أزمة المهاجرين في مهرجان فيزا للتصوير

الدورة الثامنة والعشرون للملتقى الفرنسي الخاص بالصور الصحفية تلقي الضوء على التصدي لداعش وفيروس زيكا وفظائع الحروب.

ميدل ايست أونلاين

الصور لم توقف الصراعات

بيربينيان (فرنسا)

– تنطلق الدورة الثامنة والعشرون من مهرجان “فيزا” للتصوير الصحافي السبت في بيربينيان (جنوب فرنسا)، مقدمة المشاكل التي تعصف بعالمنا حاليا، من أزمة المهاجرين إلى الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية مرورا بتفشي فيروس زيكا.

وتسلط هذه الدورة الضوء بشكل خاص على أزمة المهاجرين مع ثلاثة عروض مخصصة لها، من بينها عرض لأعمال اريس ميسينيس في أثينا عن تدفق اللاجئين إلى جزيرة لسبوس تحت عنوان “مشاهد حرب في منطقة سلم”، بحسب ما كشف مدير المهرجان فرنسوا لوروا الذي ساهم في تأسيس هذا الحدث.

وتشمل هذه المعارض أيضا أعمال المصور اليوناني يانيس بيهراكيس من وكالة رويترز الذي عاد إلى بلاده، بعد أن جاب العالم لمدة 25 عاما لتغطية النزاعات التي تمزقه، كي يوثق وصول السوريين والعراقيين والأفغان الهاربين من فظائع الحرب.

وركزت الفرنسية ماري دورينيي من جهتها على النساء المهاجرات اللواتي شكلن مع أطفالهن نصف ركاب الزوارق المطاطية التي تسعى إلى الوصول إلى ضفاف أوروبا.

وهي المرة الأولى منذ حرب كوسوفو التي يتلقى فيها “فيزا بور ليماج” هذا الكم الهائل من الاقتراحات حول أزمة تاريخية.

وفي سبتمبر/أيلول 2015 وقت انعقاد الدورة السابقة من المهرجان، هزت صورة جثة الطفل ايلان كردي على شاطئ تركي مشاعر العالم، ولقيت صورة الطفل السوري عمران بوجهه الملطخ بالدماء والغبار الصدى عينه قبل أيام، إثر نجاة الصبي البالغ من العمر أربع سنوات من غارة استهدفت منزله في حلب.

لكن ردة فعل العالم توقفت عند هذا الحد “ولم يحدث شيء في ما بعد… فالصور لم توقف يوما الحروب أو تؤثر في المسؤولين”، بحسب ما قال مدير المهرجان آسفا.

أما الهجمات التي استهدفت فرنسا وبلجيكا وألمانيا، فهي ستكون محور فعاليات هامشية تنظم مساء من دون تخصيص عروض بحد ذاتها.

وصرح لورواي “بالنسبة إلينا، يكتسي الاعتداء المنفذ في نيس أو باريس أو بروكسل الأهمية عينها التي يتحلى بها آخر نفذ في كابول أو حلب ونحن نرفض العمل بنظرية الوفيات بالكيلومترات التي تعير أهمية أكبر لرجل توفي إثر حادث سيارة في بيربينيان من ذلك الذي توفي مع مئتين آخرين في هجوم مزدوج في كابول”.

وهو شدد على أن “الاعتداءات كلها هي بالقدر عينه من الأهمية في نظرنا ومن واجبي، كمدير لهذا المهرجان الدولي، ان أحرص على العمل بهذا المبدأ”.

ويقدم هذا الملتقى الذي لا يفوته أهل قطاع التصوير الصحافي مواضيع لا تحتل دوما الصفحات الأولى في أخبار الساعة، مثل الوضع الصعب جدا لمثليي الجنس في افريقيا الذي هو محور معرض لفريديريك نوي من وكالة كوسموس.

ولم يصور بيتر باوزا من “إيكو فوتوجورناليسم” الحياة في البرازيل خلال دورة الألعاب الأولمبية، بل فضل توجيه كاميرته إلى مجمع جمبالايا المعروف بدارة كوباكابانا وهو مجمع عقاري بالقرب من ريو تعيش فيه 300 أسرة في ظروف بائسة.

وقصد أيضا فيليبي دانا من “أسوشييتد برس” منطقة فقيرة في شمال شرق البرازيل ترزح تحت وطأة وباء زيكا ليلتقي أولى العائلات المصابة بهذا الفيروس.

أما نيلز اكرمان من “لندي 13” فهو التقى بسكان من تشيرنوبيل كانوا أطفالا وقت وقوع الكارثة.

ويسلط مهرجان “فيزا” الأضواء أيضا على نزاعات باتت وسائل الإعلام العالمية تتجاهلها، مثل ذاك الدائر في جنوب السودان مع معرض لدومينيك نهر والاضطرابات التي لا تزال تعصف بأفغانستان مع معرض لأعمال أندرو كويلتي من وكالة “فو”.

وتستمر فعاليات مهرجان “فيزا” حتى الحادي عشر من سبتمبر/أيلول وهو يفتح أبوابه للجمهور العريض ومحترفي التصوير على حد سواء ومن المرتقب أن تشارك فيه 280 وكالة تصوير من حوالي 50 بلدا.

وقد عززت التدابير الأمنية المرافقة للمهرجان المنعقد في جنوب فرنسا، لكن من دون أن يؤثر ذلك على برنامجه الرئيسي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.