الفنان المهندس ( بشير فورار Bachir Fourar ) ..

رائد التصور في الجزائر .. يُحلق في فضاء الفوتوغرافيا العالمية..

بقلم المصور : فريد ظفور

  • مازال في ظل اللظى والعمل منهمر على الشرفات الضوئية من شتى الجهات ..والورود تخلف عطرها وترحل ..والصور علقت مابين ذكريات الماضي والحاضر..وكان فكره بل قلبه غارقاً في غابة الفن مرتقباً جنون الصمت البصري يقصف..وفجأة لمحت أستاذ التصوير العابر الخطوات في عشق الحياة ..في حب تعلم الشباب والشابات لفن التصوير..فها هو صوت الصدى يعيد البناء..لنرهف سمعنا للسنابل الضوئية وهي تسلم للأستاذ قيادها ..فتعالو نفرش الدروب والطرقات والشرفات بالورود وبالرياحين والمسك والعنبر والياسمين الشامي نصنع عقداً نضعه على جيد ضيفنا الفنان بشير فورار ..
  • طائر التصوير يحلق نحو الخارج باحثاً عن طريدة ..عن فرصة حقيقية يختصر فيها الزمكان الذي هو في سباق معه..وعلى مسافة ممتدة من العدسات والكاميرات ..حاول التسلق في سلم الإبداع..بالدخول مبكراً لعالم الأضواء وصدى ومضات القلاشات عبر بوابات المعارض والورشات والدورات ..حيث الفن الفوتوغرافي كان لايزال يحبو في الجزائر..رغم أن الفنان تعلم المشي فيه وهو في بواكير عمره..ليجد نفسه وهو في السدة الرئيسية رقماً صعباً ..لأنه يمتلك مدرسة تربوية في قلبه ..ولا سيما وأنه يعتبر المكتشف الأول للكثير من الوجوه والعدسات الضوئية الشابة..ولأن سر نجاحه في قلبه الكبير وعقله المنير وبالكثير من المثابرة والعزيمة والقوة والإرادة..فالوصول للنجاح  لابد من المرور بالعقبات والعوائق والمتاعب ولكن أصعب المراحل هي البدايات لأي مهنة أو مشروع وبتجاوزها يستطيع الإنسان ويكون على أتم الإستعداد لمواجهة الصعاب الأخرى التي تعترض سبيله..فقد جمع بأعماله روح ليالي الصحراء ومناخاتها مع صباحات البحر المتوسطي..وأعماله الفوتوغرافية ترفض التشابه والحدود..ولعله كان ساحراً  بتفكيره وخياله بإستخدام مجسات إبداعية لإكتشاف الضوء وعناصره من كل الأطياف المرئية واللامرئية كالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية ..فمعرفة ماهية الضوء والأدوات والمعدات التي يمتلكها كلها ساعدت في تقديمه فناً راقياً وأعمالاً فوتوغرافية بصرية رائدة وترقى لمصافي العالمية..وكيف لا وهو الفنان الذي نافت تجربته عن الأربعين عاماً في خدمة التصوير..وحضر وساهم في تصوير الكثير من أعماله أيام الزمن الجميل زمن التصوير الفيلمي بالأبيض والأسود وما يجري في معمل التصوير من عمليات تحميض للأفلام وطبع وتكبير للصور وما قد تسلزمه هذه الخطوات من عمليات أخرى للصور السلبية أو الموجبة وللإصلاح مايلزم أو يحتمل أن يقع فيه المصور من أخطاء أوغير ذلك من معيقات فنية وتقنية..وأيضاً زمن التصوير بالفيلم الملونة ومعانات المصورين من طباعة المخابر الآلية..إلى أن وصل الفنان بشير فورار من الدخول إلى معترك العالم الرقمي وتصوير الكاميرات الديجيتال والهواتف المحمولة المزودة بكاميرات تصوير..
  • شهد عقد السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي إتساعاً واضحاً لدوائر التصوير الفوتوغرافي ..لافي الجزائر بصفة خاصة بل بالمجتمع العربي عامة ..شرقاً وغرباً  فقد أنشأت الأندية والجمعيات والإتحادات ..وبدأ التصوير يدخل الحياة كما الضَّرة المرة على الفن التشكيلي بل وأصبح يزيحه من الكثير من المواقع لاسيما في تغطية الحفلات والمناسبات والأفراح والأعياد وحتى دخل الطبيعة..وبذلك تحرر التصوير من مارد المهنية والحرفة والصنعة وأصبح يتجه نحو التصوير الفني..بالرغم من الصعوبات التي يواجهها المصور من طرق تعليمه وتثقيفة لنفسه ..فقد كانت الكتب العربية نادرة جداً  بإستثناء كتب رائد التصوير المصري الأستاذ عبد الفتاح رياض الذي يدين لفضله الكثير من عشاق الفن الضوئي في الوطن العربي..وفقط كانت المجلات والدوريات والكتب الأجنبية من فرنسية وإنكليزية وإيطالية وألمانية وروسية وأسبانية هي المتواجدة على الساحة الثقافية العربية في المشرق والمغرب..مضاف لذلك إنطلاق مجلة عربية يتيمة كان إسمها مجلة فن التصوير الورقية التي كانت تنطلق من بيروت لصاحبها الأستاذ زهير سعادة ولرئيس تحريرها الأستاذ صالح الرفاعي..وعملت مراسلاً لها في سوريا منذ إنطلاقتها عام 1982م وختى توقفها عام ذ987م..وترافق معها ولادة نادي فن التصوير في سورية عام 1982م والذي ترأسه الفنان الراحل مروان مسلماني ومعه مجموعة من جهابذة التصوير في بلاد الشام..ولا ننسى بعض الإرهاصات بالدول العربية كما في العراق وفلسطين وفي لبنان والإردن ومصر وتونس وليبيا والمغرب والجزائر وأيضاً في الخليج العربي وفي اليمن والسودان..
  • لقد أضحى عالمنا العربي المعاصر مقبرة للأسلحة بسبب التطور الهائل للإنفاق على التسلح لا في البلدان الصناعية المتقدمة بل والمتخلفة التي أصبحت مستودعات للسلاح ..وأصبحت ساحات إقتتال داخلي وخارجي..وزادت الطاقات التدميرية للبشرية المهددة بكارثة محدقة..وبات الإنفاق على الثقافة والتعليم بالكاد يكون له نصيب من ميزانية الدول..ولربما كان الأدب والفن في آخر سلم الأولويات عند الكثير من الدول العربية..ورغم هذه السوداوية في الرؤية إنبرى حشد من المفكرين والوطنيين والفنانين والأدباء لرأ ب الصدع وإعادة الفن والأدب إلى سكة قطار الحياة ليعمل في نشر الثقافة البصرية عند الناشيئة والشباب هواة وعشاق الفن الضوئي الكثر ..وقد كان الفنان الرائد بشير فورار واحد من القلائل الذي تصدوا لرفع الراية ولتحمل مسؤولية بناء جيل من المصورين لرفد الثقافة البصرية بكوادر مدربة وفنانة..وقد لعبت الميديا و الصحافة المطبوعة من مجلات وصحف باللون الأحادي وبالألوان دوراً رائاً في نشر ثقافة الصورة بين الجماهير..ثم كان للثورة الرقمية وثورة المعلوماتية والأنترنت والسوشيل ميديا الدور الريادي والبطل لإنتشار وتفوق الفن الفزتوغرافي الرقمي في البلدان كلها وقد لعبت مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك وأنستغرام واليوتيوب وتويتر أدواراً مميزة بنشر الثقافة الفنية البصرية .بحيث تقلصت المسافات وأصبح العالم قرية أو حي في مدينة..فأصبحنا نشاهد الآلاف من الصور بل والملايين وأيضاً الأعداد الكبيرة من المصورين والمصورات العرب والأجانب وبإختصاصات ومدارس فنية ضوئية مختلقة من تصوير البورترية والأطفال وحياة الناس والطبيعة وتصوير الطيور والحيوانات والتصوير الفني المفاهيمي والمعماري والأبيض والأسود والملون..
  • وندلف أخيراً للقول بأن الفنان المتألق المبدع بشير فورار الذي ترك بصمة معرفية ثقافية في بلده الجزائر فقد
    عمل في تصوير الحياة البرية واشرف على تكوين وتعليم بعض المصورين في التصوير الفوتوغرافي خلال عام 2015/2016 بمركز التكوين العلمي بباتنة و كذلك أعماله التي طافت لتحط رحالها في الدول العربية وحتى في أصقاع المعمورة..ولا ننسى ماقدمه من أعمال فنية رائعة تنم عن عين فنية ثاقبة وبصيرة وخيال وقاد ..علاوة عن دوره الريادي في تقديم العلم والمعرفة والثقافة الضوئية وورش العمل والندوات والحوارات ولجان التحكيم ومشاركاته في العديد من المعارض محلياً وعربياً ودولياً وحصوله على العيد من شهادات التقدير والجوائز  من الجزائر ومن الدول العربية ومن العالم..ومن هنا نقف بإجلال وإحترام لنقدم الشكر والتقدير لأحد أعمدة التصوير الضوئي العربي والجزائري لما قدمه من مساهمات لتوعية وتثقيف المواهب الشابة ورفع شأو الفن البصري والذائقة الفنية وتنمية الحس الجمالي ..وهكذا ستظل أعمال الفنان العالمي بشير فورار خفاقة فوق ذرى وساحات الفن الضوئي وستبقى منارة هداية للأجيال القادمة من عشاق الفوتوغرافيا..

 

ـــــــــــــــــــــــــــملحق مقالة الفنان بشير فورار ____________________

Image result for ‫المصور الجزائري بشير فورار‬‎

Related imageRelated image

Image result for ‫المصور الجزائري بشير فورار‬‎

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏نص‏‏‏

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏بدلة‏‏‏

 ربما تحتوي الصورة على: ‏‏2‏ شخصان‏ Image result for ‫المصور الجزائري بشير فورار‬‎

لا يتوفر نص بديل تلقائي.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏كاميرا‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏7‏ أشخاص‏، و‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏طاولة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏ ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏جبل‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏سماء‏، و‏شفق‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏19‏ شخصًا‏، و‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏‏كاميرا‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.