تمكين… بعد سنوات طويلة من العمل في التصوير الصحفي وتغطية احداث كبيرة اخرها الانتفاضة الثانية والاجتياح وحصار ابو عمار تمكنت من النجاة من الموت برصاص الاحتلال ، تركت العمل مع وكالة رويترز العالمية سنة 2004 وتمكنت من تأسيس أول وكالة تصوير فوتوغرافي في فلسطين، وبعد ان وضعت أبولو ايمجيز على سكة النجاح تمكن طخيخة الشوارع والانفلات الامني من اصابتي برصاصة كادت ان تقتلني وانا على شرفة مكتبي وسط رام الله ، وفور الاصابة تمكنت من الصراخ على الناس في الشارع لمساعدتي فتمكن عدد من الناس الوصول لمساعدتي في الطابق الرابع وتمكن احدهم من سرقة كاميرات اثرية وعدسة جديدة من مكتبي وانا مضرج بدمي، وتمكن بعضهم من ايصالي لمستشفى رام الله حيا وفاقد الوعي، فتمكن الاطباء من اجراء عدة عمليات جراحية وتمكن احدهم من نسيان مشرط جراحة في صدري ما زال يوخزني الى الان ، وتمكن الاهمال الطبّي الى اصابتي بتلوث في الدم دخلت على اثره في غيبوبة ، وبعد شهر تمكنت من النجاة من الموت و العودة من قرب الموت او من الموت نفسه، لكن الرصاصة قد تمكنت من اصابتي بشلل نصفي. عدت للعمل وتمكنت من تطويع حياتي الجديدة للعمل وشرعت في مشروع قومي ضخم هو توثيق التراث الفلسطيني بصريا وتمكنت من انتاج سلسلة كتب مصورة توثق بعض مناحي التراث الفلسطيني وتمكنت من نشر تقارير في مجلات عالمية مثل ناشيونال جيوغرافيك ، وتمكنت من تأسيس مجلة وميض اول مجلة متخصصة في فن التصوير في فلسطين، وتمكنت من خلق حالة ضغط في الشارع على البلديات والمؤسسات لعمل موائمة للطرق والمداخل لتسهيل حياة الأشخاص ذوي الاعاقة وفي المقابل تمكنت السلطة واهل من اطلق النار من فرض حل عشائري تافه وتفاهمات قبلية، وتمكن الفاعل من الافلات دون حتى فتح تحقيق، وكان من ضمن التفاهمات منحي راتب شهري تافه لا يساوي ربع دخلي الشهري قبل الاصابة ، وتمكنت الحكومة من مماطلة تنفيذ التفاهم لاكثر من خمس سنوات ، وبعد تنفيذ البند تمكنت من اخذ قرض وشراء بيت جديد ملائم لحالتي الجديدة بدل بيتي القديم الذي كان على الطابق لرابع وكان كل الراتب تقريبا يذهب قسط للبنك، وفي خطوة مفاجئة تمكنت السلطة من احالتي للتقاعد القسري دون ابداء الاسباب او لسبب وحيد اني انتقد بعض الاشياء واني معارض لاوسلو ، فهنا لا يتحملون المعارضة الشريفة حتى لو كانت بضع كلمات ، بحبوا الردح اكثر . لذلك انا الان ابحث عن وظيفة او رعاية لاكمل مشروع توثيق التراث او الهجرة من البلد ، اخيرا ، انا متحلل من الصلح العشائري او من اي تفاهم ، ولا تنسوا ان قضايا الاعتداء على الصحفيين لا تسقط بالتقادم وهناك قرار اممي لمحاسبة الفاعلين ومن يغطي عليهم وعدم الافلات من العقاب .

ملاحظة : هذا البوست ليس للشتم او للتعاطف

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.