السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

كنت أود إجابتكم كما أفصح على لسان لغة الضاد شاعر النيل حافظ ابراهيم قائلا:

أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي…

لكن هيهات العين بصيرة و اليد قصيرة، ففضلت قوله:
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتي…

و كنت أمنى نفسي بإجابتكم على غرار فخر شاعرالمتبني:

الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم

فآثرت قوله:
و ما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله و الخلائق…

و على الرغم أحبائي الأعزاء السائلين من أن الحديث عن النفس يسقط لا محالة في براثن النرجسية و جنون الكبرياء و العظمة و العياذ بالله و بالتالي من عيون الموضوعية و الألفة، و على الرغم من أن معرفة النفس أصعب و أعقد بكثير من معرفة الغير، أقول مستغفرا قد أكون أرضا بتواضعها، و بحرا بميزاجه و بركانا بغضبه إلى درجة الغليان و قطبا بجموده القابل للذوبان إذا اتحد مع عناصر الفضول و المعرفة و حب الاخر و المعاملة الحضارية الائقة…
حساس إلى حد التركيب مع بعض مواقف الأنانية و الغرورية المرضية و النزعات العرقية و النعرات الطائفية، و لا يتجاوب كثيرا مع الكائنات المبددة للدخل،…
قابل للاحتراق في معزل عن الاسفار و التجوال و الترحال، ممكن أن تبخر و ينصهر في وجود مكونات التواضع، الالفة و المحبة و الإخاء والوفاء…

موجود دوما بالطبيعة حرا طليقا نشيطا، غير مستقر، يافع دوما في عيونه، يؤتمن و يثق بالجميع إلى درجة السخاء و السذاجة إلى أن يثبت العكس في زمن لا يؤتمن…
قابل للتفكك بسبب القلق المجتمعي و النفسي و التوتر الجيوسياسي..
كل في هذه الدنيا خلق لدور و هدف في الحياة، و من هذا المنظور مستخدم للتعرف و محاربة الكائنات المجهرية الفتاكة التي تقض مضجع صحة و سلامة بني البشر حتى يتسنى له العيش في أمن و آمان و إن كان على مستوى صحي…

إذا ما التمت هذه الخصائص الفيزوكيماوية ، ثبت لدينا أننا مع حالة انسانية غير متفردة و لا منفردة او بالأصح أمام أشلاء انسان لها عاهات نظرية و بصرية مستديمة شتى…
المسؤول أبسط من البساطة و إن لم تصدقني اسئل المجرب و لا تسأل الطبيب…
لا زلت طفل عجوز على مشارف الخمسين، تعلمت في هذه الحياة العريضة الاعتماد على النفس، لم أرى الوجود و في فمي ملعقة من ذهب، توفي والدي و لم أبلغ بعد العشرين سنة و بعد عشر سنوات انتقلت الى جوار ربها أمي رحمة الله عليهما و سائر اموات المسلمين…
تنقلت بين اربع مدن و زرت المغرب شبرا شبرا ما عدى مدينتي فكيك و بوعرفة، و جلت بأكثر من 18 بلدا عبر العالم و زاولت مهنا عدة منذ نعومة أظافري…عاشق للاتهام الكتب و أشم رائحتها عن بعد رغم انني ليست لدي حاسة الشم.
على الرغم من هذا التعريف لا زلت لم افهم بعد ميكانيزمات مجتمعنا حيث وضيع القوم أصبح سيدهم و صالح الناس أرذلهم..

أحب أن أتتلمذ على أيدي أساتذة أفضال أمثالكم ،أحلق في أفكارهم و انهل من معين معارفهم…
عضو في هذا البستان الأزرق الغناء منذ ما يقارب التسع سنوات، أقطف ثمارته الحلوة، أحلق في سمائه المعطائة، و أسبح في بحوره المترامية و أسيح في أراضيه الفسيحة…
و في الختام أسأل العلي القدير أن يجعلني خيرا مما تظنون و أن يغفر لي ما لا تعلمون.
محبكم في الله.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏يبتسم‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.