من رواد التصوير في سورية  الفنان المرحوم هيثم الكواكبي

خاص عرب فوتو
محمد حاج قاب – دمشق
قال عالم الفلسفة الشهير رينيه ويج – ليس الفن لهواً اومجرد ترف مهما يكن هذا الترف رفيعاً, بل الفن ضرورة ملحة من ضرورات النفس الانسانية في حوارها الشاق المستمر مع المحيط بها فاذا صح القول ان لا فن بلا انسان فينبغي القول كذلك ان لا انسان بلا فن ان الأمم لتفتخر برجالاتها الذين قدموا خدمات جله لمجتمعهم وشعوبهم على الرغم من أن الكثير من ايقاعات الحياة والرتم السريع لنبضات الحياة المتسارعة ومن نحن الأن في ذكراه هو فرد من أفراد المجتمع السوري الذي كان فنانا وموهوبا بكل المقاييس أكان في الرسم أوفي التصوير الفوتوغرافي وأستطاع من خلال محترفه الصغير أن يجسد معنا اللوحة الضوئية التي أصبحت اليوم وثيقة تأرخ ماضي عريق وتصنع ذاكرة طيبة ومانحن اليوم بذكراه هو أحد رواد فن التصوير الضوئي في سورية الفنان المرحوم هيثم الكواكبي ولد في مدينة حلب الشهباء سنة 1934 ميلادية ، وهو حفيد العلامة والمفكر عبد الرحمن الكواكبي. أحب التصوير مذ كان صغيراً على يد أخيه سعد زغلول الكواكبي في مدينة حلب . مارس التصوير منذ المرحلة الإعدادية حتى غدا اسمه علم من أعلام التصوير . وانضم إلى المنظمة الكشفية وكان كشاف لا تفارقه الكاميرا في استطلاعاته الكشفية ، (آلة التصوير كما كان يسميها) ( المصورة ) لا تفارقه في حله وترحاله،  في عام 1960 انتقل إلى دمشق وعمل في التلفزيون العربي السوري مذوقاً للوجوه (المكياج) وهذا الامر هو باب من أبواب صناعة جماليات الصورة أيام فيلم الأبيض والأسود افتتح محترفه الضوئي في حي أبورمانة العريق بمدينة دمشق وكان لمدينة دمشق سحرها في محترفه وفي روحه . مارس الرسم ودرسه لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدارس دمشق كما درس التصوير الضوئي في دور المعلمين.
يشهد له أصدقائه في الدراسة والكشفية بتميز انضباطه، الأمر الذي دعاه إلى دخول عالم الكتابة والنشر وفي السبعينيات ألف كتاباً أسماه ( في أدب السلوك “الذوق” ). وسبق أن ألف كتيباً في الصف الحادي عشر عن فظائع المظليين الفرنسيين في الجزائر. في نهاية السبعينيات قدم برنامجاً على شاشة التلفزيون العربي السوري في الأشغال اليدوية للأطفال. له عدة معارض فردية في التصوير الضوئي وشارك بالعشرات في المعارض العامة. وأهمها معرضه الفردي الذي أقيم في السبعينيات في جمهورية ألمانيا الديموقراطية. كره التدخين وحاربه وكان عضواً في جمعية مكافحة التدخين والسرطان في دمشق. ومازالت آلة التصويرعلى كتفه، وقلمه يكتب نسخة جديدة ومنقحة من كتابه (في أدب السلوك) حتى أصيب بجلطة دماغية سنة 2006 أدت إلى شلل نصفي وتعطيل مركز اللغة. في نهاية سنة 2014 توفاه الله في 16 / 12 / 2014

 

صور مرفقة

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.