ترقبوا المعرض الذي سيقام للفنان ( جورج ميرو ) في هولندا مدينة هينغلو بالتعاون مع نادي الجزيرة العائلي في صالة مطعم شام بتاريخ – 11/5 / 2017م -و عنوان المعرض ( مشهد من الثقافة السورية )..- مشاركة: ‏‎Gorg Miro‎‏

يخشى الفنان التشكيلي أكثر ما يخشى ألا يرى النور، أن يظل يقطر دماً في العتمة، أو أن يكرم أو يسير اسمه في غير المكان الذي أحب وأراد. فكيف إذا كان قد حمل رسالة من خلال هذا الفن ليس لإرضاء ما لديه من نزوع الى الفن فحسب، بل الى إيصال هذه الرسالة الى الآخرين الذين يفترض أنهم يجهلون أمرين، الأول هو هذه الحضارة التي تشكل بلده نقطة الارتكاز الأولى فيها، والآخر أن من بين أبناء ورثة هذه الحضارة من هم قادرون على حمل هذه الرسالة وإيصاله بالشكل الفني الذي تستحقه، وهذا ما عمد إليه الفنان جورج ميرو.
ولم يكن معرضه في الاسكندرية مع الدكتور الفنان ابراهيم الساعدي ­معيد في كلية الفنون الجميلة، قسم التصوير الزيتي ­ المعرض الأول، فقد حمل الحضارة السورية الى اليونان وتحت عنوان من زنوبيا الى قيصر، مثلما حمل من قبل الى روما عن الحياة عن حضارة سمعان العامودي، وكذلك حمل معرضاه في بلغاريا ورومانيا قلعة الحصن وبعض الحضارة السورية التي سبق وجسّمها في معرضه مع الفنان المبدع أنور الرحبي وتحت عنوان عناق الجزيرتين للفنانين أنور الرحبي وجورج ميرو. ‏

ولعل ما جمع الفنانين المتألقين في عالم الفن التشكيلي: الأول القادم من عمق الفرات وحضارته والثاني ابن الجزيرة السورية والخابور هو ذلك الحب العميق لأرضهما، وكل ما يمت بصلة لتاريخهما. ‏

عناق الجزيرتين هو عناق الفرات والخابور بكل ألوانهما. ‏

كان عنوان المعرض المشترك «حضور البيئة وفضاءات التاريخ الحضاري». ‏

ريشة الفنان جورج ميرو عفوية تنبض بالصدق والإنسانية المغلفة باحترام التاريخ الخاص بالوطن والأمة، وهو احترام ناجم عن عمق التفاعل مع الماضي الذي يتوهج في لوحاته مفعماً بالتطلع الى المستقبل الإنساني الأسمى وحضارته. ‏

وتمتاز لوحته الفنية بالتمرد على لغة الشرح المباشر، أي أن مضمونها الناجم عن فكرتها ولونها وحركتها على القماش ليس له معادل لغوي للشرح، لأن كل لوحة تنطق بالكثير الذي لايمكن حصره بمفردات اللغة الإنشائية. ‏

وتنفتح لوحاته على مناخات المدارس الفنية جميعاً ضمن توليفة لونية وخطية حيث تشكل الخطوط والأشكال والألوان تناغماً يقترب من الهارموني الموسيقي، بل إن الجانب الموسيقي غير المسموع يكاد يحس في أجواء اللوحات بسبب طبيعة التشكيلات والكتل والسطوح التي تدل على موهبة يحسب حسابها في مضمار الفن التشكيلي السوري. ‏

إن لغته الفنية تنتمي الى ذاته وقدراته الخاصة ولذلك تبدو المؤثرات الخارجية الفنية (المدارس والمذاهب) ضعيفة التأثير في لوحاته، وتبين لديه الحضور المؤثر من الناحية الحضارية التي يعرفها ويتعايش معها في الواقع وعبر التاريخ. ‏

إن أكثر ما يرتاح إليه الفنان أن تصل كلماته المجبولة بالصدق والأمانة الفنية الى الآخر، وقد استخدم جورج ميرو اللون ليجسد ويعبر بالأشكال اللونية عن ملامح وصيغ يحرص عليها لأداء رسالته الحضارية. ‏

ميرو من مواليد الحسكة 1958 له معارض داخل وخارج القطر وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين. ‏

ويستحق كل تقدير.‏