الفنان محمد أرهيف ..

مصورٌ عراقيٌ متألقٌ ..وموثقٌ عاشقٌ للبيئة في محافظة ميسان..

– بقلم المصور : فريد ظفور

  • يمامة الفن الضوئي عرجت إلى نافذة المحبة والأمل.تحمل تهنئة بمنقارها..ها هو الفرح والعيد ..يحط ترحاله وركابه المحمل بنفحات الحزن والألم ..السعادة والأمل ..أمهات يحملن الورود والفل والياسمين لزيارة الأحباب ..أطفال المستقبل ينتظرن العيد..وفرحة الهدايا بكاميرا أو موبايل مزود بكامير ا الديجيتال ..وتنهمر دموع شوق وفرحة بلقاء ..وبهجة إنتصار..لأحد الفرسانالضوئيين الكبار ..الذي يسطر الإنتصار تلو الإنتصار ..إنه ابن ميسان المغوار الذي يشرفنا الدار..الفنان المبدع ..محمد أرهيف ..
  • منذ بداية العقد الأول للألفية الجديدة شمر الفنان محمد أرهيف  عن ساعديه وحمل كاميرته وراح يجوب البلاد ويرصد مع بعض الزملاء جوانب من تلك البيئة المحيط  بمحافظته ميسان ومنذ الوهلة الأولى وهو يتعامل مع الموضوع التوثيقي بكثير من العمق والموضوعية ..متجاوزاً النمطية والشيء المألوف ويتعامل من الكادر المصور بحرفية وتقنية عالية حتى تحولت صوره لأيقونات فنية ضوئية..والتي تتلخص بعدة محاور ومحصلات ..يأتي في طليعتها أن الإنسان هو غايته ..وتحويل الصورة للأيقونة والصورة الوثائقية إلى مقولة..ليس بالأمر الجديد عن الفنان أرهيف..فهو مؤسس ورئيس رابطة فن التصوير منذ عام 2013م..وقد إستطاع بأن يشد الإنتباه لأعماله ولفنه من خلال رصد عدسته للفلاحين وللعمال بالمهن الحرة وللصيادين على شواطيء الأنهار وللمرأة الفلاحة وللرعيان للأبقار وللأغنام و الإبل والجمال..لذلك جاءت أعماله تحفة ضوئية تمزج بين التسجيل والتوثيق والروائية بلغة بصرية باللونين الأبيض والأسود وبتدرجاتهما وبين الألوان الطيفية السبعة..وها هو الفنان محمد أرهيف يشخص من جديد ويتألق ويحصد الجوائز الجديدة ويتجاوز اللحظة وإنفجارها والعاطفة وتفاعلاتها والقلق ورهبته..والظروف المحيطة وصعوبتها ..فلقد تجاوز كل شيء وراح يصور ويرصد كوادره وموضوعاته بمساحة فنية أكبر وشمولية أعم ..إستلهم البيئة وعاش مفرداتها ورصدتها عيونه ووثقتها كاميرته..وإستخلص وإستنتج المعاناة والدروس والعبر وسجلها بالصور..وراحت تتداولها صفحات الشبكة العنكبوتية ..ليصبح واحداً من المصورين العراقيين والعرب ويُشكل رقماً صعباً بين أقرانه الفنانين ..والمشاهد والمتابع لمسيرة أعماله البصرية الضوئية ..يكتشف عمق ثقافته ومقدرته على إمتلاك ناصية التقنية في معداته الضوئية ..وإخراج كوادر جميلة تحمل إحساس مرهفاً وتذوق بصري رفيع.. وكل ذلك جاء كنتيجة حتمية للتجربة العريضة التي خاضها من قبل..وصوره تتجاوز الإخبارية إلى العمق الفني والتحليل وترصد مفاصل الحياة اليومية لسكان مدينته وريفها..وهذه المنهجية المنفردة في منحه  التسجيلية والوثائقية النبض والخصوصية البيئية وتعطي التحريض لدى المشاهد والمتابع لفنه لإستفادة من تجربته..لأنه يستلهم التاريخ والعادات والتقاليد ويرصد التجربة ليحول الوثيقة الصورة لأيقونة ومقولة وهذا ينتج عن حصاد تجربة غنية وخبرة ورؤيا واضحة في رصد الأمكنة والأزمنة وهي في قمة تفاعلها السلبي والأيجابي..لأنه يظل يغزل خيوطه المعرفية الفنية وهو نسيج فكرة ومقولة بأن التاريخ يعيد نفسه والبيئات قد تتشابه ولكن لكل بلد خصوصيته والفنان الشاطر من يميز ويفرز تلك المفاصل والمشارب المختلفة..فكانت أعماله تبدأ من عمق الزمن والحضارة و التاريخ العريق لبلاد الرافدين ..
  • كان العراق الجريح والمعروف  ببلاد ما بين النهرين، موطناً لأقدم الحضارات في العالم وبحضارة يمتد لأكثر من 10،000 سنة.. فقد كان مهدا للحضارة، وكانت تمثل الجزء الأكبر من دول الهلال الخصيب، كماو كان جزءا كبيرا من الشرق الأدنى القديم طوال العصر البرونزي والعصر الحديدي.وحكمت العراق الإمبراطوريات المحلية: السومرية، الأكادية، والبابلية، والآشورية، وأيضاً الإمبراطوريات الأجنبية..ينقسم العراق إلى 19 محافظة وهذه المحافظات بدورها تنقسم إلى أقضية وإلى تقسيمات أُخرى أقل شأناً تُسمى نواحي. يبلغ عدد أقضية العراق 120 قضائاً. تُعتبر محافظة بغداد التي تَضُم مدينة بغداد أكثر محافظات العراق إزدحاماً بالسُكان حيث تًضُم 7.600.000 نسمة بينما تعتبر محافظة المثنى الأقل إزحاماً بالسُكان حيث لايزيد عدد الأهالي فيها عن 775.000 نسمة. أما مُحافظة الأنبار فهي أكبر مُحافظات العِراق مساحة حيث تبلغ مساحتها 138.500 كلم مربع أما أصغر المحافظات مساحة فهي مٌحافظة بغداد التي تبلغ مساحتها 4.555 كلم مربع..وأهم المحافظات:  أربيل – الأنبار – بابل – بغداد – البصرة – حلبجة – دهوك – القادسية – ديالى – ذي قار – السليمانية – صلاح الدين – كركوك – كربلاء – المثنى – ميسان – النجف – نينوى ( الموصل ) – واسط..
  • وأما محافظة ميسان هي إحدى محافظات العراق، في شرق البلاد على الحدود الإيرانية، عاصمتها العمارة الواقعة على دجلة، وثاني أكبر المدن هي المجر الكبير، وقبل عام 1976 كانت تعرف بمحافظة العمارة. يعتقد بأن التسمية كانت بالأصل مملكة ميشان ومن ثم تحولت إلى ميسان.ميسان) دويلة نشأت في جنوبي أرض بابل تحت حماية دولة السلوقيين (311 ق. م ـ 247 ق. م) عندما ضعف شأنهم في الفترة الواقعة بين عامي (223 ق. م ـ 187 ق. م) ولقد استقلت ثم تدرجت في سلم القوة وأصبحت دويلة مهمة.تتالف محافظة ميسان من خمسة اقضية بالإضافة إلى قضاء العمارة وهي:ـ علي الغربي ـ الميمونة ـ المجر ـ قلعة صالح – الكحلاء.بالإضافة إلى تسعة نواحي هي:- علي الشرقي – كميت – المشرح – السلام – الخير – العدل – بني هاشم – العزير – سيد احمد الرفاعيوتدين العمارة في تطورها لموقعها الممتاز حيث تبدو للناظر من سطح السفينة جميلة وذلك بفضل (كورنيشها) الذي تمتد عليه في خط واحد بيوت تتألف من طابقين مبنية من الطابوق وتقسمها إلى محلات منفصلة عدة شوارع عريضة ومستقيمة.
  • ولعل الملفت بأن هذه المحافظة ميسان ولادة بالفنانين والمبدعين و الفنان محمد أرهيف يعتبر واحد منهم ..وهنا أمر يستحق التأمل فإذا إتفقنا دون إدعاءات ليست في مصلختنا على أن مادخل في نسيج مدن ومحافظات وحتى الدول المجاورة من الثقافة والعادات والتقاليد ومن خيوط  الغرب الظاهرة والمخفية ..كان مرهوناً بمدى قدرته على التشكل بعدسة الفنان أرهيف أو غيره أو في أصابع وعيون الناسخين الغربيين من أفكار وألوان وألحان وأدوات وشحنات شرقية ..وحتى لانثيط عزيمة متحمس أو نعطي فرصة لمتهم نبادر للقول بأن يحدث عند أي بلد يتلقى مظاهر الحضارة الغربية ..وهو أمر في عمقه يتفق مع مصلحتنا وإعتزازنا بذاتنا العربية من حيث قدرة الحضارة الضوئية على الحفاظ على قالبها والإكتفاء بالقدرة على إستيعاب المادة المقدمة على موائدنا  و المصبوبة في جوفنا بعمد أو بغير عمد دون فقدان للجوهر والهوية المحلية لكل بلد..وإذا إتفقنا على التبادلية وحوار الحضارات والإستفادة من التطور وعصر وثورة المعلوماتية والأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي التي قربت المسافات وعرفتتنا على الكثير من المواهب الضوئية ..والتي بحق الكثير منها يحمل بذور معرفية بصرية ونسبة لابأس بها تحمل في طياتها صوراً وأعمال ريادية وإبداعية تستحق كل التقدير والإحترام..وبهذه الصورة أضحت الميديا والسوشيل ميديا أدوات معرفية فيها الغث والثمين ..الجيد والسيء …والمبدع والمرتزق والكاذب والمتعدي على الفن..ولكن كل إنسان يستطيع بأن يكون بطل العالم في التصوير ..ولكن الحقيقة تكمن في ماتشاهده وتحترمه وتحبه عيون المشاهدين والمتابعين للأعمال أي شخص يقدمها عبر الفيس بوك أو غيره..فالحكم هو للمشاهد والمتلقي ..فإما يقول بأن هذا الإنسان فنان ضوئي ..وإما يقول عنه بأن فاشل لايملك مقومات اللوحة البصرية الفنية..
  • من هنا نصل شاطيء الأمان بجولتنا في رحاب محمد أرهيف ومع أعمال الفنان المبدع والمتألق الذي قدم ويقدم الكثير للفوتوغرافيا ..وفي خدمة بلاده العراق وفي خدمة محافظته ميسان الذي نطالع دوماً تميزة وحصوله على الجوائز المحلية والعربية والأجبية ..وهنا ندلف للقول بأن الإنسان الرقيق الفنان محمد أرهيف  يستحق كل التقدير والإحترام لأعماله المتميزة وبصمته الضوئية التي ستتخلد في أرشيف الزمن لتكون وثائق للتاريخ ودروساً ضوئية للأجيال ومنارة لعشاق الفن الفوتوغرافي العربي والعالمي..

ــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان محمد أرهيف   ـــــــــــــــــــــــ

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.