الكسندر غلازونوف ...واصل تقاليد جماعة

الكسندر غلازونوف …واصل تقاليد جماعة ” العصبة الجبارة” في الموسيقى الروسية

تكشفت مواهب الكسندر غلازونوف (1865-1936) الموسيقية بصورة مبكرة بتأثير والدته وأجاد العزف على البيانو والكمان والفيولونسيل حين كان في الثالثة عشرة من العمر.

وعزفت سيمفونيته الاولى في عام 1882 حين بلغ سن 16 عاما فقط بتشجيع من أستاذه ريمسكي كورساكوف.

ولد الكسندر غلازونوف في 10 أغسطس/آب عام 1865 في بطرسبورغ. وشب في أسرة من المثقفين وتلقى تعليمه في البيت أولا ومن ثم في المعهد المهني في المدينة. وتشكلت المبادئ الابداعية في الموسيقى لديه تحت تأثير جماعة ” العصبة الجبارة ” التي ضمت بالاكيريف وبورودين وريمسكي -كورساكوف وكذلك تحت تأثير تشايكوفسكي وتانييف وستاسوف. وتولى تعليمه ريمسكي -كورساكوف وشاركه في انجاز تأليف موسيقى اوبرا “الامير ايغور” للملحن بورودين الذي لم يتمها قبل وفاته ونشر اعمال جلينكا ، بينما قام بالدعاية لأعمال غلازونوف الموسيقية ميتروفان بيليايف احد المحسنين من هواة الموسيقى.

ومنذ عام 1888 بدأ نشاطه كقائد اوركسترا في روسيا وخارجها. وفي عام 1899 حصل على لقب بروفيسور في كونسرفتوار بطرسبورغ. لكنه ترك العمل في الكونسرفتوار بعد الاحداث الدامية في ثورة عام 1905 تضامنا مع بقية رجال الثقافة الذين احتجوا على اعمال القمع القاسية للمتظاهرين. ثم عاد في نهاية العام نفسه ليتولى منصب مدير الكونسرفتوار. وقام بجولات كثيرة في اوروبا وامريكا ، وحاز على لقب دكتور شرف من جامعتي اوكسفورد وكمبردج.

وبعد ثورة 1917 اصبح غلازونوف مجددا مديرا للكونسرفتوار ، وشارك بنشاط في اعمال بناء الثقافة السوفيتية واعادة تنظيم التعليم الموسيقي ونشر الموسيقى في اوساط بسطاء الناس. وفي عام 1928 غادر الاتحاد السوفيتي الى فيينا للمشاركة في هيئة تحكيم مسابقة شوبرت الموسيقية الدولية. واصابه المرض هناك ولم يرجع الى وطنه. وعاش بقية حياته في باريس حتى وفاته في عام 1936. وفي عام 1972 نقل رفاته الى لينينغراد(بطرسبورغ حاليا).

يعتبر غلازونوف واحدا من أكبر الملحنين الروس في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، وواصل تقاليد الموسيقى الوطنية الروسية التي أرساها الملحنون من جماعة  “العصبة الجبارة” . وتتميز اعماله بالملحمية والشاعرية والنزعة الدرامية والروح البطولية والتغنى بالطبيعة الروسية،ومنها مقطوعات ” ستينكا رازين ” و”من القرون الوسطى ” و” الغابة ” و” البحر ” و” الكرملين” و” الربيع”، وأهتم بشكل خاص بتأليف السيمفونيات . وعمل غلازونوف على تعميق دور الموسيقى في الباليه بإثرائها بالمحتوى العميق.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.