حكاية صارت معي..اسمحولي احكيها..
بقصة قصيرة عنوانها :”قالت الريح للشمس”..
كلكن (أو اللي من جيلي يعني عمر ال17) بتتذكروها بصف السادس اﻹبتدائي بكتاب القراءة….
بهالقصة بتتحدى الريح الشمس بقدرتها وقوتها على تعرية اعرابي جاي من الصحرا عالمدينة…وبتقبل الشمس التحدي بشرط انو تبدأ الريح بهالعمل..وهاجت الريح ومادت وأطلقت عواصفها وأعاصيرها بأقصى ما عندها من قوة..وهاﻹعرابي ما تأثر وعلى العكس زاد تمسكوا بجلبابو وجﻻبيته وعباءته أكتر وأكتر.. ووو..خلص دور الريح وعجزت عن تعرية اﻹعرابي …واجا دور الشمس ..وبهدوء وببساطة أرسلت أشعتها ورفعت الحرارة شوي ..وهي عم تبتسم ..وما كان من اﻹعرابي إﻻ ان بدأ بشلح عباءته وجلﻻبيته وجلبابه…ونجحت الشمس بتعرية اﻹعرابي تعرية تامة…….
الله غضب على احداهن (داعية لطيفة كيوت وكول كتير عم تتهمني بدعوة الناس لعبادة اﻷصنام واﻷوثان وتعدد اﻵلهة السورية.. بحكاياتي “من حكايا سوريا والسوريين”..طبعا هي عم تتابعن وتقرأن كلن ومعجية فيهن و لو ماييتعارضوا شوي مع معتقداتها ..لكانت افتخرت بسوريتها)..المهم وضربت لي مثﻻ هالقصة ..مع تبديل كلمة “أعرابي” ب “شاب جالس بالحديقة” (طبعا التبديل بالقصة اللي درسناها عن اﻷعرابي بالمدرسة من زمان ..صار من 15 سنة )و المغزى اللي عم تعلمني اياه انو عم تطلب مني بلطافة وبالحسنى (ها!!) انو اتوقف عن رواية حكايا سوريا والسوريين ..ﻷن هذا الحاد وكفر وﻻزم اتقي الله بالبشر..
طبعا مافي داعي خبركن الحوار والردح اللي صار بيناتنا ….
اللي بحب قولوا لهالكائن اللطيف شريكتي يالوطن وأختي باﻹنسانية عاحسب زعمها..الداعية الموقرة..
انو حكايا سوريا والسوريين موجودة بالتاريخ وبالتراث السوري الحقيقي وباعتراف واثبات عدد كبير من المؤرخين والباحثين العالميين.ومنقبي اﻵثار ودارسي التاريخ…وبذاكرة أهلك وأهلي اللي ورثوها من أجدادنا وأسﻻفنا….وبآثارنا وبرقيمات ولفائف ومخطوطات ومحفوظات وكتب التاريخ …وبأول أبجدية ونوطة موسيقية وإنشودة عبادة بأوغاريت وباللون اﻷرجواني الكنعاني وبالسفينة الفينيقية وبأضخم مكتبة رقيمات وأقدم معمل نسيج وأول معاهدة سﻻم بإيبﻻ وبخيط الحرير ومعبد عتارجاتيس بمنبج وبفخار تل حلف عاضفاف الخابور وبأوتارقيثارة أورنينا بماري وبحبة القمح ورغيف الخبز بوادي المريبط وبتنور وخزف حران بكوزاني وبمواقدالتنور والمحراث واﻷدوات الزراعية بتل الكوم وبعظمة مدينة تدمر وبأقدم بيت اتعمر بمسكنة وقدسية البيوت الدمشقية وبحصن تل براك العسكري وببواب حلب السبعة وحجار تل العطشانة بانطاكيا وبمرفأ أرواد وبمعبد الربة بعمريت وبقوانيين بابنيان الحمصي وبفلسفة زينون الرواقي الفينيقي وبأشعار مليغاروس السوري وبحكايات لوقيانوس السمسياطي وبسلطان جوليا دومنا وبهندسة ابولودور الدمشقي وبسيف حدد الدمشقي وبمدرج بصرى وبطاحونة القمح بشهبا ومعصرة الزيتون بالسويدا..وبمواويل وزجل صيدنايا وبرقصة الدبكة السورية ويتقويمنا الشرقي وبأعيادنا ومناسباتنا السورية وبعاداتنا وتقاليدنا وبلهجتنا العامية السريانية اﻵرامية وبحرفنا التقليدية وبالطرقات التجارية اللي رسموها أجدادنا بسفراتهن عاكل الدني.. وبلباسنا الفلكلوي وببيت المونة السوري..وبالفكر وبرسائل السﻻم والمحبة اللي تركولنا اياها أجدادنا..وكيف ووين ما التفتي بكل شبر بسوريا رح تﻻقي شي بيحكيلك عنها ..أف شو بدي عدلك لعدلك نحنا كنا عايشين بمتحف طبيعي .. قبل ياستي مايجي هاد اﻷعرابي اللي حكيتيلي عنه بموعظتك الجميلة..ويخرب ويدمر ويزور تاريخنا الحقيقي ويمحي سوريتنا منو ويسميه بأسماء تانية ويلبسو جلباب أسود خﻻ كل أمم اﻷرض تطمع فينا و غطى عا عيون وقلوب وعقول ناس كتير بيخافو من الشمس اللي رح تعريه لهاﻷعرابي ببساطة بشروقها وسطوعها القريب جدا جدا…..بشكرك يا دعية ﻷنك حرضتيني احكي.. و ﻷنك سمعتي كل ماقلت ..وسكتي ..يمكن بلشتي تفكري بعقلك وتنفضي غبرة اﻷعرابي عنك ورح تبلشي تعشقي هاﻷوثان واﻷصنام السورية اللي عم ادعي الناس ليتعرفوا عليها بعقلن الحر ..موليعبدوها .. ﻻ ..ابدا… ليتعلموا منها.. ويفتخروا بهويتن السورية اﻷصيلة وبأرضن جنتهن المقدسة سوريا…
ورح تشرق شمس سوريا عن جديد..وتحيا.. وتحيا سوريا

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.