-الفنان ( حجي أمين ) أو أمين العلي..

مبدعٌ عدستهُ ترسم ملامح عبقرية فنية ترصد الطبيعة والبيئة والتراث العراقي والخيول العربية..

بقلم المصور : فريد ظفور

– يعزف صوره على سلم التدرجات الرمادية ويدندن بكلماته على ألوان الطيف السبعة.. قيثارة عدساته نجوم تعانق ديافراجم كاميراته ..لقد تخطاه العشق الفني الفوتوغرافي..هب من الشوق المعرفي الفني نسيم شطر قلبه مابين عشق تصوير الطبيعة والبيئة وعشق تصوير الخيل..حتى جعلنا نشرب من خمرة دمعة فنه ..فنسكرُ في تميزه وإبداعه ..ونصير نسعد برحيق نحل تألقه الضوئي ..ومازلنا نجرع هواه وصوره الفنية البصرية عسلاً فوتوغرافياً عبر فلسفة صوره البديعة..فهل عرفتم من يكون ضيفنا الذي سنفرش له دروب العطر والورود والياسمين الشامي لنقدم رعبون صداقتنا وإحتفالنا بالفنان المبدع..حجي أمين..

  • عندما نلقي نظرة سريعة على تطور القضية الفوتوغرافية في العراقي والوطن العربي..منذ الحملات التبشيرية والغزوات والإحتلال إلى يومنا هذا ..نلاحظ تنوع المراحل وتواترها السريع نسبياً ..من لحظات فنية بصرية أحادية اللون في جل أصقاع الوطن ..بما يعنيه من تجارب فنية في تصوير الفيلم الأبيض والأسود والعمليات التي ترافقه في محلات التصوير والمختبرات الخاصة ..مروراً إلى التصوير الملون وطرق تحميضه وطبعه وتكبيره ..وصولاً إلى عالم الديجيتال والتصوير الرقمي..إلى لحظات تتسم بسلطوية متفاوتة القدر والتقدم التكنلوجي والمعرفي..حيث تواجدت في الوطن العربي كل أنواع ومدارس التصوير..وأخذ يطغى الساحة الفكرية الفوتوغرافية تفاعل جديد مع إشكالية تصوير الديجيتال بالكاميرا الرقمية ومن خلال الموبايل..وأصبحت الصورة تتربع عرش الميديا والسوشيل ميديا وغزت الشبكة العنكبوتية ..وبات بمقدور أي فرد من الأسرة صغيراً كان أم كبير يستطيع نشر أعماله وتعريف العالم بها ..وأصبحنا نشاهد عدسات وعيون مبدعة نتيجة التطور المعرفي الضوئي الجديد الذي إنتشرت معداته وأدواته التقنية في الأسواق قاطبة..وتسابقت الجماهير بتقديم صورها عبر الشبكة العنكبوتية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك..والفيديو عبر تويتر والصور عبر أنستغرام وتويتر..وعبر المسابقات والمؤتمرات وورش العمل والدروس التعليمية التي أضحت في متناول الجميع..وباتت إشكاليات جديدة عبر طرح مسألة التعددية الفوتوغرافية للمصور الواحد بأن يقدم أكثر من مدرسة وإسلوب..وأصبحنا نتسابق في فن التصوير المفاهيمي وفي التشكيل الضوئي والتجريد البصري..
  • يلملم إشعاعاته البصرية المتفرقة..ليصنع مغزاه الذي أراده الفنان حجي أمين..وإن تجاوز حدود المألوف عبر محاوره التصويرية وتكويناته الفنية الغنية بالتقنية والحرفية العالية..وهو شديد الحضور في كل مشاربها يحاول الإنغماس في الحياة العراقية والخروج منها بأسئلة وبأجوبة ..وبصور فنية رائعة..يتطلع ويرجو بأن تلامس المسابقات العالمية..وهذه القدرة الفنية الثقافية الفائقة على إستدعاء نشاط الذاكرة ليقدم لنا صور أشخاصه وتصرفاتهم وتعبيرات وجوههم..مع الحرص على التوثيق الزماني والمكاني..بمسراته وأحزانه وقلقه وأحلامه التي تنداح عبر كوادره التشكيلية الفنية لتشمل وطنه وتتجاوز جغرافيته إلى كل الوطن العربي الأكبر..لأنه إختار حياته لتتطابق وخبرته الخاصة الشعورية والفكرية والسلوكية والفنية البصرية..
  • إن المصور المبدع حجي أمين ..بلغ من حجم الموهبة ..بحيث لايتمكن من إخفاء نفسه أو أعماله..أو تغيير هيئته وأسلوبه..فقد إستقرت أعماله في الضمير والوجدان العربي والعقل المثقف والمصور المحترف..فهو مصور متفرد الرؤية والنغم اللوني وتدرجاته الرمادية ..ومن يملك أداته الإبداعية ويتقن إجتذاب المشاعر والأفكار والمشاهدين ولجان التحكيم  ويستجمع المريدين لفنه ..فلن يحتاج لأن يقدم أوراق إعتماده لدخول عتبة التميز والتألق عربياً وعالمياً ..لأنه متوطن في عمق التراث العراقي وراصدٌ أصالة الخيل العربي ..الذي رشحته للفوز بالجائزة الاولى عام 2017م..بجائزة الشيخ منصور للخيل العربي ..والتي تقيمها الإمارات العربية المتحدة سنوياً..ولعل المتابع الذي يعرف جيداً مدى تقنية وتكنيك المصور حجي أمين ..سيدرك بأننا أمام أعمال ريادية تتسم بحس فني رفيع المستوى ويقدم لنا فلسفة بصرية بلغة فنية بسيطة سرعان ماتدخل قلوب النظارة من المشهد الأول..ليؤكد لنا حبه للوطن الحزين العراق..والذي في قرارة القلب الجريح لاينافسه طابور المحبين العابرين الذي يشترون الحب بالدينار..لأن تجارب حجي أمين في عشقه الفوتوغرافي لجميع مواضيعه الضوئية وكوادره المصورة..ظلت إطاراً فنياً أو غلافاً خارجياً لطرح قضايا أساسية ..كانت هي الركائز الفكرية الفنية والثقافية البصرية..وأيضاً تجلى الفنان في الحلم بالمستقبل وبمواكبته ركب الحضارة واللحاق بثورة المعلوماتية وعالم الديجيتال والثورة الرقمية..عبر الشبكة العنكبوتية..
  • لقد إستطاع الفنان المصور حجي أمين أن يتغلغل في الميديا والحياة الضوئية العراقية ..من باب المحبة لفنه ولمجتمعه..وقد إمتلك مفتاح الدخول الطبيعي بين الكبار..وأضاف إليه نكهته الفنية العراقية التي شعر بالخنين إليها عبر توثيقه التراث والإرث الحضاري لبلاد مابين النهرين..إلى تلك الرائحة البابلية والأكادية المميزة والمتخمرة عبر آلاف السنين من ألف رائحة ورائحة لعبق التاريخ ..من هنا دخل القاموس الضوئي العراقي والعربي في لغته الفنية دخولاً طبيعياً..وهذه القدرة الفنية الواضحة على التوحد مع عناصر التكوين في الصور المنتجة وبخاصة لغتها البصري المستندة إلى ذاكرة وثقافة غير عادية..لا يكفي وصفها بأنها ملتهبة بل إنها ذاكرة بركانية تستدعي مخزوناً بصرياً ضوئياً لاينفذ من كل الإتجاهات..لتجاوزه كل الظروف الصعبة ..وبقوة التغلغل ووحدة الذاكرة ليصنع حواراً ذكياً متدفقاً لبقاً فنياً ولونياً..يقفز فوق مشكلات شائكة ..ليجيب عنها بوثائقه الفنية الفوتوغرافية التي ستخلدها السنوات كمادة أرشيفية للأجيال القادمة..
  • وندلف للقول أخيراً ..أو ليس من الواجب والملح إذن التفكير والبحث والتنقيب في قنوات رسمية وغير رسمية وفي مواقع وصفحات في السوشيل ميديا لتسليط الضوء على هؤلاء المبدعين العرب ..وما أكثرهم ممن تركوا بصماتهم الفنية الفوتوغرافيا وحققوا ريادة في عالم الفوتوغرافيا عربياً وعالمياً والمبدع حجي أمين نموذج من تلك العدسات التي تتربع عرش الريادة وتصنف في ركاب الأعمال العالمية..من هنا حريٌ بنا بأن نقف متأملين تجربته وصوره التي تستحق كل التقدير والإحترام ..وترفع لها القبعة..ولنا رجاء وأمل بأن يساهم ويساعد القائمون عن الشؤون الثقافية والمعرفية الفنية بضرورة تكريم ومساعدة أمثال فناننا المبدع حجي ليستمر في الإبداع والعطاء ليكون منارة وريادة للأجيال القادمة من عشاق الفن الضوئي..

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان حجي أمين ــــــــــــــــــــــ

حجي امين:

الاسم امين العلي

مواليد ١٩٦٩ العراق

حاز على جوائز عالمية ومحلية

اخر جائزة حلصت عليها جائزة الشيخ منصور للخيل العربي الجائزة الاولى

عضو الجمعية العراقية للتصوير

عضو اتحاد مصوري العرب

عضو نقابة الصحفيين العراقين

عضو نادي كربلاء للتصوير

دخل عالم التصوير عام ٢٠٠٦

 

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.