قصة الفصول في لبنان
صالح الرفاعي
بعد كتابه الاول ″لبنان الجمال يفوق الخيال″، يعود الزميل جمال السعيدي الى الطبيعة مجددا ليسرد لنا بصريا قصصه المصورة عبر كتابه الجديد “فصول لبنان” ، 152 صفحة ، متضمنا 88 صورة موزعة على اربعة فصول تغطي معظم المناطق اللبنانية جبلا وساحلا صباحا ومساء ، من الجنوب الى البقاع الغربي، كسروان وجبيل وتنورين الى عكار والعاصمة بيروت.
لا يزال زميلنا الضوئي مفتونا بالطبيعة … راكضا خلف الوانها … مترقبا الفصول وما تحمل من اسرار… ومتنفسا اضوائها.
يبدأ الكتاب بصور عن فصل الربيع وضجيج الوانه الى خيرات الانهار المتسارعة والبحيرات المزدانة باللون الاخضر حتى الحيوانات تضج فرحا والطيور تعاود رحلاتها.
للصيف صورا تبقى في البال… فهو صورا للنزهات واللهو، للنشاطات الميدانية كما للبحر وامسيات الجبل، ولصور المهرجانات السياحية وخيرات الفاكهة المتعددة.
وللخريف صورا ، حيث تتعجل اوراق الشجر بالسقوط ويتبدل ضوء المكان وتتسارع غربة الطيور وتبحث المخلوقات والحيوانات عن اماكن الدفء.
اما في الشتاء فصورا تمجد خالقها حيث يمتزج الضوء مع عتمة النهار وتنتشر الغيوم متراقصة ويغطي لحافا ابيض اللون السهول وقمم الجبال ويعم الفرح رقصا على حلبات التزلج ليلا ونهارا.

يؤمن جمال بانه وامثاله مسؤولون عن حماية لبنان وبيئته الجميلة وضرورة العمل المستمر كل في مجاله للحفاظ على ما تبقى من ثروة لبنان الجمالية . وهذا الكتاب ما هو الا جزء للتذكير بطبيعة لبنان التي تبدو وللاسف انها ذاهبة الى الاهمال والنسيان .


الأستاذ جمال السعيدي، إسم عرفه عالم المصورين في لبنان وخبرته الصحافة المحلية والدولية بصوره التي رفد بها صفحاتها وكانت علامة فارقة في مسيرته التي بدأت في صحف لبنانية ودولية ووكالات أنباء عالمية، ومنها وكالة “رويترز” التي يشغل فيها حاليا منصب المدير الإقليمي للتصوير، بعد ثلاثين عاما من العمل المتواصل فيها.

الأستاذ جمال السعيدي مسؤول عن فريق المصورين الذين يتعاونون مع وكالة «رويترز» في لبنان وسوريا، الرئيس الفخري لنقابة المصورين اللبنانيين. النقابة التي شارك في تأسيسها ورئسها لأكثر من دورة. أنجز كتباً ثلاثة تختزن صلته بالصورة.

في سن السابعة عشرة وهو «يتساير» مع صوره الأولى. لم تعطه الحرب الكثير من الوقت للتمرن. في 1977 أصبح مصوراً لجريدتي النداء والأنباء، كان من أهم الذين صوروا الاجتياح الإسرائيلي  سنة 1978 ثم 1982.

سنة 1980 أصيب في رقبته وصدره وعولج لمدة شهر في المستشفى إثر انفجار سيارة استهدفت مكتب المقاومة الفلسطينية ـ أبو اياد ومكاتب الحركة الوطنية.

عن دار تريننغ بوينت للنشر والتوزيع-بيروت صدر كتاب:

«لبنان… جمال يفوق الخيال» بعين جمال وأيمن السعيدي.

 

القارئ لهذا الكتاب، الذي أنجزه المصور القدير جمال السعيدي وابنه أيمن، يدرك للفور أن الكتاب هو فني صرف وذو هدف ثقافي، وقد تخلله نص طويل بالإنكليزية كتبته الصحافية الأميركية كارابيرنز، معلقة على الصور بعمق. المصور جمال السعيدي رافق «المشهدية» اللبنانية والشرق أوسطية طوال خمسة وثلاثين عاماً، خلال عمله في التصوير الصحافي والريبورتاجات المصوّرة، الذي توّجه رئيساً لقسم التصوير في وكالة «رويترز» العالمية في لبنان وسورية والأردن. التقط السعيدي في جحيم الحرب اللبنانية صوراً رهيبة ومعبرة عن عمق المأساة الأهلية، وكانت هذه الصور بمثابة توثيق لذاكرة الحرب، وقدمها السعيدي في معارض خاصة وجماعية، ولقيت رواجاً كبيراً. والآن، بعدما استعاد لبنان أنفاسه -مبدئياً-، كان على هذا المصور أن يصنع ذاكرة جديدة يُبرز فيها فرادة «الفكرة» اللبنانية والعادات والتراث والثقافة والفن والحياة العصرية واليومية وجمال الطبيعة المتراوحة بين البحر والجبل، بين الشمس والثلج… إنها خارطة عاطفية للبنان يرسمها المصوران بعين مرهفة وإحساس عميق وشفافية، وقد سعيا إلى توظيف وعيهما التقني وخبرتهما في تركيب المشهد تركيباً جمالياً نابضاً بالبعد الوجداني والخيال والصفاء. وهما تمكنا فعلا من إخفاء المهارة والدقة في قلب الصورة والمشهد، الموسومين بالشعرية و «الغنائية» الشكلية واللونية.( منقول)