حافظ الأسد

من ويكيبيديا
حافظ الأسد
Hafez al-Assad
حافظ الأسد
رئيس سوريا

في المنصب
22 شباط 1971 – 10 حزيران 2000
رئيس الوزراء
قائمة
نفسه
عبد الرحمن خليفاوي (1971–1972)
محمود الأيوبي (1972–1976)
عبد الرحمن خليفاوي (1976–1978)
محمد علي الحلبي (1978–1980)
عبد الرؤوف الكسم (1980–1987)
محمود الزعبي (1987–2000)
محمد مصطفى ميرو
نائب الرئيس
قائمة
محمود الأيوبي (1971–1974)
رفعت الأسد (1984–1998)
عبد الحليم خدام
سبقه أحمد الحسن الخطيب
خلفه عبد الحليم خدام مؤقت
بشار الأسد منتخب

رئيس الحكومة السورية
في المنصب
21 تشرين الثاني 1970 – 3 نيسان 1971
سبقه نور الدين الأتاسي
خلفه عبد الرحمن خليفاوي
وزير الدفاع السوري
في المنصب
23 شباط 1966 – 1972
سبقه محمد عمران
خلفه مصطفى طلاس
عضو في القيادة القطرية في حزب البعث العربي الاشتراكي
في المنصب
آذار 1966 – 10 حزيران 2000
في المنصب
5 أيلول 1963 – 4 نيسان 1965
المعلومات الشخصية
مسقط رأس 6 أكتوبر 1930
القرداحة،محافظة اللاذقية علم سوريا سوريا
الوفاة 10 يونيو 2000 (العمر: 69 سنة)
دمشق، علم سوريا سوريا
الجنسية سوري
الحزب السياسي – حزب البعث العربي الاشتراكي (سوريا)

الأبناء
قائمة
بشرى الأسد (1960- حتى الآن)
باسل الأسد (1962–1994)
بشار الأسد (1965- حتى الآن)
مجد الاسد (1966–2009)
ماهر الأسد (1968- حتى الآن)
الديانة الإسلام
الخدمة العسكرية
الولاء علم سوريا سوريا
الفرع القوات الجوية العربية السورية
سنوات الخدمة 1952–1972
الرتبة Syria-Feriq Awal.jpg فريق أول
المعارك والحروب حرب 67
حرب الاستنزاف
أيلول الأسود
حرب تشرين(كان بمنصب رئيس الجمهورية)
جزء من سلسلة عن
الفكر البعثي
Flag of the Ba’ath Party.svg
المنظمات الأم
حركة البعث العربي (1940–1947)
حزب البعث العربي الاشتراكي (1947–1966)
البعث العراقي (1966–الوقت الحاضر)
البعث السوري (1966–الوقت الحاضر)

شخصيات رئيسية
Zaki al-Arsuzi زكي الأرسوزي
Michel Aflaq ميشيل عفلق
Salah al-Din al-Bitar صلاح البيطار
علم سوريا وهيب الغانم
Fuad al-Rikabi فؤاد الركابي
Salah Jadid صلاح جديد
Hafez al-Assad حافظ الأسد
Ahmed Hassan al-Bakr أحمد حسن البكر
Saddam Hussein al-Tikriti صدام حسين
Bashar al-Assad بشار الأسد
Izzat Ibrahim ad-Douri عزة الدوري
أدب وسياسة
دستور حزب البعث
تاريخ
العراق تحت حكم حزب البعث
ثورة رمضان
حركة 18 تشرين الثاني 1963
انقلاب 17 يوليو 1968
الحرب العراقية الإيرانية
حرب الخليج
حصار العراق
الغزو الأمريكي للعراق
اللجنة السورية لمساعدة العراق
البعث في سورية
انقلاب 23 شباط 1966
الحركة التصحيحية 1970
الأزمة السورية
منظمات شقيقة

الاردن (موالي للعراق · موالي لسوريا)
لبنان (موالية للعراق · موالية لسوريا)
ليبيا (موالي للعراق)
فلسطين (موالية للعراق · موالية لسوريا)
مواضيع لها صلة
القومية العربية
الاشتراكية العربية
ناصرية
الوحدة العربية
أقطار حزب البعث
التنظيمات القطرية
بوابة حزب البعث

حافظ الأسد (6 تشرين الأول 1930 – 10 حزيران 2000)، شغل منصب رئاسة الجمهورية في سوريا ما بين العامين 1971-2000، و منصب رئاسة الوزراء ما بين العامين 1970-1971، كما أنه شغل منصب القيادة القطرية السورية والأمانة العامة للقيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ما بين العامين 1971-2000، و منصب وزارة الدفاع ما بين العامين 1966-1972. التزم الأسد بالإديولوجيا البعثية. شهدت سوريا في عهده ازدياداً في الاستقرار باتجاه نحو العلمانية والصناعة، لتعزيز البلاد باعتبارها قوة إقليمية.
ولد لأسرة فقيرة من الطائفة العلوية، انضم إلى الجناح السوري لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1946 كناشط طالب. انتسب للكلية العسكرية في حمص عام 1952، وتخرج بعد ثلاث سنوات كطيار. نفي إلى مصر (1959-1961) خلال فترة الوحدة بين سوريا ومصر التي لم تدم طويلاً.

حياته

حافظ الأسد أعلاه يقف بين جناحي طائرة G.46-4B مع زميلين له في الأكاديمية العسكرية
ولد في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية لأسرة من الطائفة العلوية كانت تعمل في فلاحة الأرض. أتم تعليمه الأساسي في مدرسة قريته التي أنشأها الفرنسيون عندما أدخلوا التعليم إلى القرى النائية وكان أول من نال تعليمًا رسميًا في عائلته، ثم انتقل إلى مدينة اللاذقية حيث أتم تعليمه الثانوي في مدرسة الشهيد جول جمال ونال شهادة الفرع العلمي، لكنه لم يتمكن من دخول كلية الطب في الجامعة اليسوعية في بيروت كما كان يتمنى لتردي أوضاعه المادية والاجتماعية لذا التحق بالأكاديمية العسكرية في حمص عام 1952، ومن ثم التحق بالكلية الجوية ليتخرج منها برتبة ملازم طيار عام 1955 ليشارك بعدها ببطولة الألعاب الجوية ويفوز بها.

انضم لحزب البعث عام 1946 عندما شكل رسميًا أول فرع له في اللاذقية. كما اهتم بالتنظيمات الطلابية حيث كان رئيس فرع الاتحاد الوطني للطلبة في محافظة اللاذقية، ثم رئيسًا لاتحاد الطلبة في سوريا.

بعد سقوط حكم أديب الشيشكلي واغتيال العقيد عدنان المالكي إنحسم الصراع الدائر بين الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث العربي الاشتراكي لصالح البعثيين مما سمح بزيادة نشاطهم وحصولهم على امتيازات استفاد منها هو، حيث أختير للذهاب إلى مصر للتدرب على قيادة الطائرات النفاثة ومن ثم أرسل إلى الاتحاد السوفيتي ليتلقى تدريبًا إضافيًا على الطيران الليلي بطائرات ميغ 15 وميغ 17 والتي كان قد تزود بها سلاح الجو السوري.

انتقل لدى قيام الوحدة بين سوريا ومصر مع سرب القتال الليلي التابع لسلاح الجو السوري للخدمة في القاهرة، وكان حينها برتبة نقيب. ولم يتقبل مع عدد من رفاقه قرار قيادة حزب البعث بحل الحزب عام 1958 استجابة لشروط الرئيس جمال عبد الناصر لتحقيق الوحدة. فقاموا بتشكيل تنظيم سري عام 1960 عرف باللجنة العسكرية (هي التي حكمت سوريا فيما بعد) وكان لها دور بارز في الانقلابات التي حدثت في مطلع الستينات.

ثورة الثامن من آذار

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: ثورة الثامن من آذار
قام حزب البعث بالتعاون مع عدد من الأحزاب في سوريا بالتوقيع على وثيقة الانفصال في عام 1961، وعلى إثر ذلك اعتقل مع عدد من رفاقه في اللجنة العسكرية في مصر لمدة 44 يومًا، وأطلق سراحهم بعد ذلك وأعيدوا إلى سوريا في إطار عملية تبادل مع ضباط مصريين كانوا قد احتجزوا في سوريا. وأبعد بعد عودته عن الجيش لموقفه الرافض للانفصال وأحيل إلى الخدمة المدنية في إحدى الوزارات.

وبعد أن استولى حزب البعث على السلطة في انقلاب 8 آذار 1963 فيما عرف باسم ثورة الثامن من آذار، أعيد إلى الخدمة من قبل صديقه ورفيقه في اللجنة العسكرية مدير إدارة شؤون الضباط آنذاك المقدم صلاح جديد، ورقي بعدها في عام 1964 من رتبه رائد إلى رتبة لواء دفعة واحدة، وعين قائدًا للقوى الجوية والدفاع الجوي. وبدأت اللجنة العسكرية بتعزيز نفوذها وكانت مهمته توسيع شبكة مؤيدي وأنصار الحزب في القوات المسلحة. وقامت اللجنة العسكرية في 23 شباط 1966 بقيادة صلاح جديد ومشاركه منه بالانقلاب على القيادة القومية لحزب البعث والتي ضمت آنذاك مؤسس الحزب ميشيل عفلق ورئيس الجمهورية أمين الحافظ ليتخلى بعدها صلاح جديد عن رتبته العسكرية لإكمال السيطرة على الحزب وحكم سوريا، بينما تولى هو وزارة الدفاع.

الحركة التصحيحية

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الحركة التصحيحية

حافظ الأسد خلال الحركة التصحيحية عام 1970
بدأت الخلافات بالظهور بينه وصلاح جديد بعد الهزيمة في حرب 1967، حيث انتقد صلاح جديد أداء وزارة الدفاع خلال الحرب وخاصة القرار بسحب الجيش وإعلان سقوط القنيطرة بيد إسرائيل قبل أن يحدث ذلك فعليًا، بالإضافة إلى تأخر غير مفهوم لسلاح الجو السوري في دعم نظيره الأردني مما أدى لتحميله مسؤولية الهزيمة. وتفاقمت هذه الخلافات مع توجه صلاح جديد نحو خوض حرب طويلة مع إسرائيل، بينما عارض هو ذلك لإدراكه أن الجيش لم يكن مؤهلًا لمثل هذه الحرب خاصة بعد موجة التسريحات التي أتبعت انقلاب 8 آذار 1963 والتي طالت الضباط في الجيش من غير البعثيين. ووصلت الخلافات بيهما إلى أوجها خلال أحداث أيلول الأسود في الأردن عام 1970، حيث أرسل صلاح جديد الجيش السوري لدعم الفلسطينيين، لكن حافظ الأسد امتنع عن تقديم التغطية الجوية للجيش وتسبب في إفشال مهمته. وعلى إثر ذلك قام صلاح جديد بعقد اجتماع للقيادة القطرية لحزب البعث والتي قررت بالإجماع إقالته مع رئيس الأركان مصطفى طلاس من منصبيهما. لكنه لم ينصع للقرار وتمكن في 16 تشرين الثاني 1970 بمساعدة من القطع الموالية له في الجيش من الانقلاب على صلاح جديد ورئيس الجمهورية نور الدين الأتاسي وسجنهما مع العديد من رفاقهم وذلك فيما يعرف الحركة التصحيحية.

استلام الحكم

تولى منصب رئاسة مجلس الوزراء ووزير الدفاع في 21 تشرين الثاني 1970، ثم ما لبث أن حصل على صلاحيات رئيس الجمهورية في 22 شباط 1971 ليثبت في 12 آذار 1971 رئيسًا للجمهورية العربية السورية لمدة سبعة سنوات بعد إجراء استفتاء شعبي ليكون بذلك أول رئيس علوي في التاريخ السوري. وبعدها أعيد انتخابه في استفتاءات متتابعة أعوام 1978 و1985 و1992 و1999. وقد تولى الحكم مدعومًا من الجيش، ونال استحسان الجماهير المرهقة في بادئ الأمر نتيجة الإصلاحات التي قام بها وبناؤه للجيش السوري المدمر وتحقيق النصر في حرب تشرين التحريرية 1973.

دخل في نزاع عنيف مع حركة الإخوان المسلمون في سوريا، والتي أعلنت العصيان ودعت لإسقاط النظام الحاكم، فتحول الصراع بين الحركة والنظام إلى صراع مسلح بعد أن قامت الحركة بعمليات اغتيال واسعه على المستوى السياسي والعلمي والديني والعسكري، وخاصة بعد تفجير مدرستي الأزبكية والمدفعية، ومحاولة اغتيال الوزراء والرئيس في عام 1981، فقام بتكليف الجيش بالقضاء على العصيان، وبالأخص بعد سقوط مدينة حماة بيد الحركة، حيث دخل الجيش المدينة وقمع أي حركة مسلحة تهدف إلى القيام بانقلاب على الحكم.

الحرب الأهلية اللبنانية

قام الجيش السوري بعام 1976 بمحاولة فض المعركة بين قوات اليمين اللبناني وحركة فتح بمخيم تل الزعتر، إلا أن الفلسطينيين قاموا بقصف القوات السورية بطريق الخطأ، فكان رد الجيش السوري خاطفًا. وانخرط بشكل فعلي في الحرب الأهلية اللبنانية بعد اجتياح إسرائيل للبنان مانعًا حدوث قلاقل أكبر، وطبق هناك سياسة «لا غالب ولا مغلوب» عن طريق حفظ توازن القوى بين كل الأطراف اللبنانية وذلك إلى أن حصل على تفويض من جامعة الدول العربية في مؤتمر الطائف لمساعدة الأطراف اللبنانية المتصالحة بالسيطرة على لبنان.

الصعيد الداخلي والخارجي

حافظ الأسد في حرب تشرين
على الصعيد الداخلي تم بناء أكثر من جامعة في عهده منها جامعة تشرين في اللاذقية. كما عمل على تحرير المرأة ومساواتها بالرجل واعتبرها نصف المجتمع.[بحاجة لمصدر] وشجع الرياضة والرياضيين، وتم في عهده استضافة دورة البحر الأبيض المتوسط.

وعلى الصعيد الخارجي استمر في رفضه اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت بين مصر وإسرائيل مناديًا بحل شامل للقضية الفلسطينية، إلى أن قامت منظمة التحرير الفلسطينية بتوقيع اتفاقية أوسلو بعام 1993 م منفردة وهو الأمر الذي اعتبره خيانة.[بحاجة لمصدر] وفي عام 1998 م تمت عدة محاولات لإتمام اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل تحت إشراف الراعي الأمريكي، لكن إصراره على استرداد كامل أرض الجولان التي احتلت في حرب 1967 حال دون إتمام أي اتفاق.

الوفاة

استمر على سدة رئاسة سوريا حتى وفاته في 10 حزيران 2000 بسبب مرض سرطان الدم الذي كان يعاني منه منذ سنوات.

مراسيم الدفن

شيع حافظ الأسد في مدينة اللاذقية ودفن في القرداحة مسقط رأسه شارك العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والعربية لمراسيم الدفن فقد شارك بشار الأسد و ماهر الأسد نجلاه و وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت التي ترأست وفد بلادها بدلا من الرئيس بيل كلينتون. ومن المشاركين أيضا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وولي عهد السعودية الأمير عبد الله بن عبد العزيز والرؤساء المصري حسني مبارك والإيراني محمد خاتمي واليمني علي عبد الله صالح واللبناني اميل لحود ونائب رئيس الجمهورية السورية واعضاء مجلس الشعب ورئيس مجلس الوزراء وجميع الوزراء السوريين وشخصيات دينية وإسلامية كـ الشيخ محمد سعيد البوطي و السيد علي مكي وصلى على روحه الشيخ محمد سعيد البوطي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد 14 عاماًعلى رحيل القائد الخالد حافظ الأسد… سورية ماضية في طريقها نحو المستقبل


أربعة عشر عاما على رحيل القائد الخالد حافظ الأسد… سورية ماضية في طريقها نحو المستقبل بعزيمة أكبر وهمة أقوى

دمشق-سانا
في العاشر من حزيران عام 2000 رحل القائد الخالد حافظ الأسد الذي كرس حياته في النضال من أجل القضايا الوطنية والعربية حاملا في ضميره هموم الأمة وفي قلبه الكبير آمالها وآلامها فشكل فقدانه خسارة كبرى للسوريين والعرب الذين سيبقى حيا في وجدانهم وستبقى سيرته نبراسا لكل الأجيال على مر العصور.
ومنذ قيادته للحركة التصحيحية المجيدة في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 أرسى القائد الخالد من خلال شخصيته الاستثنائية وسياساته الحكيمة وافكاره ومواقفه الخلاقة الأسس المتينة لبناء سورية الحديثة والقوية من خلال بناء المؤسسات العصرية وترسيخ دعائم الاقتصاد الوطني وإقامة الديمقراطية الشعبية والتركيز على الانسان كأساس لقيام دولة قادرة على مواجهة التحديات والتصدي لكل المؤامرات والمشاريع التي تستهدف الأمة العربية.
لقد نقل القائد الخالد سورية من مجتمع فقير مستلب داخليا وخارجيا إلى مجتمع ودولة عصرية تكاملت فيها المجالات الحياتية للشعب السوري حتى باتت سورية دولة معروفة من دول العالم جميعا بأن شعبها لا يحتاج إلى الكثير من الخارج بل يعتمد على ذاته وإمكاناته في بناء وطنه في وقت أطلق فيه للعلم والثقافة والفكر مجالات لم تعرفها الكثير من المجتمعات المماثلة في العالم وهنا تبرز مقولته الخالدة “الوطن هو ذاتنا فلندرك هذه الحقيقة ولنحب وطننا بأقصى ما نستطيع من الحب وليكن وطننا هو المعشوق الأول الذي لا يساويه ولا يدانيه معشوق آخر فلا حياة انسانية من دون وطن ولا وجود إنسانيا من دون وطن”.
وإلى جانب انجازاته على الصعيد الداخلي تبرز السياسة الخارجية التي وضع أسسها وركائزها لتصبح سورية في ظل قيادته رقما صعبا في المعادلات الإقليمية والدولية ليكون هو الوحيد في العصر العربي الحديث الذي استطاع الإمساك بالسياق التاريخي التطوري لقضايا الأمة العربية من ماضيها إلى حاضرها مستشرفا مستقبلها الآتي.
ومن خلال رؤيته لسورية باعتبارها قلب العروبة النابض والحامل لهموم الأمة وقضاياها وعلى رأسها قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي عمل القائد الخالد حافظ الأسد على بناء جيش قوي متسلح بعقيدة وإيمان راسخين وتلاحم وتماسك شعبي جعل من سورية الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات.
وكانت حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد الخالد أول رسالة له للعالم أن باستطاعة العرب تحرير الأراضي المحتلة وتطهيرها من رجس الاحتلال الاسرائيلي البغيض إذا ما توفرت لهم الإرادة بالتحرير عبر الثقة بالنفس والإيمان بوحدة الوطن وقضاياه وجاءت نتائجها لتزيل آثار نكسة حزيران من نفوس العرب وتعيد إليهم ثقتهم بأنفسهم بأن التصميم والإرادة قادران على تحقيق المستحيل.
وفي الوقت الذي أبدع فيه في مسألة ربط البناء الداخلي في سورية باستمرارية المواجهة مع العدو الإسرائيلي سعى دوما إلى إحلال التوازن الاستراتيجي مع هذا العدو فقدم الدعم اللامحدود للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية اللتين حققتا بفضل هذا الدعم إنجازات كان الانسحاب الإسرائيلي المذل من جنوب لبنان عام 2000 ومن غزة من أبرزها.
وعلى الرغم من العمل والاستعداد الدائم لمواجهة الخطر الإسرائيلي على الأمة العربية إلا أن القائد الخالد حافظ الأسد كان يؤكد دائما أن رسالة سورية إلى العالم هي رسالة سلام وعدالة قائمين على إعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها وهذا ما تجلى في قوله “نحن دعاة سلام …نحن لا نريد الموت لأحد …نحن ندفع الموت عن أنفسنا …نحن نعشق الحرية ونريدها لنا ولغيرنا”.
اليوم وفي ذكرى رحيل القائد الخالد حافظ الأسد ستظل سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وفية للمبادئ التي أرساها وستواصل السير على طريق العزة والكرامة بالزخم والعزيمة نفسها وستكون قادرة على تجاوز الأزمة التي تمر بها وإسقاط المؤامرة بفضل صمود شعبها وبطولات جيشها الباسل وقيادتها الحكيمة والشجاعة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.