حكاية صورة أثّرت في نفوس الكثيرين

 

 

حكاية صورة أثّرت في نفوس الكثيرين

حكاية صورة أثّرت في نفوس الكثيرين

تشاركَ الآلاف عبر الإنترنت في الأيام الماضية صورة طفلة سورية ترفع يدَيها استسلاماً – لكن ما هي القصة خلف الصورة؟

تأثّر من تشاركوا الصورة بالخوف الظاهر في عينَي الطفلة، إذ تبدو وكأنها تحدّق إلى فوهة بندقية. لم تكن بندقية بالتأكيد، بل كاميرا، وقد صُوِّرت هذه اللحظة ليراها الجميع. لكن من التقط الصورة وما هي القصة خلفها؟ بحثت خدمة BBC Trending عن المصوّر الأصلي الذي التقط الصورة – عثمان ساغيرلي – وسألته عن قصتها.

بدأت الصورة بالانتشار عبر الإنترنت يوم الثلاثاء الماضي عندما نشرتها الصحافية والمصورة ناديا أبو شعبان المقيمة في غزة، عبر صفحتها على موقع “تويتر”. وسرعان ما انتشرت الصورة عبر “تويتر”. وورد في التعليقات: “في الواقع، أنا أبكي بحرقة”، “هذا محزن للغاية”، “البشرية أخفقت”. وجرى تشارك التغريدة الأساسية أكثر من 11000 مرة. ويوم الجمعة، نشر موقع Reddit الصورة، ما أثار موجة جديدة من المشاعر. وتلقت الصورة أكثر من 5000 تصنيف إيجابي، و1600 تعليق.

سرعان ما ظهرت اتهامات عبر موقعَي “تويتر” وReddit بأن الصورة مزيّفة أو مدبّرة. وسأل كثرٌ عبر موقع “تويتر” من التقط الصورة، ولماذا نُشِرت من دون الإشارة إلى اسم المصور. وقد أكّدت أبو شعبان أنها لم تلتقط الصورة بنفسها، لكنها لم تستطع أن تحدّد هوية المصوّر. وقد أرجع أحد مستخدمي موقع “إمغور” لتشارُك الصور، مصدر الصورة إلى مقال في إحدى الصحف، مشيراً إلى أنها حقيقية، لكنها التُقِطت “حوالى عام 2012″، والطفل الذي يظهر في الصورة هو في الواقع صبي. وورد أيضاً في هذا التعليق اسم مصور صحافي تركي يدعى عثمان ساغيرلي على أنه الشخص الذي التقط الصورة.

BBC Trending تحدثت مع ساغيرلي – الذي يعمل الآن في تنزانيا – لتأكيد مصدر الصورة. في الواقع، ليس الطفل صبياً، بل إنها فتاة في الرابعة من العمر تدعى هدى. وقد التُقِطت الصورة في مخيم عتمة للاجئين في سوريا في كانون الأول من العام الماضي. قصدت هدى المخيم – على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود التركية – مع والدتها وإخوتها. ويقع المخيم على بعد نحو 150 كلم من منزلهم في حماة.

يروي ساغيرلي: “كنت أستعمل عدسة لتقريب الصورة، فاعتقدتْ أنها سلاح. أدركتُ أنها كانت مذعورة بعدما التقطت الصورة، فقد نظرتُ إلى الصورة ورأيتها تعضّ على شفتَيها وترفع يدَيها. عادةً يهرب الأولاد، ويخفون وجوههم أو يبتسمون عند رؤية الكاميرا”. يقول إن صور الأطفال في المخيمات معبّرة جداً: “هناك نازحون في المخيمات. من المنطقي أكثر أن ننظر إلى معاناتهم من خلال الأطفال وليس الكبار. الأطفال هم الذين يعكسون المشاعر الحقيقية ببراءتهم”.

نُشِرت الصورة لأول مرة في كانون الثاني الماضي في صحيفة “تركيا” حيث عمل ساغيرلي طيلة 25 عاماً، وكان يتولّى تغطية الحروب والكوارث الطبيعية في الخارج. وقد تشاركها مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي الناطقون بالتركية على نطاق واسع في ذلك الوقت. لكن استغرق الأمر بضعة أشهر قبل أن تنتشر في العالم الناطق باللغة الإنكليزية وفي أوساط الجمهور الغربي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.