا المعلومات من كلية التقنية العليا، في بداياتها في تطوير موهبتها على نفسها، وعندما سنحت لها الفرصة التحقت بدورات وورش التصوير الفوتوغرافي، وكانت مبادرة بالاحتكاك بالمصورين المحترفين لتستفيد من تجربتهم الفنية، حتى أصبحت لها تجربتها الخاصة التي تميزها عن غيرها من مواهب التصوير الضوئي، وحصلت مؤخراً على جائزة أفضل مصور إماراتي 2012 في مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي التي تنظمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة . . في حوارنا معها ستحدثنا عن تفاصيل هذه الجائزة، والكثير عن موهبتها وشخصيتها .

ماذا يمثل لك حصولك على جائزة أفضل مصور إماراتي2012 في مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي؟

– بالتأكيد حصولي على جائزة أفضل مصور إماراتي 2012 في مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي التي تنظمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، هو إنجاز كبير أضيفه إلى رصيدي الفني، وحافز يشجعني على تحقيق إنجازات أكبر في المستقبل، وخطوة تزيدني ثقة بقدراتي ومهاراتي في التصوير الفوتوغرافي، ومما يجدر الإشارة إليه هنا أنني حصلت في هذه المسابقة أيضاً على الميدالية الذهبية لاتحاد الدول لفن التصوير الفوتوغرافي . وتتابع: شاركت بثلاث لقطات عن الصقارة، عبّرت فيها عن موضوع المسابقة انعكاسات ثقافية .

وماذا عن مشاركاتك الأخرى؟

– حصلت مؤخراً على الميدالية الذهبية في المحور الرئيس سحر الضوء لجائزة آل ثاني للتصوير الفوتوغرافي في قطر، وفزت بالميدالية الذهبية لمسابقة النمسا الدولية للتصوير الفوتوغرافي 2102 فئة المباني والمناظر، وشاركت في المعرض السنوي 31 لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية .

هل تتعاملين مع فنك كأداة للتعبير عن أفكارك ومشاعر وقضاياك؟

– أنا كأي فنان لديه أفكار ومشاعر وقضايا وهموم يعبّر عنها من خلال فنه، وهمي الأكبر كفنانة إماراتية هو إبراز جمال دولة الإمارات للعالم كله، خاصة لأولئك الذين يعتقدون أنها مجرد صحراء قاحلة، أو حتى بنايات شاهقة، والإمارات هي تاريخ وحضارة .

ما مواصفات اللقطة الناجحة بالنسبة إليك؟

– الصورة الناجحة والمتميزة هي التي تثير المشاعر والأفكار في نفوسنا اتجاه ما نراه .

ماذا أضاف التصوير الفوتوغرافي لموزة الفنانة والإنسانة؟

– جعلني أتحدى نفسي، وأصقل قدراتي الفنية والشخصية، أيضاً التصوير حفزني للإنجاز والإبداع والتميز، وساعدني على التعبير عن نفسي، فهو أداة تعبيرية لا تعتمد على الكلمات في توصيل رسالتها .

ماذا تخططين لمستقبلك الفني؟

– أتطلع إلى إصدار كتاب مصور يضم أجمل الصور التي التقطتها التي أعبّر من خلالها عن جمال الإمارات من منظوري الشخصي والفني، وستحظى دبي بنصيب الأسد من صور هذا الكتاب، باعتبار أنني أعيش في دبي، أيضاً سأنظم معرضاً خاصاً حول الموضوع نفسه، وستعبّر صوره عن جمال الحياة الطبيعية في دولة الإمارات.

عدسة المبدعة موزة الفلاسي..

بات جمال الطبيعة عامةً والصحراء خصوصاً، مصدر إيحاءٍ لعدسة الفنانة الإماراتية موزة الفلاسي، تستقي فنها منه في أغلب أعمالها الفنية..، فلقطات الفنانة موزة تتميز بحسٍ فني مرهف، وشاعرية عالية صاغها جمال البادية المعروف بالبساطة والعفوية..

تقول الفنانة موزة:

“عشقت تجميد اللحظات في صور فوتوغرافية منذ الصغر .. ولم أكن أعلم حينها أن هوايات  الطفولة ستصبح شغف المستقبل..”

مقتطفات من صورها الفوتوغرافية:

 

الزهور، والعصافير و الغروب وقطر الندى بالإضافة إلى الخيول مشاهد تستهوي الفنانة موزة..

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.