الفنان الفوتوغرافي المغربي ( يونس العلوي  ) .. مصور وصحفي يكتشف الأعماق ويعشق الفن الضوئي ..
– بقلم : فريد ظفور

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏خطوط‏‏‏‏

DSC_3141

الفنان المبدع يونس العلوي
عندما ظهرت أعمال يونس من بين ضباب الندى الرطب ..حيثما نامت سحب الليل فوق أبنية المدينة .تبحث عن دفء الناس ..والآن توشك الشمس على الطلوع بينما الضباب يرتفع ببطء وهو يطوي غطاءه تاركاً خيوطاً بيضاء وأخرى رمادية فوق السقوف..بخار ملون بألوان قوس قزح …لايكاد يرى يصعد من بين الأشجار ومن الأرض المبللة ..تجذبه السحب ..ولكنه يتلاشى بسرعة ويظهر خلفه دخان المصانع والحافلات الأسود ورائحة احتراق وقودها تغطي السماء بالرماد هناك من بعيد..لاتزال الأبنية في
الظلام حيث عبرت الشوارع أطيار السنونو ..وبعدها دنت أولى دقائق الفجر ..حيث إنطفأت الأنوار في الشوارع والمنازل والمحال التجارية..
وفجأة ارتفع نسيم وكأنه من أمواج البحر التي لاتزال تغط في النوم للحظات قليلة أخرى وسط دفء الصباح ..حيث بدت خيوط الشمس تتسربل وتلمع من بين الأغصان والمباني..لتداعب وجنتي عدسات كاميرات الزميل يونس وهي ترافقه في ترحاله الصباحي مع أحضان الطبيعة لكي يرصد ويسجل لنا بعضاً مما إصطادته أنامله الساحرة وعيونه اللاقطة والحساسة للجمال والفن ..
أفل عصر الرومنسية والحداثة والروعة برحيل القرن العشرين وأصبحت غالبية أفكار ومشاريع الفن الضوئي تتمحور حول الهوية والإستدامة في عالم يشهد الكثير من التقلبات ورغم ذلك نصادف أسلوباً جديداً لمقاربة الواقع ..فلا يكتفي المصورون الضوئيون بإستثمار قدراتهم الإبداعية المذهلة في تصوير خصائص عالمنا الذي يطفي عليه طابع العولمة ..
بل يحرصون على القيام بذلك بأسلوب مدهش في حداثته وتاملاته الفنية..
بنى الفنان يونس أعماله من خلال الأجزاء ولكن من دون فقدان الخيط الذي يربط العمل الفني برمته وتؤكد الشظايا التي يتم تجميعها من خلال استخدام وسائل العالم الرقمي السمة المعاصرة الواضحة في مواضيعه ..وتقدم أعماله وجهات نظر مثيرة للإهتمام حول الحياة في المغرب ..ولئن كانت هذه الأعمال ذاتية وفردية ..فهي تطرح أسئلة هامة عن طريق عيش الناس وعن عاداتهم وتقاليدهم ..وهي بمثابة عرض لوجهات نظر مختلفة يتكامل بعضها أو يتناقض مع البعض الآخر.. ونأمل أن تتشكل أعماله الضوئية والأخبار الصحفية نافذة لرؤية ثقافية لإحدى البلدان العربية المغاربية…لقد تطور التصوير في السنوات الأخيرة في المغرب العربي بسرعة كبيرة حيث مكنت الأدوات الجديدة والتقنيات الحديثة المصورين من إلإنتاج الغزير وبأشكال مختلفة وبمدارس قديمة وحديثة ..فبدأنا نلاحظ أسماء كبيرة مغربية تتربع عالم الفوتوغرافيا العالمية أمثال محمد مردوجي وأشرف بزناني وليلى علوي ..وغيرهم الكثير.. لذلك لم تعد الصورة الفوتوغرافية مجرد نتيجة لضغط على زر الديافراجم ..بل هي قطعة فنية تعبيرية فريدة ورسالة تنتقل عبر إطار جامد لايحييه سوى عين المشاهد أو المتلقي..
تشكل مشاركات الزميل يونس لأنشطة وأخبار ولقاءات خاصة بمجلة فن التصوير المعين الغني للتعريف بالثقافة وبالتصوير الضوئي وفي الفن التشكيلي وبالمميزين والمبدعين في عالم الفن والأدب المغاربي..وهي ضمن إهتمامات المصور والزميل عضو الهيئة التحرير للمجلة ..وتجسد عدداً من المواضيع والمواقف التي وثقتها عين الكاميرا في بلد غني بالمواضيع وبالطبيعة وبالبيئة الجغرافية المتنوعة من بحر وسهل وصحراء وجبل..مثل المغرب..وعندما نرحل مع الفنان يونس في مدارات صوره تبدأ حبال الزمن بالذوبان لتمنحنا حرية الغوص والإنتقال العكسي بين الماضي العريق والحاضر الذي تسكنه..هناك فرق شاسع بين أن تشاهد أعملاً ضوئية لفنان ضوئي في طور التشكيل كموهبه وكفعل فني وبين متابعتك التصوير لأعمال فنان آخر امتلك الموهبة وحرفنة وتقنية التصوير ولغة التعبير والقدرة على الإبداع والغوص في بحار صوره دون أن نغرق.. والمتابع لأعماله يلاحظ سرداً وأعمالاً مختلفة شكلاً ومضموناً ..لاتحاكي السائد فقط وإنما تتمرد عليه إنطلاقاً من رؤية فنية ضوئية واعية وناضجة لتكاملنا مع الأشياء من حولنا بروعة المضامين وسلاسة الأسلوب بلغة ضوئية بصرية متدرجة الألوان وأعتقد بأن يونس سيكون رائداً في مجال الفن الضوئي المغاربي بالمستقبل ..وختاماً سلاماً لأعمالك الملهمة والى رعشة الشوق في الأنجم ..التي شقت وجه الرياح الى عباب إبداعك الثقافي الفني.. فوق صخرة من سهاد وشوق تهدهد كل ألحان السلم الرمادي بين جنبات صورك .. التي توثق التراث المغربي الذي ارتبط بالجذور وتواصل مع ماضي الأجداد ..وأنعش ذاكرة التاريخ الذي تفوح منه رائحة الذكريات والماضي العريق..ولعل للفروسية أو العرضة والخيل في التراث المغربي العربية والأمازيغي بصمة خاصة به والتي ليست موجوده بالمشرق العربي ..وللأسف كثير من المصورين ينفكون عن كل ماهو قديم وأصيل ويلهثون وراء الموضه على إيقاع العصر الحديث..حيث تشكل التبوريدة، والتي ما تزال تحتفظ بألقها في كل المناسبات والاحتفالات الوطنية والشعبية والرسمية، فناً مغربياً عريقاً، ولحظة للتواصل والتفاعل بين الفرسان والخيول، أو بين المحاربين وشركائهم في خوض الحروب كما كان يحدث قديما..والفنان يونس لم يتساءل يوماًعن مقدار الفائدة التي يجنيها من عمله في تحرير مجلة فن التصوير.. ومن المدهش حقاً مايقدمه من أخبار ونشاطات خاصة وتخدم الفن الضوئي والثقافة المعرفية الفنية الفوتوغرافيا المغربية وغيرها..
فهو صحفي ومصور وفنان يستلهم عناصر صوره من الطبيعة والمغاور والكهوف والبيئة والناس والشارع ..ويعالج وحداتها بإسلوبه المتمكن والمتفرد فهو لايصورها بشكل روائي تسجيلي ..بل يضفي عليها شيء من الشاعرية والشفافية والصوفية العرفانية بلغة بصرية وتقنية رائعة ..ولا شك أن أعماله التي قدمها للجمهور ..قد تركت أثراً طيباً في نفوس المشاهدين ..ذلك الأثر الذي يولد شعوراً طيباً من السعادة الخفية يسري ببطء في عروقنا ويظهر دهشتنا من عوالمه الإبداعية الجميلة ..وأعمال يونس جسدت معاناة المواطن والمجتمع..

 10475435_10206509668722773_2623307990122512391_o
 في تناغم بين الفكرة والصورة بين الشكل والمضمون ..وبمعارضة التي قدمها للجمهور ومنها أعماق .. جمع بين الذوق الرفيع واللون وتدرجاته والشكل بتنوعات مواضيعه ..حيث سبرنا معه أعماق الأرض ليحدثنا عن كنوز ضوئية وأضداد لونية وأشكال ضمن الكهوف والمغاور في رحلة عجائبية تحت الأرض ..فنشاهد تارة الصواعد والنوازل وأخرى أشكالاً تشبه القرنبيط وثالثة والأعمدة الرخامية المتشكلة عبر آلاف السنين لتؤلف لوحة سريالية فنية رائعة وأيضاً أشكالاً تشبه الحيوانات …علاوة على وجود طائر الليل الخفاش أو الوطاويط التي تسكن الكهوف والمغاور وجزوع الأشجار..في حوار فني ضوئي يبعث الدفء في الحياة الفوتوغرافية ويعيد لها الأمل والألق والإنعتاق من القيود والقوانين والعادات الإجتماعية ..والشكل يُدرك بالإحساس ..ودهشة الألوان وبراعة التكوين عند الصمور في كل صورة هي الإحساس والصورة أو اللوحة..وهي متة بصرية للناظرين والمواضيع هي الحجة التي يتكيء عليها الفنان يونس في التعبير عن أفكاره ..والمطلوب في هذه الظروف الصعبة الإستمرار بالعمل الفني الضوئي والصمود في وجه أشكال البشاعة والقبح الفني ..والكشف عن التذوق بالجمال في الواقع ..لأن الفنان واعٍ وعليه رفع معنويات جمهوره و محبيه و عشاق فنه..
 11242902_10206573657322448_401928604_o
_________________ ملحق  ـــــــــــــــــــ
Image result for يونس العلوي Youness EL Alaoui
معرض التصوير الفوتوغرافي”أعماق ” للمصور الفوتوغرافي يونس العلوي

روبورطاج | افتتاح معرض الفنان الفوتوغرافي يونس العلوي

تم نشره في 18‏/05‏/2015م – في اليوتيوب
https://www.youtube.com/watch?v=cbaIJcLtGSo

إعداد: عبد الرحيم بوكلاس
https://www.facebook.com/boglassabder…

ــــــــــــــــــــــــــــــ

معرض للمصور الفوتوغرافي يونس العلوي ببهو بلدية أكادير

19.11.2014

    معرض للمصور الفوتوغرافي  يونس العلوي ببهو بلدية أكادير

موازاتا مع فعاليات المهرجان الدولي للفيلم الامازيغي “اسني نوورغ” افتتح اليوم ببهو بلدية أكادير معرضا للصور الفوتوغرافية حول تيمة حقوق الانسان.

والمعرض من تنظيم الفنان ابن مدينة أكادير يونس العلاوي ويعد يونس مصور محترف من مدينة أكادير. يعمل منذ سنوات على تطوير آلياته التقنية والفنية بأسلوب متفرد. وتعد الصورة بالنسبة اليه عمل فني لا يختلف في شيء عن أي عمل إبداعي آخر. نوع يونس في ميدانه الفني بين التصوير التوثيقي والتعبيري والتجريدي.

يمتلك تلك العين التي تقتنص الجانب الجذاب من المشهد. فمواضيعه تتوزع بين التجريب التقني على الصورة الفنية، وبين التوثيق للمغرب العميق جماليا وإنسانيا، عدسته ترصد أيضا الجوانب المعتمة والمضيئة من حياة الهامش والعالم القروي.

ويعتبر يونس من المصورين القلائل المتخصصين في تصوير المغارات بالمغرب. أقام أول معارضه الفنية وهو طالب جامعي.

حاز على جوائز دولية في التصوير بالعراق والجزائر والإمارات والسويد. راكم عدة مشاركات في معارض فوتوغرافية عالمية بفنلدا وتونس وفرنسا وروسيا والصين. له أيضا عدة مشاركات في معارض مغربية بمدن طنجة وآسفي وسيدي إفني وأكادير.

ph-Youness-El-ALAOUI-2-2-540x335

التبوريدة.. فن مغربي عريق ولحظة للتواصل والتفاعل بين الفرسان والخيول

منارة
التبوريدة في معرض الفرس بالجديدة | المهدي
تشكل التبوريدة، التي ما تزال تحتفظ بألقها في كل المناسبات والاحتفالات، فنا مغربيا عريقا، ولحظة للتواصل والتفاعل بين الفرسان والخيول، أو بين المحاربين وشركائهم في خوض الحروب كما كان يحدث قديما.

وتعتبر المواسم والاحتفالات والتظاهرات فرصة للتذكير بأهمية هذا الفن ، الذي يطلق عليه ” الفانطازيا “، وبهذا الإرث المشترك ، كما هو عليه الحال في معرض الفرس بالجديدة ، الذي يخصص فترات يومية للتبوريدة، التي يعشقها الكثير من الناس .

وبالنظر للأهمية الكبيرة التي تكتسيها التبوريدة في حياة المغاربة ، فقد حظيت باهتمام من جانب كتاب وفنانين، كما هو الشأن بالنسبة للكاتب والفنان داريم بوشنتوف في كتابه ” التبوريدة .. خيل وخيالة”، والذي اعتبر أن “التبوريدة”، التي تنبع من أعماق الذاكرة ، تجعلنا نستحضر الأجداد، كما تذكر بالمعارك والحروب التي خاضوها من أجل الحفاظ على أراضي الوطن وكذا مواجهة الأعداء.

على أن ما يصدر، خلال لحظات التبوريدة، عن الفرسان من كلمات حية نسجها الأجداد يحول هذه اللحظات إلى مناسبة لتقاسم الفرح مع الأجيال الجديدة ، كما أبرز ذلك الكاتب ، وهو ابن دبلوماسي مغربي وأم من أصل أردني فلسطيني.وحسب الكتاب ، الذي تم عرضه إلى جانب عدد من الأعمال الفنية التشكيلية بفضاءات معرض الفرس بالجديدة، فإن ما يميز “السربة ” قديما وحديثا هو كونها تتشكل من مجموعة من الفرسان المحاربين، مشيرا إلى أن كل قرية أو قبيلة كانت تتوفر على لباس خاص بها وعلى استراتيجية في التعامل مع العدو.

وتحدث الكتاب، الصادر باللغة الفرنسية، والذي سيترجم للعربية والانجليزية، عن جوانب أخرى تتعلق بصناعة السروج ولباس الفرسان، وكل ما يتعلق بفن التبوريدة.

ويعد هذا الكتاب، المزين بصور ذات طابع احتفالي ، سفرا في الزمن والمكان الذي يذكر بلحظات مطبوعة بالنخوة والفخر، والتي لا يمكن استحضارها إلا في حضرة ” التبوريدة”.

وتجدر الإشارة إلى أن بوشنتوف، المزداد بروما سنة 1973، تشبع بثقافات متعددة بالنظر لكونه قد عاش رفقة عائلته بكل من روما وتونس وعمان وجدة.

ويذكر أن فن التبوريدة شكل فقرة يومية ثابتة في برنامج معرض الفرس بالجديدة في دورته الثامنة.

وبالنظر للأهمية الكبيرة التي تكتسيها هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، فقد وقع اختيار المنظمين على إقامتها بمركز المعارض الجديد بالقرب من مدينة الجديدة ، الذي يعد الأول من نوعه بالمملكة.

ويضم هذا الفضاء الجديد ، المشيد على مساحة 46 هكتارا، فضاءات للفروسية التقليدية ” التبوريدة” والتي تمتد على مساحة 7 هكتارات، والذي يمكنه استقبال فرق ( سربات ) من مختلف الجهات، إلى جانب رواق للمعارض والمؤتمرات يمتد على مساحة 1,9 هكتار تتوزع إلى فضاءين، علاوة على موقف للسيارات يتسع لألفي سيارة .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.