Saad Hashmi | HIPA

ملفّات فائزة .. قصص متفوّقة ج2 المقال الاسبوعي لجائزة حمدان

فوتوغرافيا

ملفّات فائزة .. قصص متفوّقة (الجزء الثاني)

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

 

نستكمل تناولنا هذا الأسبوع للملفات الفائزة بمحور “ملف مصور” للدورة السابعة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، والتي كانت بعنوان “اللحظة”، بعد أن عرضنا الأسبوع الماضي الملفات الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى.

صور الملف الفائز بالمركز الرابع في هذا المحور، تمّ التقاطها بعدسة المصور الإيطالي “سيرجيو سبيرنا”، التي أخذتنا باقته البصرية البديعة في نزهةٍ في أفياء الريف الإيطاليّ الشتويّ الخلاّب، في حضور الضباب الذي كان أساسياً لتظهر الصور بهذا المنظر المهيب وكأنها أعمال فنية مرسومة بقلم الرصاص ! إنها من ذلك النوع من الأعمال الذي يُهدي لك شعور الطبيعة المنعش بأدق تفاصيله التي تكاد تصل لحواسك وتعزلك عن وعيك وإدراكك الحالي.

أما الملف الفائز بالمركز الخامس، فقد كان نجمه المصور الإماراتي محمد المصعبي، والذي التقط تفاصيل من الحياة اليومية لأهالي قرية “نجد” في جزيرة سقطرى، يقودون جِمالهم على الرمال البيضاء الممتدة حتى الأفق، في تناسق لونيّ بديع بين تدرّجات الإضاءة وتدرّجات الكثبان الرملية والظلال المتموّجة أمام أشعة شمس الأصيل. المشهد العام يضعك أمام لوحةٍ فنيّةٍ فائقة الجمال.

قد يقول القائل أن الملفين الأخيرين لم يُقدّما قصةً بالمعنى المباشر للكلمة، لكن الحقيقة أن قصص الطبيعة تختلف عن القصص الإنسانية التقليدية، والتي تقودك لسياق مُؤطّرٍ بأحداثٍ معيّنة ! بينما صور الطبيعة تنقل لك روح المكان وخواصّه وتفاصيله الـجَمَالية المختلفة، وتترك لخيالك وذاكرتك العنان في التذوّق الفني، وربط المناظر الطبيعية الخلاّبة مع ذكرياتك وحكاياتك وربما أمنياتك أيضاً.

إن الملف المصور الناجح هو الذي يمتلك عنصر وحدة الموضوع وتجانس المكوّنات وثبات مستواها عند درجةٍ متفوّقة على الآخرين، الأمر الذي يجعله أشبه برسالةٍ قصيرة كل كلماتها .. صور.

فلاش:

الملف المصوّر .. بين سرد قصصٍ مباشرة .. وبين إسناد المهمة للخيال والذاكرة !

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.