هادية مبروك السالمي Hedia Selmi ..

فنانة تونسية تعشق فن التصوير الضوئي منذ نعومة أظفارها ..

بقلم المصور : فريد ظفور

  • القحط الفوتوغرافي العربي الأنثوي يأخذني من يدي..ويضفي على شجيراتي المعرفية الحبالى إخضراراً وأعمالاً ..ويعطيني ماتبقى من ماء في بيداء الفن البصري..يظهر لي طيفاً فنياً ..سراباً حميماً..قصيدة بصرية شعرية ..تسلبني كل شيء ..وتزرع في الفضاء الإبداعي بسمة أمل..تبعد عن ساحاتنا المتشائلين .. لأننا نحتمي باللهيب ..لكي ننصر طيراً مهيض الجناح..قطع المسافات ليحضر مواسم التميز والتألق ..هي الموهبة تسدل ظلاً على الغارقين بالتشاؤم..فهذه فارسة للضوء جاءت على صهوة من ضياء ..فلا وقت للإنتظار ..على الشرفات الدمشقية وقفت الزهور وإنتشرت العطور..وفاحت الأطياب المضمخة بالبخور والممزوجة بالياسمين الشامي لترحب بالمصورة الفنانة التونسية..هادية السالمي ..
  • الفنانة هادية..هي أحد المصورات اللوات خرج من حضن الظروف القاسية التي مرت ورزخت تحت نيرها عاصفة مايسمى الربيع العربي..فحملت الكاميرا وأخذت  ترصد عدستها الجموع والأشياء التي تجمع التونسيين على مائدة الفرح والحب..فكانت صورها تجمع بين المتعة البصرية والفكرية والفنية والتقنية..فيها كشفت التناقض الثقافي والإجتماعي والإزدواج الأخلاقي لمجتمع مليء بالكثير من شظف وبؤس العيش والحياة المعيشية ويعاني أغلب أفراده من شعور جنوني بالوحدة والإغتراب …وكان ذلك الإغتراب ..تنين خفي يهدد عالم الإنسان الداخلي ..والذي ظلت تطرحه الفنانة هادية..بتنوعاته اللونية وتدرجاته الرمادية..وتكويناته البصرية الجميلة..متخذة من تونس مسرحاً للأحداث الضوئية وتستوحي من الطبيعة و الفلكلور والعادات والتقاليد والمهرجانات موادها التي تنقلها لنا عدستها بعيون ذكية وكفاءة فنية تعطي الإنطباع بأن من يقف وراء الكاميرا ليس مجرد هاوية وإنما تجاوزت كل الخطوط الحمر وتألقت ودخلت حلبة السباق مع المحترفين..ولعمري بأن مستقبلاً زاخراً وجوائز عالمية تنتظر هذه الموهبة الفريدة بإصرارها ومثابرتها وصبرها وأناتها ..لتقدم لنا أعمالها بلغة بصرية بسيطة محببة للناظرين والمتلقين لفنها..وتتجسد صورها بتفاصيل حكايا الناس عبر لغة بصرية ثقافية جذابة ومن خلال أسلوب يمزج بين الحس النقدي الساخر للظروف وبين عمق المضمون لكي تصل للمتلقين..

– لم تنشأ الفنانة هادية السالمي ..من فراغ أو عدم ..فتونس الخضراء دائماً لها بصماتها الثقافية بالمحيط العربي والأوروبي على إمتداد شواطيء المتوسط.. وسترى النور قريباً مدينة الثقافة في تونس”  وهو حدث ثقافي فني وطني كبير  بإفتتاح الجزء الأكبر من “مدينة الثقافة” بعد أشغال متواصلة دامت 8 سنوات، على أن تشهد الإحتفالات بالعيد الوطني في 20 آذار/مارس 2018 الإفتتاح الرسمي للمدينة الجديدة التي تقع إلى جانب شارع محمد الخامس، وهي ستكون جاهزة لإستقبال أيام قرطاج السينمائية، والمسرحية وغيرها ، وتضم المدينة الــ 3 قاعات عرضوالــ 3 مسارح، مكتبة سينمائية، متحفاً للفنون المعاصرة،مركزاً وطنياً للكتاب،ومركزاً للإستثمار الثقافي، ومجمّعاً يستوعب معظم المؤسسات التي تعنى بالفنون المرئية وما يقدم من إبداعات على الخشبة ، إضافة إلى قاعة أوبرا تضم 1800 مقعد، وقاعة إستماع تصلح للحفلات الكبيرة وتتسع لـ 700 مقعد، وقاعة للمسرح التجريبي تتسع لـ 300 شخص، ومجمّع سينمائي فيه صالتا عرض، مع أروقة للمعارض الفنية المختلفة…

  • ليس هذا وحسب ..فالثقافة في تونس ناتجة عن أكثر من ثلاثة آلاف سنة من الحضارة المتنوعة من عربي وإسلامي، وإفريقي ومتوسطي وأمازيغي…وأما الأدب التونسي ..يوجد في تونس نوعان من الأدب الأول باللغة العربية والثاني بالفرنسية.. يطغى مجالا القصة والشعر عليها ومن أبرز أعلام القصة التونسية علي الدوعاجي، محمد العروسي المطوي، البشير خريّف، حسن نصر ومحمود المسعدي. ومن أبرز الشعراء أبو القاسم الشابي، مصطفى خريّف، أحمد خير الدين، الميداني بن صالح، محمد الغزي، صغير أولاد أحمد ، المنصف لوهايبي وآدم فتحي..وأما الموسيقى التونسية ..يوجد فرقة فولكلورية من جزيرة قرقنة..وتتميز الموسيقى التونسية بتنوع كبير على مستوى أصنافها وألوانها. تنقسم الموسيقى التونسية أساسا إلى ثلاثة أنواع: موسيقى ذات طابع عصري بما في ذلك الأغاني بالعربية الفصحى أو العربية الدارجة، موسيقى ذات طابع تراثي كلاسيكي  والموسيقى الشعبية ..ولكن ترجع بدايات السينما في تونس إلى عام 1896 تاريخ تصوير الأخوين لوميار لمشاهد حية لأنهج تونس العاصمة.. وتنتج السينما التونسية حاليا معدل ثلاثة أفلام طويلة و6 أفلام قصيرة في السنة. تعد أيام قرطاج السينمائية، أهم فعالية سينيمائة في البلاد…علاوة عن المسرح ..الفرق المسرحية الهاوية 250..الفرق المسرحية المدرسية 780..الفرق المسرحية الجامعية 50..بطاقة احتراف فنون المهن الدرامية 280 – الفرق المسرحية المحترفة ..منها 6 في القطاع العمومي و 96 في القطاع الخاص 103..مراكز الفنون الدرامية 5..وعدد المسرحيات التي تم إنتاجها سنة 2006 265..وأما سحر التراث الشعبي..فيوجد ..متحف تونسي للفنون و العادات الشعبية..منتوجات فخارية تقليدية في سوق بمنطقة حومة السوق في جزيرة جربة… فكل منطقة تنطوي على أكلات، أزياء تقليدية، طراز معماري أو عادات محلية تمتاز بها على الأخرى. يظهر التنوع التراثي جليا على مستوى الصناعات التقليدية التي تشمل: الخزف والفخار أساسا في نابل وجربة، السجاد أو الزربية أساسا القيروان والمهدية، الجلد أساسا في العاصمة، صفاقس وقبلي، الخشب في الشمال الغربي وصناعة النحاس في العاصمة والقيروان.
    ويتميز التنشيط الثقافي بالتعدد ..دور الشباب والثقافة 350..نوادي الفيديو 659..لجنة ثقافية وطنية 1..اللجان الثقافية المحلية 356..اللجان الثقافية الجهوية 24..عدد المهرجانات (منها 422 مهرجانا صيفيا) 1069..وتعتبر أروقة الفن..72 بدون اعتبار دور الشباب والثقافة رصيد الأعمال الفنية بالخزينة 7.390 عدد الفنانين التشكيليين 389..
    وأما ثقافة الطعام..المطبخ التونسي ..يعتبر جزء من المطبخ المتوسطي. يعتمد الطبخ التونسي على زيت الزيتون، والفلفل الأحمر الحار، وطحين القمح، ولحم الضأن، والأسماك، والعديد من الخضروات والتوابل. وهو مثل العديد من المطابخ المتوسطية يقدم المطبخ التونسي ما يعرف باسم “مطبخ شمسي” يعتمد بشكل كبير على زيت الزيتون، البهارات، الطماطم، أنواع الأسماك، واللحوم.ومن أهم الأطباق التونسية نجد كسكسي، بريك،طاجين ، سلطة مشوية، اللبلابي، شربة الفريك، بسيسة ..وغيرها الكثير..
  • ولعل إنجازات المصورة هادية السالمي .. تسعفها في تقديم تاريخها الفني رغم عمره الفني القصير ولكنه حافل بالإنجازات والأعمال الضوئية المتفوقة التي تنم عن ثقافة بصرية ورؤية فنية متطورة وتاريخ وثقافة ورثتها عن الآباء والأجداد .. فهي عضو جمعية الفوتوغرافيين التونسيين وشاركت بالكثير من المهرجانات وأهمها مهرجان الطبل وفي المعارض داخل تونس وبمعارض خارجها بكل من العراق و الكويت..وتحصلت على العديد من شهادات الشكر و التقدير ..وعلى الكثير من الجوائز..
  •  من هنا ندلف للقول بأن ماقدمته وأنجزته الفنانة الضوئية التونسية هادية السالمي ..تنم عن موهبة وتفوق ضوئي على الكثير من قريناتها الفوتوغرافيات في عصر سادت فيه الصحافة الإلكترونية في السوشيل ميديا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وأنستغرام وتويتر واليوتيوب..والذي عرفنا على الكثير ممن يقدمون آلاف الصور ..والخق يقال هناك الكثير من المواهب تحتاج للرعاية والحماية والتوجية وسط هذا الكم الهايل من ثقافة اللايكات وأعجبني ..والخ ..لذلك وجب علينا تقدير إبداعات الفنانة هادية وتقديم أسمى آيات الإعجاب والشكر ..آملين من الجهات المسؤولة عن الشأن الفني والثقافي بضرورة رعاية وتكريم هذه الموهبة وأمثالها الكثيرات من بنات جنسها..

 

 

ــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنانة هادية السالمي     ــــــــــــــــ

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏قبعة‏، و‏طفل‏‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏

Hedia Selmi
 انا هادية بنت مبروك السالمي مصورة فوتوغرافية اعشق هذا الفن منذ الصغر وابتدات مسيرتي الفعلية منذ 2014
 انا عضو جمعية الفوتوغرافيين التونسيين -تم قبوا اعمالي بعديد الملتقيات و الصالونات الدولية بتونس وهي كالاتي الصالون الدولي للصورة الفوتوغرافية بالقطار /قفصة / الصالون الدولي للصورة بالزهراء تونس- الصالون الدولي الثامن للصورة بالمنستير / الصالون الدولي للصورة بسوق الاحد -قبلي /مهرجان ا لجز بالصمار تطاوين كذلك بالصالونات بكل من غار الملح و صفاقس و قرقنة و لي مشاركة اخيرة بمهرجان القراطن بقرقنة
 شاركت بمعارض خارج الوطن بكل من العراق و الكويت
تحصلت على عديد شهاات الشكر و التقدير
تحصلت على الجائزة الرابعة وطنيا في مسابقة اليوم العالمي للبيئة لسنة 2017 بجوان
تحصلت على الجائزة الثانية بمسابقة التصوير بمهرجان القراطن /قرقنة لهذه السنة 2017
تمت دعوتي بايران لتكريمي الا انه تعذر عليا الذهاب
معرض العراق”صرخة الحق” الذي شاركت به في سنة 2015
شاركت في تاطير شباب مبتدئين حول اساسيات التصوير مؤخرا بدار الشباب بسيدي عمر بوحجلة /القيروان
لي عديد المشاركات بمعارض بتونس مثل المعرض الذي نظمته جمعية ذاكرة المدينة بالقيروان في 2016 للتشجيع على السياحة الايكولوجية و كانت لصوري نصيب الاسد بالمعرض
تم اعتماد صورة من صوري كافيش مهرجان عرس الطبل بغمراسن الدورة 6
Hedia Selmi
 
 
 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.