معرض كريستيز

كريستيز تكشف عن أبرز الأعمال الفنية ضمن مزادها القادم في دبي

قسم خاص يقدم 40 تحفة فنيّة ضمن مزاد الفنون الحديثة والمعاصرة احتفالاً بمرور عشرة أعوام على انطلاق مزادات كريستيز في الشرق الأوسط

دبي، الإمارات العربية المتحدة، 23 فبراير 2016: تحتفل دار المزادات العالمية كريستيز في شهر مارس المقبل بمرور عشرة أعوام على بدء مزاداتها في الشرق الأوسط وبتنظيم موسم مزاداتها العشرين بالمنطقة في فندق جميرا أبراج الإمارات في قلب دبي. وفي إطار احتفالاتها بهذه المناسبة المهمة، سيتضمن مزادها للفنون الحديثة والمعاصرة المقرر في 16 مارس المقبل قسماً خاصاً بعنوان NOW AND TEN يشمل 40 لوحة لكوكبة من أشهر الفنانين بمنطقة الشرق الأوسط مستمدة من مقتنيات شخصية، من ضمن المجموعة الكاملة للمزاد التي تضم 125 عملاً فنياً.

وتتصدَّر قسم NOW AND TEN لوحة «سراييفو» للرسام التشكيلي المصري عمر النجدي (القيمة التقديرية: 400.000-600.000 دولار أمريكي؛ اللوحة أعلاه). وانضمت هذه الرائعة المتحفية الفذة التي رُسمت في أبريل 1992 إلى مجموعة المقتنيات الشخصية لمعالي السفيرة فرانسين هنريخ في عام 1993، وتُعرض للمرة الأولى ضمن مزاد علني.

ويتضمن مزاد الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة المرتقب ومعه القسم الخاص NOW AND TEN ما مجموعه 125 عملاً فنياً اختيرت بعناية متناهية لتجسيد الحركة الفنية والإبداعية الشرق أوسطية بأبعادها ومدارسها المختلفة، ومن المتوقع أن تحصد هذه الأعمال ما يقارب 9 مليون دولار، وهذه أعلى تقديرات أولية سابقة لانعقاد المزاد منذ انطلاقة مزادات كريستيز بالمنطقة قبل عشرة أعوام، في مؤشر على متانة سوق الأعمال الفنية الإقليمية وتنافُس المقتنين حول العالم على اقتناء أعمال الفنانين الشرق أوسطيين.

القسم الخاص NOW AND TEN

رسم الفنان التشكيلي المصري عمر النجدي (وُلد 1931) «سراييفو» في أبريل 1992، ويقول العديد من النقاد إن هذه اللوحة الثلاثية التي يبلغ ارتفاعها 3 أمتار وطولها نحو 11 متراً هي أهم أعمال عمر النجدي على الإطلاق، بل وأكثر أعماله طموحاً من حيث تعقيدها وموضوعها وتعابيرها وقيمتها التذكارية. وفي هذه اللوحة يرسم عمر النجدي المذابح التي حصدت أرواح إخوانه البوسنيين في سراييفو. ويقول نقاد الفن المعاصر إن لوحة «سراييفو» من بين أهمِّ اللوحات المؤثرة التي صوَّرت فظائع الحرب منذ عام 1937، وهو العام الذي أنجز فيه بابلو بيكاسو رائعته الخالدة «غرنيكا» Guernica التي استوحاها من قصف عاصمة إقليم الباسك «غرنيكا» أثناء الحرب الأهلية.

المقاهي الملتَهَمة للفنان التشكيلي شفيق عبود

ويقدم المزاد أيضاً لوحة “المقاهي الملتَهَمة” للفنان التشكيلي اللبناني شفيق عبود (1926-2004) التي تتألف من 130 نقشة جدرانية (تيمبيرا) فردية تجسّد ما يصفه بالمقاهي الملتَهَمة في بيروت، المدينة التي أحبها (القيمة التقديرية: 300.000-400.000 دولار أمريكي). وهذه اللوحة التي أنجزها شفيق عبود في عام 1990 مأخوذة مباشرة من تركته، وكانت هذه النقشات الجدرانية تزيِّن جدران غرفة نومه في شقته الباريسية التي عاش فيها من عام 1977 إلى حين وفاته. وتشير “المقاهي الملتَهَمة” إلى ثقافة المقاهي المتلاشية بعد أن شاعت وانتشرت ببلدان عربية عدة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين. وبدأت ثقافة المقاهي بالتلاشي تدريجياً ومعها الملتقيات الفكرية والسياسية والإبداعية التي نشأت من رحم هذه المقاهي وشكَّلت جوهر الحركة الفنية والأدبية اللبنانية الحديثة.

البراق للرسام التشكيلي كاظم حيدر

وتُعد لوحة «البراق» من أشهر أعمال الرسام التشكيلي العراقي كاظم حيدر (1932 – 1985) (القيمة التقديرية: 200.000-250.000 دولار أمريكي؛ اللوحة إلى اليمين). يُذكر أن الروائي والناقد التشكيلي الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا أورد صورة للوحة في كتابه الشهير «جذور الفن العراقي» (1983) لأهميتها الخاصة في الحركة التشكيلية العراقية، وهذه اللوحة في الأصل جزءٌ من مقتنياته الشخصية. ولوحة «البراق» امتداد لأشهر مجموعة أعمال أنجزها كاظم حيدر بعنوان «ملحمة الشهيد» (1965)، وهي ترتكز إلى قصيدة كتبها عن استشهاد الإمام الحسين في معركة كربلاء.

وعن هذه اللوحة، تقول ماسة الكتبي، أخصائية الفن الحديث والمعاصر في كريستيز: “«البراق» للفنان التشكيلي العراقي كاظم حيدر لوحة أخاذة من فنان له بصمة فارقة في تاريخ الفن العراقي. ومن النادر العثور على أعمال له بمثل هذه الجودة، لاسيما من سلسلة لوحاته «الشهداء»، لذا تمثل هذه اللوحة إضافة مثالية للقسم الخاص من مزاد كريستيز المرتقب في إطار احتفالنا بمرور عشرة أعوام على انطلاقة مزاداتنا بالمنطقة كأحد الأعمال الفنية العراقية الفذة. وهذه اللوحة مأخوذة من مقتنيات الناقد التشكيلي الراحل جبرا إبراهيم جبرا الذي يُعد في طليعة النقاد الذي أسهموا في تدوين حياة الرسامين والنحاتين العراقيين وحركة الفن العراقي”.

بدورها، قالت هالة خياط، مديرة الفن الحديثة والمعاصر في كريستيز: “تتلمذت على يد الفنان التشكيلي السوري فاتح المدرس (1922 – 1999)، ويسرني أن يتضمن القسم الخاص NOW AND TEN من مزاد كريستيز المرتقب هذه اللوحة المهمة وغير المعنونة له. تعود هذه اللوحة إلى ثمانينات القرن العشرين، وتظهر براعته الفذة في تحديد معالم حركة فنية ثرية تتسم برمزية عميقة (القيمة التقديرية: 200.000 – 250.000 دولار أمريكي). وهذه اللوحة من أعماله الفريدة والمعدودة بمثل هذا الحجم، وترمز إلى قدرته على التوغُّل إلى أعماق آلاف الأعوام من الحضارة البشرية ليختزل كل ذلك بكتابة فصل جديد من تاريخها بلغة بصرية حديثة. وتتسم أهم ثلاث لوحات له حققت أرقاماً قياسية عالمية في مزادات علنية بأحجام مماثلة، غير أن هذه اللوحة الأفقية تتفوق من حيث أنها أكثرها اكتمالاً من حيث التركيبة وأكثرها نبضاً أيضاً. وهذه اللوحة الفذة والخالدة من مجموعة أعمال فاتح المدرس ستكون محطّ أنظار المقتنين في المزاد المقبل”.

وتعرض كريستيز في مزادها المرتقب أيضاً منحوتة برونزية تذكارية بعنوان Heech Lovers للفنان الإيراني العالمي برويز تنافولي (وُلد 1937) الذي حقق في عام 2008 رقماً قياسياً عالمياً مازال قائماً حتى اليوم لكافة الأعمال الإبداعية المباعة في مزادات علنية بمنطقة الشرق الأوسط حين بيعت منحوتته البرونزية «الجدار» مقابل 2.8 مليون دولار أمريكي.

كذلك يسرُّ كريستيز أن تقدّم ضمن هذا القسم الخاص لوحة متحفية الجودة للفنان التشكيلي اللبناني العالمي بول غيراغوسيان (وُلد في القدس 1925- توفي في بيروت 1993). وتشير هذه اللوحة إلى الكثير من الحقائق الاجتماعية التي عاشها، وتستحضر ويلات ومعاناة الحرب الأهلية اللبنانية. وتمثل لوحة «سوق» إحدى أبرز أعمال غيراغوسيان التكوينية والمكتملة التي تدور حول محور اهتماماته (القيمة التقديرية: 200.000 – 250.000 دولار أمريكي؛ اللوحة إلى اليمين). ويظهر مراراً في هذه اللوحة شكل الأم التي تمثل رمزاً متواتراً في أعمال غيراغوسيان، ويزداد هذا الرمز بروزاً هنا مع التجسيد المجرد لطفل في أقصى يمين اللوحة؛ فيما يشير تلاصق الأشكال إلى وجود الأسرة والأمل بالوحدة، فيما تخلق ضربات فرشاته المضطربة شعوراً بالضيق، بينما تخلق الألوان المفعمة شعوراً إيجابياً.

بدورها قالت بيبي ناز زافييه، أخصائية الفن الحديث والمعاصر لدى كريستيز: “أنا من أصول إيرانية، واعتدتُ الإصغاء إلى أبيات الشاعر الإيراني الشهير سهراب سبهري (1928 – 1980)، المعروف بلقب إزرا باوند فارس. وتتحدث  قصائده عن الغربة الثقافية التي عاشها الإيرانيون في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، حينما تأثرت الفنون والآداب الإيرانية على نحو عميق بالثقافة الغربية. وتأثر سبهري بالشعر الياباني التقليدي الهايكو، وبوذية الزن، وبالقدر ذاته بالحداثة الفرنسية والفلسفة الغربية، ورسم سبهري الأشجار دون أوراق ودون أغصان وبألوان مقيّدة ليشد من يراها إلى التفكير في الأبعاد الميتافيزيقية للوجود، وهي تذكّر في الوقت نفسه ببعض أشهر أبياته (القيمة التقديرية: 250.000 – 300.000 دولار أمريكي؛ اللوحة إلى اليمين). واجتذبت أعمال سهراب سبهري، الذي يصف النقاد بأبي الرسم والشعر الإيرانيين الحديثين، كبار المقتنين منذ المزاد الأول لدار كريستيز بدبي في عام 2006. وليس من قبيل المبالغة القول إن مقتني الأعمال الإيرانية كافة اقتنوا ذات يوم، أو يقتنون الآن، أو يتطلعون إلى اقتناء واحدة من لوحاته المعروفة بسلسلة لوحات «الأشجار». وهذه اللوحة واحدة من أكثر لوحات «الأشجار» سحراً وتأثيراً، وأنا واثق أن هذه اللوحة ستثير حماس كبار المقتنين، إقليمياً وعالمياً، خلال الأيام المقبلة وصولاً إلى انعقاد المزاد”.

دبي: مزاد الفنون الحديثة والمعاصرة

من أبرز اللوحات المشاركة بمزاد كريستيز للفنون الحديثة والمعاصرة المقرر في 16 مارس لوحة «بورتريه كارل فلينكر» للفنان الأمريكي-الإيراني مانوشير يكتاي (وُلد 1922) (القيمة التقديرية: 40.000 – 60.000 دولار أمريكي؛ اللوحة إلى اليمين). وتشارك هذه اللوحة بالمزاد إلى جانب لوحة صامتة غير معنونة، أيضاً لمانوشير يكتاي، واللوحتان من مجموعة مقتنيات خاصة هامة في باريس. وفي السابق كانت هاتان اللوحتان ضمن المقتنيات الخاصة لمالك صالة فنية فرنسية شهير اسمه كارل فلينكر جمعته الصداقة بمانوشير يكتاي أثناء إقامته في باريس، وتؤكد اللوحتان تأثر موناشير يكتاي عن قرب بالمدارس الفنية الغربية والمؤثرات الجمالية المتعددة التي حدَّدت مسار إبداعاته ورحلته مع الرسم. واللوحتان اللتان أعيد اكتشافهما مؤخراً شاهدان على حقبة فنية شرية تعود إلى ستينيات القرن العشرين في فرنسا.

وأما لوحة «ثكنات أمانوس» فرسمها الفنان التشكيلي اللبناني بول غيراغوسيان (1926 – 1993) في أواخر خمسينات وأوائل ستينيات القرن العشرين، وترصد هذه اللوحة الآسرة عالم بول غيراغوسيان (القيمة التقديرية: 80.000 – 120.000 دولار أمريكي). وتشير اللوحة إلى مخيم أمانوس للاجئين في لبنان الذي لجأ إليه الناجون من مذبحة الأرمن، وتتألف هذه “الثكنات” من عدة مساكن تشبه الأكواخ.

كذلك يتضمن قسم الفن المعاصر من مزاد كريستيز صورة فوتوغرافية أيقونية من سلسلة صور «Women of Allah» التي رسمتها الفنانة الإيرانية الشهيرة شيرين نشأت (وُلدت 1957) خلال الفترة بين عامي 1993 – 1997 (القيمة التقديرية: 70.000 – 90.000 دولار أمريكي). وتستكشف شيرين نشأت مفاهيم الهوية والأنوثة من منظور القضايا المعاصرة في المجتمع الإيراني. وتشدّ صور البورتريه المألوفة الأنظار إلى الهوية المحمية للنساء في الثقافة الإسلامية. وحققت شيرين نشأت شهرة عالمية واسعة بين المصورين المعاصرين من خلال تسليط الضوء على مثل تلك القضايا. واستطاعت شيرين نشأت أن تتقن صناعة الأفلام والفنون الفوتوغرافية في الشرق والغرب كي تمزج على نحو متناغم بين ثقافتيها، وكي تبتعد بهاتين الثقافتين عن الاستقطابات النمطية.

وأما الفنان التشكيلي السعودي المعاصر أحمد مطر (وُلد 1979) فعُرِف بإزالة الحواجز ولفت الانتباه إلى فنه وابتكاراته. ويُعد ماطر من الجيل الجديد من الفنانين الخليجيين الذين يسخّرون الفن كوسيلة للتعليق على ما يدور حولهم في مجتمعاتهم والتعبير عن ذواتهم. وتمثل «إضاءات» طريقة ذكية وفطنة لتجاوز المحظور المتعلق برسم جسم الإنسان في المجتمعات الإسلامية المحافظة (القيمة التقديرية: 30.000 – 40.000 دولار أمريكي؛ اللوحة إلى اليمين). ولإيجاد ثقل موازِن لذلك، تستفيد أعمال أحمد ماطر من الزخرفة التي تأتي كإطار للنصوص الإسلامية التي عادة ما تكون مزخرفة ومذهَّبة. يُذكر أن لوحتين مشابهتين بعنوان «الوقف العثماني» هما الآن ضمن المقتنيات الدائمة لمتحف لوس أنجلوس للفنون.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.