شهد ثلاث جلسات في التصوير
سلطان القاسمي يفتتح مهرجان «إكسبوجر 2017»

حاكم الشارقة يتفقد أروقة «إكسبوجر» (الصور من المصدر)
تاريخ النشر: الخميس 23 نوفمبر 2017

أزهار البياتي (الشارقة)

افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد، نائب حاكم الشارقة، فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر»، الحدث الأكبر من نوعه في مجال التصوير الفوتوغرافي على مستوى المنطقة الذي يحمل شعار «قصص ملهمة» والذي يستمر حتى 25 نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة بتنظيم من المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وبمشاركة نخبة من كبار المصورين العالميين.

وجوه الشارقة

وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة، ثلاث جلسات في التصوير جاءت الأولى بعنوان «الهاجس القطبي»، وقدمها المصوّر العالمي بول نيكلين، فيما حملت الثانية عنوان «تحية إجلال آنجا نيدرينجاوس»، قدمها المصور الفلسطيني محمد محيسن في استعادته لسيرة المصورة العالمية آنجا التي قتلت خلال أدائها مهمة تصوير في أفغانستان، أما الجلسة الثالثة فقدمها المصور لارس بروين تحت عنوان «التغييب».

بعدها تفقد سموه المعارض الداخلية التي ينظمها المهرجان، وأبرزها المعرض الخاص بالمصور البريطاني الشهير السير دون ماكولين، الذي يعرض مجموعته البلاتينية الخاصة، ومعرض مصور الحياة الطبيعية الكندي بول نيكلن، الذي يقدم أكثر من 12 صورة كبيرة الحجم بطبعة خاصة، ومعرض المصور الفلسطيني محمد محيسن، بما يتضمنه من 12 صورة فوتوغرافية حصرية للمهرجان تحمل عنوان «وجوه الشارقة»، ومعرض الفائزين الـ17 في المسابقة العالمية للتصوير الفوتوغرافي بدورتها الثانية، والتي شهدت مشاركة 10 آلاف مشارك تنافسوا في المسابقة من 98 دولة من مختلف أنحاء العالم.

كما شاهد سموه، الأعمال التي تتضمنها المبادرة الجديدة التي ينظمها المهرجان بدءاً من هذا العام، بهدف دعم المصورين الناشئين الموهوبين والجُدد ومساعدتهم، وتتمثل في تخصيص مساحة تتسع لـ50 لوحة لعرض إنتاجاتهم الفنية المتنوعة، إلى جانب عدد من المصورين العالميين الذين لم تتسنَ لهم المشاركة في المعارض الخاصة المصاحبة للمهرجان، وهذه مساهمة من «إكسبوجر 2017» في تسليط الضوء على أصحاب المواهب وتحفيزهم، وتوفير منصة لهم لترويج وتسويق أعمالهم لدى شركات ووكالات التصوير العالمية.

واطلع سموه، على الأعمال الفائزة بـ «منحة تيموثي آلن للتصوير الفوتوغرافي»، التي أطلقها المهرجان خلال دورته الأولى، لإبراز دوره في تطوير قدرات المصورين المحترفين والناشئين، وتوفير منصة دولية لهم لتحقيق الشهرة والنجاح في مختلف فئات التصوير.

تاريخ الصورة

من جانبه، أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، في كلمته بافتتاح المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر»، أهمية الصورة ودورها الثقافي والفكري والحضاري، متطرقاً إلى تاريخ الصورة.

وأشار إلى العالم المسلم الحسن بن الهيثم الذي واصل أبحاث الضوء في كتابه «المناظر» الذي تحدث فيه عن الحجرة المظلمة ذات الفتحة الدائرية التي تعكس داخلها الصورة التي أمامها، وكلما ضاقت هذه الفتحة، زادت دقة الصورة المعروضة داخلها، مما مهد الطريق لاختراع الكاميرا.

ولفت رئيس مجلس الشارقة للإعلام، إلى أنه في عام 1826 الذي التقطت فيه أول صورة في التاريخ للعالم الفرنسي «جوزيف نيبس» الذي حفظت صورته الأولى ذاكرة أبدية لحديقة منزله في أرشيف الصور وخلدت اسمه في عالم التصوير، لتبدأ بعده حقبة جديدة من توثيق الأحداث وتطور الكاميرا.

وأكد ضرورة أن تحمل الصورة رسالة وفكرة، لافتاً إلى دورها في رواية الحدث وحكاية القصص وعكس المشاعر من الفرح والحزن في مختلف المواقف الإنسانية، وقال إن من الصور ما تهز العالم وأخرى موجعة تختزل آلاف الصفحات، وصورة واحدة قد تتفوق على رواية قصة كاملة، وصورة مفرحة قد تنشر السعادة في قلوبنا.

وأضاف أن الدورة الثانية من «إكسبوجر» تدخل إلى عالم الكتابة بالضوء من أوسع أبوابه، وتسبر أغواره من خلال معرفة ما وراء الصورة، مشيراً إلى أن مبدعي التصوير الذين حضروا إلى الشارقة من مختلف بقاع الأرض منهم من أبدعوا في نقل جمال الحياة وتقلبات طبيعتها.

وقال القاسمي: نركز في المهرجان على دعم وتشجيع شبابنا الموهوب لصقل موهبته بأفضل الوسائل ليتميز محلياً وإقليمياً ودولياً، لأننا نؤمن بأن الموهبة هي أول سلم للوصول إلى الاحترافية التي ننشدها وتروي قصص نجاحاتهم.

وأشار إلى اهتمام المهرجان بالبيئة والطبيعة واستقطاب نخبة متميزة من مصوري الطبيعة الذين شكلت إنجازاتهم نبراساً في المعرفة ودق ناقوس الخطر لما يهدد بيئتنا من أجل استدامة الحياة، مؤكداً أهمية التخصص في التصوير، كونه يولد الإبداع في المجال.

منصة مثالية

ويهدف المهرجان إلى تعزيز المشروع الثقافي والفني لإمارة الشارقة، وتحويل الإمارة إلى وجهة إبداعية متميزة في العديد من المجالات، وبناء جيل محترف وواعٍ بتقنيات التصوير، وإبراز أهمية الصورة ودورها التنموي، ثقافياً وفنياً وإعلامياً، وتوفير منصة مثالية للمصورين المحترفين والناشئين لعرض وتسويق أعمالهم، وتطوير قدرات المصورين العاملين في دولة الإمارات والمنطقة وفتح مجالات التعاون بينهم وبين زملائهم حول العالم.

ومن أبرز المصورين العالميين المشاركين في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر 2017»، المصور ومخرج الأفلام الوثائقية الإماراتية علي خليفة بن ثالث، أول عربي يفوز بجائزة القيادة للتصوير الاحترافي، والمخرج والمصور الفوتوغرافي المصري عبد الرحمن جبر، المهتم بتوثيق حياة الأشخاص والأماكن في مصر، والمصور الفلسطيني محمد محيسن، الفائز مرتين بجائزة بوليتزر، بالإضافة إلى جائزة مجلة «تايم»، ومصور الرحلات البريطاني تيموثي آلن، الفائز بالعديد من الجوائز العالمية، والمصور الصحفي الأميركي إيلي ريد، مصور الحروب والصراعات في لبنان وبنما وهاييتي.

كما يشارك المصور الرياضي البريطاني بوب مارتن، الفائز بجائزة أفضل مصور رياضي بريطاني ثلاث مرات، والمصور وصانع الأفلام السلوفيني، بينو ساراديتش، الفائز بالميدالية العالمية الذهبية في مهرجان نيويورك للأفلام، والمصور البريطاني كولن هاوكينز، الذي عمل مع العديد من العلامات التجارية والمؤسسات الدولية المرموقة مثل ماستر كارد، وبيجو، ونيويورك تايمز، والمتحف البريطاني، ومصور الرحلات الأميركي إيليا لوكاردي، أحد أكثر المصورين متابعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العالم، إلى جانب نخبة أخرى من المصورين العالميين.

التصوير تحت الماء

وتتضمن الفعاليات تنظيم ورشة «التصوير تحت الماء» التي يقدمها المصور الإماراتي علي خليفة بن ثالث والمصورة العالمية زينة هولواي، وتركز على السلامة تحت الماء، وكيفية مواجهة التحديات والأخطار المحتملة، وأنواع الكاميرات والعدسات المفضلة، وأفضل الأوقات للتصوير تحت الماء، وكمية الإضاءة اللازمة لالتقاط أفضل الصور، وسيتم تدريب المشاركين خلال هذه الورشة في حوض ماء كبير تم إنشاؤه بموقع المهرجان.

ويصاحب «إكسبوجر 2017» تنظيم معرض لمعدات التصوير الفوتوغرافي، بمشاركة نخبة من العلامات التجارية الرائدة محلياً عالمياً، لعرض أحدث الكاميرات والملحقات والمعدات للجمهور والمصورين الفوتوغرافيين، هواة ومحترفين، وسيقدم عدد من العارضين منتجات وتقنيات جديدة في التصوير، بعضها يتوفر للمرة الأولى في المنطقة.

إطلاق أول مركز إعلامي بكادر من «أصحاب الهمم»

الشارقة (الاتحاد)

أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، صباح أمس، مركز التدريب والإنتاج الإعلامي التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، الأول من نوعه على مستوى العالم العربي للإنتاج الإعلامي والتدريب للأشخاص «أصحاب الهمم».جاء ذلك خلال افتتاح سموه فعاليات الدورة الثانية لـ«إكسبوجر»، وتفقد سموه جناح المركز الإعلامي المشارك في المهرجان، واطلع على ما يضمه من خدمات توفر الفرص التطويرية والإمكانات للموهوبين لفئة «أصحاب الهمم».

وتوجهت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة لتكرمه بافتتاح المركز الجديد كجزء يسير من أوجه دعمه ومساندته ورعايته الأبوية لكل مجالات عمل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وبرامجها في خدمة المجتمع عامة والأشخاص المعاقين وأسرهم على وجه الخصوص.

وأوضحت جميلة القاسمي، أن الهدف من إنشاء مركز جديد تحت مسمى «مركز التدريب والإنتاج الإعلامي»، هو إيجاد المزيد من الفرص للأشخاص «أصحاب الهمم» لممارسة حقهم في المهن والوظائف التي يرغبون ويجدون أنفسهم فيها، داعية إلى إدماجهم في سوق العمل الإعلامي، ومساعدتهم للتمكن منه وإتقانه.

ودعت «أصحاب الهمم» الذين يجدون في أنفسهم الموهبة، إلى اغتنام هذه الفرصة النادرة التي تتيحها لهم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

المهرجان يرصد إبداعات 3 مصورين عالميين

الشارقة (الاتحاد)

عبر دورته الثانية، ومن خلال ورش عمل مختصة، فتح المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» الباب أمام المهتمين بعالم التصوير الفوتوغرافي كافة، تناول عبرها أهمية التقنيات الضرورية للمصور في مجالات ضبط الإضاءة اللازمة لالتقاط مشهد احترافي مميّز، قدّمها ثلاثة من أبرز المصورين الفوتوغرافيين في العالم.

في ورشته الأولى، قدّم المصور الفوتوغرافي آلان راينجر، وتحت عنوان «الخروج من الوضع التلقائي»، شرحاً تفصيلياً تطرق فيه إلى إبراز الأساسيات الخاصة بالوصول إلى لقطات احترافية، وذلك من خلال الاعتماد على الحسّ الإبداعي وتطويع المعدات والمواد اللازمة للمصور للوصول إلى صور فوتوغرافية مميزة. موضحاً أهم الأساسيات التي يجب على كل مصور محترف أن يستعين بها لالتقاط الصور، مبرزاً دور الحسّ الإبداعي، والذي اعتبره أول شرط للحصول على مشاهد وصورة جمالية لافتة، بالإضافة لعاملي التدريب والتجربة، على اعتبار أنها أساسيات الوصول للتصوير الاحترافي، حيث يتيح كل من التدريب والتجريب ظروف عدة ومواقف كثيرة تحتم على المصور ضبط كاميرته ومعداته ووضعيته لأخذ لقطة ذات جودة عالية. من جانبه، قدّم المصور كولين هاوكينز في الورشة الثانية بعنوان «أساسيات الإضاءة في الاستوديو»، أهم الطرق والأساليب المتّبعة للوصول إلى مستويات إضاءة جيدة ومناسبة في المواقع الخاصة بالتصوير، باعتبار أن الموقع يجب أن يتمتع ببيئة ضوئية ملائمة تمكّن المصور من الحصول على أفضل اللقطات، مشيراً إلى أن الضوء عنصر رئيس في الصورة، ولا يمكن الحصول على صورة مميزة من دون المعرفة الكاملة بإمكانات الإضاءة وحساسيتها.بدوره، قدّم المصور ريك فريدمان، ورشة ثالثة تطرقت إلى استعراض أبعاد «الإضاءة في المواقع»، وذلك من خلال استخدام المصادر الضوئية التي يمكن التلاعب فيها من خلال بعض الخدع والمعدات التي يمكن أن تفي بالغرض، وهي ليست ثابتة بشكل كامل، بل متحركة.وتطرق فريدمان، إلى مهمة قياس الإضاءة من خلال جهاز خاص يعمل على تسليط الضوء «الفلاش» الخارج منه على سطح معتم ليقيس مدى التأثير الذي يمكن أن يحدثه في العتمة، ثم التحكم بالمنصات الضوئية الخاصة، وتسليطها بالشكل الملائم، ووضعها بالزوايا الملائمة لها كي لا ينتج خلل ما في الصورة، إن لم يكن الضوء الساقط في مكانه.

برينت ستيرتون يروي قسوة صائدي العاج

الشارقة (الاتحاد)

تحت شعار «قصص ملهمة»، شارك المصور العالمي برينت ستيرتون بأكثر من 15 عملاً فوتوغرافياً مميّزاً، روى حكاية معاناة الحيوانات البرية وقسوة الصيادين في جمع العاج والجلود منها، راصداً عبر عدسته الاحترافية أوجها من معاناتهم، عذاباتهم، ومسلسل قتلهم المستمر بين الأدغال، مستعرضاً أمام زوار المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر»، صوراً معبّرة من أحدث نتاجه الفني في هذا المجال.

جسدت صور برينت ستيرتون، المصور الشهير في توثيق الحياة البرية، مشاهد مؤثرة في محاولة أطباء بيطريين رتق الجروح العميقة التي تسبب بها صائدو القرون الذين وصلت وحشيتهم لقطع وجه وحيد القرن باستخدام الفأس، لينتقل بعد ذلك المصور إلى مشهد أكثر تأثيراً ووجعاً يظهر فيه وحيد القرن الأسود ميتاً في محمية هلوهلوي أمغولوزي جيم، في جنوب أفريقيا.

كما نقل ستيرتون، ضمن مجموعته المصورة، لقطات مأخوذة من مذبحة الفيلة الجماعية التي وقعت في دزانغا باي، جمهورية أفريقيا الوسطى، وارتكب هذه المجزرة متمردو سيليكا الذين تسلقوا أبراج المراقبة في مكان تجمع الفيلة في الغابات الشهيرة في دزانغاباي وقتلوا الفيلة بالأسلحة الآلية.

جراهام فينك.. يرسم بعينيه

الشارقة (الاتحاد)

للمرة الأولى على مستوى دول المنطقة، يقدّم الفنان والمبدع العالمي جراهام فينك، رائد الرسم باستخدام العينين، سلسلة من العروض البصرية المدهشة خلال مشاركته في الدورة الثانية من المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر».

يقوم فينك الذي يعتمد على تقنية متابعة حركة الأشعة على شبكية عين الإنسان لإبداع أعماله المتفردة، بتقديم عروض مباشرة ومجانية أمام زوار المهرجان، تتضمن رسم لوحات كاملة بالاعتماد على عينيه فقط، ومن دون استخدام أي من اليدين أو وسائل مساعدة أخرى، حيث يقوم برنامج إلكتروني بتتبع حركة عين الفنان العالمي وتحويلها إلى أداة لرسم الأعمال الفنية المدهشة.

ويعتبر فينك متمرساً في استخدام الوسائط المتعددة بالتصوير الفوتوغرافي والأفلام والرسم والتكنولوجيا، وكان له دور رئيس في تطوير هذه التقنية المتفردة انطلاقاً من شغفه بالبحث والابتكار، حيث نجح بالتعاون مع عدد من الشركات البحثية المتخصصة في التوصل إلى تقنية تسمح بتعقب خط حركة العين ومن ثم طباعته على الشاشة، والتي استخدمها لاحقاً في رسم الصور من خلال عينيه فقط.

تابع زوار «اكسبوجر 2017» جراهام فينك وهو يجلس خلف جهاز كمبيوتر، محدقاً في شاشة الكمبيوتر السوداء، لتبدأ الخطوط البيضاء في الظهور على الشاشة مكونة صوراً مدهشة، أثارت إعجاب الجمهور.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.