lights

هل سبق لكم وتعرفتم كيفية التلاعب باللون والإضاءة..

 إن تصوير المشهد باستخدام إضاءة جيدة امر أفضل وأكثر احترافية من محاولة تعديل الإضاءة باستخدام برامج بعد الإنتهاء من التصوير (أي خلال مرحلة المونتاج) . يجب الحرص أثناء العمل على ملائمة إضاءة لقطات المشهد الواحد, فقد تجعل إضاءة أو ألوان اللقطات المتتالية المشهد يبدو سيئاً وغير متناسق وكأن كل لقطة صوّرت في مكان مختلف.
للضوء مزايا أخرى في التصوير, فباستخدام ضوء الشمس أو حتى ضوء الغرفة العادي مع تأثيرات وانعكاسات معينة تستطيع إظهار اللقطة بشكل رومانسي, حزين, سعيد أو مخيف .

الإضاءة والكاميرات

مهما كان نوع الكاميرا فالإضاءة الجيدة تجعل الصور تبدو بشكل أفضل, ولكن كلما زاد حجمها كلما زادت جودة لقطتها في الضوء الخافت, كما أن الكاميرات التي تستطيع تعديل عدستها يدوياً تساعد في الإبداع أكثر من الأوتوماتيكية منها

 

من أين يجب أن يأتي الضوء؟

الضوء المواجه للشخصية يجعلها تبدو مسطحة وشاحبة وقد يجعل صورة فيلمك رديئة, ولكن قد لا يكون لديك خيار آخر إذا كنت تستعمل كاميرا عادية.

butterfly_lighting

-الإضاءة الثلثية, أي عند زاوية جانبية 45 درجة أمام الممثل و45 درجة أدناه وهو تماماً حيث يجب أن تضع الضوء للحصول على لقطة بالإضاءة التقيليدية

JP_20150108_021

-عند توجيه الإضاءة من أعلى الشخصية فإنك بذلك تجعل عيونها تختفي في الظل

img_7258

تجعل الإضاءة الجانبية اللقطة تبدو فنية أكثر في أعين المتابع ولكنها الطريقة الأصعب في التصوير. وعند تصويرك للقطة بخلفية داكنة مع تركيز الضوء على جانب معين من الشخصية  تحصل على مما يسمى بتأثير (low key).


على الأغلب ستحتاج لتعديل التعريض الضوئي للصورة (exposure compensation) لإظهار لون بشرة الشخصيات بشكل طبيعي

بعض النقاط الهامة :
– يجب أن تعرف أن توجيه الضوء من الأسفل يجعل الشخصية تبدو مخيفة

542507354_53a5095600

– من الأفضل أن تتجنب التصوير قبالة الضوء إلا إذا كنت تبحث عن إظهار الشخصية بشكل ظلالي

-الضوء التأطيري (عند توجه الضوء من خلف الشخصية) فإن هذا يعطي الصورة طابع خاص وطريقة جيدة لفصل أطراف الهدف أو الشخصية عن الخلفية بشكل ثلاثي الأبعاد

تجنب مبالغة تباين الصورة

قد تبدو اللقطة بصورة مسطحة أفضل بكثير من اللقطة بصورة متباينة, ويظهر هذا واضحاً في الكاميرات المدمجة أو كاميرات الهواتف التي تعالج المشاهد ذات الإضاءة المنخفضة أو التباين الشديد بشكل سيئ.

RS26559_Sun-behind-model

إذا كانت كاميراتك قابلة لتعديل التباين الذاتي, أطفئه وأطفئ معه نظام إشباع الألوان( التعديل الذاتي للألوان- color saturation) تستطيع إضافة هذه العوامل لاحقاً, فإضافتها أسهل بكثير من تقليلها أو عزلها.

الإتجاهات الثلاثة للإضاءة:

إعتاد صانعي الأفلام على استخدام ثلاثة تقنيات في الإضاءة

  • الإضاءة الرئيسية (key light) أمام (وإلى جانب) الهدف أو الشخصية
  • إضاءة مكملة (fill light) وهي أقل شدة من الرئيسية وتكون على الجانب المعاكس للإضاءة المحيطة وذلك لجعل الظلال تبدو أقل قوة
  • إضاءة إطارية (rim light) لجعل حدود أو أطراف الشخصية تبدو بشكل ثلاثي الأبعاد ومنفصل عن الخلفية

100k2p

يتم أحياناً إضافة ضوء رابع لتحسين موقع التصوير أو ضوء آخر يدعى بالضوء الصياد (catchlight) وهو تسليط ضوء صغير بطريقة معينة لمنح عيون الشخصية نوعاً من البريق

باعتبار أن حمل ثلاثة كشافات كبيرة للإضاءة ليس بالأمر السهل, تستطيع التعويض عنها باستخدام الإضاءة المتوفرة في موقع التصوير كنافذة مثلاً لتحل مكان الإضاءة الرئيسية وأداة عاكسة للضوء تحل محل الإضاءة المكملة.

الألواح عاكسة, أدواة نشر الضوء, والأعلام

p799940870

تتنوع الطرق الطبيعية أو الإصطناعية التي تستطيع من خلالها الحصول على إضاءة أفضل. فالألواح العاكسة مثلاً تساعدك في التحكم بالظلال, بينما أدواة نشر الضوء تقلل من حدته وتوسع من مجال تغطيته, أما إذا أردت أن تجعل الضوء داكناً وتُظهر الظلال بشكل أوضح عليك استخدام ما يعرف بالكرت الأسود أو الأعلام

ألواح العكس الخمسة (أو five in one reflector) هي واحدة من أفضل الأدوات لتحسين الضوء. فأهميتها الكبيرة تكمن في احتوائها على قطعة ناشرة للضوء وأغطية, بيضاء, فضية, ذهبية وسوداء مع جوانب سوداء لعكس الضوء وإيضاح الظلال بالشكل المناسب, أما إذا كنت لا تريد أن تتجاوز ميزانيتك فتستطيع استخدام صفيحة ألمينيوم ملصقة على قطعة من الورق المقوى أو لوح أبيض معزول .

Untitled2

التصوير الخارجي

يفضل استخدام الضوء خارجاً خلال النهار حتى في يوم غائم, حيث تستطيع استخدام أي زاوية أو اتجاه والحصول على نتيجة جيدة

ولكن يجب أن تحذر فقد يكون  ضوء الشمس مخادع ويجعل شخصياتك تبدو بشكل سيئ وظلال مبالغ بها, لذلك ولتحصل على لقطة إحترافية إستخدم ضوء الشمس باسلوب الإضاءة الإطارية (rim light) أي إبق  مصدر الضوء خلف الشخصية وخارج حدود اللقطة, كما هو موضح في الصورة أعلاه.

20110813-MVWS5353-1200-500x333

-طريقة ممتازة ولكن صعبة في التصوير هي ما يدعى بـ(الساعة الذهبية) وهي الفترة التي تلي الشروق أو التي تسبق غروب الشمس حيث يستخدمها العديد من صانعي الأفلام للحصول على لقطات جيدة.

اللقطات الداخلية

تستطيع زيادة شدة إضاءة الأسقف أو المصابيح العادية من خلال إضافة لمبات ساطعة (وهو أمر يدعوه صانعي الأفلام بالإجراءات المعتادة) ومن الأفضل أن تستخدم ما يعرف ب (لمبات توفير الطاقة) للحصول على ضوء قوي وتجنب ارتفاع حرارة المكان, أما إذا كانت ميزانيتك كافية يمكنك استخدام لمبات خاصة ذات أداء استثنائي, مصنعة حسب صفات خاصة لعكس الضوء بشكل مناسب (CRI) “قد يساعدك استخدام لمبات بخواص CRI 90 ومافوق”

بإمكانك موازنة الضوء من خلال تغيير عناصر معينة في موقع التصوير كجعل السقف أو الحيطان بيضاء لضمان إنعكاس أفضل. كما تستطيع أيضاً استخدام هذه اللمبات لإضاءة خفيفة (ضوء جانبي) في اللقطات القريبة. أو تستطيع شراء مجموعة إضاءة خاصة للتصوير, ولكن إبتعد عن لمبات الهالوجين التي تسبب في ارتفاع حرارة موقع التصوير, واستخدم ما يعرف بالليد (أو صمام ثنائي باعث للضوء) فهو يوفر الطاقة ولا ينشر الكثير من الحرارة

وهناك أيضاً المصابيح الصينية التي تستطيع تزويدها بلمبات توفير الطاقة للحصول على إضاة مثالية, أو شراء كرات الضوء الصينية المصممة خصيصاً لإضاءة الأفلام

تستطيع اختيار الإضاءة التي تناسب عملك ولكن يجب أن تكون حذراً من خطر ارتفاع حرارة المكان, تحطم اللمبات, وقوع مساند الكاميرات أو اشتعال الكبلات, كما يجب أن تنتبه من استخدام أضواء الليد بالشكل المناسب مع آلة ناشرة للضوء لتجنب تضرر عيون الممثلين من قوة شعاعها.

التعريض الضوئي

iso-002

تعدل معظم الكاميرات الضوء بشكل أوتوماتيكي والذي يساعدك في تصوير اللقطات العادية, ولكن عند تصوير لقطات ذات طابع خاص (في حال وجود ضوء قوي أو ضعيف جداً, أو تصوير لقطة من الظلام الى الضوء) فمن الأفضل أن تزيد أو تنقص المعايير الأوتومايكية لتعديل العرض الضوئي للصورة

يجب أن تحرص على عرض الصورة بشكل جيد خلال التصوير, حيث يصعب إصلاح أشياء كهذا عند الإنتهاء من التصوير. فإذا كنت متردداً في إضاءة لقطة أو مشهد ما من الأفضل أن تميل الى تقليل الإضاءة (تستطيع تعديلها لاحقاً بسهولة) عوضاً عن المبالغة فيها

كما يجب أن تبقي لون بشرة الشخصيات طبيعي لأنه أول ما يلاحظه المشاهد, وأن تعمل على تسليط الضوء بالإتجاه المناسب وبالشدة الكافية, بعض الكاميرات تظهر خطوط على الشاشة كمؤشر على مبالغة الضوء .

من الأفضل (إذا كانت كاميرتك مجهزة لذلك) أن تعدل استقبال الكاميرا للضوء يدوياً, وابسط طريقة هي عن طريق تجريب عدة لقطات حتى تحصل على اللقطة المناسبة, حيث تستطيع بوضع كرت رمادي أمام الكاميرا وتثبيته لبعض الوقت أمام العدسة, معرفة دقة عكسها لهذا اللون وتعديلها بأفضل شكل (باعتبار اللون الرمادي يشكل 18% من الألوان التي تعكسها الكاميرا ويعتبر الأساس الذي تستخدمه في قراءة الألوان)

توازن اللون

عندما تكون في نزهة صباحية خارجاً ثم تعود الى منزلك المضاء بمصابيح عادية فإن عيونك تعمل بسرعة البرق على تعديل الإختلاف في الألوان قبل حتى أن تلاحظ ذلك, ولكن الأمر يختلف بعض الشيئ بالنسبة لعدسة الكاميرا.

تقوم معظم الكاميرات بموازنة لا بأس بها للألوان اوتوماتيكياً حسب الإضاءة المحيطة بها, ولكن بالطبع التعديل اليدوي يثمر بنتائج أفضل.

لبعض الكاميرات تأثيرات خاصة حسب الإضاءة المحيطة, كتأثيرات خاصة بالإضاءة النهارية, إضاءة يوم غائم, أو إضاءة المنزل العادية.

كما تستطيع بعض الكاميرات تخمين حدّة الضوء حسب درجة حرارته.

أما إذا أردت أن تكون أكثر دقة من الأفضل أن توازن الضوء يدوياً (تماما كتعديل التعريض الضوئي يدوياً) باستخدام كرت رمادي اللون أو ورقة بيضاء

وعند تعديل الألوان يدوياً, يجب أن تتذكر إعادة ضبطها عند الإنتقال الى موقع تصوير بإضاءة مختلفة

حاول الإعتماد على نوع واحد من الأضواء أثناء العمل, فمثلاً من المستحيل انسجام  ضوء النافذة مع إضاءة فلوريسنت في غرفة مغلقة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.