مغارة نبع بيت الوادي رحلة جيولوجية فوتوغرافية تحت الأرض
رحلة تصوير إلى موقع طبيعي مميز في سورية قام بها الزميل فريد ظفور
مع عدد من الجيولوجيين والمصورين والمهتمين ..الموقع هو مغارة نبع بيت الوادي قرب مدينة الدريكيش ..ومع إلقاء الضوء على الرحلة عموماً ..نستعرض الطروف الطبيعية للمغارةالتي يعود تاريخها إلى اللآلاف من السنين..

نشرت في مجلة فن التصوير اللبنانية – مراسلها في سورية

الصحفي والمصور: فريد ظفور

 

التصوير في باطن الأرض ..كهوف ومغاور
نسمع كثيراً بالكهوف وبالمغاور المنتشرة في الجبال أو المغمورة بالمياه ..والتصوير في هذه الأماكن يعتبر هو الآخر تصويراً إختصاصياً لابد من الإلمام بالكثير حوله قبل خوض غماره وغالباً ماتكون هذه الأماكن غاية في الجمال وفي الروعة ..نذكر منها في لبنان مغارة جعيتا..
أرشفة المصور : فريد ظفور



مغارة نبع بيت الوادي

 

المصور والصحفي :فريد ظفو



البطاقة السياحية



الأسم : مغارة نبع بيت الوادي



عمرها : ((مابين مائة ألف سنة ومليون السنة ))

 

مكان الولادة: سوريا



المحافظة : طرطوس

 

المدينة : الدريكيش

 

المنطقة أو الناحية: دوير رسلان

 

الإرتفاع عن سطح البحر (( 1160م))

 

تاريخ الإكتشاف العلمي والإعلامي (( تموز 1982م))

 

تقع على الحدود الشرقية لمحافظة طرطوس

 

((منتصف المسافة بين مصياف والدريكيش ))

 

مغارة نبع بيت الوادي :
إحدى الظواهر الطبيعية النادرة في العالم ،تعرف مثيلاتها في لبنان مغارة جعيتا وقاديشا وفي فرنسا وأمريكا والصين الكثير امثالها،وفي سوريا الكثير بحيث نجد بكل محافظة وبلدة بالمحافظات يوجد مغارة أو كهف .
الجديد بمغارة بيت الوادي ماتزال أرضاً بكراً لم تستثمر سياحياً رغم تعاقد شركة لبنانية لإستثمارها منذ العام 2000م ورغم تسليط الضوء عليها من قبل التلفزيون السوري ببرنامج للأستاذ توفيق حلاق، وبالرغم من تسليطي الضوء عليها لأكثر من مقالة وبأكثر من مجلة وصحيفة محلية وعربية ، ولكن لاحياة لمن ينادي،وغاية منانا أن تأخذ حقها من السياحة لأنها ثروة قومية تدرالكثير من العملة الصعبة لهذا البلد الحبيب،وذلك أسوة بشقيقتها مغارة الضوايات بمشتى الحلو .
مغارة نبع بيت الوادي :تقع في السلسة الجبلية الساحلية بسوريا على الحدود الشرقية لمحافظة طرطوس بين الدريكيش ومصياف ووادي العيون وهي تابعة إدارياً لناحية دوير رسلان ،وتقع ضمن وادٍ بعمق مائة متر،وكما هي الحال في مغارة جعيتا يخترق مغارة بيت الوادي نهر صغير ، أما فتحتها الخارجية فهي بإرتفاع مترين ونصف المتر،والمدخل عبارة عن تشكيلات كلسية،وفي الداخل طبقة طينية تشكلت عبر الأزمان من ((براز)) الخفافيش التي تعيش بين ثلاثين وخمسين سنة إلى جانب الحشرات والحيوانات الأخرى.
يرجح ويقدر الإختصاصيون والخبراء الجيولوجيون أن عمرالمغارة بين مائة ألف سنة كحد أدنى ومليون سنة كحد
أقصى.
ولكن كيف تشكلت فيها الصواعد والنوازل ؟ ..
وقد تشكلت الصواعد والنوازل من التراكمات الكلسية المنتشرة في المغارة نتجة الحت والتعرية والمياه الجوفية وغازات الكربون والأكسجين والهيدروجين ،أما الصواعد :فهي عبارة عن أعمدة كلسية تتشكل من أسفل إلى أعلى ،أما النوازل فتتشكل من أعلى إلى أسفل.
وكل من الصواعد والنوازل قد تشكلت في زمن معين وهذا واضحا بالمغارةً،خصوصاً وأن بعضها لايزال طور التشكيل..أما بالنسبة للألوان فتختلف هي الأخرى وفقاً لظروف طبيعية أهمها تركيب الماء.
فاللون الأحمر: يعود لوجود الحديد المؤكسد داخل الماء الذي تشكل منه العمود.أما اللون الأصفر:فيعود لوجود حديد غير مؤكسد، بينما يعود اللون الأسود: إلى وجود نسبة من المنغانيز،والأبيض: إلى وجود الكلس، والأخضر: إلى وجود الفطريات الصغيرة. وكذلك مايزال الكثير من الأنفاق والممرات موجوداً فيها بقايا عظام للإنسان ولبعض الحيوانات،وكذلك وجود فخاريات وأعمدة كلسية غاية في الجمال فيها كل ألوان الطيف وأيضاً يوجد أشكال من الصخور تشبه القرنبيط والإنسان والحيوان ولوحات فنية أبدعتها يد الطبيعة الفنانةالأم بأجمل حلة بهية نضرة.
أما بلدة دوير رسلان فهي جنة غناء من السحر الطبيعي فيها بساتين التفاح والجوز واللوز والتين والعنب والإجاص وبعض الحمضيات علاوة على الأشجار الحراجية من الدلب والصفصاف والسنديان والبلوط وغيرها..
ترتفع الدوير عن سطح البحر((1160)) متراً عن سطح البحر،وهناك بالقرب منها محطة للبث التلفزيوني: ((محطة النبي صالح )) ..وكذلك قلعة بيت ديب التي شكلتها الطبيعة وحصن النبي سليمان ووادي العيون ،وبالقرب من المغارة، نبع بمحصر الذي تشرب منه الدريكيش وتعطي مياهه للمواطنين بإسم نبع الدريكيش المعدني ومن الجدير ذكره أن مياه مغارة نبع بيت الوادي معدنية أيضاً..
وتحدَّ دوير رسلان مجموعة من القرى التالية:
(( بمحصر – عين بالوج – بشمشة – بمنة – الحاموش – عين منشرة – البريخة – البيضة – بيضة الشيخ مسلم .. ))
دعوة للأخوه الزوار لزيارة البلدة الكريمة بطبيعتها وبجود وكرم أهلها وسكانها.
ونأمل أن تكون محط أنظار من يهمهم الأمر لأن بابها مغلق بسبب أن البلدات والقرى المجاورة تشرب منها علماً أنه يمكن وصل أنبوب على بعد خمسين متراً من المدخل الداخلي ووضع قفل عليه من أجل حماية مياه الشرب من التلوث وترك الزوار يدخلون من الممر المجاور لمجرى الماء.. وشكراً لتعاونكم ..

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.