افتتاح معرض الربيع السنوي 2012 في المركز التربوي للفنون التشكيلية

19 نيسان 2012

.برعاية الدكتور رياض عصمت – وزير الثقافة – أقامت مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين «معرض الربيع السنوي 2012» للفنانين التشكيليين الذين لم يتجاوزوا الأربعين عاماً من أعمارهم. وذلك في المركز التربوي للفنون التشكيلية بدمشق، بمشاركة 146 فناناً وفنانة تشكيلية قدموا آخر إبداعاتهم اللونية والنحتية والغرافيكية.

هذا وقد شهد مساء أمس الأربعاء 18 نيسان 2012، حضوراً كثيفاً ومميزاً من فنانين ومبدعين على اختلاف أجيالهم ومشاربهم الفنية ضاقت بهم صالات المركز رغم اتساع مساحاتها وتعدد صالاتها، وقد قسمت إلى ثلاث صالات كبيرة استوعبت وبطريقة مدروسة وجيدة أعمال الفنانين الشباب.

ففي قسم التصوير قدم 71 فناناً وفنانة تشكيلية أعمالاً متنوعة مستمدة من فن البورتريه، والطبيعة الصامتة، إضافة لبعض المشاهد الطبيعية تشمل الجولان وحارات دمشق القديمة وغيرها من التكوينات اللونية، وما تخلل ذلك من حالات إنسانية تعبيرية وتجريدية إضافة لفن الكولاج الذي كانت له مكانة جيدة بين أعمال الفنانين. كما تنوعت التقنيات المستخدمة من حيث المادة اللونية من ألوان زيتية ومائية وألوان الأكرليك. ومن الأسماء المشاركة تمارا نهار، تهامة المصطفى، رانيا كرباج، رولا صيموعة، ريزان عرب، ساندرا كرشة، شيرين علي، ليلى كركي، نادر حمزة وغيرهم.


من أجواء افتتاح معرض الربيع السنوي
في المركز التربوي للفنون التشكيلية

أما في قسم النحت فقد تباينت الأعمال المقدمة لأكثر من 36 نحاتاً ونحاتة قدموا خلالها تكويناتهم المستوحاة بمعظمها من الحالة التعبيرية والتجريدية مستفيدين من خامات مختلفة منها البازلت، البرونز، الحجر الصناعي، الخشب، الغرانيت، الرخام، المعدن والنحاس، فمنهم من استخدم البازلت كالنحات أسامة نعيم، والنحاتة رباب رشيد، والنحاتة نجود الشومري، والنحات يحيى سريوي، أما البرونز فقد كان له الحظ الأوفر من أعمال الفنانين ومنهم وسام قطرميز، إياد البلال، عبير وهيب، نور كلش، أما الأعمال الخشبية فكانت من نتاج جوليا وهبي، وماجدة الأطرش، وناهد موازيني ونور الصفدي وغيرهم ، كما تعددت الأعمال الحجرية والرخامية وأعمال الحجر الصناعي ومن بعض أسماء هؤلاء الفنانين: ثائر السليمان، رجاء صالح، ربيع قرعوني، صالح نمر وسواهم.

كما احتفل معرض الربيع 2012، بفن الطباعة والحفر (الغرافيك) حيث قدم فنانو الغرافيك 39 عملاً مختلفة المضامين معتمدين على تقنيات الطباعة الحجرية والخشبية والمعدنية، إضافة لبعض أعمال الفحم، و حفر اللينوليوم، ومن بعض الأسماء المشاركة: أنس المحروس، أريج دير، حنان الطعمة، ربال الحميد، ربا الجرماني، سوسن خدام، علاء الشرابي، قيم طلاع، نبيلة سعد.


الدكتور رياض عصمت
وزير الثقافة

«اكتشف سورية» تابع حفل الافتتاح والتقى الدكتور رياض عصمت – وزير الثقافة – حيث أكد على أهمية «المركز التربوي للفنون التشكيلية» بما يقدمه من فضاء جديد لكل محبي الفن التشكيلي معرباً عن شكره لكل من يساهم في ارتقاء الفن بعمومه وبما يخدم سورية وطن الجميع، كما لفت الدكتور عصمت إلى أهمية التجربة التشكيلية السورية وتقدمها على مثيلاتها العربية مبدياً إعجابه بنتاج الشباب بما قدموه من موضوعات مختلفة و معبرة عن حقيقة الفنان السوري المتجدد بذاته وقيمه المستمدة من تاريخه الطويل.

ويضيف الدكتور عصمت قائلاً: «إن احتفاءنا في وزارة الثقافة (مديرية الفنون الجميلة) بمعرض الربيع السنوي هو احتفاء بمغزى الربيع، سواء في حياة الإنسان، أو في الفن التشكيلي. إنه ربيع الفن المتجدد، الذي تتفتح فيه براعم المواهب وقد نضجت، لتتألق وتزدهي أمام أعين المعجبين، يتضمن كل ربيع اكتشافاً، وبالأحرى اكتشافات متنوعة، غنية، واعدة ومثيرة، هذا النبض الحيوي في الفن التشكيلي يعكس نبض الحياة المتجددة، ويذكرنا بطائر العنقاء الأسطوري، الذي يبعث بعد الاحتراق من رماده، تشعر النفس بالفخر وهي تطالع عطاء كل هذه المواهب الشابة، التي تأثرت بما عايشته، فأثرت في المجتمع، وقدمت رؤى حارة وصادقة ومخلصة، رؤى حافلة بالجمال، إن الشغف بالجمال، والإسهام بخلق الجمال، يمثلان الاعتدال والتنوع والتعددية والتنور، تلك القيم التي تعزز التسامح والمحبة والسلام في حياة الإنسان على هذه الأرض الطيبة، مهد الحضارات ومنبع الفنون».


التشكيلي أكثم عبد الحميد

من جانبه يقول الفنان أكثم عبد الحميد: «لم ينقطع ربيع الإبداع الفني عبر التاريخ وعبر الحضارات التي تعاقبت على أرض سورية، ففي كل مرحلة كان له لونٌ وثقافة مغايرة عن ما قبله وما بعده من الإبداع، فالثقافات المتداولة كانت ممزوجة بروح هذه الأرض والناتج الإبداعي منها كان غنياً ومتنوعاً ساهم في بناء التراث الإنساني العالمي وكان حجر الأساس له، قد يختلف المبدعون السوريون في ميولهم وأذواقهم وألوانهم وإبداعاتهم، لكنهم لا يختلفون على حب الوطن … سورية».


النحات لطفي الرمحين

من جهته يؤكد النحات لطفي الرمحين على أهمية المعارض الجماعية كونها بوابة مهمة لمعاينة المستوى الذي وصل إليه الشباب من تجربة جديدة تغني المسيرة التشكيلية السورية، مبدياً إعجابه بما قدمه معرض الربيع لعام 2012، من تجارب مميزة لدى البعض وتفاوت بعض الأعمال بين الوسط والجيد، كما نوه الفنان على أهمية ودعم الشباب التشكيلي والنحتي على وجه الخصوص، معتبراً أن الفن بوابة سورية للعالم أجمع.

جدير بالذكر أن «اكتشف سورية» كان قد تطرق في تقرير سابق نشر بتاريخ 24 كانون الثاني 2011، تحت عنوان «جدارية فنية بأقل التكاليف اعتماداً على المخلفات الصناعية» إلى المركز التربوي للفنون التشكيلية بأقسامه المتشعبة وأهدافه في نشر الثقافة اللونية والتكوينية للمهتمين.

يذكر أن «معرض الربيع السنوي 2012» مستمر لغاية 30 نيسان 2012، في المركز التربوي للفنون التشكيلية، جانب مدرسة بسام حمشو، مقابل حديقة التجارة بدمشق. دوام المركز يومياً مع أيام الجمعة والسبت من 10 صباحاً وحتى 8 مساءً.

مازن عباس – دمشق

اكتشف سورية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.