جائزة منصور بن محمد للتصوير الضوئي إثراء متجدّد  للمشهد الفني والثقافي بدبي.	تصوير: مصطفى قاسمي

منصور بن محمد يكرّم الفائزين بها ويفتتح معرض صــــور غداً في «الندوة»

«فرجـان الإمـارات».. دبي القديمة بعدسات معاصـرة

:
  • محمد عبدالمقصود – دبي
 لم يكن أحدث الأرقام التي صرّح بها رئيس لجنة الفرز في جائزة منصور بن محمد للتصوير الضوئي، في نسختها الثانية، بدر العوضي، المتمثل باستقبال 2500 صورة سوى تقدير مبدئي لعملية فرز لم تكتمل، يُتوقع بعد انتهائها أن تكون قد وصلت إلى 3000 صورة، سعى معظمها إلى تقديم رؤية فنية فوتوغرافية لمشاهد من دبي القديمة، برؤية وروح حداثية، من خلال استثمار التقنيات الحديثة في فن التصوير، فضلاً عن إضفاء شخصية ملتقطيها الذين ينتمون إلى شرائح عمرية متفاوتة.
إصابة دالة

حضر أحد أعضاء لجنة تحكيم جائزة سموّ الشيخ منصور بن محمد للتصوير الضوئي، د. سعيد الشامسي، بعض فعاليات الجائزة بجبيرة أحاطت إحدى ذراعيه، وبسؤاله تبين أن الإصابة مرتبطة بإغواء فن التصوير الذي قاده الى إحدى الجزر خارج الدولة، وفي أثناء محاولته التقاط صورة متميزة في موقع بحري، انزلقت الكاميرا لتتسبب محاولة إنقاذها في تلك الإصابة التي لم تمنعه من حضور ورش العمل المختلفة المرتبطة بالجائزة.

واعتبر الشامسي، الجائزة إضافة نوعية مهمة لمسابقات التصوير المختلفة التي بات يزدحم بها بشكل إيجابي المشهد الثقافي والفني بالدولة، مضيفاً «هناك علاقة تكامل، وليس تنافساً بين مختلف تلك الفعاليات، لأن إثراء المشهد الفني بالأساس يتواكب مع ثورة المعلومات ووسائل المعلومات التي تتصدرها الصورة، ليبقى الالتزام بالمعايير الفنية، والاستمتاع بجماليات الصورة جانباً مهماً يمزج بين تقاليد وأطر متعددة، بعضها يرتبط بالمحتوى، وبعضها الآخر يعنى بجوانب الإبداع والموهبة، والاستثمار الأمثل للتقنية المتقدمة في هذا المجال».

في السياق ذاته، اعتبر رئيس لجنة الفرز بالجائزة، بدر العوضي، رئيس جمعية الإمارات للتصوير، أن وصول عدد المسابقات التي تعنى بالتصوير في الدولة إلى ما يقارب 20 مسابقة، ظاهرة إيجابية طبيعية، لاسيما أن الإمارات هي المقر الدائم لاتحاد المصورين العرب، فضلاً عن الدعم المهم الذي بات يجتذبه هذا الفن من قبل الفعاليات الرسمية والثقافية المختلفة بالدولة.

الجائزة التي يتم الكشف عن مستحقيها وأبرز المشاركات التي ضمتها غداً، خلال حفل تم التأكيد في دعوته أنها موجهة الى العموم، وغير منحصرة على مدعوّين بعينهم، يقوم خلاله راعيها سموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، بتكريم الفائزين بها، وافتتاح معرض صور مصاحب لها يكشف أبرز المشاركات التي وصلت إليها، مزجت هذا العام في أهدافها بين الجمالي والتوثيقي من خلال اختيار موضوع «الفرجان» الإماراتية محتوى رئيساً لها، ما جعل الكثير من اختيارات المصورين المشاركين فيها، حسب العوضي الذي يرأس أيضاً جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، لالتقاط صور نجح الكثير منها في الاكتساء بمخيلة مبدعها، متخذة من الشعبيات والفرجان والمساجد والقلاع والأبنية التراثية القديمة محوراً أساسياً لها، ما يعني في المحصلة بأن المشهد العام للمحتوى الفني ينصب على تقديم لمحات من التراث المعماري، خصوصاً برؤية عصرية.

فرجان

لفت العوضي إلى أن المشاركات التي وفدت إلى لجنة الفرز تمثل تماماً مختلف إمارات الدولة، ومع وجود كم أكبر من المشاركات التي انفعل أصحابها بموضوعات تقع في إمارة دبي، فإن جانباً من المشاركات سعى إلى تعقب فرجان إماراتية في مختلف أنحاء الدولة، لافتاً أيضاً إلى أن الشباب، خصوصاً طلبة الكليات والجامعات المختلفة، يمثلون الشريحة العظمى من بين الشرائح العمرية المختلفة، مؤكداً أن هناك تصاعداً كمياً ونوعياً ملحوظاً في المشاركات بالدورة الثانية الحالية من الجائزة، مقارنة بسابقتها الاستهلالية التي انطلقت بها العام الماضي.

وفي ما يتعلق بأبرز الظواهر الفنية في المشاركات هذا العام، ابدى العوضي إعجابه الشديد بقدرة المشاركين، رغم أن الكثير منهم علاقته بفن التصوير لا تتجاوز الهواية إلى الاحتراف، بالتعبير عن رؤاهم الخاصة على المكان الذي يتم تحديده ليكون المحتوى الرئيس للصورة، لافتاً إلى مهارة بعضهم الاستثنائية في الزج بالعنصر البشري في سياق المحتوى العام للصورة على نحو موحٍ ومؤثر وفعال أيضاً في السياق الدلالي والفني.

ورش فنية

أبدى عضو لجنة التحكيم رئيس دار ابن الهيثم للفنون البصرية، د. سعيد الشامسي، إعجابه الشديد بالمستوى الفني الذي وصلت إليه الجائزة في عامها الثاني، مشيراً إلى أن الورش الفنية التي فضل الكثير من المتسابقين الاستفادة من الخبرات التي وفرتها، فضلاً عن استراتيجية الجائزة التي فضلت الذهاب إلى المشاركين المحتملين في أماكن وجودهم، خصوصاً الكليات والجامعات المختلفة، قد أسهمت بشكل إيجابي في الارتقاء بعناصر استيفاء المعايير الفنية، على نحو ملحوظ، ما جعل المشاركات في مضمونها العام تمثل قيمة فنية مهمة، لاسيما أن الجائزة مازالت في إطار دوراتها الاستهلالية الأولى.

من جانبه، قال الأمين العام لجائزة سموّ الشيخ منصور بن محمد للتصوير الضوئي، د.جاسم العوضي، إن الجائزة التي استمرت في تلقّي أعمال المشاركين حتى 15 من أبريل الماضي، قد تمكنت استناداً إلى حجم الإقبال ونوعية المشاركات من الاسهام بشكل جدي في ترسيخ حضور فن التصوير الفوتوغرافي على المشهد الفني والثقافي المحلي من خلال جذب شرائح جديدة لممارسته على أسس فنية، من خلال اتساع الجائزة لتضم ضمن فعالياتها ورشاً وندوات تعنى بالتواصل مع المشاركين، وإتاحة الفرصة لهم لاكتساب خبرات فنية أساسية في هذا المجال.

تطوّر

أشاد الفنان أديب شعبان العاني رئيس المكتب التنفيذي لاتحاد المصورين العرب، والذي يشكل مع الشامسي ود. محمد يوسف، والفنان صالح الأستاذ، قوام لجنة التحكيم بإقبال الشباب والفتيات من مختلف التخصصات والاهتمامات الأكاديمية التي تنبئ عنها هوية كلياتهم ومقار عملهم للاشتراك بأعمال تحمل سماتها الفنية في الجائزة، مشيداً في السياق ذاته بإصرار عدد كبير منهم على خوض تجربة الاشتراك في الجائزة بناءً على معرفة ودراية ببعض قواعد التصوير الفني من خلال الالتزام بحضور هذه الورش الفنية التي توفرها الجائزة.

وفنياً اعتبر العاني أن حضور اللون يمثل حلاً نموذجياً في مختلف الصور عموماً، وفي الصور المرتبطة بالأماكن التراثية والأثرية على وجه الخصوص، لاسيما ان معظمها يكون منحصــراً في لون أو لونين معينين، مشيراً إلى التطور الكبير الذي أصبحت الصورة الفنية تستوفيه، بفضل تباين المدارس الفنية التي يدخل اللون وتوظيفه ضمن أحد أهم أولوياتها. وأشاد العاني في هذا الإطار بالجهد الكبير الذي تبذله عدد من المؤسسات التي تعنى بالتصوير، وفي مقدمتها دار بن الهيثم للفنون البصرية، لافتاً إلى أن المنظومة الفنية في مجال التصوير صادفت رعاية واهتماماً أكبر، خصوصاً من عشاق فن التصوير الضوئي بعد إطلاق جائزة منصور بن محمد للتصوير الضوئي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.