رحلة الفنان العراقي زهير شعوني  Zuhair Shaaouni..

بين الفوتوغرافيا والفن الرقّمي.. رَسمَّ قصة عشقه الأبدّية بالضوء واللون ..

بقلم المصور : فريد ظفور

  • حضرت خيول قصائدة الضوئية الرقمية..وجاءت من لوعة أرض الغربة ..تتكؤ على حلم ثافب ..كان له وطن أرسلوه للشوارع المقفلة..فضاع بين الرصيف وبين صفير وزمهرير الشتاء..هرب نشيد الوطن الحلم..لغة للضوء واللون ..رحلة في الخلاص..هي هجرة السنونو ..حيث كان الكلام وديافراجم الكاميرا يضيء مسافات الروح لتحيا الأسطورة ..أتخرج الصورة  من دمنا لتصب ببركة وقت نؤلفها من مياه جديدة روافدها الأمل والحب والعمل..وفجأة إنتفضت في عينيه فرحة ..داعبت أنامله بشائر الغد الأفضل..فقد أتعبته المفاجآت ..فتعالو نفرش الطرقات ونزين الساحات ونجمع الورود والرياحين والفل والزنبق وكمشات من الياسمين الشامي لنرحب بضيفنا الكبير الفنان الأستاذ ..زهير شعوني..
  • بدت تتواتر وبشكل لافت للإنتباه أعمال فنية منجزة بشكل كامل على أجهزة الكمبيوتر وربما على التلفونات و الأجهزة النقالة..وهذا مؤشر هام وإيجابي خفف عبء ووطأة التكاليف المادية من ألوان وإطارات وأقمشة وماشاكلها من وسائل العمل التشكيلي..وهذه الأعمال ما هي سوى بداية نهضة كبيرة تنتظر الفن التشكيلي والضوئي معاً..خاصة وأن غالبية هذه الأعمال تتخذ من الحواسيب مكانها التعبيري..ومن أبرز ميزاتها مواكبتها العصر الرقمي عصر تصوير كاميرات وموبايلات  الديجيتال..وتآلفها من الظروف التي تساعد على إنجازها بعيداً عن روائح النفط والتنر والمواد المازجة والألوان والدهانات ومشاكل تنفيذها ضمن حيز مكاني أو مرسم فيه الريش والبانيهات وأدوات الرسم من أقلام وفراشي وعصارات دهان..
  • بيد أن العمل المنفذ عبر الحاسب سرعان ما يأخذ طريقه إلى عيون عشاق الفن وبسرعة قياسية ينتشر كما إنتشار النار في الهشيم عبر الشبكة العنكبوتية وعبر الميديا والسوشيل ميديا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وتويتر وأنستغرام واليوتيوب وغيرها من المواقع والمدونات المنتشرة على الشبكة..متجاوزة كل العوائق والعراقيل التي كانت تقف أمام الفنان لإيصال صوته الفني وأعماله من خلال صالات العرض والمراكز الثقافية أو عبر الصحف الورقية ..ومحظوظ من كانت تسلط عليه الأضواء..وكثيرة هي الأعمال التي لم يحالفها الحظ السعيد والبخت والشنص لتصل إلى المسؤولين وإلى المشاهدين ..فقد كانت تحكم الكثير من الفعاليات بعض المجموعات والتجار وتضيء على من تشاء وتغضب على من تشاء..ولعل المنصات الرقمية على إختلاف المسميات والشعارات التي ترفعها ..هي من أنجع الوسائل البصرية القادرة على ترميم الفقر الذي تعاني منه الكثير من دور العرض والبيوتات وأماكن التجمعات الثقافية ..والتقنيات الحديثة كرست وكشفت جملة من الحبرات والمواهب التي كانت مدفونة ومظلومة..فكانت فرصة للهواة وحتى للمحترفين من تبلور تجربتهم الميدانية التي تتصعد بالممارسة الدائمة وبالتعليقات والملاحظات المباشرة أو الغير مباشرة من بعض النقاد المحبين للفن والفنان لمحاولة توجيهه وتسليط الضوء على بعض الأخطاء ليتم ترميمها وتعديلها لتخرج بحلة قشيبة وجدية وبهية ..والمتابع لحركة الفن التشكيلي والضوئي للفنان زهير شعبوني ..لابد أن يكون قد لاحظ بروز ظاهرة فنية وتجربة تاريخية زاوجت بين الفوتوغرافيا والتشكيل عبر لوحاته التي يختلط فيها الفنين ولكن القاسم المشترك لهما بل هما وجهي عملته الفنية .. اللون والضوء..وهذه الظاهرة التاريخية الفنية منذ إن ُطلق وإنفصل الفن الضوئي عن الفن  التشكيلي  وعن تعانقه معه ..من حيث تأثره بقوانينه التشكيلية المجردة ومن حيث إشتراكه معه في موضوعاته الإجتماعية والإنسانية والبيئية والطبيعية ..تضاءل دوره وتفرده وريادته الفنون البصرية السريعة..وتسلم زمام المبادرة فن الفوتوغرافيا وتربع عرش الميديا والسوشيل ميديا وأصبحت الصورة هي المتفوقة وأضحت حرب الميديا والحروب التي تدور رحاها من خلال الصورة الثابتة والمتحركة وبات عصرنا بحق هو عصر الصورة الرقمية بلا منازع..
  • رحلة الفنان زهير شعوني تأثرت بالمواضيع الشعبية والمضمون الإنساني  وبالمناظر الطبيعية بالألوان الطيفية السبعة وباللون الأحادي وتدرجاته الرمادية زمن تصوير الفليم الأبيض والأسود وزمن تصوير الفيلم الملون..حتى حط رحاله الفنية في العالم الرقمي وثورة المعلوماتية وعصر الأنترنت والتصوير الديجيتال بالكاميرا وبالموبايل..وقد إتخذ لنفسه أسلوباً فنياً بصرياً خاصاً يعتمد على عاملين أساسيين ..أحدهما تحوير الأشكال الإنسانية وربطها بالجانب التعبيري وثانيهما الإبتعاد عن البرهرجة والتجميل من أجل التعبير الإنساني وربط الفن بالمواقف الإنسانية..في البداية أحب الموضوعات المكانية المحلية فوثقها ورسمتها عدسته بصياغة شاعرية فنية بصرية مميزة..في معالجته الألوان والوصول بالمتلقي أو المشاهد لأعماله الفنية لتكون قريبة منه والوصول إلى رؤية شاعرية تعبيرية حتى نحس بوجود فن له مقوماته الذاتية والشخصية التي تُعبر على خبرته بعالم الألوان وبفهم فلسفة الضوء..فقدم لنا مواضيع محببة من المناظر الطبيعية والأشكال والكوادر الإنسانية الشاعرية المبسطة المعتمد فيها على العادات والتقاليد في الريف والمدينة على السواء..
  • ولكن ثمة تحول فني وتقني غَيَّر مجرى حياة الفنان زهير شعوني ..وهي الثورة المعلوماتية الرقمية..فمنذ 1984م وإنطلاق الكمبيوتر بدأت إرهاصاته على اللعب في الحاسوب ولكن عام 1998 م دخل الفنان المعترك وبدء يخوض غمار العمل في دنيا العالم التكنلوجي الجديد ..ليقدم لنا مدرسة وريادة عربية في الفن الرقمي الذي زاوج فيه بين الفن الضوئي والفن التشكيلي وكان القاسم المشرك لكلا الفنين هما اللون والإضاءة..بيد أنه عانى الكثير في أول مشواره ..لاسيما من الفنانين  الضوئيين ومن التشكيليين الذين شككوا بأن يكون هذا فن ..معتبرين بأن البرامج هي التي تعمل كبرنامج الفوتوشوب وغيره..ومتناسين بأن الإنسان الفنان زهير شعوني هو الذي يقف بقلبه وبعقله وبخياله وراء تلك الأعمال التي كانت جديدة وكمن ينحت في ضخرة صماء..وهكذا دواليك بدأ يتجاوز العقبات والصعاب ويقدم المحاضرات والورش الفنية الضوئية عن الفن الرقمي وقدرته على العطاء اللامحدود..وبذلك بَسط وجوده وسيطرته على الساحة الفنية كأحد مؤسسي ورواد هذا الفن في العراق وبلاد العرب..والحق كل الحق بأنه أجاد وكان موفقاً في توظيف تكويناته وتشكيلاته وكوادره لخدمة أفكاره ومضامينها ..وهكذا حتى غدت أعماله تجتاح الأماكن والجدران في المعارض في معظم الدول العربية وفي الولايات المتحدة الأمريكية ..فقد ساعده تواجده في بلاد العم سام على الإنتشار العالمي وتقديم هويته البصرية الرقمية  ..فمن الذكريات القديمة في بلاد الحضارات وبلاد مابين النهرين الممزوجة بعبق التاريخ والتشكيل العفوي ..إلى الإيقاعات الفنية الموسيقية التي تُعزف على سلم التدرجات اللونية الطيفية والأحادية أجمل السمفونيات الضوئية وتعزف نغماً حزيناً على الناي الشرقية لتقدم لنا جمالاً ضوئياً وعذوبة فائقة وحركة وتدرجات لونية تمزج الأشكال مع بعضها.. ولعل خير نموذج يعبر عن الفن الرقمي وثورته الثقافية و عن عبقرية وتألق الفنان زهير شعوني الذين يقيم في أمريكا والعراقي النشأة والهوى ..والذي قدم عدة معارض فوتوغرافية و رقمية وآخرها المعرض الذي يقام حالياً في الحي الثقافي بالدوحة “كتارا” في قطر..والمعرض تحت عنوان “مساحة للضوء واللون” ..والذي ضم 36 لوحة رقمية..حيث قدم الفنان العراقي زهير شعوني أعمالا فنية فريدة كشفت عن حسه الفني  المرهف والمشاعر الإنسانية العذبة  وعن قدرته وتميزة الفني التقني العالي وكان اول معرض شخصي له في المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد بالاسود والابيض بعنوان (حبيبي كودو تعال ) ومعرض آخر بعنوان  (انتظار في محطات الغربة ) .. وهذا لم ينشأ من فراغ فهو فنان من بيئة فنية مثقفة ..ناهيك عن أنه ألف كتاباً كان عن مدينة عراقية بعنوان (ذكريات من تلكيف) واحتوى على ١٢٠صورة بالاسود والابيض ..والآن يعمل على إصدار كتابه الثاني بعنوان (رؤى) ويحتوي على ٧٥عملاً رقمياً.. وأسس ملتقى بغداد للفن الرقمي مع ثلاثة مصورات..وعام ١٩٩٨ أقام معرضه الثاني في بغداد..ويعتبر الأول في بغداد وربما بالوطن العربي..علاوة على ذلك أقام الكثير من الورشات وإشترك بالكثير من المعارض الفوتوغرافية والرقمية ..ونال العديد من الشهادات والجوائز من العراق ومن الدول العربية والعالمية,,
  • وندلف أخيراً للقول بأننا أمام فنان  مخضرو ورائد في التصوير الضوئي وبالفن الرقمي ومن المؤسسين له ..وق قدمت تجاربه الضوئية والفنية على مدى أربعة عقود من الزمن ..من هنا وجب علينا تقديم الإحترام والتقدير والشكر للفنان العالمي المتألق الذي ترك بصمة فنية ثقافية ضوئية ورقمية ستظل منارة هداية للأجيال القادمة من هواة ومحترفين للفن الضوئي في الوطن العربي والعالم..

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان  زهير شعوني   ــــــــــــــــــــــــــ

Zuhair Shaaouni

البدء شكرا لكم بتفضلكم بنشر سيرة حياة المهتمين بالتصوير والمهتمين بالثقافة الضوئية انا ممتن لكم ان أكون أحد الذين اخترتموه ليكون ضيفا في مجلتكم التي احرص على قرأتها دائما شكرا أستاذ فريد. .

من اين أبدء لان الكثير من البدايات تكون صعبة

لكن كانت البداية من البيت من أب متعلم مهتم بالثقافة العامة قضى فترة من عمره بعد أن أنها دراسة القانون لاكن لم تستهويه سوح القضاء وملفات الشرطة العلنية والسرية فأتجه الى الوظائف العامة… معلم … وموظف حكومي لذلك كان في البيت مكتبة مكتضة وكم الأسطوانات لسيد درويش والقصبجي وغيرهم ونحن الأبناء السعبة أضفنا اليها الشيخ امام واحمد فؤاد حسن والابقاء على ما اقتناه ذلك المعلم اضف ان الاخ الأكبر كان من المهتمين بالثقافة بشكل عام وبالفوتوغراف بشكل خاص وما تعلمة خلال سني دراسته في الولايات الامريكية كانت اضافة جديدة له وعند عودته الى الوطن عمل على تاسيس غرفة مظلمة تفي بغرض هاوي انا استهوتني اللعبة لعبة الظل والضوء كنت في الصف السادس الابتدائي المهم أصبحت هوايتي المفضلة ويجب ان لأانسى بان الكامرة كانت موجودة في البيت ربما من يوم كان ابونا معلما في مدرسة الإتين في بغداد بداءت اوفر بعضا من مصروفي لشراء مواد التحميض واظهار االافلام والصور ويبد اني اتقنت لحد ما اللعبة وفعلا بداءت ابحث واشتريت الكتاب الأشهر آنذاك لمؤلفة المصري عبدالفتاح رياض وبذات السنة انهيت المرحلة الابتدائية فكان لي الوقت الكافي لهذه اللعبة الجميلة اشتركت في اول معرض للفوتوغراف في المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد ربما عام ١٩٦٧وكان في المعرض اسماء كبيرة الا ان المعرض لم يقام لسبب وآخر عام1970 اشتركت بمعرض اقامته وزارة الشباب وجاء ترتيبي الاول…..مدرستي الثانوية ومدرس الرسم بهجت عبوشمنحنت الكثير من المعرفة الثقافة والفنية امتازة بخصوصية علمية ومن حسن الحظ ان المدرسة كانت متاخمة للمتحف الوطني للفن الحديث مما كان يسمحلي وللاخرين بزيارة المعارض التي تقام هناك لمختلف الفنون وكنت احرص لزيارة معارض الفوتوغراف بشكل خاص رغم قلتها انذاك
مراد الداغستاني التي أنشد الى أعماله بقوة مراد مصور مهم في عالم الفوتوغراف العراقي والعالمي شاهدة اول معرض للطيف العاني حول الحياة في امريكا ثم كانت معارض ضمن الجماعات الفنية كانت تستهوين اعمال جاسم الزبيدي الاسود والابيض واعمال طاهر جميل من جماعة المجددين اذاك وغيرهم وعلية ان اهتم وان اعرض اعمالي مثل هؤلا.

عند دراستي للرسم كانت الفائدة كبيرة جدا لزيادة معرفتي بالكثير من الاشياء التي تهمني كمصور اهتم بالناحية الفنية انتهت مرحلة الدراسة للفن التي انقسمت نصفين السنتين الأوليتين خلال الخدمة الالزامية وبقية السنوات بعد انهاء الخدمة لتبدء مرحلة الحياة والعمل عملت في الصحافة العراقية وهذه كانت فرصتي الذهبية والتقيت بمصورين صحفيين لم اجد عندهم الكثير لكن كان جاسم الزبيدي وسامي النصراوي ممن تعلمت منهم كان هناك اخرين يعملون في الصحافة هم مصورين فقط لكن سامي وجاسم كأنو بالدرجة الاولى يحبون الفوترغراف. لذلك ابدعو ا فية وبالذات جاسم الزبيدي الذي قدم اعمالا ممتازة عن الثورة الفلسطينة .
اخبرني سامي ذات يوم وكنا نعمل في مؤسسة صحفية واحدة ماذا لونعمل على تاسيس جمعية للفوتوغراف وأيدته على الفور وبدائيا بالاتصال واللقاءات وكأنو جميعا أناس طيبون وكانت اول جمعية فوتوغرافية عراقية رسمية يعلن تأسيسها وفي هيئتها الإدارية الاولى امراءتان هما قسيمة البدري وعلية الجبوري وبقية المؤسسين سامي النصراوي زهير شعوني عبدالله حسون دَاوُدَ سرسم سعدون شفيق احمد الشيخلي الدكتور لؤي القاضي سهيل مُظفر فهمي وكنت انا اول سكرتير للجمعية لظروف عملي بعد اكثر من سنة تركت سكرتارية الجمعية وتولا الزميل عبدالله حسون سكرتاريتها.

كانت رغبتي ان يوظف الفوتوغراف في الحياة العامة وان تكون اللوحة الفوتوغرافية باهمية اللوحة المرسومة وان تقتنى وتوضع في غرف المعيشة في البيت والمؤسسات الخدمية وان لاتكون فقط وسيلة ايضاح هذا الامر لحد الان غير موجود في العراق وربما في الوطن العربي ربما لعدم وجود ثقافه فوتوغرافية والنظر الى اللوحة الفوتوغرافية مجرد صور وهذا كما يعتقد البعض انها ملتقطة بالكامرة وهذا بوسع اي واحد ان يقوم بهذا العمل وبالذات في الوقت الحالي الحديث في هذا الامر طويل جدا وارى ان تعمم الثقافة الفوتوغرافية من المدارس الابتدائية كي تنشأ مع الطفل من الصف الاول وليس بالضرورة ان يكون الطفل عندما يكبر مصورا فوتوغرافية لا انما يقتني الفوتوغراف ويضعه في مكانه المناسب ان كان في البيت ام في مكان عمله مهم ان يكون له ذائقة فنية فوتوغرافية .

قبل ان اهاجر أقمت معرضا لأغلفة الكتب والاسطوانات مادته الاساسية هي الفوتوغراف وحتى المعروض من هذه الاغلفة الورق المستخدم في الفوتوغراف كان بالاسود والابيض وكان العرض في اتحاد الأدباء العراقيين المركز العام وكان هناك اهتمام بالمعرض بشكل ملحوظ تم اقتناء ثلاثة او اربع أغلفة استخدمت كاغلفة دواوين او كتب بشكل عام بعد انتهائي من الخدمة الالزامية أقمت اول معرض شخصي لي في المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد بالاسود والابيض كان المعرض بعنوان (حبيبي كودو تعال. ) عنوان مستعار من مسرحية في انتظار كود للكاتب الإنكليزي كولن ولسن كان فيه اغتراب من ناحية الشكل والمضمون لم يالفه المتلقي العراقي كتبت الصحافة الفنية بعد ذلك كانت هناك مشاركات. وانتقلت من عملي في الصحافة العراقية للعمل في جامعة بغداد دائرة النشاط الطلابي مسؤولا عن قسم التصوير لكن لم تنقطع علاقتي بالصحافة والإعلام دائما كان لي منشورات في الصحف اليومية منها جريدة الجمهورية او جريدة الثورة الصحف الموجودة. آنذاك كذلك معرض شخصي اخر على قاعة المركز الثقافي الفرنسي في بغداد حمل المعرض عنوان اتصف بكثير من الاغتراب كان عنوان المعرض (انتظار. في محطات الغربة ) احتوى ربما ٣٠ عملا بالاسود والابيض وكتب مقدمة المعرض شاكر حسن السعيد مدرس تاريخ الفن في معهد الفنون الجميلة كان هناك تسائل ماذا اريد ان أقول في هذه الاعمال كان هناك اهتمام من الصحافة والجمهور. في عام ١٩٧٧ هاجرت للبحث اكثر لكن في الهجرة كثير من الخبوات ومن الصعب تحقيق الكثير من الأحلام أقمت معرض في قاعة البلدية للمدينة التي اعيش فيها لا اعرف اذا كان هناك اهتمام به ام لا كنت جديدا في البلد كان. ذ لك في مدينة ترنتن – مشكن.

بعد استقرارا لحد ما انتقلت الى كاليفورنيا للإقامة والابتعاد عن المناخ القاسي المثلج شتاء والممطر صيفا وحينها فكرت بدراسة التصوير وفعلا التحقت في كلية كروسمنت في مدينة سان ديكو في قسم التصوير وكان قسما غنَّيا بما فيه وبمدرسيه وكانت الفائدة اكثر من ممتاز لكن بعد بضع سنين عدت الى ديترويت لأسباب كثيرة منها التواجد الشرق أوسطي وحجم الجالية العربية والعراقية بشكل خاص بعددها الكبير وهنا قمت بافتتاح مؤسسة صغير للإعلان والطباعة في هذه السنوات كنت قد بدأت بالاهتمام بموضوع الفن الرقمي الى جانب الفوتوغراف وكان اول معرض أقمته في أُربن بارك كاليري في مركز مدينة ديترويت وكان هناك إقبال منقطع النظير ماهذه الخطوط والكتل الجديدة انه عالم جديد المعرض استمر لمدة شهر كامل …صادف ان اعود الى. بغداد وأقمت ذات المعرض قاعة التحرير التابعة لوزارة الثقافة كان المعرض في بداية التسعينيات من القرن الماضي وبذا يكون اول معرض رقمي يقام في العراق وهذا يعني دخول الفن الرقمي الى العراق ربما في الوطن العربي. لاقى المعرض اهتمام من الأوساط الفنية بين رافض وقابل. عام ١٩٩٨ أقمت معرضي الثاني في بغداد على قاعة حوار وهنا كان تطور في الشكل والمضمون والطرح وبالتالي كان هناك تسائل من الكثيرين الرواد كان عددهم كبير طوال ايام المعرض السبعة وعلى هذا ألقيت محاضر عن الفن الرقمي مع عرض الكثير من النماذج للمصورين من مختلف البلدان وبمختلف الأساليب على قاعة الجمعية العراقية للتصوير عام ٢٠٠٠ على ما اعتقد وأثناء وجودي في بغداد طلبت من الجمعية العراقية للتصوير ان أقيم ورشة عمل للفن الرقمي قامت بتجهز متطلبات العمل وكان العدد حوالي ١٥ مصور منهم من كان مبدعا ومنهم من يعيش من مهنة التصوير . الرحلة طويلة غبت عن بغداد لمدة ١٥ سنة واشتد الحنين فَعِدَّت الى بغداد عام ٢٠١٤ وبدعوة من السيد اديب شعبان رئيس اتحاد المصورين العرب الى فرع الاتحاد في بغداد ورئيس فرع الاتحاد صباح الجماسي الذي اولى للمعرض رعاية واهتمام للمعرض الذي حمل عنوان (حزن ) المعرض أقيم في القاعة الرئيسية في وزارة الثقافة كان هناك الكثير من المهتمين بالفن . كان المعرض من المعارض الناجحة تماما لكن وبصراحة لاتوجد لدينا صحافة تكتب عن هذه الحداثة في الفن وبذات الوقت لاغين دور الفنان الرقمي ومعتبرين ان الكومبيوتر والفوتوشوب لهم الفضل على ألفنان في انتاج هذه الاعمال . الفوتو شوب ليس هو الخالق لهذه الاعمال انما الفنان هو الخالق اضف الكثير من الفنانيين الرقميين لا يستخدمون الفوتوشوب انا لا استخدم الفوتوشوب في اعمالي هناك برمجيات اخرى والاهم من كل هذا هو كيف يفكر ا الفنان في الإعداد والتنفيذ اي اود ان أوضح الامر ليس اعتباطيا وعليه يجب إيجاد ثقافية رقمية في الوسط الإعلامي ليس فقط ما يخص الفن الرقمي انما هناك الكثير من الفنون تنتمي الى الثورة الرقمية

لذلك قبل عامين أسسنا ملتقى بغداد للفن الرقمي. انا والفنانات سناء محسن و هند السامرائي و غرام الربيعي وعلى اثر هذا التاسيس أقمنا معرضا نحن الأربعة في مبنى وزارة الثقافة حضر الافتتاح السيد وكيل الثقافة الاستاذ جابر الجابري والدكتور شفيق المهدي المدير العام لدائرة الفنون الذي رعى هذا التاسيس وجمع غفير من المهتمين والمتابعين للفن وخلال هذا التاسيس أصدرنا بيانا وضحنا به الاسباب التي دعتنا لتأسيس ملتقى بغداد للفن الرقمي.

عام ٢٠١٤ وبعد عودتي من بغداد التي امتدت اربعة اشهر قضيتها بفرح في هذه المدينة التي ولدت وعشت بها عدت الى مدينتي فنس احدى مدن ولاية فلوريدا لحضور افتتاح معرضي في كاليري ذي استوديو والذي استمر لمدة شهر و احتوى على ٥٠ عملا بذات أسلوبي واتجاهي الرقمي التجريدي المعرض اثار انتباه الناس تماما وبيع العديد من الاعمال المعروضه وكان هناك تساؤل من الجمهور الامريكي هل هذه الاعمال الوانها مائية ام زيتية انتهى المعرض بنجاح مميز.

في ١-١-٢٠١٦ تلقيت دعوى من كتارا ( الحي الثقافي ) في قطر بعرض مجموعة من اعمالي وورشة عمل أقيم المعرض وافتتح من قبل الدكتور خالد السليطي المدير العام للحي الثقافي وبحضور العديد من الفنانيين والمهتمين وأقمنا ورشة العمل لمدة اربعة ايام اكيد ليست ايام كافية لكن كان خلال هذه الايام بوادر جميلة ضمت ورشة العمل حوالي ١٥فنان من الرجال والنساء وأكثرهم فنانيين . الان اعمل على إصدار كتابي الثاني بعنوان (رؤى) يحتوي على ٧٥عملا رقميا. كتابي الاول كان عن مدينة عراقية في الشمال العراق احتوى على ١٢٠صورة بالاسود والابيض اسم الكتاب (ذكريات من تلكيف).

 

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.