يونس التمايتي

بقلم : يونس التمايتي

من مواليد 1983 بمدينة الناظور – المغرب – مؤسس مدونة المصور – مصور فوتوغرافي – تقني متخصص معلوميات ,الشبكات وإدارة الأعمال – مدون عربي.

جوجل يريد أن يعرف ماذا يوجد في صورنا أيضا

 

جوجل google

محرك البحث جوجل google يريد أن يعرف ماذا يوجد في صورنا أيضا

محرك البحث العالمي والشهير جوجل google يعرف الكثير من الأشياء عنا عبر كل أنحاء العالم، لكنه لا يتوقف أبدا عن معرفة المزيد عنا، حتى أدق التفاصيل التي يمكن ألا تخطر على بالك. مؤخرا طرح محرك البحث جوجل google فكرة جديدة يعتمد فيها على معرفة ما الذي يوجد في الصور التي نقوم بإلتقاطها، سواء بالكاميرا أو بسمارت فون.
أصبح جوجل google حقا مثل إبن العم البعيد، الذي يشغل نفسه بجمع أكبر عدد ممكن من المعلومات عن كل أفراد العائلة. فهذا المحرك كل يوم يتطلع لمعرفة المزيد والمزيد عنا، كيف نتصرف، كيف نتحرك ونتنقل من مكان لآخر، ما الذي نبحث عنه في عالم الأنترنت، كيف ومع من نتعامل ونتفاعل عبر الشبكة. لم يقتصر الأمر على هذا فقط، بل تجاوزه ليصل لدرجة حب معرفة ما الذي تحتوي عليه الصور التي نلتقطها. طبعا في هذا الجانب يعمل موقع فليكر الشهير أيضا، الشيء الذي دفع لمحرك البحث جوجل google بالدخول على الخط قصد المنافسة. يتم الإعتماد في هذه المسألة على أنظمة متطورة في التعرف والتدقيق في كل تفاصيل الصور.

في ماذا يحقق محرك البحث جوجل؟

يرافق جوجل google في هذا البحث كل من جامعة ستانفورد Standford التي إنضمت لشركة ماونتن فيو Mountain View لتطوير نظام قادر على ترجمة وتحليل كل المعطيات التي تحملها كل صورة على حدة.

كيف يعمل هذا النظام؟

هذا النظام يعمل بطريقتين مختلفتين، من خلال شبكتين عصبيتين متزامنتين لأداء عمليتين: الأولى تتجلى في تحليل الصورة بكسل بكسل من خلال الإعتماد على مجموعة شبكات متخصصة في التعرف على مضامين الصور، أما الثانية فهي تقوم على تطوير لغة برمجية قادرة على وصف الصورة بطريقة ذكية تلقائيا.
تحليل الصورة
يتم إدخال مجموعة من الصور في هذه الشبكة من قبل محللين ومتخصصين في مجال البرمجة والتصوير الفوتوغرافي، بعدها يقومون بتحديد مجموعة من المعايير التي ستسمح في المستقبل للنظام بمقارنة المعطيات التي تم تزويده بها مع معطيات الصور الجديدة بسرعة كبيرة، وبالتالي وضع تقرير مفصل عن كل صورة، هذا النظام شبيه بتحليل نتائج البحث على محرك البحث جوجل google من خلال العناكب البرمجية.
يعمل هذا النظام بطريقة معقدة وذكية جدا تتجاوز مسألة وضع العلامات على الصور كما هو الشأن بالنسبة لمواقع التواصل الإجتماعية، حيث أنه قادر على تحليل أجزاء الصورة بشكل دقيق وتمييز كل الألوان الموجود في الصورة بدقة عالية. يؤكد مطوروا هذا النظام على قدرته في تحليل النتائج بسرعة تصل إلى الضعف بالمقارنة مع الأنظمة المتواجدة حاليا والمتخصصة في هذا الأمر.
هذا المشروع لم يؤسس على أن يعطي نتائج دقيقة وسريعة على المدى القريب، بل هو في مرحلة التجربة التي قد تستغرق الكثير من الوقت، نظرا للتعقيدات التي تكمن في الكم الهائل من المعلومات والمعطيات المختلفة الموجودة في كل صورة، لكن من غير المستبعد أن نجد يوما ما هذا النظام مدمج في الهواتف الذكية، وبالتالي كل أسرارنا ستكون بين يدي هذا العملاق في أقل من دقيقة وبمجرد إلتقاط الصورة.
من وجهتي الخاصة، كلما تطورت التكنولوجيا تسهل الحياة علينا، لكن من الجانب الآخر كل يوم نفقد الثقة في العالم وكذا ضياع الكثير من الأسرار الشخصية التي صمدت لمدة طويلة في وجه المتطفلين. كلما قمنا بالتعمق أكثر في خدمات الويب المتخلفة نخسر في الجانب الإجتماعي والشخصي.
كان هذا كل شيء عن نوايا محرك البحث جوجل google فيما يخص تعامله مع صورنا. كن على يقين تام أنه لن يتوقف هنا بل سيظهر لنا أشياء أخرى.

– See more at: http://www.mosawir.com/2014/11/photos-google.html#sthash.sAwBSMwB.dpuf

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.