تكبير الصورة

“أحمد صبحي خلف”.. وتأسيس فن الرقش الفراتي

رامي خطاط

السبت 28 أيلول 2013

تميز بالرسم بطريقة الرقش العربي “الاربيسك”، مبتعداً عن مجرد تجسيد مظاهر الطبيعة، وأبدى اهتماماً واضحاً في الموضوعات التراثية والزخرفة الإسلامية، ودائماً ما حاول الاقتراب والعمل ضمن البيئة التشكلية في الفرات.

إنه الفنان “أحمد صبحي الخلف” الذي تميز بين زملائه بفن الرقش العربي، للتعرف اكثر على الفنان “الخلف” التقت مدونة وطن “eSyria” في 22/9/2013 الفنان التشكيلي “رضا خطاط” والذي تحدث عنه بالقول: «تجلت عبقرية الفنان المبدع “أحمد صبحي خلف” بسمات أكسبته تفرداً عن

 

تكبير الصورة
لوحة للفنان أحمد صبحي خلف

الفنون التشكيلية الأخرى من حيث المنطلقات والأساليب والمفردات، ويكاد الرقش العربي يكون أكثر نتاج هذا الفنان، والرقش العربي هو “الارابيسك” ومعنى كلمة “الرقش” جاء من يرقش ورقشاً.

رقش الفنان الرسم؛ نقشه وزخرفه بألوان مختلفة وحسنه وزينه، والرقش العربي يعبر عن ترابط إنساني اجتماعي، وكما يقول “جاك بيرك” (إن الرقش العربي هو تركيب وتلاق، ففيه يتلاقى هدف الفنان مع الإدراك الحسي ومع المادة وهكذا يبدو الرقش العربي مرتبطاً بالمجتمع، معبراً عن ذلك بكنيته العربية) فقد عمل الفنان “أحمد” إلى الحد من المظاهر الحيوية وعمل على الإقلال من واقعية الأشكال حتى لا يقع في المحظور من جهة وحتى يتيسر له أن يعطي مضموناً لعمله الفني ويبتعد به عن مجرد تجسيد مظاهر الطبيعة ليقترب من الواقع الأبدي ويقترب من الجوهر، ولقد اتضح ذلك في لوحاته التي جسدت الرقش العربي الإسلامي

منهجاً وفكراً من خلال التناسق والتكامل والشمول والجمال».

وعن حياة الفنان يضيف: «فقد الفنان التشكيلي “أحمد صبحي خلف” والده في سن الثالثة، وتعلم في مدارس “دير الزور” ونال شهادة تخصص من معهد التربية الرياضية وعمل مدرساً للرياضة ومن ثم بدأ الرسم والخط في سن مبكرة، فهو عضو في نقابة الفنون الجميلة، وأقام عدة معارض فردية بدير الزور والحسكة، وشارك في معرض جماعي بصالة ايبلا بحلب 1999، وشارك في معرض جماعي في المركز الثقافي الروسي 1997، كما شارك في معرض مهرجان البادية السابع بتدمر 1999، ومشارك دائم في المعارض الجماعية التي تقام بدير الزور.

إضافة إلى الرسم كان أيضاً صحفياً متميزاً وقد نشر العديد من الدراسات النقدية الأدبية والفنية في العديد من الصحف والمجلات وصدر له كتاب “الفن التشكيلي الفراتي بين التراث والمعاصرة” وترك مخطوطين حاول في

تكبير الصورة
من أعمال الفنان أحمد صبحي خلف

احدهما أن يؤرخ للفن التشكيلي الفراتي بدءاً من ماري والى الآن، وأما المخطوط الثاني فكان محاولة في التأريخ ولكن في مجال الموليا الفراتية».

وفي كتاب “الحركة الثقافية في محافظة دير الزور في القرن العشرين” للأديب “محمد رشيد رويللي” يقول: «أبدى الفنان التشكيلي “أحمد صبحي خلف” اهتماماً واضحاً في الموضوعات التراثية والزخرفة الإسلامية معتمداً على الخط والرقش العربيين، بعدها اتجه إلى رسم الطبيعة الصامتة بالألوان المائية إضافة إلى عدد من البورتريهات التي عالجها بالألوان الزيتية وبأسلوب تعبيري اعتمد على الخط العربي واللوحة الحروفية وبدأت تظهر خصوصيته في هذا المجال وكانت أعماله تعتمد على البحث والتجريب الذي نما لديه اثر حصيلة ثقافية، وفي هذا المجال حاول إعداد كتاب عن الفنانين الحروفيين العرب لم يكتب له الاكتمال».

الجدير بالذكر أن الفنان “أحمد صبحي خلف” من مواليد محافظة “دير الزور” 1967 وتوفي فيها عام 2000.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.