الاثنين، 24 أكتوبر، 2016

التصوير الشمسي (15) – أحمد محمود المفتي

وصوّرنا يا زمن…

المبشّرون بلباس الحجّاج -د-

شهد نهاية القرن التاسع عشر نشاطاً محموماً في توزيع الكتب المصوّرة التي كانت فيه الصورة تلصق باليد، ومعظمها للأرض المقدّسة أو المنسوخة على طريقة الحفر، ومن نماذج تلك الكتب منشورات مجلّة حول العالم Autour da Monde التي صدرت في باريس، وبعض الصور ملوّنة باليد.. وفي أحد أعدادها صورة لحي الميدان بدمشق بعدسة المصوّر الفرنسي بول بلانش Paul Blanche الذي كان موظفاً في شركة سكّة الحديد العثمانية.

كما شهد نهاية القرن التاسع عشر تراجعاً في مبيعات الصور التجارية، وذلك أن السيّاح والحجاج التقطوا الصور بآلاتهم التي أصبحت ميسّرة في أيديهم.. وبذلك نشأ جيل جديد من هواة التصوير.

لقد نشط هواة التصوير من خلال الجمعيات التبشيرية الناشطة في سورية.. ومن أبرز هؤلاء المصورين كان القس جورج روبنسون ليز George Robinson Lees مدير مدرسة تابعة لجمعية لندن لنشر المسيحية بين اليهود في القدس 1888 و 1894. وكان يتقن العربية، والتقط صوراً لدمشق وبيروت في مطلع التسعينات، ونشر عدة كتب مزيّنة بصوره. وتحتفظ الجمعية الجغرافية الملكية بلندن ببعض صوره المأخوذة في دمشق وبيروت وفلسطين.

ومن بين المبشرين الذين عملوا في سورية، والتقطوا صوراً لدمشق، بوين طومسون Bowen Tompson

الذين أنشأ أول مدرسة بروتستانتية في دمشق. ثم أنشأ مدرسة أخرى سنة 1870 في حي الميدان. ونشر القسيس هنري بايكر تريسترام صورة لأطفال مدرسة القديس بولس بدمشق في كتابه بنات سورية The Daughters of Syria الذي صدر سنة 1872.

وفي سنة 1893 أصدر الرهبان الفرانسيسكان العاملون في سورية ألبومين مصوّرين بعنوان “بعثة الأرض المقدّسة” Missioni Terrae Sanctae بعدسة جول روفيه Jules Rovier، الأول بعنوان “اليهودية والجليل” والثاني “سورية وقبرص ومصر” وتضمّن الأخير أربع صور التقطت لدمشق.

وكذلك التقط فرانكلين مور Franklin Moore 1871 – 1915 ، الأستاذ في الكلية الإنجيلية السورية (الجامعة الأمريكية في بيروت حالياً) صوراً لمراكز المبشرين الأمريكيين في معلولا والزبداني.

ومن المحتمل أن يكون قد التقط صوراً في دمشق. وتحتفظ الجامعة الأمريكية في بيروت ببعض الزجاجيات التي ثبّت عليها مور صوره – وأحتفظ في مكتبي أيضاً ببعض هذه الزجاجيات – ويذكر هنري جيسب Henry Jessap المحاضر في الكلية الإنجيلية السورية ، في كتابه “ثلاث وخمسون سنة في سورية” Fifty Three Years in Syria أسماء: القس جيمس س. دينيس James S. Denis ، ولوسيوس ميلر Lucius Miller ، و أ. بارودي ، والآنسة أنا هنري جيسوب Anna H. Jessup ،

وغيرهم من المصورين الفوتوغرافيين في الجمعيات التبشيرية.

ونشر المبشّر الأمريكي وليم م. طومسون William M. Thompson 1806 – 1894 الذي تجوّل في سورية على نطاق واسع، ي كتابه “الأرض والكتاب” The Land and the Book مشاهد مصوّرة لدمشق وغيرها من المواقع السورية ، والتي تم اختيارها خصيصاً للنشر كما يقول من صور فوتوغرافية التقطها بنفسه، وكذلك على أفضل المواد المتوافرة، وقد جرى رسمها ونقشها تحت إشرافه من قبل فنّانين في لندن وباريس ونيويورك. وكان طومسون قد بدأم مهمته التبشيرية في بيروت سنة 1833 وعاش في سورية 43 سنة قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة عام 1877.

وكان من المبشرين المصورين أيضاً: الأسقف جورج م. ماكي George M. Mackie والذي عمل في بيروت سنة 1880 كمبعوث من الكنيسة الاسكتلندية إلى الطلاب اليهود. وقد التقط صوراً لدمشق في السنة نفسها، وصوره محفوظة لدى الجمعية الجغرافية الملكية بلندن.

مرسلة بواسطة Ahmad Al Mufti

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.