الفنان التشكيلي خالد حسين وضجة الألوان الواقعية
بعيدا عن أزيز الحرب والفساد والجهل
عصمت شاهين دوسكي

حينما لم يجد الفنان التشكيلي السبيل في إظهار الإبداع في بلده يضطر الفنان التشكيلي أن يجد سبيلا آخر ، كالهجرة إلى بلاد تهتم بالفن والفنانين وهذه بحد ذاتها مأساة فنية وفكرية فالجمال الفني نادر الوجود في خضم كل الصراعات الطائفية والتناقضات الدينية والحروب المصطنعة والخراب النفسي والدمار البنياني ، الفنان التشكيلي خالد حسين من الفنانين الذين حملوا واقعهم السوري المؤلم في جعبته الصغيرة ليستقر في ألمانيا بعد معاناة لا توصف بكلمات ، بدأت موهبتة في ظل ظروف قاسية وثقلت بالركود والأزمات ، رغم المشاركات معارض في سوريا .. و الفرص قليلة
الموهبة التي لا تحلق كالفراشة دون قيود وحدود ستكون ضعيفة ،. هاجر إلى ألمانيا منذ عام 2015 . بسبب دواعي الحرب و المأساة . وفي ألمانيا بدأ من جديد و بأساليب مختلفة و رؤية نقية .
. وخلال فترة قصيرة شارك بعدة معارض مع فنانين ألمان .و كانت له أيضا تجربة فردية. حققت نجاحات كثيرة كخطوة أولية ،.
البداية كانت معظم أعماله عن مضامين الحرب والمأساة والمعاناة . تركت صدى جميل للمشاهد وكانت لديه طاقة ومخزون كبير من رؤية الحزن و الحياة المريرة. وجسد تلك المأساة و المشاهد التي عاشها من خلال هوسه بألوان الواقع .
وكان هناك تأثير كبير وفهم ما يحصل في بلاد طحنتها الحروب والدمار والخراب. إضافة إلى ذلك تطرق إلى مواضيع مختلفة ومضامين جوهرية إنسانية راقية ولم يقف عند أسلوب واحد.
دائما يبحث عن حدث ما مهم لينقله بين ضجة ألوانه التي تجسد معاني الحياة ينقلها للمتلقي حسب رؤيته ، بواقعية مفرطة أحيانا ،ولو سألنا ما هي المدرسة الفنية الواقعية ؟ ظهرت المدرسة الواقعية ردا على المدرسة الرومانسية ، فقد ظن من يميلون للواقعية الفنية بمعالجة الواقع بتجسيد ورسم الواقع كما هو ، وبيان وتسليط الأضواء على جوانب واقعية هامة حسب رؤية الفنان الذي يسخر أسلوبه الخاص لنقل وإيصال الفكرة للجمهور يجسد من خلاله مضامين وجوهر الواقع بدقائقه دون غرابة أو شيء مجهول. فالمدرسة الواقعية حركة فنية نشأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في فرنسا تصوير الأشياء والعلاقات، بصورة واضحة كما هي عليه في العالم الحقيقي الواقعي ،وبتصوير الجوهر الداخلي للأشياء, وليس الجنوح إلى الفانتازيا ،وفترة الواقعية بين ثورة مارس 1848 الفاشلة، وبدايات حكم بسمارك ..
أي حوالي من 1850 إلى 1890. وقد شهدت هذه الفترة العديد من الاتجاهات الأدبية الأخرى التي كانت موجودة جنبا إلى جنب، ركزت على الأطر الموضوعي، وجعلت الجوهر الواقعي أكثر أهمية من الذات ،فالرسام يصور الحياة اليومية بصدق وأمانة، دون أن يدخل ذاته في ضمنها اللوني والشكلي ، بل يتجرد الرسام محاولة منه لإيجاد حل وبديل ومعالجة فنية للموضوع في نقلة كما ينبغي أن يكون، فهو يعالج مشاكل المجتمع من خلال ألوان حياته اليومية، يحاول أن يجد الحلول. وهذا جهد فني ليس باليسير ،
عندما يصور الفنان التشكيلي خالد حسين أمواج الهجرة والنزوح بألوان قاتمة ضبابية فهو يدرك حجم المأساة الإنسانية من خلال الإحساس لمن يترك أرضه وبيته ليسير نحو مصير مجهول ، وعرضها يحتاج إلى حل من خلال المجتمع الدولي إن عجزت البلد من إيجاد الحلول ، وهكذا لوحة من يعزف بآلة موسيقية ليبث لواعج روحه للعالم ولوحة من يحمل على ظهره متاعه مع ابنه الصغير وكأنه يحمل هموم المجتمع بل معاناة ومكابدات وجراحات ملونة فقد كانت وما زالت الألوان على مر التاريخ دورا هاما ورئيسا في حياة البشر . أهميتها ووجودها البهي بين العادات والطقوس والاحتفالات ، بل وحتى العلاج النفسي ، وتأثيرها على الفكر والروح والجسم والنفس وطبيعة الإنسان ومزاجه.
، وفعاليته الجوهرية في علاج الكثير من الأمراض النفسية ، وأثره في تحسين سلوك الأطفال ..
ونحن لدينا عوامل وإحساس تفضيل لون على لون ، واثر اللون في الصحة والمرض ، وأثره في طبيعة الإنسان وتفكيره ، هكذا يبقى هوس الألوان له فائدة على النفس والتعامل معها يحتاج إلى دراية بمكنونها العميق بجمالها ودلالاتها المتنوعة على النفس ، ومن خلال هذا الأطر الفني يتعامل خالد حسين مع الألوان بحب ونقاء ورقة .
.الإنسانية ومن خلال تواجده في ألمانيا بدأ يميل أكثر إلى المدرسة الانطباعية أو التأثرية . يجد نفسه في هذه المدرسة الفنية التي فيها عامل التأثير مهم وفعال بل خلاق ..
مستمد اسمها من عنوان لوحة للفنان الرسام الفرنسي كلود مونيه ” انطباع شروق الشمس ” في القرن التاسع عشر قام بانجازها عام 1872 ، فهو أول من استعمل هذا الأسلوب الجديد من التصوير، فقد اشتق اسم المدرسة الجديدة من اسم لوحته ، الانطباعية أسلوب فني في الرسم يعتمد على نقل الواقع أو الحدث من الطبيعة مباشرة ،كما تراه العين المجردة بعيداً عن الخيال والتخيل وفيها خرج الفنانون من المرسم ونفذوا أعمالهم في الهواء الطلق مما دعاهم إلى الإسراع في تنفيذ العمل الفني قبل تغّير موضع الشمس في السماء وبالتالي تبدل حالة الظل والنور، وسميت بهذا الاسم لأنها تنقل انطباع الفنان عن المنظر المشاهد بعيداً عن الدقّة والتفاصيل ،من خصائصها محاولة تسجيل الانطباعات المرئية المتغيرة ونقلها عن الطبيعة مباشرة. وقد برع الإنطباعيون في تصوير ضوء الشمس، وابتدعوا التصوير في الهواء الطلق بدأت الحركة 1870م ولكنها لم تشتهر إلا في عام 1890 م، لا يعرف الفنان التشكيلي خالد حسين هل سيبقى في هذا الأسلوب الفني أو يميل إلى مدارس مختلفة في المستقبل ،
طموحه مع إصراره هو أن يوصل رسالته الفنية والفكرية إلى كافة المجتمعات و الثقافات من خلال مساحة اللوحة وهوس الألوان و الريشة. بعيدا عن أزيز الحرب و التخلف والفساد والجهل .
اغلب أعماله التي يطرحها بين المجتمع الألماني هي معاناة و مأساة الناس من التهجير والتشريد والنزوح و حجم الدمار والخراب و البؤس. كتبت عدد من الصحف الألمانية عن ذلك ، ينقل حجم المعاناة و المأساة الإنسانية للعالم بالألوان والأشكال الواقعية و قطعة قماش على مساحة لا حدود لها. من خلال نقل الواقع برؤيته الفنية بلا قيود. و دمج الثقافات بين العالم.
عندما يرسم يكون حراً في فضاء الألوان و اختيار المواضيع ، الفن دائما يحتاج للحرية، غير ذلك لا يكون فنا. الفن هي رسالة نبيلة بين جميع البشر مهما كانت ثقافتهم ، لونهم وديانتهم .
************************
خالد حسين من سوريا محافظة حلب مدينة عفرين. الاصل كوردي مواليد 1985 / 8 / 10. تخرج من معهد فنون الجميلة. أكاديمية فتحي محمد في حلب قسم الرسم و النحت. 2007 – 2009. مشاركتين في معرض الطلاب المعهد. و مشاركة في 2009 نشاط ثقافي في مدينة الطبقة. في مركز الثقافي. لجأ إلى ألمانيا منذ عام 2015 .يعيش الآن في مدينة فرانكفورت ، في ألمانيا شارك مع الفنانين الألمان في عديد من المعارض، و له معرض خاص فردي تحت عنوان. نعم للحياة. و في الشهر المقبل لديه مشاركة أخرى معهم. هذه المرة سوف يعرض أعمال النحت.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.