تمت مشاركة ‏منشور‏ من قبل ‏غسان القيم‏.

‏20 مايو‏، الساعة ‏07:34 م‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

eSyria

“غسان القيّم”.. ربع قرن في عشق “أوغاريت”

وجه من #اللاذقية – #مدونة_وطن – تقرير: فاديا بركات
===============================
الشكر لـ غسان القيم
المزيد في الرابط: http://www.esyria.sy/elatakia/index.php…

“غسان القيّم”.. ربع قرن في عشق “أوغاريت”

 فاديا بركات

الجمعة 18 أيار 2018

أوغاريت

تميّز ابن حضارة “أوغاريت” الباحث “غسان القيّم” بشغفه بتلك الحضارة وإبراز جوانبها وتفاصيلها في أبحاث عدة، مؤدياً تجاهها واجبات المحبّ والباحث لمدة ربع قرن، وما زال مستمراً في البحث والعمل لأجلها.

تكبير الصورة

مدونة وطن “eSyria” زارت بتاريخ 9 أيار 2018 مدينة “أوغاريت” الأثرية، والتقت باحث الآثار “غسان القيّم” في مكان عمله، فتحدث عن حياته قائلاً: «نشأت في بيئة أسريّة تهتم بالتراث والعادات والتقاليد والثقافة والتاريخ، فقد زرع والدي فينا حبّ العمل والأرض والتمسك بجذورها، ووالدتي حرصت أن تعطيني ثقافتها التي أخذتها من المذياع في الماضي منذ طفولتي.

درست في مدارس مدينة “اللاذقية”، وتخرّجت في المعهد الصناعي، ثم قمت بإعادة البكالوريا ودرست التاريخ في جامعة “تشرين” بناءً على رغبة شديدة بداخلي، وخاصة أن اهتماماتي كانت منصبة على معرفة التاريخ والحضارات التي نشأت في “سورية”.

باشرت العمل في مجال الآثار بعد تأدية الخدمة العسكرية عام 1991، ومارست عملي الأثري والتنقيبي والتاريخي من خلال مشاركتي بالكثير من البعثات الأثرية السورية والأجنبية التي عملت في مواقعنا الأثرية، وهنا كانت بداية حبّي وتعلقي بهذه الآثار، وعملي جعلني ملمّاً بكل الاكتشافات من عقود وصكوك وجدران وعقود ومراسلات داخل “أوغاريت” وكل ما يتعلق بها، حيث كانت سجلاً أميناً لتاريخها».

مزجه بين البحث الأثري وعشقه لحضارة “أوغاريت” خلق لديه حالة مختلفة من الإبداع والنجوى، فيقول “القيّم”: «لكي تبدع عليك أن تعشق المكان الذي أنت فيه، فمن خلال عشقي الأزلي لهذه الحضارة كوّنت ببحثي وقراءتي وحبي للتاريخ مخزوناً كبيراً، وازداد بعد عملي في الآثار، فباحت لي هذه الحضارة

تكبير الصورة
موقع أوغاريت الأثري

بكل مكنوناتها، ولا تزال هناك أسرار كثيرة لم تقلها، “أوغاريت” المعطاءة لم تقل كلمتها الأخيرة على الرغم من وجود الكثير من الدراسات والموسوعات والحوليات والأبحاث المكتوبة والمنشورة في أنحاء العالم، التي تناولت مملكة “أوغاريت” بتاريخها وحضارتها وإبداعاتها البشرية والثقافية، وأخاطبها كمدينة تعجّ بالحياة، وحين أتجوّل في قصورها وأماكنها الحرفيّة وشوارعها لا أشعر بأنها صمّاء، وأعاملها كمدينة مأهولة بالسكان، وأسمع صدى الآثار التي أحادثها؛ وهو ما جعلني أبدع وأعمل في كل مرة على قراءة جديدة وبحث جديد عن حضارتها يستوعبه الباحث والمختص والقارئ العادي».

ترجم العطاء الذي منحته إياه “أوغاريت” بالأبحاث والمبادرات الفردية، فيتحدث قائلاً: «بدأت أنشر عن هذه المدينة منذ عام 1996، لديّ ما يقارب 700 بحث ومقال ودراسة قمت بنشرها في الصحف السورية والعربية، ولديّ كتاب ضخم منوّع عن حضارة “أوغاريت” قيد الطباعة، إنني أسعى من خلال أبحاثي ومن موقعي كسفير لهذه الحضارة على نشر رسالتي في تعميم لغة المحبة والمبادرة من خلال عملي، وأعتمد في ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أصبحت فضاء واسعاً للتواصل والانتشار، وتعدّ “أوغاريت” جزءاً مهماً من تاريخنا المديد الذي يجب أن يبقى حيّاً مع الأجيال المتوالية.

هذا الموقع مسؤوليتي التي أحبّ على الرغم من قلة الإمكانيات، لكنني أقوم ببعض المبادرات في تطوير ما أستطيع، وفي بعض الأحيان لا أنتظر بعثة،

تكبير الصورة
غسان القيم مع زوار أوغاريت

فأقوم بمبادرة فردية بالتعاون مع فريقي بإعادة ترميم الجدران المنهارة وإعادتها إلى ما كانت إليه، وحصل هذا الأمر مرات كثيرة، فأي إنسان في موقع المسؤولية، يجب أن يكون المبادر للعمل وتطوير المكان الذي يعمل به».

وعن جانب التنقيب في عمله، تحدث قائلاً: «بدأت العمل التنقيبي منذ البدايات من خلال الحفريات الطارئة التي كانت تحدث في مدينة “اللاذقية” والتنقيب الأثري أثناء الحفر واكتشاف معالم أثرية، اكتسبت خبرات كثيرة بمشاركتي مع البعثات السورية الوطنية والأجنبية، وشاركت ببعثة آثار “سيانو” التابعة لمدينة “جبلة” كمنقّب ومشرف ومتابع، إضافة إلى التوثيق من خلال أعمال الرسم لمدة أربع سنوات، كما شاركت مع البعثة السورية الفرنسية قبل الأزمة ونحن منذ سبع سنوات مستمرون في البعثة السورية؛ كمشرف ومنقّب وكل ما يتعلق في هذا الموقع».

أما الدكتور “جمال حيدر” الباحث في التاريخ والآثار والمدير السابق لآثار “اللاذقية”، فيتحدث عنه قائلاً: «”غسان القيم” عاشق للآثار، وأول اهتماماته موقع “أوغاريت” الذائع الصيت، حيث أمضى ربع قرن مديراً للموقع وخادماً أميناً له، وقد استحق بجدارة لقب محبّ وعاشق “أوغاريت”، وخاصة أنه أمضى زمناً فيه ربما فاق ما أمضاه مع أسرته في المنزل، وكنا لوقت لا بأس به معاً، فقد جمعتنا أعمال البحث والتنقيب الأثري في مواقع عدة؛ “سيانو”، و”ابن هاني”، و”نهر العرب”، ومواقع أخرى في “اللاذقية”، وتابع فيها

تكبير الصورة
جمال حيدر

أعمال التنقيب والترميم والصيانة والحفظ، واتخذ من الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي منبراً له لإيصال أفكاره ومعارفه عن هذا الموقع إلى الجمهور؛ معرّفاً به وشارحاً عنه ليبقى صوت “أوغاريت” وحضارتها حاضراً بين الأجيال وعابراً حدود المكان، فقد أحبّ “أوغاريت” كثيراً، وارتبط بها وبتراثها مادياً وروحياً». 

يُذكر أن الباحث “غسان القيّم” من مواليد مدينة “اللاذقية” عام 1966، ويعمل مديراً لآثار “أوغاريت” منذ ربع قرن، وباحثاً ومشرفاً ومراقباً ومنقّباً عن كل مكنونات هذه الحضارة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.