المصور العراقي حسنين الشرشاحي ..
النجم الفوتوغرافي الساطع واللؤلؤ المنثور اللامع ..
 بقلم المصور : فريد ظفور ..
–  القلب يُطرب في دماء الشباب الأسماع..والشمس تشرق بالإبداع زغرودة في المساء..وفي بحر شوقي رميت مرساتي …من كاميرات وعدسات وفلاتر..فكان البحر الضوئي الأحادي اللون والمحيط المتشح بألوان قوس قزح ولكن الزرقة إحتلته..وهكذا نادنا البرق إلى بلاد مابين النهرين لنرمي بشباك عشقنا لنهري دجلة والفرات..اليمامات والنوارس عرجت إلى نافذة الأمل ..لتحط ركابها بنفحات الألم والوجع..فالأمهات يحملن الآس والريجان لزيارة الأحبة ..ونحن نجمع الورود من الرياض ونفرش الطرقات من الياسمين الشامي لنرحب بالنجم الساطع واللؤلؤ المنثور اللامع ..المصور حسنين الشرشاحي ..
– أيها الوطن الحبيب الجريح ..الأطفال تنتظر العيد والفرحة بالهدايا..بدموع شوق وفرحة اللقاء وكلنا نتظر لوعة الإنتظار وبهجة الإنتصار ..عند ذلك الأمل بالغد الأفضل ..سنظل سنديانة ضوئية فوق الجبال الفنية الشامخة..وسنبقى صدفة على شطآن بحرك المعطاء ..وردة جورية وقرنفلة بهواك ..نزغرد ونغني ياشمس الكون المعرفي البصري ..أنيري دروبنا لنتذود من عبق عطر إبداع فناننا المتألق حسنين الشرشاحي ..
– إن الإنطباع والمشاعر مختلفة لدى كل إنسان ومختلفة في كل لحظة من حياة كل إنسان وأيضاً الخيال المبدع مختلف لدى كل مصور ..ومختلف لدى كل كادر وصور للفنان المصور..وبذلك نقول بأن كل أثر فني هو وحي في نوعه..وأما أشكال الفن والتصوير فهي لامتناهية..بمعنى أن كمال الشكل لاوجود له..أي أن كل صورة هي كاملة حين يصورها الفنان..والقول بالشكل الكامل يعني أن خيال الفنان المبدع قد إنطبع فيه كلياً وهذا الكمال الشخصي يخضع لشخصية الفنان المصور وحدها..ولا لشيء آخر..وعلينا ألا نقارنه مع أشكال وصور أخرى بل يتوجب علينا بناء شخصية الفنان ثانية وأن نفهم ما إذا كان هذا الشكل والتكوين قد إندمج بخيال المصور المبدع..ومهمة مخيلة الفنان حسنين الشرشاحي ..هي خلق شكل تكوين صورة كارد.. أي نظام ذهني مقرر للتجربة الحواسية ولحياة شعوره..ولكي يكون الكادر فنياً يجب أن يخلقه الفنان حسنين ويجب ألا ينسخه ولا أن يبتكره لأن الإبتكار هو إنتاج شيء محسوس مغاير للبشر كالهاتف والطائرة..في حين أن الفن يبدأ وينتهي مع الإنسان وعقله..ويتميز الفن عن عمل التقليد والإبتكار بإبداعيته ..وكل أثر فني هو في ذات الوقت محسوس ومجرد..وكل نشاط ذهني ينتج معرفة ..ولكن المعرفة الفنية تكون متميزة عن المعرفة العلمية والمعرفة الصوفية..والخيال البشري ينتسب إلى عالم شمولي ولا متناه ..فتصوير منظر طبيعي تمنحه مخيلة الفنان ماهو عالمي وإنساني..
– تتوزع أهمية تجربة المصور الفنان حسنين الشرشاحي ..على عدة أنواع وثيمات من الأسود والأبيض وتدرجاته إلى البورتريه إلى الطبيعة إلى تصوير الشارع وحياة الناس وتصوير الأطفال والمسنين..والآثار و الأماكن التراثية  ورحلة الحجاج إلى العتبات الدينية المقدسة.وهي تشكل مجتمعة صورة متكاملة لفنان مارس جمالية الإبداع الضوئي والفن البصري في مختلف الظروف وأكثرها مشقة ..حيث كان يرافق بكاميراته وعدساته الزوار والحجاج من نساء ورجال وصغار ويشعر بمعاناتهم وصعوبتها ووعورة الطريق الذي يسلكونه لنيل الرضا النفسي عند الزيارة والحج ..إنه عالم روحاني وعرفاني لايشعر به سوى من خاض تلك التجربة وطقوسها ..إن العالم اللوني العجيب عند الفنان حسنين الشرشاحي يأسر المشاهد والمتلقي لأعماله بتكوينها وجمالياتها
ويكشف عن مصور مرهف الحس ..لا مثيل له في الحركة الضوئية الشبابية..ضمن عالم يخاطب العين ..لا الفكر رغم علاقته الضوئية التشكيلية العقلانية..فهو يثير الفرح أو يخلقه ..ينضح بالبهجة التي تغمر الموجودات كما تغمر المتلقي ..الذي يشع بالضوء والفيء كشمس نيسان..وبلغة أخرى فإن النور أوالضوء أصبح ينبع من داخل تكويناته التشكيلية واللونية وأحياناً بتدرجات اللون الرمادية الناتج عن اللونين الأبيض والأسود في سمفونية ضوئية يعزفها بعدسات كاميراته على سلم التدرجات اللونية..
وهكذا ظلت الذات المشبعة بالطبيعة والبيئة وبالعادات والتقاليد والطقوس الدينية..هي هاجسه ومصدر إلهام لأعماله ومضامينها الحزينة والفرحة..والألوان الطيفية المتناغمة والمنسجمة والمتضادة هي متنفسه لترجمة شاعريته الغنائية الضوئية بر قة أحاسيسه ..وهكذا يستحق عن جارة بأن نلقبه شاعر الألوان والفرح والأجزان..
– وندلف أخيراً للقول بأن الفنان النبيل حسنين الشرشاحي ..صاحب القلب الكبير الذي ضم بحبه آلام ومعاناة الفقراء والمعذبين والمشردين والحجاج والزوار..فقد كانت عدسات كاميراته وفيّه في رصد قسمات وتعابير وجوه كوادره المصورة التي عبر عنها بكل صدق وجسدها بلحظة زمنية باللون الأحادي وبالألوان..وبهذا وجب علينا تقديم الشكر والتقدير وبأن نثمن ونقدر ونُجّل ماقدمه الفنان المتألق لخدمة الفوتوغرافيا العراقية والعربية والعالمية..بحيث قدم الكثير لبناء الفن الضوئي ولعشاقة من هواة ومحترفين ..
 
 
حسنين الشرشاحي
مصور عراقي بدأت العمل في التصوير عام 2011 شاركت في الكثير من المعارض الدولية والمحليه وحصلت على الكثير من الشهايد والجوائز الدولية والمحلية ومازلت هاوي واتعلم التصوير 
حسنين الشرشاحي
 
 
   
  

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.