Image result for ‫المصور الفرنسي يان أرتوس برتران‬‎Image result for ‫المصور الفرنسي يان أرتوس برتران‬‎DSCF7687
ترجم كتابه لـ 19 لغة وطبع منه مليوناً ونصف المليون
معرض الأرض لـ ” “يان أرتوس برتران” في استضافة مكتبة الملك عبد العزيز
الرياض: عبدالإله الخليفي
تتهيأ مكتبة الملك عبدالعزيز لإقامة معرض الأرض من السماء للمصور العالمي الفرنسي “يان أرتوس برتران”، الذي سيكون ضمن أبرز الأحداث لفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة التاسع عشر بعد أن تمت موافقة الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز على إقامته. ومن المقرر أن تستضيف المعرض ثلاث مدن سعودية هي الرياض وجدة والدمام، وستكون الجنادرية المحطة الأولى للمعرض في الرياض ثم مركز الملك عبدالعزيز التاريخي وسط العاصمة.
وقد حظي المصور العالمي برتران المولود عام 1946 م باستضافة من كبرى مدن العالم كباريس ومونتريال، ولندن، وأستكهولم، وساو باولو، وبيروت…، ووصل عدد زوار معارضه التي أقيمت في دول عدة أكثر من 50 مليون زائر، إضافة إلى أنه تمكن من نشر كتاب أعده عن رحلاته ترجم إلى 19 لغة باع منها أكثر من 1.5 مليون نسخة… بعد أن جال خلال 10 سنوات متواصلة على 37 بلداً بطائرة مروحية حلقت على بعد 500 متر لمدة 3000 ساعة طيران. كما أصدر برتران 70 كتاباً تحكي حالة الكوكب في الوقت الحاضر، مما جعله أسطورة التصوير الجوي حيث استطاع خلال 10 سنوات تقديم عرض كامل للحال التي تقف عليها الأرض وتقديم وعي جديد في البيئة وأظهر تلاحم الإنسان مع الطبيعة، وكشف برتران خلال مسيرته ما تتعرض له الطبيعة من تعسف، مقدما بالإضافة إلى الصورة معلومات وأرقاما مهمة.

الخبر يحكي الكثير عن هذا المصور العالمي
ولكن في حواره مع مع غازي الذيبة بصحيفة الوطن القطرية قبل شهران تقريبا ..قال اشياء كثيرة مهمة :

حياة مدهشة تبحث في الوفاء للطبيعة وحمايتها من أجلنا
حاوره – غازي الذيبة
سيتوقف المرء طويلا وهو يتأمل الصور المذهلة التي قدمها أسطورة التصوير الجوي‚ يان أرتوس برتران خلال مسيرته‚ التي بدأها عاشقا للتصوير منذ صغره‚ لكنها تجلت حين أطل من نافذة طائرة أثناء رحلة كان يقوم بها مع زوجته‚ وشاهد الأرض من السماء حينها‚ ليسمي بعد ذلك واحدا من أهم كتبه‚ بل من أهم الكتب في مجاله بهذا المعنى: «الأرض من السماء»‚ وحين نتصفح كتابه ذاك والصادر عام 2002‚ فإن عالما آخر‚ غير الذي نراه عادة‚ هو ما سيشكل لنا مفاجأة مدهشة‚ عالما من الفرادة‚ التي تجعلنا نسأل: لم هذه الصور بالضبط بين دفتي كتاب بهذه العناية‚ من مصورها ومن المعلقين عليها أو الباحثين في فضائها؟ وما معنى أن نشاهد مثلها بهذه الفخامة والاتقان هنا؟ وكيف لنا أن نتأمل ما هو موجود على كوكبنا بتلك الروح التي صاغتها لنا صورا؟

إنها أسئلة متوالية‚ لا تريد أن تنتهي‚ تأخذ منا الكثير من المبالغة حينا والكثير من الاتجاه إلى بحث في مكان آخر‚ غير ذلك المكان الذي يذهب إليه يان آرتوس برتران في صوره‚ إنه لا يصور من أجل متعة شخصية‚ ولا من أجل مغامرة تدر عليه الشهرة والمجد‚ لا‚‚ إنه باحث دؤوب عن خلاص للأرض مما يصيبها‚ يسعى بجد لمحو آثار التعامل الجائر من البشر مع كوكبهم‚ منهم بالبيئة والحفاظ عليها‚ كرس جل حياته لذلك‚ وهو يقول إن ما يؤمن به في هذا الجانب‚ هو عقيدة راسخة فيه‚ لا يمكنه التخلي عنها‚ أو فرضها على الآخرين‚ إلا بما يقدمه لهم من صور‚ تنشر فكرته النبيلة هذه‚ إن كتابه «الأرض من السماء» ليس كتابا للتصوير الفني‚ كما قد يتبادر لمن يعرف أن صاحبه مصور فذ‚ فقد احتوى إلى جانب الصور التي تغطي تقريبا أماكن من ثلثي هذا الكوكب‚ أبحاثا ودراسات وتعليقات‚ تقدم عرضا شاسعا للحال التي تقف عليها أرضنا‚ وتتفحص ما تتعرض له طبيعتنا من تعسف‚ وتقدم بالأرقام حينا وبالمعلومات حينا آخر‚ ما يجعلنا نتوقف طويلا عندها‚ مع الصور التي تندفع لتقدم هي الآخرى ما يمنحنا المزيد من التوقف للتعرف على حالة أرضنا‚

يان آرتوس برتران‚‚ مصور جوي‚ فرنسي‚ ولد عام 1946‚ زار أكثر من نصف العالم‚ وجال في سماء الأرض طويلا‚ وهو لم يتوقف منذ عشر سنوات تقريبا عن التجوال فوق الكوكب‚ لم يسترح ولا يريد‚ فقط‚ ما يقيه تعب الجسد‚ ثم إلى السماء ثانية‚ ليسجل هذا الكوكب‚ وليحفظ تقاسيمه عبر صور‚ برع في جعلها‚ تقول اكثر من اي لسان‚ صور تمده بطاقة عجيبة على رؤية العالم مختلفا‚ ومعوزا لنا نحن ابناءه‚ وهذا ما يود آرتوس إبلاغنا به‚

شكل هذا المصور منذ بدأ رحلته قبل سنوات‚ مفهوما جديدا ومتقدما في الوعي البيئي‚ عبر نشره للصور التي التقطها جوا‚ وعزز من مشاركة الكثيرين في مسيرته بهذا الاتجاه‚ فثمة شركاء آخرون يسهمون معه في نشر هذا الوعي عبر صورهم أيضا كما يخبرنا ويصر على أنهم أسهموا إلى جانب إسهاماته بمزيد من غضائة جوانب هامة من تاريخ الأرض البيئي‚ ولم يكتف آرتوس بسبعين كتابا من الصور والتعليق عليها‚ والكتابة فيها‚ ليقول ما يريده عن الكوكب الذي اكتشف جماله من نافذة طائرة ذات سفر‚ لا انه يقيم معارض لما ينتجه من صور أيضا‚ ولعل تجربته مع معرض صور كتابه الأخير «الأرض من السماء» مثيرة بما يكفي لأن يفصح فيها عن تقدم الوعي بما يقدمه للبشرية من مفاهيم وأفكار عن البيئة والحفاظ على الكوكب‚ من قبل العديدين‚ بحيث لم تتوقف دعوته لإقامة معارض لصوره‚ وكذلك لم يتوقف الزوار من أكثر من خمسين بلدا أقام فيها معرضا لصور هذا الكتاب‚ عن مشاهدة أعماله‚ ليصل رقم من زاروا المعرض فقط إلى ما يزيد على خمسين مليونا‚ وهو رقم‚ يعتقد آرتوس أنه مبشر جدا‚ لنقل وجهة نظره إلى العالم‚ وهو رقم أيضا‚ لا يمكن التغاضي عنه مطلقا‚ في حساب الإقبال الطفيف على معارض الصور الفنية والمتخصصة في العالم أجمع‚ فكيف إذن ان يقف على وجهة متخصصة‚ ويحمل موضوعة واحدة‚ تتنوع فيها الصور بما تحمله من أشكال فقط‚ ولكنها تريد أن تقول لنا: ايها البشر انتم على كوكب يحتاج إلى عنايتكم المركزة‚ وسوف تفقدونه إذا ما بقيتم على هذه الحال من التراخي في عدم احترامه‚

إن آرتوس صاحب قضية كبيرة‚ يتطلع إلى نشرها في العالم‚ ودفع الناس على كوكب الأرض للتفكير فيها‚ والإسهام بالوقوف إلى جانبها‚ عن طريق احترام البيئة وحمايتها‚ وغالبا ما يكون أصحاب القضايا الكبرى هم أكثر الناس شغفا بتحقق الاحلام التي لا ينامون إلا من أجل أن يحققوها‚ بمعنى انه في حين ينظر إلى ما يجتاح العالم من كوارث سببها البشر‚ فإن الحاجة تصبح ملحة لإيقافها‚ خاصة الحروب التي لا تبقي ولا تذر‚ وتسهم بتخريب مريع للإنسان وبيئته‚

هنا حوار معه‚ جرى بألفة‚ رغم ما كان عليه من تعب السفر‚ فهو كان قادما بالطائرة من بيروت إلى الدوحة‚ في الوقت الذي كان فيه مشغولا بإحضار خريطة جغرافية لقطر‚ من أجل أن يحلق في سمائها ويلتقط صورا لها‚ وكذلك لإقامة معرض فيها‚ ترجم الحوار من الفرنسية إلى العربية مرافقه في تلك الرحلة الصحفي الفرنسي (لبناني الأصل) لوسيان جورج‚

ـــ كيف تنظر إلى كوكب الأرض؟ فبعد الصور الرائعة التي قدمتها في كتابك‚ سواء التي تظهر الخراب فيه أو تظهر جماله‚ فكلها صور رائعة‚ تجعل المرء يشكر الله على انه يعيش على كوكب بهذا الجمال‚ رغم ما قد يصيبه من اسى على ما آلت إليه بعض أجزاء الأرض من تلف؟

– كوكبنا جميل‚‚ وجميل جدا‚ انه يظهر هكذا‚ بهذه الروعة‚ وكل ذلك حتى يشعر الناس به‚ وانه يجب المحافظة عليه بكل قوتنا‚ الجزء الآخر من الصور‚ يوجه رسالة‚ مفادها كم أن هذا الجمال رقيق‚ أقل شيء يخربه‚ من هنا يمكن رؤية ما يدور على الأرض‚ رؤيته بعين تتعرف إلى جماله وإلى ما تتعرض له رقته‚ المسألة برأيي تحتاج إلى أن نكون متوازنين‚ فإذا أردنا كوكبا أن يستمر بمدنا بالجمال‚ علينا أن نحافظ عليه‚ والعكس سيصيب كوكبنا بالخراب‚ فالأرض مثل وردة جميلة‚ اعتن بها تبق نضرة‚ اتركها دون عناية‚ تتلف‚

ـــ كتابك «الأرض من السماء» يمتلك صورا رائعة على المستوى الفني والتقني‚ أهي فعلا تذهب أيضا في اتجاه الفن‚ أم أنها تريد فقط استخدام الفن لتقول للناس ما يفكر فيه آرتوس حول الأرض‚ قضيته الكبرى؟

– كتابي الأرض من السماء ليس عملا فينا‚ انه قصة مصور لديه التزام‚ اعطى معنى الصورة كل كيانه‚ وصارت هي حياته‚ ان الأرض بحد ذاتها عمل فني‚ لا يمكن أن أكون أنا خارجه‚ عمل فني كبير‚ أنا بداخله‚ أراه وأتعايش معه‚ ولا يحتاجني انا بالذات لأقول ذلك عنه‚ فقط ما يحتاجني فيه هذا العمل وعبر قضيتي الكبرى كما سميتها‚ والتي كرست حياتي لها‚ هو الحفاظ على الأرض‚ ونشر الوعي بهذا الهدف أو هذه القضية من خلال الصور التي أقدمها للعالم‚ واحاول أن أقدمها بما يليق بإثارة العين والعقل معا‚ ليفكرا ويشهدا‚ ويصلا إلى النتائج التي تقولها لهما صوري‚ انني ببساطة موجود في متحف‚ هو الأرض‚ وأقوم بتصوير أجمل لوحاته‚

ـــ منذ متى وأنت تعد لهذا العمل‚ الذي يتضح فيه أنك بذلت جهدا ليس عاديا لتحققه‚ وتصل فيه إلى هذه المجموعة البارعة من الصور‚ والتي استطعت من خلالها ان تثير ناس كل مكان عرضتها فيه؟

– اشتغل على هذا العمل «الأرض من السماء» منذ عشر سنوات‚ لقد بدأته وأنا أقف على حقيقة أن علي تقديم عمل يصنع انتباها شديدا من الناس للأرض‚ التي يقطنونها‚ لذا كنت صارما في اشتغالي هذا‚ لم أضع أي اعتبار للوقت‚ الذي سأنجز فيه عملي‚ فقط كان امامي هدف وعلي تحقيقه‚ أريد أن أقدم نصا يجعل الذين يشاهدونه يدركون حاجتهم إلى أرضهم‚

لقد قمت بتصوير ملايين الصور أثناء مهمتي هذه وفي مواقع كثيرة‚ يمكن لمن يتصفح الكتاب ان يتعرف على عددها‚ لكنني حين بدأت وضع اللمسات الأخيرة للكتاب‚ انتقيت منها مائتي صورة فقط‚ وهي الصور التي فرضت نفسها‚ من ناحية الرؤية والمضمون‚ ومن ناحية قوتها كصورة‚ هذه النسبة من الصور التي صورتها ومن ثم انتقيت منها هذا العدد‚ تشير إلى مدى الحرص الذي أردت ان تظهر فيه قوة الكتاب وصوره‚ لكن الأهم من الصور هنا‚ وهذا ما يجب أن أوضحه جيدا‚ هو التعليقات والكتابات التي رافقت الكتاب‚ من قبل باحثين ودارسين وكتاب‚ لولا ما قدموه للكتاب‚ لما كانت لصوري تلك الأهمية‚ فالصور دون تلك التعليقات ليس لها ذلك الوقع الذي جعل ملايين الناس تشاهد صوري‚ وتنظر اليها بحرص بالغ ذلك الذي يمنحها احساسا عميقا وجديا بما يختلج في جنبات الأرض من جمال واسى‚

ـــ أهذا فقط ما تريد أن تقوله بصورك‚ أم أن ثمة حلما لأسطورتك كما تصفها‚ أسطورة حياتك في إنجاز ما يثير البشرية إلى حاجتهم لأرضهم وحاجة الأرض لهم؟

– ما أريده هو أن أظهر تلاحم الإنسان والطبيعة في صوري‚ وأود هنا ان أوضح جانبا‚ لننظر إلى المدينة مثلا‚ إنها جزء من الطبيعة مع انها من أعمال الإنسان‚ وهي تشبه خلية النحل في البستان أو المزرعة أو الغابة‚ إذن نحن امام نوع من التشابك بين الإنسان والطبيعة‚ وبين عناصر الطبيعة كافة ثمة تشابك لا يمكن فصم عراه‚ وهذا التشابك يعني بمعنى من المعاني أن كل جزء‚ سواء المدينة أو غيرها مما هو من صنع الإنسان أو عناصر الطبيعة الاخرى‚ يتلاحم مع الطبيعة ذاتها‚ ويتشكل فيها ومن خلالها‚

بعض من أعماله:

ومن اشهر اعماله

قلب “فو” Le Coeur de Voh في كاليدونيا الجديدة في فرنسا، وهي صورة نباتات بالقرب من مدينة “فو” حيث رسمت الطبيعة مشهداً ولا أروع على شكل قلب كبير.

وهنا صور لمعرضه الذي اقامه في بيروت قبل عدة اشهر وبعدها اقام معرض في الجمعية القطرية للتصوير الضوئي بالدوحة

لمن يرغب في اقتناء كتابه الارض من السماء
تتبعوا هذا الرابط
http://www.neelwafurat.com/abookstor…d=98423&frmt=h

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.