• المعرض تستضيفه جزيرة السعديات في أبوظبي. من المصدر
  • المعروضات الفنية تشغل مكان الصدارة ضمن فعاليات «آرت أبوظبي 2011» من المصدر
  1. 1
  2. 2
  3. 3

بحلة مغايرة أكثر تنوعاً، انطلقت مساء أمس فعاليات الدورة الثالثة من معرض «فن أبوظبي»، المنصة الرائدة للفنون الحديثة والمعاصرة، الذي تنظمه «شركة التطوير والاستثمار السياحي»، و«هيئة أبوظبي للثقافة والتراث».

لم يقتصر التغيير في «فن أبوظبي» الذي يستمر حتى السبت المقبل هذا العام على موقع إقامة الحدث، إذ انتقل من قصر الإمارات إلى المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات بأبوظبي، ولكنه امتد أيضاً إلى طبيعة الفعاليات التي يتضمنها والتي تتجاوز الفنون، على تعدد أنواعها وأشكالها، لتشمل توقيع الكتب، وعروض الأفلام السينمائية، ومكتبة للكتب والإصدارات المتعلقة بالفن، بالإضافة بالطبع إلى صالات العرض والأقسام المخصصة للأعمال الفنية من لوحات ومنحوتات وتصوير فوتوغرافي، وصولاً إلى تصميمات المجوهرات والديكور والموضة والهدايا التذكارية.

هذا التوسع في فعاليات «فن أبوظبي» ربما يطرح تساءلاً عما إذا كان سيصب في خانة إثراء المعرض وتنوعه، أو يجذب انتباه الجمهور بين الفعاليات المتنوعة على حساب المعروضات الفنية والحوارات المتعلقة بها، التي تمثل الموضوع الرئيس للفعالية.

وتشغل المعروضات الفنية مكان الصدارة ضمن فعاليات «فن أبوظبي 2011»، إذ يشهد ركن صالات العرض مشاركة 50 صالة من أبرز صالات العرض الرائدة في العالم، التي تعرض تشكيلة واسعة من الأعمال الفنية المنوعة، بما في ذلك إبداعات الفنانين ضياء العزاوي، وآي ويوي، وعبدالقادر الريس، وعادل عبدالصمد، وشيرازة هوشياري، وشانت أفيديسيان، ولؤي كيالي، وتيمو ناصري، ومارتن كريد، وأنيش كابور.

وتتنوع دور العرض المشاركة من حيث جنسياتها بين الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والهند وآسيا والشرق الأوسط، ويشارك في المعرض هذا العام نحو 80٪ من صالات العرض التي شاركت في العام الماضي.

منظور عالمي للفنون

أشار الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة شركة التطوير والاستثمار السياحي وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة، إلى أن التوسع في برنامج فعاليات «فن أبوظبي» يتيح لنا الفرصة لتعريف العالم بخططنا الطموحة كوجهة ثقافية، وحجم التطور الذي تشهده المشروعات التي نقوم بتطويرها، مضيفاً في تصريح له بمناسبة افتتاح المعرض «نحن مسرورون بهذا الحشد الكبير من الفنانين، وممثلي صالات العرض، والمهتمين بقطاع الفنون في المعرض، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الحدث أصبح مناسبة سنوية مهمة على الخريطة الثقافية العالمية، يترقبها الزوار في كل عام. ويقدم برنامجنا المتنوع الثقافات منظوراً عالمياً بكل ما للكلمة من معنى، فمنذ إطلاق آرت أبوظبي قبل ثلاث سنوات، أصبحت أبوظبي وجهة مميزة لعشاق ومقتني الأعمال الفنية من الدول المجاورة والعالم، فضلاً عن صالات العرض الرائدة التي ترغب في توسيع آفاقها وتعزيز مكانتها في السوق العالمية».

جناح الإمارات

من أبرز ملامح التجديد في «فن أبوظبي» جناح الإمارات الجديد، وهو الجناح الذي شارك في معرض شنغهاي الدولي ،2010 وهو من تصميم «فوستر أند بارتنرز»، واستوحى مصممه المهندس المعماري اللورد نورمان فوستر تصميمه من تلال الصحراء العربية برمالها الذهبية الساحرة، وتم نقل مكونات هذا الجناح، البالغ عددها 24 ألف قطعة، من شنغهاي الصين إلى جزيرة السعديات لاحتضان فن أبوظبي.

ويواصل المعرض في دورته الحالية استقطاب الفنانين من مختلف أنحاء العالم، وأيضاً من أجيال فنية مختلفة، هذا الحرص على التوازن والجمع بين المخضرمين والمواهب الشابة انعكس على أقسامه، إذ يضم قسم «آفاق» الذي يقام في الهواء الطلق حول منارة السعديات، إلى جوار جناح الإمارات، مجموعة من الأعمال المختارة لفنانين بارزين مثل حسن شريف، وبارويز تناولي، وسمير خداجة، ومن أبرز القطع التي يعرضها هذا القسم عمل للفنان أحمد البحراني الذي يشارك مع «صالة سلوى زيدان غاليري»، وهو العمل الذي استخدم فيه حطام سيارة متفجرة تحوم حولها مجموعة من البالونات في رسالة حب وأمل في مواجهة الارهاب والطغيان.

يضم المعرض أيضاً قسم «بداية» الذي يهدف إلى التعريف بصالات العرض الناشئة، وقد وقع اختياره هذا العام على صالة العرض الهندية «فولت» من مدينة مومباي الهندية. هناك كذلك قسم «إمضاء» الذي يتيح الفرصة أمام صالات العرض الفنية لتقديم أعمال أحد الفنانين غير المعروفين للأسواق العالمية وذلك على شكل معرض منفرد، من هؤلاء الفنانين زينة عاصي التي وصفتها دار «كريستيز» أخيراً بأنها فنانة معاصرة ناشئة على الصعيد العالمي، وجيسون بريسويل الذي يشارك للمرة الثالثة، ويقدم عروضاً تتناول أحداث «الربيع العربي».

«نصف ونصف»

يأتي قسم «فن وحوارات» ليقدم مزيجاً مبتكراً من الفنون البصرية، والأعمال التركيبية الضخمة، والعروض الحية التي ستتيح تجربة متعددة الأطياف تخاطب مختلف الحواس. ويركز المعرض في هذا العام على موضوع «الجزيرة»، إذ يضم أعمالاً للفنانين بهارتي خير، وفابريس هايبر، وإيليا وإيميليا كاباكوف.

بينما يمثل مشروع «نصف ونصف» جزءاً من معرض «للمرة الثانية» الذي أقيم برعاية وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وإشراف فاسيف كورتون (مدير البرامج والبحوث في مؤسسة سالت التي تتخذ من إسطنبول مقراً لها)، وبدعم من مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، وشركة التطوير والاستثمار السياحي في أبوظبي، وتم فيه عرض أعمال ثلاثة فنانين إماراتيين هم ريم الغيث وعبدالله السعدي ولطيفة بنت مكتوم.

ويستخدم المعرض نصف التصاميم الفنية التي أعدتها شركة سوبربوول، التي تتخذ من اسطنبول مقراً لها، لجناح الإمارات في بينالي البندقية، متيحاً المجال أمام جمهور «فن أبوظبي» لأخذ فكرة عن هذا الجناح. يشار إلى أنه تم تطوير وتقديم معرضي «للمرة الثانية» و«نصف ونصف» بقيادة المفوضة المسؤولة الدكتورة لميس حمدان.

حالة حوارية

كعادته منذ انطلاقته الأولى، يحرص «آرت أبوظبي» على خلق حالة حوارية بين الخبراء المتخصصين في مجال الفنون وبين جمهور المعرض، وذلك من خلال محادثات المعرض، وهي سلسلة من الجلسات الحوارية التي يشارك فيها مجموعة من أبرز خبراء الفن العالميين. وتضم قائمة المشاركين هذا العام كلاً من عادل عبدالصمد، ورامين حايرزاده، وروكني حايرزاده، وإيزابيلا فان دن إينده، وديفد زويرنر؛ إذ يتشاركون في تقديم رؤى فريدة حول أساليبهم الإبداعية والاحترافية، ومناقشة خلفياتهم ومسيراتهم الفنية، وتقديم أعمالهم الحالية، والإعلان عن مشروعاتهم الجديدة.

فعالية أخرى تصب في هذا الاتجاه استحدثها المعرض هذا العام تحت عنوان مقابلات «فن أبوظبي»، وهي سلسلة مقابلات سريعة وغير رسمية، مدة كل منها 15 دقيقة، مع الفنانين، ومديري وأصحاب صالات العرض الفنية، ومقتني الأعمال الفنية، والمنسقين الفنيين المشاركين بحضور الجمهور.

تصاميم

مجال آخر من الفنون يعرضه قسم «تصميم» الذي يضم برنامجين تفاعليين هما «استوديو التصميم» و«ورشات تصميم»، ليفسح المجال من خلالهما أمام مصممين في مجال الأزياء والأثاث والديكور الداخلي لإقامة ورش عمل حول ميادين التصميم. ومن الفنانين المشاركين في «تصميم» سلطان الدرمكي وخالد شعفار ونورا المهيري.

ومن عالم المجوهرات يستضيف «فن أبوظبي» معرض «بولغري» الذي يقدم مجموعة متميزة من المجوهرات الفاخرة التي قامت بتصميمها المهندسة المعمارية زها حديد، وتجسد هذه المجموعة خلاصة 127 عاماً من مسيرة «بولغري».

ويتوسع المعرض ليضم هذا العام عروضا سينمائية إلى تسليط الضوء على الفن والثقافة المعاصرة من خلال الفن السابع، وتتضمن عرضاً تقديمياً وفيلماً للفنانة البريطانية سارا موريس، وبرنامجاً من إنتاج مهرجان أبوظبي السينمائي بالتعاون مع متحف الفن الحديث في نيويورك ومؤسسة «آرت إيست» يستكشف أحوال السينما العربية المعاصرة.

ركن عائلي

للعائلات استحدث «فن أبوظبي» «ركن الفن» وهو ركن مزود بتجهيزات متطورة يتم تكريسها للنشاطات الفنية الخاصة بالعائلات والأطفال الذين تراوح أعمارهم بين عامين و12 عاماً، أما ورش العمل التعليمية، ونتيجة للطلب الكبير عليها خلال العام الماضي، فقد تم توسيع هذه الفعالية الإبداعية بحيث يمكن للزائرين من جميع الأعمار المشاركة فيها.

فعالية أخرى تم استحداثها في الدورة الحالية، هي مكتبة «فن أبوظبي» التي تضم تشكيلة مختارة من مكتبة معهد النور للفنون الشرق أوسطية، تتناول الفن الحديث والمعاصر في منطقة الشرق الأوسط، وتشتمل على أكثر من 8000 كتاب ومجلة، و«كتالوجات» ذات صلة بالفن الإسلامي والحديث والمعاصر في الشرق الأوسط، فضلاً عن أرشيف ضخم من الصور يشتمل على أكثر من 17 ألف صورة تتعلق بهذا الموضوع. كما يشهد المعرض إطلاق وتوقيع مجموعة من الكتب الشهيرة من أبرزها النسخة العربية الجديدة من الدراسة الاجتماعية «سبعة أيام في عالم الفن» لسارة ثورنتون، من ترجمة «كلمة». وكتاب «الفن العراقي اليوم» للفنان العراقي ضياء العزاوي من منشورات «ميم جاليري». وأيضا كتاب «إسلامانيا» لفيرونك ريفيل، الذي يسعى لتصحيح الأفكار المغلوطة الشائعة حول الإسلام.

في حين يواصل معرض «تعابير إماراتية» فعالياته، ومعرض فني جديد يقدم أعمال 10 مصورين فوتوغرافيين إماراتيين بالتعاون مع المصور العالمي ستيفن شور، إضافة إلى المصور الضيف طارق الغصين.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.