فهرسيي55

فهرسيث444سس444

فهرسقف666ثثث444

 

فهرس

«المصور الضوئي “محمود حامد”: الفوتوغراف معبر العين إلى الإشباع الجمالي» دمشق ـ علاء الجمّال
أرشيفه ينطوي على ألف صورة توثيقية لذاكرة بلدة “ملح”

المصور الضوئي “محمود حامد” لـ مجلة “فن التصوير”:

الفوتوغراف معبر العين إلى الإشباع الجمالي
دمشق ـ فن التصوير ـ علاء الجمال
ينقلنا المصور الضوئي “محمود حامد” عبر أرشيفه الفوتوغرافي التوثيقي المنطوي على ما يزيد عن الألف صورة فوتوغرافية إلى ذاكرة المكان، وبالأخص بلدة “ملح” التي ولد بها عام 1948 وهي التي تبعد مسافة40 كيلومتراً باتجاه الجنوب الشرقي من “السويداء”، حيث يأخذنا عبر أرشيفه إلى محطات مميزة من تلك الذاكرة سواء كانت مشاهد لحالات إنسانية أو مقطوعات أثرية أو مناسبات وحفلات رسمية أو طبيعة… يلتقط باحترافية عالية وخبرة مشاهده التي تنم بطبيعة شخوصها وعناصرها الحركية عن الحكاية التي أدت إلى وجودها، وغايته كمصور من تحقيقها فضلاً عن مهنته كحقوقي.
تكريماً وتقديراً لإنجاز هذا المبدع على مدى 50 عاماً، موقع “المفتاح” زار الحقوقي “محمود حامد” في بلدة “ملح” وكان معه الحوار التالي:

◘ التصوير الضوئي في ذاكرتك كهاوٍ ومحترف؟
◘◘ التصوير الضوئي معبر العين إلى الإشباع الجمالي من فضاءات الطبيعة والتاريخ وحركة الشخوص الإنسانية… زاولت التصوير منذ الستينات أثناء وجودي في بيروت، أوثق لبعض الأماكن التي تصادفني… كذلك أوثق من وجوه الناس ما يأسر بصري بحالته النفسية فرحاً أو حزناً.

◘ ماذا عن الكاميرات التي استخدمتها في التصوير؟
◘◘ في البداية استعملت كاميرا “الكوداك الألماني” ثم “الزانيت الروسي” ثم “الكانون الياباني” وهي مميزة من حيث العمل، ثم استعملت “الكانون تونتي إيت” ثم كاميرا من نوع “الأولومبك” وأخيراً “اليوشيكا ثيرتي فايف” وهي صناعة الثمانينات، استرحت لها كثيراً، ووثقت فيها عشرات الصور… رغم أن سيستيمها الداخلي صعب من حيث التقاط الهدف المتحرك مقارنة بالهدف الثابت السهل الذي يمكنك لأجله ضبط “الإيميج” الداخلي بسهولة بينما الهدف المتحرك عليك أن تضع للعدسة مسافة زمنية كي تلتقط الصورة.

◘ كيف تفسر شغفك الشديد بالعدسة؟
◘◘ أحببت العدسة لأنها تثبت وقائع التاريخ، وملامح الوجوه تعبيراً عن لحظة نادرة قد لا تتكرر بذات التكوين والشكل، فالصورة الضوئية في رأيي المعبر الأهم عن الشخوص الإنسانية والمواقف التي تتواجد بها… والأهم من هذا وذاك مقدرتك كمصور على رصد انفعالات الوجوه واختيار اللقطة المؤثرة بدقة وأحياناً دون علم أولئك الأشخاص باختيارك… إذاً إنها اللحظة في تواجد تلك الشخوص، التي أن استطعت حصرها بدقة في بصرك وعدستك مُنحتَ مشهداً فوتوغرافياً توثيقياً هاماً ونادراً لتلك الحالة أو ذاك المضمون، وكنت على ما فعلت شاعراً بتطورك واحترافيتك لهذا الفن.

◘ زرت أماكن مختلفة من العالم العربي هل كانت زياراتك بقصد التوثيق أو العمل؟
◘◘ الاثنين معاً، فأي دولة كنت أزرها بقصد العمل أو الاستكشاف تجد الكاميرا مرافقة لي، ففي الثمانينات زرت ليبيا وهناك وثقت صوراً لبعض المقطوعات الأثرية والمناسبات، كذلك في “دمشق” و”بيروت” و”مصر” و”الأردن” و”السعودية”، فهو بالتالي شغفك بفن التصوير يفرض عليك أن تجلس وتتأمل وتختار مشاهدك في المكان الذي تزوره… فتروي ذاتك من جماليات الصورة وأبعادها البصرية فيما بعد كلما نظرت إليها وتمعنت في معالمها، وبدورك كمصور ضوئي عليك أن تقتنص اللقطة فقد لا تصادفها في كل وقت.

◘ هل لك أن تحلل لحظة التقاطك للمشهد الفوتوغرافي؟
◘◘ ترتبط اللحظة بالعدسة فعندما تفتح لـ 5 ثواني أو ثانيتين الفيلم يلتقط الصورة، وبهذا الزمن القليل تظهر البراعة والحكمة في اختيار المشهد وتحديد مؤثراته… مثلا: الصور الجماعية التي وثقتها في المناسبات أو صور الظلال التي وثقتها لقصر “الشيخ” في بلدة “ملح” وغيرها من المشاهد، جميعها ترتبط بمسألة واحدة، وهي كيف تقف أنت كمصور محترف بمكان مميز على اصطفاف الشخوص، ترصد حالاتهم… ثم تأخذ لقطتك بهدوء وإتقان؟، كيف تظهر في مشهدك الفوتوغرافي لحظة التقاط الصورة مؤثراتها الداخلية والخارجية من توازن عناصرها الحركية ـ الظل والنور والشخوص والحالات التعبيرية التي رصدتها بها؟، من هنا عليك أن تكون ملمّاً بتلك الأبعاد حتى تتمكن من إحداث محاورة حسية بالغة الأثر في صورتك مع العين المتأملة لها، بين عينك الراصدة ومشهدك الذي اخترت، فالاحتراف مسألة ليست سهلة، فقد أنفقت آلاف الليرات حتى وصلت بهوايتي وشغفي إليه.

◘ بالنسبة إلى حقل التصوير؟
◘◘ ممكن أن تأخذ اللقطة طولية أو عرضية شرط أن تراعي في حقل المشهد تناسب العمق مع العرض إضافة إلى توازن عناصره الحركية، وحقل المشهد غير محدود وباتساعه يمكنك من أن تظهر فيه جبالاً أو آثاراً أو أشياء أخرى من الطبيعة، هذا مع مراعاة الاتجاه الصحيح للعدسة، فلا يجب مثلاً: أن تكون مواجهة لضوء الشمس أو أمام الزجاج العاكس.

◘ ما أنجزته حتى الآن بهذا الفن، هل أنت راض عن كخبرة ومعرفة؟
◘◘ معلوماتي في مجال التصوير وافرة وراض عنها، فمنذ البدايات عدت إلى مراجع كثيرة… منها: مجلة تخصصية بالتصوير الضوئي كانت تصدر في بيروت أغنت ذاكرتي ومعرفتي بالمعلومات، وعموماً بيروت بلد العدسة والصحافة، وتشجعك بدعمها لك على أن تكون مثقفاً وملمّاً بكل شيء، ومن المصورين العالميين الذين أحببتهم وتأثرت بهم، المصور الأسترالي “هايكار ديرستن” كنت أعجب لاستمراره في الوديان والجبال… أعجب لصمته وحكمته في العمل الفوتوغرافي الفني والتوثيقي للطبيعة، كما أنني تابعت عدة مصورين ألمان عرفوا بأسلوبهم المتفرد في اختيار المشهد للطبيعة والحالات الإنسانية.

◘ هل ك أن تذكر بعض المشاهدات التي حرضت ذائقة الجمالية على توثيقها كصورة فوتوغرافية أرشيفية؟
◘◘ في العام 1983 قدّمت فرقة متخصصة بفلكلور الدبكة الشعبية عرضاًَ مميزاً على مسرح المدرسة الابتدائية في بلدة “ملح”، أعجبني لباسهم وأسلوبهم وتناغمهم الجسدي الذي جعلهم روحاً واحدة، هذا المشهد الفلكلوري أثار اهتمامي فأحببت أن أوثقه كتراث من ذاكرة البلدة، فصورت “اللاين” خط الدبكة من جانب الغرب وهم يتجهون بأدائهم نحو الجنوب والمدرب إلى جانبهم، فظهرت اللقطة وهم على نسق رائع والمدرب إلى جانبهم.
وعندي من جانب أخر مجموعة صور التقطها منذ زمن أبرزت فيها ملامح من براءة الطفولة، فلو أمعنت النظر في وجه طفل بريء لأحسست به يتكلم عن فطرتك الصادقة النقية، بل يخاطب أغوار شخصك النبيل، الشاعر يعبر عن شجونه بقصيدة شعر، وأنا أعبر عن شجوني بقصيدة ينسجها مشهد الصورة الفوتوغرافية، ولي حتى الآن ما يزيد عن ألف صورة أرشيفية لذاكرة بلدة “ملح” مولدي ونشأتي».

◘ أحد الفنانين التشكيليين في “دمشق” حول إحدى صورك الفوتوغرافية إلى لوحة تمثل مشهداً لمجموعة خيالة محاربين… ماذا تقول حول هذا الجانب؟
◘◘ منذ 10 أعوام حضر فريق من كادر التصوير الدرامي إلى بلدة “عرمان” المجاورة لمنطقة “صلخد” لتصحيح إحدى المسلسلات التأريخية المتعلقة بالثورة ووقع اختيارهم على سهل منبسط وقريب وفي حينها كان البرد شديداً رغم هذه الظروف جال في السهل حوالي 100 خيال وأدى فريق التصوير دوراً لافتاً في أخذ المشاهد فأحببت أن أثبت هذه الندرة في البلدة، وقدمت الصور إلى ذاكرة التلفزيون، وربما وقعت إحداها في يد ذاك الفنان فعمل على تكبيرها».

◘ تميل في شغفك إلى التصوير الجماعي، فهل لك أن توضح السبب؟، وتذكر موقفاً رسمياً مميزاً وثقته، وترك في ذاكرتك لمسات لا تنسى؟
◘◘ كثيراً ما أميل إلى التصوير الجماعي في المناسبات الرسمية لأنها تبقى شعلة حنين في الذاكرة، حتى أن أحد الأدباء… قال لي مرة: «تصويرك التوثيقي للمناسبات الرسمية شيئاً عظيماً» وكان التشجيع إضافة إلى المتعة من عوامل نجاحي، سيما وأن الندرة فقط من يعملون بالفوتوغراف على هذا النحو، فالمناسبات الرسمية مثل: الأعياد والانتخابات والحفلات… شكلت توجهي الأكبر في التصوير منذ الستينات… أذكر منها توثيقي لمجيء الأمير اللبناني “طلال أرسلان” إلى محافظة “السويداء” خلال مناسبة نقل رفاة القائد الراحل “سلطان الأطرش”، وفي بلدة “القريا” جالت عدستي أرجاء الحفل، فكم أعجبني التنظيم والتناسق والهدوء عند نقل الرفاة إلى مثواه التكريمي، شيء يدعو للفخر والشكر العميق للدولة ولسيادة الرئيس بشار الأسد على هذا التكريم.

◘خطوط من الذاكرة
يذكر أن الفنان الضوئي “محمود حامد” من مواليد بلدة ملح عام 1948، نشأ وتربي في مدارس البلدة، ثم أكمل مسيرته العليمة في جامعة بيروت، درس المحاماة وتخرج منها عام 1996 ثم عدل شهادته بجامعة “دمشق” عام 1998، شغف بمنحى التصوير الضوئي منذ الستينات ويعكف حالياً على إقامة معرضه الشخصي الأول، الذي سيعرض فيه ما يزيد عن 6000 صورة أرشيفية منوعة من آثار وشخصيات ومناسبات… وهو عضو في جمعية أصدقاء البيئة في “السويداء”، وسيعمل على إهدائها خلال المعرض صوراً نادرة من آثار وطبيعة جبل العرب، فضلاً عن أنه متذوق للموسيقى، ويعمل في أسلوبه كمصور على الربط بصرياً ما بين الحس الموسيقي والمشهد الفوتوغرافي، وتجد ذلك في الكثير من صوره ومشاهداته… بحق ألا يستحق مبدعينا المغمورين أن نتذكرهم على الأقل بتكريم لائق، يدعم مسيرتهم، ويزيد في نشاطهم الإبداعي؟.

 

◘◘مختارات من أرشيفه◘◘

◘ المصور والحقوقي “محمود حامد”

◘ الشيخ “حسين زريفة” من بلدة “قنوات” ـ ملتقطة منذ 18 عاماً

◘ مشهد بانورامي للبدة

◘ الراحل “نواف غزالي” مع عائلا ت عريقة من البلدة ـ ملتقطة منذ 20 عاماً

◘ زيارة الأمير “طلال أرسلان” للسويداء

◘ ظلال قصر الشيخ في البلدة

◘ أطفال من نفس البلدة ـ ملتقطة عام 1980

◘ من آل “البعيني في “السويداء” ـ ملتقطة منذ 12 عاماً

◘ مشهد لطلائع البعث عام 1969

◘ خليط من أهالي بلدة ملح في إحدى مدارسها ـ ملتقطة عام 1969

◘ فرقة الفلكلور الشعبي التي تحدث عنها ـ ملتقطة عام 1983

◘ عائلات عريقة في البلدة مع مشهد من التراث ـ ملتقطة منذ 20 عاماً

◘ المصور مع كاميرته المحببة ـ اليوشيكا

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.