عماد علاء الدين يروي تجربة الغوص بالضوء واللون

عدسة «البيان» تطارد سحر الطبيعة البحرية في الإمارات

عالم البحار مليء بالعجائب والأسرار، التي لا يمكن التعرف إليها إلا بالولوج في أعماقها، فهناك سحر خاص للطبيعة البحرية والتي تتجسد في الشعاب المرجانية بأشكالها وألوانها المختلفة والمتنوعة ما بين الأحمر والأصفر والأزرق والأسود وتزداد المتعة بمشاهدة أسماك القرش الأليفة وأنواع الأسماك المختلفة والسلاحف، الأمر الذي دفع المصور عماد علاء الدين، لإشباع شغفه بتعلم الغوص حتى يتمكن من التقاط مختلف الصور لهذا العالم الجميل الذي لا يستطيع أغلب الناس مشاهدته إلا عبر وسائل الإعلام.

الكائنات البحرية

في أعماق بحار دبا الفجيرة، كانت الرحلة الأخيرة لعماد علاء الدين التي بدأت في الصباح الباكر مع بزوغ الشمس، مستخدماً لأول مرة كاميرا احترافية وزنها يتعدى 7.5 كيلو غرامات مع الفلاشات، ليستكشف عالماً جديداً ومثيراً، ومليئاً بالمغامرات، مشيراً إلى أن كل رحلة غوص جديدة تعني بالنسبة له، دعوة لاكتشاف أكوان مغايرة.

فهو حينما يغوص نحو الأعماق يشعر وكأنه أصبح جزءاً من عالم يشع بالسحر والجمال، فلا مجال للأجهزة الإلكترونية مثل الموبايل والحاسوب، فقط أنت موجود في هذا العالم للاستمتاع بكل ما هو جديد وغريب، فالكائنات البحرية، كما يصف، تعيش بطريقة منتظمة لا تقترب منك إلا إذا شعرت بالخطر.

لياقة بدنية

يحرص علاء الدين على دراسة المكان الذي سيغوص فيه، ليتعرف إلى طبيعة الكائنات البحرية الموجودة بداخله، فعملية الغوص على حد قوله ليست بالسهلة لأن هامش الخطأ فيها قليل جداً، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الغواص حياته بالكامل، لذلك فإن الحذر والدقة من أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها الغواص.

لذلك لابد أن يكون المصور تحت الماء متمتعاً بلياقة بدنية، بالإضافة إلى خضوعه إلى الورش الفنية، والدورات التدريبية واتباع القوانين للمحافظة على سلامته، مع الأخذ في الحسبان دوماً، بأن أي خلل في أي من المهارتين، الغوص، والتصوير، سيؤثر حتماً في الأخرى.

موسوعة غينيس

تجربته مع الغوص بصحبة الكاميرا بدأت عام 2014، حينما اشترك مع فريق اكستريم في أكبر معرض في العالم تحت الماء بدبي، ووقتها سجلوا رقماً قياسياً دخلوا من خلاله موسوعة غينيس، وتعد هذه المرة الثالثة للفريق الذي يدخل من خلالها موسوعة غينيس، حيث اشترك من قبل بأكبر علم تحت الماء في العالم، وأكبر مسيرة مائية بمناسبة اليوم الوطني للإمارات.

ليلتحق بعدها علاء الدين بدورات عدة منها الدورة الابتدائية ثم الدورة المتطورة للغوص (أدفانس) بقيادة الكابتن أحمد بن دلموك قائد فريق اكستريم، ودورة أخرى للتصوير تحت الماء، مشيراً إلى أنه تجربته في الغوص امتدت خارج الإمارات لتصل إلى ماليزيا وعمان وتايلاند، وقريباً ستكون له رحلة في الفلبين مع أسماك القرش.

يتمنى عماد علاء الدين أن تكون هناك رقابة بصورة أكبر على البيئة البحرية، لأن نسبة كبيرة منهم يعملون على تلويثها، من خلال رمي المخلفات والبلاستيك.

مواقف

يتحدث عماد علاء الدين عن المواقف الحرجة التي تعرض لها تحت الماء فيقول: كنت أغوص في الليل وعلقت في المرسى المهجورة، ولكن الحمد لله أحد أصدقائي معي التفت للأمر وأنقذني. منوهاً أن أهم مناطق غوص في العالم تتمحور في البحر الأحمر، شرم الشيخ، زنجبار، استراليا، المالديف، أندونيسيا وتايلاند.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.