• الحدادي: أسباب كثيرة تبعد المصــــــــــــــــــــــــــــــــــور الإماراتي عن الضوء. من المصدر
  • فوتوغرافي إماراتي يرى أن بعض المسابقات تفتقد الصـدقية

    الحـدادي: المجامـلات أفسدت التصوير

    المصدر: إيناس محيسن – أبوظبي

قال المصور الفوتوغرافي الإماراتي عبدالحميد الحدادي، إن المصور الإماراتي موجود على الساحة، ولكن مازالت هناك أسباب تقف أمام ظهوره وتسليط الأضواء عليه، من أهمها الخجل الاجتماعي، وعدم الرغبة في الظهور، بالإضافة إلى عدم انتظام المصورين الفوتوغرافيين في إطار محدد يعبر عنهم ويوحد كلمتهم.

وتحفظ الحدادي في حواره لـ«الإمارات اليوم» على المشاركة في مسابقات للتصوير الفوتوغرافي تقام في الدولة. معبرًا عن اعتقاده بأن «كثيراً من عمل لجان التحكيم في هذه المسابقات يفتقد الصدقية، وفي بعض الأحيان تتدخل العلاقات الشخصية والمجاملات في تحديد النتائج وأسماء الفائزين»، مستدركاً «هذا الأمر بالطبع لا ينطبق على المسابقات كافة، فدرجة الصدقية والانضباط تختلف من مسابقة لأخرى وفقاً لطبيعة هذه المسابقة ومدى قوتها، وكذلك حسب لجنة التحكيم والمشاركين فيها، لكن للأسف معظم مسابقات التصوير الفوتوغرافي تكتفي برفض مشاركة بعض الصور، دون ان توضح أسباب الرفض على الرغم من أهمية هذا الأمر، لأنه يساعد المصور على تحديد الأخطاء التي وقع فيها، والاستفادة من آراء المختصين المشرفين على المسابقة في تطوير عمله وتجنب تكرار الأخطاء».

منتديات مجاملة

وأرجع الحدادي الذي تخرج في كليات التقنية قسم الإعلام، إحجام المصورين الفوتوغرافيين عن العمل في مجال التصوير الصحافي إلى «أسباب عدة من اهمها الروتين الذي يحكم العمل الصحافي، إذ يتطلب الالتزام بساعات عمل محددة، إلى جانب أنه قلما يتيح المجال للمصور لتقديم عمل ابداعي، لأن العمل في هذا المجال ينصب على الصور المرتبطة بتغطيات حدثية وإخـــبارية لا ابداع أو تميز فيها، ولا تمـــنح المصور فرصة التعبير عن شخـــصيته وموهبته».

كما انتقد الحدادي، (عضو جمعية الإمارات للتصوير الضوئي)، المنتديات العربية المهتمة بالتصوير على شبكة الإنترنت، لأنها تحقق فائدة حقيقية للمشاركين فيها، كما تغلب على الآراء المتداولة فيها المجاملات وعدم الاختصاص والبعد عن الاحترافية، على عكس المنتديات الأجنبية التي يحرص على المشاركة فيها، لأنها تمثل إضافة حقيقية للمصور، إذ تفتح أمامه المجال للاطلاع على أعمال مختلفة تحمل فكرا مغايرًا، وتعلم تقنيات جديدة ومتنوعة تنوعا كبيراً لأن هذه الملتقيات تضم مشاركين من جنسيات عدة، كل هذه الأمور تساعد المصور على تطوير نفسه والارتفاع بمستواه، «إلى جانب طبيعة الأجانب نفسها، التي لا تعرف المجاملات، فعندما تعرض صورة في المنتدي تأتي التعليقات عليها صريحة وتتعرض لعيوبها ومميزاتها بموضوعية واحترافية كبيرتين، بصرف النظر عن هوية صاحب الصورة، ما يعود بالفائدة عليه، ويساعده على تقديم الأفضل بعد ذلك».

استسهال

ويرى عبدالحميد الحدادي أن التطور الكبير الذي باتت تتميز به تكنولوجيا التصوير وانتشار أدواتها على نطاق واسع حتى أصبحت الكاميرات موجودة في أيدي الكبار والصغار، عن طريق الهواتف المحمولة والـ«آي فون»، بقدر ما يحمل من إيجابيات مثل التشجيع على ممارسة التصوير، ورفع مستوى الصور بشكل عام. إلا ان هذا الأمر أدى من جهة أخرى إلى خلق حالة من الاستسهال في التعامل مع التصوير الفوتوغرافي، «أصبح هناك من يستطيعون الحصول على صور متميزة من دون ان يمتلكوا مهارات التصوير أو المعرفة والدراية بقواعده وأصوله، هو ما يمكنهم من التفوق في مسابقات أو منافسات على آخرين لديهم المهارة والمعرفة، لكن لا يمتلكون التقنية المتطورة مثل الكاميرات الحديثة، أيضا أدى انتشار الكاميرات في أيدي الجميع إلى تشجيع الكثيرين على الاشتراك في المسابقات بصور عادية لا تحمل فكرة جديدة أو عمقا في المضمون الذي تحمله، أو حتى لمسة خاصة بصاحبها، وهي أمور يجب ان يمتلكها المصور الحقيقي». وأوضح الحدادي، الذي يقدم دورات للتصوير للأطفال والناشئة ضمن مركز المواهب والابداع، التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ان دورات التصوير الفوتوغرافي التي تقدمها جهات عدة في الدولة، يمكن ان تلعب دوراً كبيراً في تشجيع وتحسين مســـتوى المصور الذي يمتلك موهبة حقيقية ورغبة في الاستفادة، بينما قد تأتي بنتائج أقل بالنسبة إلى البعض الذي يتعامل مع الأمر بلا مبالاة أو كوســـيلة لقضاء وقت الفراغ. وأضاف «منذ صغري لدي شغف كبير بالتصوير الفوتوغرافي، لكن إلتحاقي بدورات التصوير في 2009 كان نقطة تحول في حياتي وعلاقتي بالتصوير،على الرغم من انني لا اعتبر نفسي محترفاً حتى الآن، على اعتبار ان المحترف هو الذي يتعامل مع التصـــوير كمهنة يكسب منها قوته»، لافتاً إلى ان «الأطفال لديهم قدرة على استيعاب المعلومات بطريقة ســـريعة، خصــــوصا انه يقدم لهم المعلومات التي تتناسب مع أعمارهم، مثل كيفية تكوين الصورة والتقاطها، بما يساعد على إظهار الموهوبين منهم، ولفت الانتباه إلى موهبتهم لتنميتها».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.