طالبوا بالاستفادة من التجربة واستطلاع آراء المهتمين مبكراً.. المشاركون بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل يشيدون بالتنظيم ويشكرون دارة الملك عبدالعزيز

طالبوا بالاستفادة من التجربة واستطلاع آراء المهتمين مبكراً.. المشاركون بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل يشيدون بالتنظيم ويشكرون دارة الملك عبدالعزيز

المناطق ـ الرياض

خرج مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل والذي كلفت دارة الملك عبدالعزيز بتنظيمه هذا العام بشكل مميز، وحقق نجاحاً كبيراً.

وقد جاء ذلك وفقاً للتوجيهات الملكية الكريمة التي تضمنت تطوير مهرجان الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل والنهوض به إلى عالم أرحب وأكثر تنوعاً، وبما يواكب أهمية الحدث ومكانته، وإنشاء موقع خاص للمهرجان وفق أعلى المستويات ببنية تحتية عالية تحقق متطلبات المهرجان، إضافة إلى ما وجده المهرجان من دعم ملكي كريم ورعاية ضافية بإعادته إلى الحياة الثقافية والتراثية والاجتماعية والترفيهية، بنسخة جديدة ومطورة تليق بالمرحلة التاريخية والحضارية المتقدمة للمملكة العربية السعودية، خاصة أنه يحمل اسم المؤسس الملك عبدالعزيز، وهذا الاقتران جعل منه مهرجاناً وطنياً ورمزياً يرتكز على المبادئ التي ارتكزت عليها المملكة في تأسيسها وتوحيدها وبنائها، وما وجده المهرجان من المساندة والتطوير بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز  ــ رعاه الله ـ يعكس قيمة التراث الأصيل في تكوين الهوية والشخصية السعودية، وفي نسيج الدولة والمجتمع كقاعدة عمل في تنويع المشهد الثقافي وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة مع العالم العربي والإسلامي في وحدة جذرية عريقة تدعم صور التلاحم، وهذا التوجيه الكريم كان أبرز الأسباب لنجاح المهرجان، وما كان تكليف دارة الملك عبدالعزيز بتنظيم المهرجان إلا دعم لدورها وللرسالة الوطنية والمعرفية التي تقدمها والتي تحقق العناية بالإرث التراثي والثقافي لهذا الوطن.

إن نجاح إدارة المهرجان وكل الأطراف التي شاركت فيه وأبرزها ملاك الإبل الذين أثبتوا تعاونهم وحرصهم على تحقيق الشروط، وتطبيق أنظمة المسابقة، وتفهمهم لها للوصول إلى عدالة وسرعة الإجراءات للملاك المشاركين، كلها حققت إنجازاً يُحسب لهم ولإدارة المهرجان التي دعمت وساندت لتخرج هذه التظاهرة التراثية بالشكل المطلوب، مما حقق جودة تنظيم المهرجان، وخروجه بهذه الحلة الجديدة، والنقلة النوعية التي تحققت هذا العام.

وأوضح مسلط المطيري ـ أحد ملاك الإبل ـ المشاركين إلى أن الجوانب التنظيمية التي أقرتها دارة الملك عبدالعزيز وتعاملت من خلالها مع المشاركين بحرفية كبيرة وفي وقتٍ قياسي، تعد نقلة نوعية في عمر هذه المسابقة الهامة، مشيراً إلى أن تطويع التقنية الحديثة لتحقيق أفضل النتائج على جميع الأصعدة كان سبباً جوهرياً في إعادة تنظيم هذه المسابقة، وكسب رضى مئات المشاركين في المهرجان.

وأشار عبدالرحمن العتيبي ـ مشارك في المهرجان منذ سنوات ـ أن ما لاحظه هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية، حيث تم توفير الخدمات المتكاملة، على مستوى الموقع بشكلٍ عام، أو مواقع التخييم، أو السوق الشعبي والشارع التجاري، إضافة لسوق الإبل وإعادة تنظيم وترتيب الدخول للسوق ونظام البيع والشراء وكل ما صاحب ذلك من تطوير وتنظيم مميزين.

وأشاد المواطن محمد أحمد الحربي ـ زائر ـ بالأجواء الاحتفالية والاجتماعية التي شهدها المهرجان من خلال البرامج الثقافية والفنية والعروض المسرحية التي شهدتها أيام وليالي المهرجان، والمعارض المصاحبة، وتسهيل عروض الأسر المنتجة، إضافة لتفعيل التكافل الاجتماعي عبر مبادرة “أدم نعمتك” التي تبنتها دارة الملك عبدالعزيز مشكورة، وخصصت مواقع للجمعيات الخيرية المهتمة بهذا الشأن، والتنسيق مع ملاك الإبل من أصحاب المخيمات الموجودة بالمهرجان، للعمل على التعامل مع فائض الأطعمة، وفق برامج خلاقة ورائدة اعتادت الجمعيات على تنفيذها في سبيل إيصال الغذاء للفئات المحتاجة بالمجتمع.

 

ومن المؤكد والمعلوم أن أي عمل مهما كان بسيطاً فإنه لا بد أن يكون فيه نسبة للخطأ أو القصور، وفي مثل هذا العمل الكبير الذي أوعز إلى دارة الملك عبدالعزيز، ليكون التجربة الأولى لها في هذا المجال، وتم التنظيم والاستعداد له في وقتٍ قياسي، وخرج بنتائج مميزة وكبيرة، رغم حداثة التجربة وضيق الوقت وضخامة العمل، فإن نسبة القصور واردة، واحتمال وقوع الخطأ متوقع، وهذا ليس مبرر للدارة، ولكنه وبالمقارنة مع المنجز في ظل الظروف التي صاحبها التنظيم يعد إنجازاً كبيراً ومبهراً ومميزاً تستحق عليه الدارة كل الشكر والثناء.

وندرك في صحيفة “المناطق” وهي التي واكبت الحدث، وعايشت كل تفاصيله من خلال حضورها كـ”راعٍ إعلامي مشارك” للمهرجان، حرص دارة الملك عبدالعزيز على تجاوز أي قصور واكب المناسبة، وتصحيح أي خطأ رافق التنظيم، أو وقع لأسباب خارجة عن الإرادة، سواء في التنظيم أو التنفيذ أو اختيار الوقت أو أي أمرٍ يدعو للاهتمام وإعطائه العناية التي يستحقها، وهذا ما قامت عليه دارة الملك عبدالعزيز مشكورة منذ اللحظات الأولى لانطلاق المهرجان، حيث قامت بإجراء استطلاعات يومية لآراء المشاركين بالمهرجان، وقياس مدى رضاهم عما يقدم لهم من خدمات، وفق آلية علمية تعتمد على استبانة “استطلاع رأي” وحصر نتائج هذه الاستطلاعات للإعلان عنها بشفافية نهاية كل يوم من أيام المهرجان، والتعامل مع الملاحظات الواردة بها، إلا أننا في صحيفة “المناطق” وعلى اعتبار أننا شركاء في هذا النجاح، ومن واجبنا الحرص على ذلك من خلال تقديم كل الملاحظات والرؤى والأفكار لدارة الملك عبدالعزيز بما يضمن حسن الأداء وتحقيق النجاح المنشود، نقدم هنا بعضاً من تلك الملاحظات التي نقلها لنا الملّاك والمشاركون خلال فترة المهرجان، ومن أهمها:

ـ أجمع الملّاك والمهتمين والمشاركين في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل لهذا العام بأن الوقت الذي تم اختياره لإقامة المهرجان لم يكن مناسباً، وأشاروا إلى أن وقت “الصّفِرِيْ” وهو الخريف هو الوقت المناسب لإقامة المهرجان حيث تكون “الحيران” في بطون أمهاتها، مشيرين إلى أن موعد إقامة المهرجان الماضي صاحبه ارتفاع في درجة الحرارة وتغيرات جوية ورياح كانت سبباً في التأثير على المهرجان والمشاركين، وقلّة الزوار.

ـ المشاركون يطالبون بفتح السوق من خلال فترة بيع وشراء لا تقل عن شهرين قبل بداية المهرجان، والذي تتوقف فيه حركة البيع والشراء مع بداية العرض للإبل، وهذا سيدعم الحركة الاقتصادية التي ينتظرها عدد كبير من المشاركين في المهرجان.

ـ المطالبة بإعلان الشروط والمواصفات للإبل المشاركة في المهرجان قبل موسم البيع والشراء بوقت كافٍ، لكي يكن الأمر واضحاً لدى الملاك وعدم التورط بشراء إبل لغرض المشاركة بها، ثم لا تنطبق عليه الشروط.

ـ المطالبة بوضع درجات واضحة للرأس والعمر، وللفردية، ولتصنيف المزاين، وتحديد صدر المنقيّة وعجزها، للمحافظة على النسق العام، وقيمة الإبل ومكانتها.

ـ المطالبة بالاهتمام بشكل أكبر بتحديد مرجعية الألوان المتشابهة أو المشكوك في مرجعيتها، وفرض قاعدة عامة تضمن دخول الألوان المشكوك فيها مع اللون القريب منها، ومثال على ذلك، إلحاق لون الحبشي مع الشعل، ولون البشي مع الشقح…….. إلخ.

ـ طالب الملّاك والمشاركون بزيادة عدد الفردي، وأن يتم تدقيق السّن بشكل أكبر، وإعطاء الفرصة لفئة الأربعين لأنها ستزيد من حراك السوق وتنشيطه.

ـ طالب المهتمين بشأن الإبل بأن لا تكون جوائز الفعاليات والبرامج المصاحبة لمهرجان الإبل هي الأبرز من حيث تخصيص الجوائز الكبرى على حساب الفعالية الرئيسية بالمهرجان، والتي من أجلها أقيم، ولم يعترضوا على فعاليات الشعر النبطي أو المحاورة او الشيلات، ولكنهم يؤكدون على أهمية أن تكون الجوائز الكبرى للفعاليات الرئيسية.

كما أورد المهتمون بالإبل وزوار المهرجان ملاحظات أخرى نثق أنها محل اهتمام إدارة المهرجان والعاملين على التنظيم، وأنهم حتماً سيستفيدون من تجربتهم الأولى والتي حققت نجاحاً كبيراً يحسب لدارة الملك عبدالعزيز والعاملين باللجان المنظمة، وستكون التجربة الأولى دافعاً لتلافي أي سلبيات حصلت سابقاً، ونقترح على الإخوة الكرام في الدارة واللجان المنظمة البدء مبكراً في استطلاع آراء الملّاك والمشاركين والمهتمين والزوار، والاهتمام بملاحظاتهم، وتفعيل المنطقي منها مما يتناسب وأنظمة ولوائح المهرجان وفعالياته ومسابقاته، وفي مقدمة ذلك تقديم وقت المهرجان ليبدأ مبكراً بما يتناسب مع طقس المنطقة وأجواء الصحراء، وبما يضمن خروج هذه التظاهرة الوطنية الثقافية الاجتماعية، بما سليق بها وباسمها، وليكن البدء بالتخطيط الذي يعقبه عمل جاد ومتقن، من خلال التركيز على حصر جميع الجوانب التي من شأنها ضمان تحقيق نجاح باهر لهذه المناسبة التي نتطلع جميعاً وصولها للعالمية، خصوصاً مع امتلاك بلادنا الحبيبة للإمكانات والقدرة والتجربة والخبرة التي تضمن لنا الأسبقية والتفوق في هذا الميدان.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.