علي نفنوف … عندما تتحدث الصورة

من علي نفنوف ؟

الفنان و الكاتب و الصحفي علي نفنوف , ولد قبل 42 عاماً خلت في عام 1969 , و يقيم حالياً في مدينة صافيتا , عمل مراسل للعديد من الصحف و المجلات , حيث عمل كمراسل لجريدة الوحدة لفترة طويلة و كاتب صحفي لجريدتي الثورة و البعث , و يعمل حالياً محرر في جريدة عمريت , وله عدة كتب و مؤلفات في القصة و الشعر .

عضو نادي  فن التصوير الضوئي , نشر أغلب لوحاته على صفحات المجلات و الجرائد و المواقع الإلكترونية مثل فليكر Flickr .

شارك في العديد من المعارض مثل :

معرض مرآة طرطوس في مدينة المعارض القديمة لعام 2007 .

معرض لمسات ضوئية في المركز الثقافي بصافيتا لعام 2008 .

معرض نفحات ضوئية في كلية الطب البشري بجامعة البعث في حمص لعام 2009 .

معرض ( تحية من القلب إلى القلب للدكتور بشار الأسد) في صالة الرواق العربي بدمشق لعام 2009 .

معرض الصداقة الأول للفنون التشكيلية الذي أقامته الرابطة السورية لخريجي المؤسسات التعليمية الروسية بطرطوس القديمة لعام 2010 .

بحكم عمله الصحفي أصبح لديه اهتمام كبير بفن التصوير الضوئي  , حيث أن التصوير مرافق للعمل الصحفي , و قد احترف التصوير الضوئي  منذ 3 سنوات , خبرته في هذا الفن أتت بشكل ذاتي نتيجة ممارسته للعمل الصحفي و اهتمامه بالتصوير فيقول : “أحياناً كنت أعتمد على الصورة في شرح المادة الصحفية , و أحياناً كانت الصورة تغني عن المقال بشكل كامل” .

 

الفنان علي نفنوف

التصوير الضوئي حالة وجدانية – إبداعية

و عندما سألناه ما هو فن التصوير الضوئي قال : ” التصوير حالة وجدانية – إبداعية مثلها مثل قريض الشعر , مثل العشق ,  يلزمها مزاج خاص و جو خاص , و الصورة تعبر عن حالة جمالية و لكن كل متلقي أو قارئ للصورة يفهمها بحسب بيئته أو ثقافته ” .

و يضيف : “كان التصوير الضوئي يسمى قديماً هواية الملوك , لأن الملوك فقط كانوا قادرين على اقتناء الكاميرات و تحميض الأفلام فهي هواية مكلفة جداً , فمثلاً في عام 1925 كان سعر غرام الذهب في دمشق 5 ليرات سورية , و في نفس الوقت كانت طباعة أو تحميض صورة واحدة تكلف 5 ليرات سورية أيضاً “.

إحساس المصور باللقطة أهم أسباب نجاحه

و سألناه عن أسباب نجاح الفنان في هذا الفن و أهم عوامل التقاط الصورة الناجحة أجاب :

” الأهم هو إحساس المصور باللقطة , و امتلاكه لعين قادرة على ترجمة هذا الإحساس , أما بالنسبة لعوامل نجاح الصورة فأهم شيء هو زاوية الالتقاط , من بعدها تأتي فكرة الصورة , و من ثم فنية الصورة فدقتها “.

و عن دور الكاميرا و المعدات و قدم المصور في هذا الفن قال : ” إحساس المصور باللقطة هو الذي يجعله فنان تصوير ضوئي ( لا القدم و لا المعدّات ) مع إنه لا يمكن إنكار دور المعدات , كما يوجد الكثير من المصورين المشهورين الذين لا يملكون كاميرا احترافية “.

عندما تجعل الفن وسيلة للعيش تقتله

و حول إن كان يمكن للفنان أن يتخذ التصوير الضوئي كوسيلة للعيش قال : ” أي فن عندما تجعله وسيلة للعيش قتلته , لأن العمل يصبح من أجل المادة و ليس من أجل الفن ” .

و يضيف : ” أفضل أن أبقى هاوي على أن أكون حرفي , فالحرفي هو من ينتج قطعة أو منتج معين و يكرره مئات المرات أما الهاوي يبحث عن الجديد و المختلف في كل مرة “.

 

التصوير الضوئي منقوص الاهتمام في سوريا

و حول الاهتمام بهذا الفن قال الفنان علي نفنوف : ” التصوير الضوئي لازال منقوص الاهتمام في سوريا , حيث أنه لم يأخذ حقه بين الفنون التشكيلية رغم أنه الأهم بينها , إضافة إلى أهميته في العمل الصحفي , فأغلب الأعمال التشكيلية بدايتها صورة و تنتهي إلى صورة “.

كما يضيف : ” هناك تحدٍ كبير أمام المصور و هو أن الفنان التشكيلي يمزج ما يشاء من الألوان و يقول هكذا أريد , أما المصور محكوم باللون و اللقطة و تكمن براعته في تحويل المشهد العادي إلى لوحة أكثر جمالية “.

تربية المجتمع و ثقافته مشكلة أمام المصور

و حول نمط الصور المفضل الذي يحب التقاطه فيقول :

أفضل نمط البورتريه ( الصور الشخصية ) فأكثر شي يلامس و يدغدغ مشاعر الفنان المصور هي الحالات الإنسانية التي يقرأها في الوجوه , لكن هذا اللون يعاني من عدة مشاكل فتربية المجتمع و ثقافته تحول دون تحقيق هذه الغاية للكثير من عشاق هذا اللون .

فمثلاً  المصور الأوروبي إذا شاهد فتاة في الشارع و صورها فإنها تبتسم له كعربون شكر , أما عندنا فقد ينتهي به الأمر في مخفر الشرطة , ناهيك عن نظرة الازدراء الناتجة عن ضعف الثقافة .

كما أن جمالية اللقطة في عفويتها , و هذا صعب الحصول عليه لدينا لأننا نضطر إلى أخذ الإذن مسبقاً مما يفقد العفوية .

و بناء على طلب منا قام الفنان علي نفنوف بشرح بعض لوحاته لنا

رقصة الماء

و كأنها أنثاي الجميلة التي ترقص أمامي , هو طائر النورس الذي يرقص للبحر و لرزقه الموعود به من تحت الماء .

في هذه الصورة  خيال النورس و انعكاسه في الماء يعطي حالة فنية تدعوك للتأمل و التفكر بهذا الكائن الغريب , بالنسبة لي أمتع الصور و أحبها إلى قلبي هي صور النوارس لأنها تتعبني و هذا يقودني إلى الاستمتاع بالتعب الجميل بعد كل لوحة لما يسمى افتراضياً بأنه طائر السلام .

رحلة نحو الشمس

إنه القدر … ( الذكر و الأنثى ) , الطفولة رمز المستقبل , النور أمامهم , يتجهون نحو النور و يديرون بظهرهم إلى عدستي ( عادة ما يسعى المصور إلى إبراز التفاصيل الطفولية للأطفال في الصورة , أما هنا فالصورة مختلفة أردت لها أن تكون جميلة من لونين فقط , دون براعة في إظهار التفاصيل كونهم يديرون ظهرهم للعدسة )

سميت (رحلة نحو الشمس) لأنها حقيقة رحلة نحو النور و الأفق و المستقبل و لها فلسفة كبيرة جداً ( الذكر و الأنثى – تشابك الأيدي يداً بيد نحو المستقبل و ظهرهم للجميع و نظرهم نحو النور – الشمس مركز الصورة و الأطفال مركز الثقل في الصورة ) .

تيما

تعني الواحة الواسعة و هو اسم ابنتي و تعبر الصورة عن حالة فنية متقاطعة مع حالة إنسانية و وجدانية من خلف زجاج متكسر أعطت للعمل الفني واحة واسعة من الجمال و الاهتمام , و هذا ما لمسته من خلال عرضها في صالة الشعب بدمشق في المعرض السنوي لنادي التصوير الضوئي .

أنا أعشق بلدي

و في النهاية يقول الفنان علي نفنوف ” أنا كمصور سوري مدين بالوفاء للجمال السوري , أنا أعشق بلدي و أريد أن أكرس كل مفاصل الجمال فيه من خلال الصورة , لدي هاجس هو إبراز الوجه الجمالي لسورية “.

 

طرطوس اليوم – تقرير : محمد ديوب , علي تفاحة

“علي نفنوف”… في بحثٍ دائم عن الجمال

 حسن محمد

«التصوير الضوئي هو الرسم بالضوء، هذه الهواية التي كانت تسمّى هواية الملوك نظراً لكلفتها الباهظة، ففي عام 1925 كان سعر غرام الذهب يساوي طباعة صورة صغيرة». هذا ما قاله الأستاذ “علي نفنوف” الصحفي ورئيس فرع “نادي فن التصوير الضوئي” بطرطوس في لقاء مع eSyria.

تكبير الصورة

يعلم من في “طرطوس” أنّ الأستاذ “علي” صحفي قديم وفي السنين القليلة الماضية شاهدنا اهتمامه الأكبر بالتصوير الضوئي. يخبرنا عن ذلك بقوله: «من خلال عملي كصحفي ومرافقة الكاميرا بشكل يومي أصبح هناك علاقة حميمية بيني وبين الكاميرا، وكما تعلم أدوات الصحفي هي الورقة والكاميرا ولأن الصورة هي اللغة الأوسع انتشاراً اعتمدت عليها كشاهد إثبات لصدق ما أكتب، لذلك كانت الصحف والمجلات بمثابة النافذة التي أطل بها على الناس لعرض لوحاتي، إن كانت هذه اللوحات تعبّر في الغالب عن واقع معيّن قد يكون غير جميل لكنّه يصب في خانة البحث عن الجمال، هنا راودتني فكرة عرض الجماليات فأقمت بالتعاون مع زملائي معرض “مرآة طرطوس” برعاية مجلّة “عمريت” عام 2007 وتتالت بعدها المعارض أذكر منها أيضاً معرض “نفحات ضوئية في كليّة الطب البشري بجامعة البعث في حمص 2009 و..».

بعد اتجاهه للتصوير والمعارض تحوّل نشاط الأستاذ “علي” إلى شكل أكثر تنظيماً وإيماناً منه بالعمل الجماعي وعمل الجمعيّات الأهلية انتسب الى نادي”فن التصوير الضوئي” في سورية: «لكون النادي هو الجهة الوحيدة التي تُعنى بهذا الفن كنتُ متابعاً لمعارضه ونشاطاته حتّى تسلّمت فيه إدارة شؤون فرع “طرطوس”، وللمعلومات أكثر فإنّ نادي “فن التصوير الضوئي” تأسس عام 1979 بمشاركة 18 فنّاناً وكان رئيسه الفخري العماد أوّل “مصطفى طلاس” أمّا الآن فعدد أعضائه 420 عضوا من مختلف شرائح المجتمع ويرأس النادي حاليّاً الفنّان “عبد السلام عبد السلام”.

اتجهتُ في نفس الوقت الى المواقع الإلكترونية المتخصصة بالتصوير العالمية منها والعربية لعرض أعمالي حيث يجتمع نخبة روّاد هذا الفن في العالم، ولكون الصورة لغة عالمية 

تكبير الصورة

لا تعرف جنسيّات ولا قوميات فقد كان التواصل متاحاً دون حواجز، وبالمناسبة أنا معروف في دول الخليج العربي كمصوّر ضوئي أكثر مما يعرفني أهل طرطوس، وأنا حالياً أتعاون مع عدد من زملائي في طرطوس لتأسيس نادي للتصوير الضوئي خاص بالمحافظة وذلك شعوراً منّا بتنامي هذا الفن وانتشاره بعدما أصبح التصوير متاحاً بفضل الكاميرات الرقمية».

إن صور الصحفي تنقل واقع معيّن ينسجم مع الصورة الكلامية التي ينقلها في حين أن فنّان التصوير يهدف لعرض جمالية الصورة بذاتها، فكيف يحرص الأستاذ “علي نفنوف” على الانسجام بين الصور الكلامية بصفته صحفيا والصور الفوتوغرافية بصفته فنّان تصوير ضوئي؟ يقول: «لكل إنسان رسالة ورسالتي في العمل الصحفي لا تختلف عن رسالتي في التصوير الضوئي وقوامها البحث عن الحب والجمال فليست انتقاداتي الصحفية حالة سوداوية وإنّما هي نبذ لشيء مكروه وبحث عن الخير والجمال وهذا منسجم مع التصوير الضوئي الذي يعتمد بمجمله على البحث عن الجمال.

من جهة أخرى الجمال هو كتلة واحدة، لذا اتجهنا الى التخصّص وتشريح هذا الجمال بالابتعاد عن الصورة الكلاسيكية التي تأخد المشهد العام لتغدو الجزئيّات محور اهتمامنا في التصوير، وهو مافرضه علينا الانتشار الواسع لهواية التصوير فأصبحنا نفتّش عن الخصوصية في الصورة والتي يلزمها إدارة معيّنة واهتمام كبير لأنّ العصر الحالي هو عصر التخصّص من هنا جاء سعيي مع زملائي لخلق مدرسة جديدة في التصوير الضوئي تعتمد على الجزء، ولن أخفي صعوبة توجّهنا بهذا الاتجاه في بعض جوانبه كتصوير الحالات الإنسانية الشخصية “البورتريه” والذي هو هدف عام لأي مصوّر محترف لتقف الثقافة الشعبيّة حاجزاًمنيعاً يحول دون ذلك فمثلاً 

تكبير الصورة

“إذا صوّرت فتاة أوروبيّة في حديقة تبتسم لك وتشكرك أمّا عِندنا فقد تكون نهايتك في مخفر للشرطة”».

في صور الأستاذ “علي” لون خاص يتناول به الطبيعة يظهر لون الأشياء في بعضها وعكسه في أخرى، وهو ما اعتبره خلق الانسجام من التناقض فقال في ذلك: «اللون أساس عمل الفنّان التشكيلي وهو مساحة حرّة له يمزج فيها ما شاء من الألوان لخلق ما يريد، أمّا المصوّر الضوئي فمفروض عليه اللون واللقطة وهنا يكمن التحدّي في كيفية إظهار هذه اللقطة، وهذا اللون بالشكل الذي يجعلنا نقف أمامه إمّا بالإعجاب أو بالحيرة، فتراني أحياناً أُجانب الشمس لأحصل على اللون الحقيقي للطبيعة وتارةً أُعاكسها لأحصل على لون مختلف وتارةً أُغيّر الزوايا لأحصل على لون آخر، فللون الذي تتحدّث عنه يختلف باختلاف مزاجيّة الفنّان ومقدرته على التحكّم في الكاميرا ومن يقول أنّ اللقطة هي كبسة زر فهو جاهل.

وبالنسبة إليّ فعلاقتي بالكاميرا تطوّرت لدرجة “الإحترافية والهواية” ولا أقول “الحرفية” لأنّ الحرفي يُنتج نوعا معيّنا بكميّات مختلفة أمّا الاحترافيّة فهي المهارة العالية في استخدام تقنيّة الكاميرا وتقنيّة الصورة أيضاً».

وعن نشاطات نادي “فن التصوير بطرطوس” يقول الأستاذ “علي”: «يقيم فرع النادي معرض يشارك فيه حوالي 80 فنّاناً من كل أنحاء سورية، ويقوم النادي بالتحضير لمعرض مركزي في “دمشق بعنوان “جماليات من المحافظات سيعرض في شهر 10/2010 وقد ينتقل المعرض إلى تركيّا، وكذلك سنقوم برحلة إلى تركيّا لأخد صور من هناك وعرضها في سوريّة وذلك ضمن خانة تقويّة العلاقات السورية التركيّة».

وفي نهاية اللقاء ختم الأستاذ “علي نفنوف” قائلاً: «أنا أفضّل أن أبقى هاوياً ولست 

تكبير الصورة
المصور الأستاذ مدين ابراهيم

حرفيّا لأن الهواية متجددة أمّا الحرفة فهي عمل ثابت وأنا دائماً مشغول بالبحث عمّا هو جديد».

وليس ببعيد عن الأستاذ “علي” التقينا المصور المحترف الأستاذ “مدين ابراهيم” زميل الأستاذ “علي نفنوف” في التصوير وصديقه الذي حدّثنا عنه: «”علي نفنوف” صديق عزيز تعرّفت عليه في معرض “مرآة طرطوس” الذي أقامته مجلّة “عمريت” المحليّة بطرطوس وزاد من عمق العلاقة ترافقنا معاً لالتقاط الصور في أنحاء طرطوس المختلفة، كذلك فهو صحفي معروف وأنا معجب بتحقيقاته القويّة والجريئة، ورغم حداثة عهده في التصوير الضوئي الاحترافي فقد حقق مستوى عاليا من الاحترافيّة في التصوير».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.