15942603_1642647896039005_710194438_o1 15943415_1642647889372339_1684531145_oمقدمة :من أهم المشاكل انتشاراً في الوطن العربي والعالم المعاصرة البدانة ويعود ذلك لأسباب مناخية وحياتية مرتبطة بطبيعة الحياة كقلة الحركة وطبيعة النظام الغذائي والجلوس لوقت طويل في المنزل …..

التقينا مع الدكتور تمام يونس الخضر اختصاصي بجراحة البدانة وبدأنا حديثنا بسؤاله :

*ماهي البدانة وهل توجد معايير أو أسس تقررون من خلالها بأنه الشخص بدين؟

** البدانة هي تجمع كميات فائضة من المواد الدهنية التي تضر بالجسم عن طريق زيادة عدد الخلايا وزيادة حجمها تعتبر البدانة أكثر من مشكلة جمالية بل هي مرض يهدد الصحة وهي  حالة لها معاييرها ومقاييسها التي تحسب على اساسها وهي BMI  وهو مؤشر كتلة الجسم ويساوي الوزن على مربع الطول بالمتر وتختلف من شخص لأخر رجل أو أمرأه أو طفل وكذلك حسب المرحلة العمرية والأمراض المرافقة بشكل عام :

إذا كان المؤشر أقل من 30تعتبر زيادة وزن

وإذا كان بين 30-35 فهي بدانة

اما من 35-40 بدانة مفرطة

ومن 40-45تعتبر بدانة مفرطة مرضية ترافقها إشكاليات أخرى

وأكثر من 45 فهي بدانة هائلة .

*ما أسباب البدانة  ؟

**للبدانة عدة أسباب :

  1. عوامل وراثية :تلعب الوراثة 80% من الأسباب نجح الباحثون بتأكيد دور الوراثة المثبت في سببيات البدانة لكنهم لم ينجحوا حتى الأن في عزل الجينات المسؤولة عن ذلك والذي سيلعب دورا في السيطرة على البدانة وراثيا .
  2. عوامل بيئية : نمط حياة نوعية الطعام في الأسرة ,النشاط الفيزيائي ونحن اذا كنا لا نستطيع حتى الأن  تعديل المورثات لكننا قادرون على تغيير نمط الحياة .
  3. فيزيولوجية :رد فعل على حالة نفسية (الحزن , الغضب ,الإحباط, الشعور بالفشل .
  4. مرضية ناتج عن خلل في افراز بالهرمونات ……

 *ما مخاطر البدانة على الصحة ؟

**يعاني المرضى البدينون من العديد من المشاكل ومن أهمها  :

  1. لديهم استعداد وقابلية للإصابة بداء السكري بأنواعه .
  2. قصور بالقلب والتهاب بالأوردة والشرايين ,التهاب الأوردة الخثرية وهم أكثر عرضة للإصابة بالجلطات .
  3. توقف التنفس اثناء النوم .
  4. الفتق بالحجاب الحاجز .
  5. ارتفاع الكوليسترول في الدم .
  6. ارتفاع الشحوم في الدم حيث يعاني بعض المرضى و تشحم في الكبد .
  7. حصاة في المرارة.
  8. ارتفاع في الضغط …
  9. تنكس في المفاصل والآم في أسفل الظهر بسبب زيادة العبء الوزني على المفاصل .
  10. الوفاة المبكرة .
  11. ضعف في أداء الخلية الكبدية .
  12. تدني الحياة ونوعيتها وتأثيراتها السلبية على الحالة الاجتماعية والعاطفية والاكتئاب النفسي .
  13. العقم .
  14. مشكلة ايجاد لباس مناسب وصعوبة الحركة , وايجاد عمل مناسب…..

*هل يمكن علاج البدانة دون اللجوء للجراحة ؟

**يمكن ذلك ولكنه مترافق مع معايير متعددة :

  1. أن يكون المريض قادر على الالتزام بأنظمة التغذية التي تحوي على التخفيف من الشحوم والكالوري .
  2. لديه نظام مستمر ومنتظم لحرق الطاقة والدهون الموجودة لديه وأثبتت الدراسات العالمية أن مرضى زيادة الوزن ينجحون بنسبة أكبر من مرضى البدانة , وإن 2%من البدينين ينجحون في انزال وزنهم وقسم قليل منهم يستطيعون المحافظة على هذا الوزن ,علماً أن معظمهم يعود ليكسب وزن أكثر من المقرر بعد الانتهاء من الريجيم  ,وأثبتت الدراسات العالمية أن مرضى زيادة الوزن يستطيعون انزال وزنهم دوائياً وعلاجيا مع الرياضة بتنظيم علاجهم بإشراف شخص مختص يشرف على هذه العملية وليس عشوائياً .

* ماهي العمليات الجراحية التي تقومون بإجرائها ؟

**تكون العملية حسب حالة المعدة ومن أكثر العمليات شيوع عالميا وأجريت عليها أكثر الدراسات هي  تصغير المعدة او التكميم بالمنظار وعملية تحويل المسار الباي باس

وتوجد عمليات أخرى  كطي المعدة  ولكن الجدوى منها بسيط حيث لا يتجاوز 10 كغ .

وعمليات الحلقة التي لها دور بسيط في بدانة الأطفال .

*هل جميع الأشخاص يستطيعون إجراء هذه الجراحة أم أن لها شروط معينة ؟

**إن عمليات السيطرة على البدانة لها شروط معينة لأنها عمليات دقيقة ونوعية تتوقف على الأشخاص المختارين فإذا كان المريض لديه سكري نمط2 أو ارتفاع توتر شرياني أو الام مفاصل يكون مرشح بشكل كبير لإجراء هذه الجراحة والذي لديهم بدانة مفرطة مرضية ووزن زائد مع مشاكل صحية دائمة تجرى لهم الجراحة للمساعدة في شفائهم مع العلم أن العملية تجرى كل مريض تجاوز مؤشر كتلة الجسم 30 لديه ولم يستطع ضبط وزنه والسيطرة عليه والقرار هنا يعود للطبيب صاحب الخبرة هو من يقرر ضرورة العملية أم لا .

ولكن حتى تجرى العملية يجب :

  1. عدم وجود أي اضطرابات أخرى مسؤولة عن الوزن الزائد مثل الاضطرابات الهرمونية .
  2. عدم وجود أي حالة جسدية أو مرضية تمنع تخديره أو اجراء الجراحة .
  3. عدم وجود قصة إدمان على الكحول أو المخدرات .
  4. الإقلاع عن التدخين قبل العملية بستة أسابيع على الأقل .

            *متى تكون العملية ضرورة ؟

**البدانة الهائلة في العمر المبكر هو انتحار لما يحمله من مخاطر صحية فتقوم هذه العملية بإعادة المريض للحياة وتجنيبه العديد من المشاكل الصحية كانقطاع التنفس وانعزال المريض عن الحياة

*هل الجراحة مجدية  دائماً ؟

**طبعا مجدية دوماً ويكون ذلك باختيار المريض الصحيح وتحضيره بشكل صحيح بأيدي خبيرة وأدواتها الخاصة ثم متابعة الحالة  بكل أنواعها فهي  حلقة مرتبطة ببعضها وعلى المرضى الذين يخضعوا لإجراء الجراحة وأن يلتزموا بالشروط والتعليمات بهدف تنشئة المرضى للحياة بشكل جديد  وعلى المريض  تجاوز العادات الغذائية السابقة وتكون النتائج 100%عند الالتزام .

  • * كم يمكن أن يفقد المريض من وزنه؟
  • **يعتمد فقدان الوزن بعد العملية على عدة عوامل مثل :
  • العمر – الحالة الصحية بشكل عام – نوع العملية التي سيخضع لها – قدرته على الالتزام بالتمارين الرياضية – التزامه بتغير نظامه الغذائي_ اندفاع الأهل والأصدقاء من حولك .
  • ويمكن أن يفقد المريض بعد العملية الجراحية من 50-60% من الوزن الزائد .
  • ويفقد معظم المرضى وزنهم الزائد بسرعة بعد العملية ويستمر فقدان الوزن لحوالي 18-24 شهر من إجراء العملية .

*هل لهذه الجراحة مخاطر وما هي ؟

**الخطورة في هذه العملية تأتي من البدانة بحد ذاتها  أما خطورة هذه العملية لا تتجاوز خطورة أي عملية أخرى كالزائدة الدودية والمرارة وهي  ليست خطرة بحد ذاتها .

من أهم المخاطر حصول مشكلة التسريب بين 2%و 3%من المرضى وهي عبارة عن تسريب محتويات عصارة المعدة واللعاب والسوائل المتناولة عن طريق الفم عبر ثقب في جدار المعدة وهي منطقة اتصال المعدة والمري بعد عمليات البدانة “التكميم وتحويل المسار” ,  ونستطيع تجاوز هذه المشكلة بحقن مادة ملونة في نهاية العملية مرتان ونغلق مخرج المعدة ونعزل جزء من المعدة وفي حال حدوث تسريب , نضع انبوب تصريف بجانبها وإذا ظهرت أي أثار للمادة الملونة خلال أربع ساعات لنا إجراءات مرممة لهذه المنطقة ويمكن أن يحدث التسريب بين 3/10أيام  من إجراء العملية وهو يحدث بآلية نقص التروية المجهري وهو  يحصل بأحسن المراكز العالمية ومن الضروري اتباع حمية تامة حتى مرور 24 ساعة على إجراء العملية قبل إجراء اختبار الحقن فإذا لم تظهر اثار للمادة الملونة في الأنبوب نسمح للمريض بتناول الماء أولا ومن ثم العصير المناسب وينصح بعدم سفر المريض بعد العملية لمدة10 أيام مع ضرورة بقائه في المحافظة تحت المراقبة الدقيقة للضغط والنبض والحرارة والحالة العامة التي تسجل في جدول يبين أي اختلاف يستدعي الاشتباه بوجود تسريب ويعطى المريض أدوية ونصائح الطعام والشراب للأسبوع الأول والثاني بعد العملية ونمط الطعام وطريقة الطعام لفترة من الزمن  هاتفياً أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي .

*يعاني الكثير من الناس من الترهلات الجلدية بعضها يكون قبل العمل الجراحي وبعضها بعد العمل الجراحي كيف تتعاملون مع هذه المشكلة ؟

** إذا كان للمريض البدين ترهلات جلدية قبل العمل الجراحي فحتما سوف تزداد بعد نقصان وزنه ولا سبيل هنا لتقلص الجلد أو انكماشه  الذاتي بسبب فقدان الجلد لمرونته بسبب تمدده الشديد بسبب الشحم المتراكم تحته .

وفي حالة عدم وجود ترهلات قبل العملية أو تشققات جلدية مثل التي تظهر على بطن الحامل “الفزر الحملية ” على المريض الالتزام بنظام رياضة بسيط مع نصائح تغذية خاصة بالعمليات دون  اللجوء للحمية لأنه  بإجراء العملية يكون خاضع لحمية قسرية ولكن أغلب المرضى لا يحتاجون لا يعانون من ترهلات تحتاج إصلاح تكون الترهلات بسيطة ومقبولة .

والحل في حالة الترهلات هو الشد الجراحي المترافق مع القص الجلدي الزائد بطريقة تجميلية مع العلم أن كافة الوسائل والبدع التي يتم تجريبها على هؤلاء المرضى لا تأتي بالنتائج المرجوة وهي تكلف مبالغ طائلة .

*يترك العمل الجراحي في كثير من الأحيان ندبات هل تزول مع الزمن أم لها علاج أخر ؟

**إن الشد الجلدي هو عمل جراحي يترك ندبة وهي ندبة جرح تجميلي تبقى في الثدي سنة كاملة وتختفي بنسبة 95% أما في البطن والذراعين والفخذين فتحتاج لسنة أو سنتين تقريبا , مع التأكيد على أهمية نوعية الخيوط المستخدمة في هكذا عمليات ومتابعة علاجها بالكريمات والأدوية لتحسين شكل الندبات في هذه العمليات .

ولكن لا يمكن أن تختفي تماما ولكن يكون تحسن شكل الجلد واضح قبل العملية وبعدها .

*ما هي الإجراءات التي تقومون بها قبل العمل الجراحي وهل لها زمن محدد ؟

**نحن كفريق لجراحة البدانة الأول بحمص  نعمل  منذ عشرة سنوات حسب دراستنا لجراحة البدانة في فرنسا و أوربا ومتابعتنا المستمرة لتطور أدوات هذه العمليات ومتابعتنا لتقنيات هذه الجراحة من خلال حضور المؤتمرات لخارجية .

فنحن كفريق نقوم قبل إجراء العملية بأخذ الموافقة  على العملية المناسبة ثم نقوم باستشارات قلبية وصدرية ومخبرية وأشعة ونقوم باستشارات تخديريه وببعض الاستشارات التي تعلق بحالة المريض الصحية بالإضافة للاستشارات الصحية المعتادة حسب حالة كل مريض .

ولا نهتم بزمن العملية وكم تستغرق من الزمن ونحن نعمل كفريق جراحي واحد وليس جراح واحد على طاولة العمليات وكل خطوة في العملية تحتاج لإجماع تام  من قبل الفريق ضماناً لسلامة المريض .

وحفاظاً منا على سلامة المريض نقوم باستخدام أفضل الأدوات ولا نستخدمها إلا مرة واحدة ولا نقوم بإعادة تعقيمها واستخدامها مرة أخرى بهدف التوفير على المريض مثل أداة تطبيق الخرزات والقص لأن إعادة استخدامها تزيد من احتمال التسريب ونحن حريصين على عدم المغامرة بحياة المريض.

           *ما هو الإجراء المتبع في حال اكتشافكم  وجود  فتق في الحجاب الحاجز ؟

**يعاني نسبة لا بأس بها من المرضى الذين يخضعون لعمليات مكافحة البدانة من فتق في الحجاب الحاجز وتمنعنا الأخلاق المهنية أن نترك الفتق دون إجراء اللازم و إصلاح الفتق ولأن عدم إجراءها ينتج عنه تفاقم احتمال التسريب ويسبب أعراض مزعجة لا تتراجع عند المريض مثل الحموضة والحرقة أسفل المري خلف عظم القص الإقياءات المعنده مما يستدعي وقتاً أطول في العمليات ويزيد التكلفة المادية على المريض.

*ماهي نتائج العملية على المريض ؟

**لا تقتصر النتائج على تخفيض الوزن وانما لها عدة ايجابيات منها :

  1. السيطرة على السكر والضغط والكوليسترول .
  2. *- التخلص من المرض نهائياً أو تخفيف جرعات الأدوية .
  3. تحسن نوعية النوم واختفاء كتمة النوم والشخير .
  4. استعادة الخصوبة عند الرجال والنساء والقدرة على الحمل عند السيدات والعلاقة الحميمة الطبيعية عند الرجال .
  5. يعتبر بعض الأشخاص العملية فاشلة إن لم يصلوا للوزن المثالي على الرغم من تحسن نوعية الحياة جسديا واجتماعيا ونفسيا .
  6. بعض الأشخاص لديهم توقعات خيالية وخاطئة لنتائج العملية من الحصول على السعادة فإذا لم يحصلوا عليها يعتبرون العملية فاشلة مما يؤدي للكآبة .
  7. أغلب الأشخاص الذين يفقدون الوزن الزائد يصبحوا أكثر ثقة وأكثر تواصل اجتماعي مع الاستمتاع بالتسوق …

*هل جميع الأشخاص الذين يقومون بعملية لتخفيف البدانة هم مسلوبو الإرادة أمام الحميات والطعام ؟

** هذا الاعتقاد خاطئ لدى البعض لأن الريجيم لا ينجح غالبا مع مرضى البدانة والسمنة المفرطة الذين تتجاوز كتلة أجسامهم 35…

علماً أن الدراسات التي أجريت أثبتت أن الذين حاولوا إجراء الريجيم من 6-8 مرات على الأقل نزلوا في كل مرة 8 كيلو وإنهم فقدو 60-100كيلوغرام في اثناء هذه المحاولات ولكن عاد وزنهم للارتفاع بعد الريجيم من 89-100 كيلو غرام .

علماً أن السمنة المفرطة مرض هرموني معقد لا يصلح معه الريجيم فقط .

*ماهي نتائج تكميم المعدة ؟

  1. تصغير حجم المعدة بنسبة 20% من الحجم الأصلي , مما يساهم بتقليل كمية الطعام الذي يتناوله الفرد بشكل ملحوظ .
  2. تقليل هرمون الجوع (Ghrelin) بما يعطي احساساً بالشبع وتأخر في الاحساس بالجوع.
  3. يفقد المريض 70% من وزنه الزائد في الشهور الست الأولى ويستمر في فقدان وزنه حتى الوصول إلى الوزن المثالي .
  4. ليس لها تأثير على الجهاز الهضمي فهي لا تغير مسارات الهضم.
  5. تجرى العملية بالمنظار لذلك هي أمنة .
  6. وجد أن عملية تكميم المعدة تقضي بنسبة كبيرة على مرض السكر من النوع الثاني وتساهم بشكل فعال في ضبط حالات السكر من النوع الأول حيث أن نقص الدهون يزيد من حساسية الانسولين للمستقبلات التي يعمل بها .
  7. لها تأثير ايجابي على مرضى ارتفاع ضغط الدم , حيث وجد أن أكثر من 75% من مرضى ارتفاع ضغط الدم يستغنون عن أدويتهم الخاصة بالضغط بعد إجراء عملية تكميم المعدة أو تقل جرعة العلاج المستخدمة .
  8. تحسن نسبة الكوليسترول بالدم .
  9. تساعد في التخلص من التهابات المفاصل الناتجة عن الوزن الزائد .
  10. التخلص من اضطرابات النوم وضيق التنفس نتيجة زيادة الوزن .
  11. مناسبة لكافة الأمراض المرتبطة بالسمنة المفرطة .
  12. يغادر المريض المشفى بعد يوم واحد لثلاثة أيام من إجراء العملية .
  13. الوقاية من كافة الأمراض المرتبطة بالسمنة كتصلب الشرايين وأمراض لقلب .

*ما الذي يحدث عند تكميم المعدة ؟

**عند قص المعدة بشكل طولاني وإبقاء الباقي منها بشكل فاكهة (الموزة ) يسبب ذلك في انقاص الوزن عن طريق قلة امتلاء المعدة بالطعام وايضا يعمل على انقاص هرمون ( Ghrelin)

الجارلين الذي يفرزه الجزء المستأصل من المعدة وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالجوع مما ينقص من رغبة المريض بالطعام بشكل كبير .