https://scontent-mrs1-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/

قُدّمت تجربة (نذير اسماعيل) دائماً كدليل حاسمٍ على أن درب الإبداع التشكيلي لا يمر بالضرورة من بوابة الدراسة الأكاديمية، فتجربته اعتمدت على سعة الإطلاع الذاتي، وبلورة المفهوم الجمالي الشخصي، وتطوير المهارة التقنية، منذ تفتح الموهبة الكامنة في أعماقه، بتأثير ما علق في ذاكرة الطفولة من ألوان الخيوط التي تُنسج بها البسُط الشعبية في المشغل المجاور لمنزل عائلته في حي (الميدان) الدمشقي العريق، ومن ثم من متابعته للرسوم العفوية التي كان يرسمها على الزجاج الفنان الشعبي الشهير (أبو صبحي التيناوي) في دكانه الصغير قرب (باب الجابية) حيث كان يقوم ببيع تلك الرسوم للزوار والسياح، جنباً إلى جنب مع بيع الأدوات المنزلية لأهالي الحي ورواد السوق. لم يأخذ نذير من مشاهد المشغل الألوان والأشكال التي شاهدها، وإنما غناها وتناغمها، ولم يأخذ من (التيناوي) مواضيعه وحكاياته، وإنما العفوية والتلقائية التي يعمل بهما. واستكمل مشاهداته، ومعارفه التقنية بالانتساب إلى مركز الفنون التطبيقية ، ثم توّج كل ما سبق بالسعي للقاء الفنان المعلم (فاتح المدرس) الذي تأمل ملياً أعمال الفنان الشاب، ثم التقط ورقة ودوَن عليها سلسلة نصائح كانت بالنسبة ل (نذير اسماعيل) بمثابة المنهاج التعليمي.
*من العمود الصحفي الأسبوعي في صحيفة (الثورة) – الثلاثاء 17-10-2016

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.