المصور الصحفي التونسي زهير دنقير Zouheir Denguir ..

هاجسه العطاء بلا حدود وحيويته ونشاطه فوق المحدود لأرشفة تاريج الجدود ..

بقلم المصور : فريد ظفور

  • بارع في إصطياد اللقطات الفوتوغرافية..يرمي صنارة عدساته ويغوص في اللانهاية..وُطعمه ثقافة ضوئية بصرية فنية ..بتدرجات من نبض قلبه ..يسدل الستارة على عشقه اللون الأحادي..بخمرة أعماله المعتقة من رضاب حبه للألوان الطيفية..ليملأ كأس عاشق للضوء ..قتل الحب ولم يقتل..ينتظر إنقشاع غيوم الحدث المحمل بالوجع..ينتظر ربيعاً ضوئياً بعد ألف خريف وخريف..ويجوب شراعه كل الموانيء ..ليرعى البراعم وينير الدروب ويقرب المسافات ويحقق الأمنيات..فتعالوا معنا نرش الورود في الطرقات ونزين الشرفات بالياسمين الشامي ..
  • لنرحب بالضيف الكبير الفنان..زهير دنقير ..
  • عندما سَأل الممكن المستحيل ..أين مكانة إقامتك ..فإجابه في أحلام العاجز..ولكن الفنان زهير أبى أن يكون إنسان عادياً فقد قرر بأن يركب صهوة متون التحدي والإصرار والمثابرة والتجريب والتعلم..فراح يجوب البلاد بطولها وعرضها..ويسهر الليالي ويجتهد ويدرس ويسأل ويتعلم أصول الفن الضوئي ومدارسه وإتجاهاته ورواده ومصطلحاته ومفرداته..من الزمن الجميل أيام التصوير الفيلمي باللون الأحاي وتدرجاته الرماية وكذلك خبر وأتقن العمل بالغرفة المظلمة من طباعة وتكبير وتحميض للأفلام ..وأيضاً دخل معترك الفيلم بالألوان وتعلم الألوان الأساسية والثانوية والألوان الجذابة الدافئة والألوان الباردة وتعلم التكوين والتشكيل وقانون الأضداد والأثلاث والنسبة الذهبية..وهكذا دواليك حتى حط ترحاله في كنف العالم الحديث و ثورة المعلوماتية وعالم التصوير الرقمي بكاميرات الديجيتال والهواتف الذكية ..ناهيك عن أنه دخل معترك صعب وعمل في مهنة المتاعب مهنة الصحافة وعالم الميديا ..ثم إنتقل الآن لعالم السوشيل ميديا..وتبوأ الكثير من المسؤليات عن المواقع  وبالمشاركة بأعماله على الشبكة العنكبوتية ..ناهيك عن نشاطة وصوره وتحقيقاته الجميلة وكاميراته وصوره التي تغطي المواضيع والمؤتمرات والندوات والفاعليات الثقافية والبيئية والتاريخية والتي تكون غزيرة بالإنتاج وبالغلال الفنية التوثيقية الجميلة..وقد بلغ بأعماله وبأفكاره وحياله ليصل مكامن النفس البشرية ويدخل قلوب الفقراء والمعذبين ويوصل صوتهم وصوره للعالم ليتعرف بمشاكلهم ومآسيهم الإنسانية فوصفوه وصفاً دقيقاً شاملاً متنوعاً ..وبأن هاجسه الفني العطاء بلا حدود وحيويته ونشاطه فوق المحدود لأرشفة تاريج الجدود ..الذي نذر نفسه لتحقيقه وإعتبره رسالته مادام موجود..
  • ليس من السهل الحديث عن فنان يتمتع بحيوية الشباب والنشاط المفرط..فهو يعمل ليلاً نهار ..دائم التوثب والإستعداد كاميراته مستنفرة معه..يتقن الكثير من فنون وتقنيات العمل الفوتوغرافي والسينمائي والصحفي والعمل المخبري والكثير من البرامج على الحاسوب..وتعدد الأعمال وكثرتها غالباً مايحدث عنده إلتباساً بالتركيز..فيلجأ إلى الأسهل والمهم فالأهم..ويبحث عن سبب المشكلة ويعالجها..ونخرج من البحث والتنقيب عن مشارب وهوايات الفنان زهير دنقير بأنه بالرغم من قساوة الأحداث السياسية والظروف المعيشية التي تعرضت لها بلده تونس الخضراء خاصة وبعض بلدان والمنطقة العربية عامة..فإنه وضع الملح على الجراح وحاول أن يقدم مايجمع الشعب التونسي من المحبة والإبداع  والعادات والتقاليد والآثار المادية الملوسة واللامادية المعنوية الغير مرئية..لتشكل الوفاق والوئام وتربأ الصدع الحاصل بالمجتمع وتزرع الأمل عند الشباب والأطفال بغد أفضل ومستقبل جميل فيه الخير والحب والجمال لكل أبناء تونس الحبيبة ..التي تقع على ساحل البحر المتوسط وتجدها في النهار تلمع من ضوء الشمس المسلط على مبانيها الذهبية ..وفي المساء تغوص في سكون عميق يذكرك بماضي الأجداد العريق وبحضارة القيروان وقرطاج والآثار الفينيقية والعربية الإسلامية..فشطآنها الزرقاء الخلابة التي تمتد حتى مطلع الخريف وشتاؤها الدافيء ينشر الحرارة في أعماق آثارها وأوابدها التاريخية المتبقية من حمامات ومساجد وقلاع ومسارح..التي تتكلم وتتحدث عن تاريخها التليد الذي كان شاهداً على وغولها بعصور ماقبل التاريخ..
  • في نهاية المطاف نقول : إن حرص الفنان زهير دنقير على ضرورة توثيق التراث المادي واللامادي للأجداد من عادات وتقاليد وأغاني وأزياء وصناعات يدوية وأدوات زراعية وحرفية وصناعية كان يستخدها أباؤنا ومن قبلهم أجدادنا…فلقد وقف ومعه الكثيرين في وجه تيارات الفرنسة من عادات وتقاليد غربية التي وفدت لمجتمعاتنا إثر عمليات الإحتلال في بدايات القرن الماضي..وندلف للقول بأن الفنان الصحفي زهير دنقير قد أبلى البلاء الحسن وقدم الغالي والنفيس في خدمة الصحافة والصورة الضوئية الثابتة والمتحركة ونذر نفسه للأرشفة والتوثيق..لذلك وجب علينا تقديم الإحترام والتقدير لجهوده المبذولة لخدمة وطنه والأجيال القادمة من عشاق الفن الفوتوغرافي من هواة ومحترفين..ونأمل بأن ينال حقه الكامل من تسليط الضوء على إبداعاته وأعماله الغزيرة لتبقى قلعة ومنارة هداية لطلبة العلم في المستقبل..

 

 

ـــــــــــــــــــــ ملحق مقالة المصور  زهير دنقير  ــــــــــــــــــــــــــــ

  

   

   

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.