Image result for ‫صور الشيخ حمدان بن محمد‬‎Image result for ‫صور الشيخ حمدان بن محمد‬‎

 

بين ستارة التحدي التي أسَّدلها سمو الشيخ أحمد بن محمد ..

و زمن اللحظة التي أوقفَّها .. الأستاذ علي بن ثالث ..

بقلم المصور : فريد ظفور

  • تجاوزت عروسنا عروس الضوء جائزة حمدان للتصوير ( هيبا ) عامها السابع ..بعد أن دخلت في المدرسة الإبتدائية ولكنها ليست كتلميذة ..بل كمعلمة تعلمنا فنون الضوء وتطوره وتقنياته وأحدث مدارسه وتعرفنا بأشهر وأهم صناع الميديا والسوشول ميديا والصحافة في العالم وعلى رواد الفن الفوتوغرافي في مشارق الدنيا ومغاربها..فمنذ بدأت خطواتها الأولى وهي الرائدة والمؤثرة في مناهج ومدراس التصوير الضوئي محلياً وعربياً وبعدها عالمياً..رافعة بيرق المجد والسعادة والأمل والتحدي على الذات أولاً فلا يرضى راعيها على المركز والسدة الأولى بديلاً وعلى الظروف المحيطة ثانياً..وبعدها كانت قد أغلقت نهاية الشهر الماضي راية اللحظة ..وبدأ المشاركين ينتظرون بفارغ الصبر قرارات اللجان التحكيمية في شهر شباط ..فأية لحظة وأية تسمية ..إنها السهل الممتنع ..فقد كان على المصور إسقاط الصورة الضوئية في زمن معين ومكان معين..إنها منحني الزمكان على خطوط بيانية إحداثياتها وسيناتها الزمان في شهر آذار من كل عام وإحداثيات عيناتها إمارة دبي جائزة حمدان للتصوير..وبينهما يتواتر متصاعداً وهابطاً المنحني الزمكاني للجائزة ليعرفنا على الفائزين يجائزة اللحظة القادمة بشهر آذار للعام 2018م..تلك اللحظة التي ربما لاتتكرر ولايستطيع مصورها أن يعيد نفس اللحظة ونفس الكادر المصور مرة ثانية…وربما يكون فارسها مصور أو مصورة ..هاو أو محترف..عربي أو أجنبي..أسعفه الوقت وساعده الحظ بإصطياده اللحظة المناسبة بمكان مناسب لكائن ما..بشري أو لحيوان ..أو لكلاهما معاً.. وهذه اللحظة قد تسعد الفائزين وترفع مقامهم عالياً تلك اللحظة التي وثقتها عدسة كاميراتهم وترجمتها من خيالهم لواقع حي معاش مؤطر داخل كادر الصورة الضوئية الفنية الجمالية بتدرجاتها اللونية الأحادية أو بألوان الطيف السبعة..وتختلف اللحظة من مكان لآخر ومن بلد لآخر وبين توقيت وآخر وليل ونهار..وفصل وآخر..إنها لعمري التحدي من جديد على فريق الجائزة وعلى فريق التحكيم.. وحتى على المشاركين..لأن الغوص في غمار اللحظة والبحث عن فلسفتها والتعبير عن مكنوناتها في الصورة أمرٌ عسير وصعب وفي غاية الدقة والمسؤلية ..ويحتاج لمزيد من الصبر والأناة والحكمة والترقب والحنكة والذكاء لتقديم اللحظة المناسبة لموضوع مناسب ولجائزة مميزة ومتألقة  ..والحق أقول ..لقد عودتنا الجائزة والقائمين عليها بأنهم أهلاً لها..
  • حين أسدل سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم  الذي كّرم الفائزين بالجائزة وأسدَّل الستارة على الفصل الأخير لجائزة هيبا التي كانت بعنوان “التحدّي” ..في موسمها السادس من عمر الجائزة.. وحري بنا هنا .. أن نتذكر بفخر عناوين دوراتها السابقة (( حب الأرض-2011 – 2012 ** محور جمال الضوء -2012 – 2013 ** صنع المُستقبل-2013 – 2014 ** الحياة ألوان – 2014-2015 ** السعادة – 2015-2016 ** التحدي- 2016-2017 ** اللحظة – 2017-2018 )).. وجميع عناوين الجوائز تشكل حلقات في سلسلة أولمبية ضوئية تشكيلية مبدعة أضحت مدرسة ومعلمة ومربية لأجيال الفنانين الفوتوغرافيين في العالم أجمع..
  • عالم التصوير فسيح يشمل الهواء والماء والأرض وماعليها..وقد شهد العالم الفوتوغرافي في العقد الأخير ثورة عارمة في المعلوماتية وفي أسليب البحث والإختراعات وذلك بفضل ما إبتكره العلم من وسائل إتصال وأجهزة وأدوات ومعدات تصوير ذات تقنية وفاعلية عالية..فقد ظهر المجهر الإلكتروني ليكبر الكائنات الدقيقة آلاف المرات..ولا مراء في أن ما استفاض من الأنباء أخيراً من وصول مركبات الفضاء ونزولها على كواكب جديدة..وقد تم توثيق الصلات بين الأرض والفلك والطبيعة وتسخيرها جميعاً لدراسة العلاقة الشمسية الأرضية.. فالكشف عن مصادر الأشعة السينية والسدم الراديوية وأشباه النجوم بوسائل التقنية الأرضية يعتبر من أعظم البحوث الفلكية أهمية في عصر الفضاء..وقد إستطاع العلم تسخير الأقمار الصناعية في نقل الرسائل اللاسلكية والصور التلفزيونية عبر القارات جميعاً ..وبذلك لعب عصر الفضاء دوره على مسرح علوم الحياة ..ولا مراء في أن حاجتنا إلى كل ماتزخر به أرضنا من موارد طبيعية تزداد تبعاً لزيادة السكان ..ومن الموارد الهواء والجو والماء العذب والبحار والمحيطات والثلاثات والغابات والمعادن والأرض القابلة للزراعة ..ولا يكفي كشفها..ولكن كشف تلوثها أصبح من الأهمية بمكان وذلك حتى لانتعرض لأخطار التلوث الذري والكيميائي..ففي مجال الزراعة تتبدى أهمية التصوير الجوي للأراضي المختلفة وتستطيع الصور الفوتوغرافية بالأشعة تحت الحمراء أن تبين ظهور مرض أشجار الغابات لأن المريضة منها تغير درجة الحرارة مما يسجل على الفيلم الخاص بهذه الأشعة..وقد أصبح العلم والتصوير عنصران أساسيان من عناصر الثقافة والحضارة الحديثة..ويضيفان إلى الإنسانية قيماً وأبعاداً جديدة ويقدمان للمصورين مواد وتقنيات أفضل لعملهم..ويزودان الإنسان بفهم أوسع وأعمق لنفسه وإمكانياته ومكانه في المجتمع والطبيعة..ويمنحان العالم والمؤرخ ويقدمان لهما الأجهزة والأدوات التي تساعدهم بتحقيق النجاج في بحوثهم..
  •  ما أعجب هذا الكون وما أعظم باريه فقد ظن الإنسان بأنه سيد الكون ..وأن الأرض التي يسكنها هي مركزه..وإذا بالأرض نفسها كوكب متواضع ضمن تسعة كواكب تدور في فلك الشمس مكونة المجموعة الشمسية والتي تبعد عن الشمس تسعين مليوناً من الأميال..وكشفت الآلات الحديثة المهيأة لإلتقاط الصور تحت الماء وفي أعماق المحيطات عن آلاف الأسماك والكائنات الكبيرة وغيرها من المفترسات التي تلتهم الحيوانات الميته..ولم يعد أن ثمة شك بأن العلم هو الوسيلة الأولى والأخيرة لإحداث أي تقدم في أي مجتمع ..وهذا هو الخليج وبالأخص الإمارات العربية ولاسيما أبو ظبي ودبي…ولكن تواجه إنسان العصر خمس تحديات ..كالسكان والإنتاج الزراعي والموارد الطبيعية المحدودة والإنتاج الصناعي والتلوث..وأيضاً تهدد مستقبل البشرية مالم تتضافر الجهود لحلها..ويقولون أن الرخاء كما السلام لايتجزأ والعلم الذي يصنع الرخاء بزيادة الإنتاج ورفع مستوى المعيشة والحياة…هو نفسه يصنع السلام حتى يجد كل إنسان حاجته من الغذاء..ومن المسلم به والمباديء المقررة بأن الحرية والسلام لايمكن أن يزدهرا في أرض يسودها العوز والفقر والجوع..
  • لقد غدت لجائزة حمدان للتصوير شخصيتها الإعتبارية المتميزة والعالمية ضمن حركة الفوتوغرافيا العالمية..فقد قدمت الكثير من العطاءات للمصورين وللنهضة الفوتوغرافية ..إنها أولى الجوائز التي نظمت أعمالها وأهدافها تنظيماً جديداً فريداً ..مقدمة الرؤية الكلاسيكية المحلية لبلدها الأم إمارة دبي التي أعطت النبل للبيئة الإماراتية والخليجية ورفعت الكلاسيكية الضوئية إلى مستوى التعبير الأصيل عن الواقع العربي ودمجت بين التكوينات الفنية المتينة الهرمية نظرياً وعملياً ..وبين موضوعات الحياة الفوتوغرافية الحديثة المواكبة للحداثة العالمية..وكانت الأولى التي حملت جواز سفر دبلوماسي ضوئي متجاوزة حدود الوطن العربي إلى خارجه دونما تأشيرات دخول وخروج..بحيث ربطت العمل الفني الضوئي بالبناء المتماسك الصلب الذي أعطى القوة والجرأة والمتانة للفنانين الضوئيين ..وكانت أيضاً أول المجددين بالفن من حيث الموضوعات والعناوين الحياتية والقيم الجمالية الحديثة..رابطة الموضوعات المعالجة بالصياغة والتجدد..وقد كانت تجاربها وأفكارها دوماً محل التقدير والإعجاب المحلي والعالمي لأنها عكست تطويراً للفن الضوئي ..متجاوزة للتجارب التقليدية القديمة ..ومعبرة عن حيويتها وقدرتها على التجديد المدروس المعبر من خلال أمينها العام الأستاذ علي بن ثالث وفريق عمل الجائزة وأذكر بعضاً منهم كالأستاذ محمد الضّو والأستاذ سعد محمد الهاشمي والأستاذة علا خلف ..وبقية الزملاء العاملين والجنود المجهولين من وراء الكواليس..وهكذا يعمل ويسير فريق الجائزة و بقيادة أمينها العام..على هدى وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم راعي الجائزة..
  • وهو مايجعلنا نحن معشر الإعلاميين بأن نوجه التحية للإنسان القائد الفذّ الذي بذل الكثير من العطاء والوقت للحركة الفوتوغرافية ..لكي ينعم الفنانين الضوئيين بالمنجزات الكبيرة التي تحققت على يديه ..فتحية من القلب للفنان الضوئي وللمربي وللمعلم وللقائد النبراس الذي أنار طريق الفوتوغرافيا العالمية والفن الضوئي العربي ..ليصبح منارة هداية لعشاق الضوء ..
  • وندلف للقول بأن الفن الضوئي بفضل عطاءات الجائزة أصبح قادراً على إبراز الأفكار والأشكال والألوان التي تزيدها جمالاً ووضوحاً ..وشأنها في التصوير شأن الصوت الجميل في الغناء .لاتظهر محاسنه إلا إذا تدرج على سلم الأنغام والتدرجات اللونية ..

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق المقالة ____________________________

  • Image result for ‫صور الشيخ أحمد بن محمد‬‎Image result for ‫صور الشيخ أحمد بن محمد‬‎

HIPA

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.