إنها حربُ الديجيتال والملون على التصوير بالأبيض والأسود..

بقلم المصور : فريد ظفور

  • الديجتال ثورة معرفية غزت مرافق الحياة..فالطّباعة ثلاثيّة الأبعاد وهي التقنية التي يتم من خلالها بناء مجسم ملموس من نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد، حيث يمكن الحصول على هذا المجسم من خلال ماسح ضوئي ثلاثي الأبعاد (3D Scanner)، أو من خلال تصميمه باستخدام أحد برامج الحاسوب ..ولم يعد من الخيال محاكاة أي نموذج ثلاثي الأبعاد أو مجسم وتحويل كل ما يخطر ببالك من أشكال متنوعة لتكوين صوره طبق الأصل منه على ارض الواقع ..وأصبح التخزين السحابي Cloud storage  للصور والملفات هو نموذج للتخزين على شبكة الإنترنت حيث يتم تخزين البيانات على خوادم Servers ظاهرية متعددة ، بدلاً من استضافتها على خادم محدد ..
  • والتصوير الملون نتيجة حتمية لتطور الفن الضوئي..يقع على درب النمو من الآلة ومن تطورها إلى الأدوات التي تنتج سواها من الأدوات والمعتدات التقنية..أي إلى الآلة الحديثة التي تمكن الإنسان من إستخدام ينابيع الطاقة الطبيعية الكبرى وتسخيرها لأغراضه ومآربه ..وقد بقيت الأداة خلال زمن طويل على تماس مباشر بيد الإنسان ولكن الآلة الحديثة تستمد غذاءها  من ينابيع الطاقة وتنزل إلى عالم يكفي ذاته بذاته ..وكل شيء يجري أمام أعين الإنسان كما لو أن براعته وقدرته قد أخذت تُقصيه هو نفسه من منظومة آلاته..ومن ثم عن علاقاته بالقيم الضوئية وبتكوينها الجمالي التي لايرتاب الإنسان في أن ذلك الكون الآلي لاينضوي عليها بذاته..
  • بيد أن ذلك لايمحو المشكلة الضوئية الناجمة عن مثل هذا التطور التقني في عالم الديجيتال ..ولا مناص من إتخاذ القرارات والتدابير اللازمة في مؤتمركم المصون ..لإنقاذ غريق الضوء ( الأبيض والأسود )..من بحيرة التطور والتكنلوجيا وعالم الديجيتال ..وحتى يجد العاملون القادرون على العمل فيه ..عملاً ما يكفل لهم حياة شريفة..
  • ولئن جازت الإستعاضة عن  الأبيض والأسود  بالملون والديجيتال ..فليس بجائز أخلاقياً ومهنياً إرسال الحصان العجوز إلى المسلخ ..ولا إحالته إلى التقاعد بحجة أن الملون أسرع وأكثر تعبيراً لونياً وأسرع وأوفر ..أو بحجة أن تصوير الديجتال فيه خاصية الــ  الأبيض والأسود  وأوفر مادياً ومعنوياً وأسرع إنجازاً ووقتاً  ويظهر الصورة فوراً على شاشة الكاميرا مما يسمح بالتعديل والتغيير..ولا يجتاج للكمياء من أحماض للأفلام والورق ولا إلى غرفة مظلمة ولا إلى مواد خام من الورق والأفلام العادية والملونة..فقط يحتاج لكاميرا ديجيتال فيها حساس ينوب عن الفيلم وإلى وسيلة تخزين ( كرت ذاكرة ) ومن ثم يتم معالجة وإنتاج الصور في الحاسب أو الموبايل وبعدها يتم طباعتها ..ولا يمكن بذريعة التوفير الزمني أو المهني إرغام  الأبيض والأسود  على الموت جوعاً ..ولا أن يُضرب عن الطعام أو أن يصوم الدهر لعدم توفير مواده الخام في السوق ..والتي أصبحت في خبر كان وأضحت خارج نطاق دائرة الإنتاج الضوئي لعدم جدواها الإقتصادية..ولا على إعتباره عاجزاً بدون أن يُكلف بالعمل ..فالصور الرمادية تكون أكثر حيادية ومهنية من الصورة الملونة، حيث تنقل الحدث بكل تفاصيله دون الانحياز و”يشاهد الناس الحدث وليس الألوان”..حيث يلجأ المصورون للأبيض والأسود من أجل إظهار المعاناة، أو إظهار تقاسيم كبار السن، مشيرا إلى أن المميز في هذه النوع من التصوير هو أنك تتحكم في جمالية الصورة من خلال : الحدّة وكمية الضوء وعمق الميدان..ولا أن يتحول إلى حصان يدور حول نفسه لإخراج الماء من البئر المعرفي وهو معصوب العينين لايري بحاله ..رغم أنه ما بين الأبيض والأسود.. لنا في الألوان حياة..وبالرغم من قدرته على القيام بالقفز على الحواز والعدو والمشاركة في السباقات الفنية وفي الميادين والمعارض الدولية ..وأيضاً رغم قدرته على القيام بأبدع وأبهى الظلال والتدرجات اللونية الرمادية ..ولن ُيضيرنا بشيء إذا علمنا أنه كلما إزداد الإنسان مقدرة على الإبداع كلما قلَّ مورده وماله..لأن المال يبدلُ معنى القيم الأخلاقية وتصبح الرذيلة فضيلة والعكس بالعكس..وهكذا حال الأبيض والأسود مع الملون والديجيتال ..والقوة بدون عدالة طغيان ومنتهى العدالة منتهى الظلم..والعدالة مسطرة من حديد لاتعطي سوى ثابت لايتغير ..أو لانرى أن إعالة الخادم العجوز ( الأبيض والأسود  ) قد أمضى حياته في خدمتنا منذ ماينيف على القرن ..هو العدالة بذاتها .أوليس الأقربون أولى بالمعروف …أوليس من الإنصاف إتاحة الفرصة المتكافئة من الإسهام في خدمة الفن الضوئي للملون وللديجيتال والأبيض والأسود..لآن المساواة الفن في التفاهة ..أفضل أخلالاقياً من تفاوته بين الرخاء والوفرة ..ولأن بين العدالة والمساواة رباطاً وثيقاً يربط بذراعيه بين الديجيتال والملون من جهة والأبيض والأسود من الأخرى..ودرب العدالة غير مفروشة بالرياحين..بالرغم من أن الإنسان يولد حراً ولكننا نجده مكبلاً بالحديد في كل مكان ..لأن الحرية شرط رئيسي لكل سلوك ضوئي إنساني مسؤول..وهي حريتنا بالقبول أو بالرفض بين كفتي الميزان..
  • وما الإنخلاع أو التحيز لأحدهم سوى الصفة الأخلاقية عن وظائفنا العملية وفي مقدمتها سلوكنا الإقتصادي في نطاق العمل الضوئي..ومن الجلي أن قوانين العرض والطلب أو المنافسة تؤلف قوام القيمة الضوئية في السوق الذي يوفَّر الديجيتال على حساب الملون والأبيض والأسود..مرجحاً كفته في ميزان التصوير اليومي للمواطنين من هواة ومحترفين..تاركاً قوى الأبيض والأسود تخور يوماً بعد يوم ..وقبل أن ينتهي الطريق فالأبيض والأسود ينتظر القليل من الرحمة بعد أن قذفته هو والملون السوق كما شظية صورة أو مرآة محطمة..وعلى الإنسان أن يناضل ويجاهد ويبحث عما يريد متنقلاً من محطة إلى أخرى والرغبة جامحة في الوجود الفوتوغرافي ..لأن الفن كالفتاة الجميلة غالي الثمن ومهما قيل ومورس من تعسف ..يظل الصفر المطلق رمز للديجيتال والملون والأبيض والأسود لآنهم وجهي عملة واحدة إسمها فن التصوير الضوئي..ومضت السنون متسارعة وبدأت حال الأبيض والأسود تزداد سوءاً ويأخذ حبوب للضغط ويستعمل بخاخ الرذاذ وأحياناً يدخل غرف الإنعاش وتجرى له عملية شبكات للقلب..لذا أصبح الخوف والرجاء على الأبيض والأسود قاب قوسين أو أدنى من الإزدهار أو الإنفجار ..سيما ونحن في بداية قرن جديد وأمام كون لانهائي بصورة مزدحمة .. في الكبر والتطور والإبتكار على نحو ماكشفت عنه صور بحوث علماء الفلك وكما أماطت عنه اللثام الإكتشافات التكنلوجية من عالم الديجيتال والبحوث الذرية والنووية والإلكترونية والهيدروجينية,,
  • حتى إنبلج الصبح وإنقشع الغمام وإنبرى فارس من فرسان الضوء..إنه الفنان محمود الجزائري.. وتصدى لتلك المحاولات اليائسة لإنهاء دور الأبيض والأسود.. وحزم أمتعته وجمع قواه المعرفية والفنية والمادية وأعلن عن إقامة المؤتمر الأول للأبيض والأسود في -12-12 من كل عام..وإجتمع عقد جمان مؤتمرنا المبجل الذي سيعيد المجد للزمن الجميل زمن الأبيض والأسود ..وإننا على ثقة من الإبداع المتجدد لفنانينا العراقين والعرب ..بفضل ما إكتسبوه من خبرة ومفاهيم التي تحققت وبفضل قيادة ومساهمة مجموعة تاريخية مبدعة..و فذة لانظير لها ..قد حققت  ثورة بكل ماتعنى كلمة الثورة من معاني خالدة لفن التصوير بالأبيض والأسود..وأعطوا العطاء المتجدد الذي نفخر به وأغنوا حياتنا المعاصرة بفن الأبيض والأسود المعبر الأصيل والمتميز الذي جعلنا نعتز بما قدمتموه بمؤتمرنا الأول تحت شعار بالضوء والظل نشارك بصناعة الجمال.. ..والذي وضع الفن الضوئي الأحادي على مستوى التحديات التي نواجهها ..وهنا لايسعني إلا أن أثني وأكبر فيكم روح المبادرة لإنقاذ الفن الأحادي اللون من براثن الإندثار والضياع والنسيان..فطوبى لكم ولجهودكم المبذوله وكل عام وأنتم مجتمعين على الخير والحق والجمال ونصرة فن تصوير الأبيض والأسود ..الذي هو واقع اجتماعي، يخضع للسياق الزمكاني والبيئات الثقافية العربية الضوئية..
  • العاملين في :مجلة فن التصوير
  • – نيابة عنهم :
  •  البروفسور : صالح الرفاعي / المشرف العام على مجلة فن التصوير
  •  الإعلامي : فريد ظفور  / رئيس تحرير مجلة فن التصوير

ـــــــــــــــــــــــــ ملحق المقالة عن إنها حرب الديجيتال والملون على الأبيض والأسود ـــــــــــــــــــــــ

وخرج المؤتمر بالتوصيات الخاصة بالمؤتمر الدولي الاول :
الذي حمل شعار : بالضوء والظل نشارك بصناعة الجمال
 الأستاذ : محمود الجزائري
التوصيات الخاصة بالمؤتمر الدولي الاول
1. – اعداد موقع رسمي خاص بالصور الابيض و الاسود يكون معرض الكتروني لعرض اعمال المصورين من كل العالم تحت اسم (بالابيض والاسود)
2. توجيه دعوة لكل المصورين من داخل و خارج العراق للمشاركة بهذا المؤتمر
3. اقامة معرض فوتوغرافي سنوي متخصص بمحور الابيض و الاسود مع تفعيل دور لجنة الحكم
4. اعداد بحوث و دراسات مختصصة بالتصوير بالابيض و الاسود و دراسة اعمال المصورين العالميين وتحليلها
5. عقد ورش لتنمية الثقافة الفوتوغرافية من خلال تعلم النقد الفوتوغرافي
6. انطلاق جائزة (الحسن ابن الهيثم للتصوير)
و تصنف على مجموعة مشاركات
• الصور المشاركة بالمعرض
• البحوث النقدية
• درع الابداع
• اجمل صورة للسنة
• التحكيم
• تكريم رائد من رواد التصوير
** ونشير الى أهم ما تقدم هم انطلاق ( جائزة الحسن ابن الهيثم للتصوير ) و التي ستطبق بالعام القادم **
  • ملحوظة :
  • على هامش المؤتمر وبمناسبة اليوم العالمي للتصوير بالأبيض والأسود أقيمت عدة معارض بدول عربية منها:
  • – مصر – إفتتاح معرض اللقاء الدولي الحادي عشر لفناني مصر ودول عربيه و دول اجنبيه بعنوان ( أبيض وأسود) بأتيليه الأسكندريه
  • وقد افتتح المعرض الدكتور : محمد رفيق خليل رئيس مجلس ادارة اتيليه الاسكندريه والاعلامى الدكتور : ابراهيم الكرداني..
  • اتحاد المصورين العرب المكتب التنفيذي عمل مسابقه لمحور الابيض و الاسود بمناسبة اليوم العالمي – بإشراف الأستاذ عبد الرسول الجابري
  • المهندس حسن داود:

 

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.