حسام مهيب

حسام مهيب

حسام مهيب
حسام مهيب

معلومات شخصية
الاسم عند الولادة حسام الدين مهيب
الميلاد 23 فبراير 1930
محافظة السويس، مصر
الوفاة 26 مايو 1996 (66 سنة)
القاهرة، مصر
الجنسية  مصر
الحياة العملية
سنوات النشاط 19591994
الجوائز
الجائزة الذهبية المهرجان الدولي للتليفزيون بالإسكندرية عن فيلم الخط الأبيض عام 1965
المواقع
السينما.كوم صفحته على موقع السينما

حسام الدين مهيب (23 فبراير 193026 مايو 1996) رائد تصوير وإخراج الرسوم المتحركة والخدع السينمائية في مصر والوطن العربي، مؤسس ورئيس قسم مراقبة الرسوم المتحركة بالتليفزيون المصري ثُم عمل مُستشاراً فنياً لوكالة الأهرام للإعلان، مصور فيلم “الخط الأبيض[1]” عام 1963 الحائز على الجائزة الأولى الذهبية في المهرجان الدولي للتليفزيون بالإسكندرية سنة 1965، وأول من أحدث المزج بين الرسوم والتصوير السينمائى من خلال الكاميرا الأوكسبرى، وأول من أدخل الكمبيوتر ليتعامل مع كاميرا الرسوم بتقنية الصورة الهوائية المجسمة Aerial Images سنة 1980 وأدخل عليها بعض التعديلات واستخدمها في العديد من الإعلانات ومقدمات أفلام السينما المصرية، وشكل مع أخيه الفنان علي مهيب رائد الرسوم المتحركة في الوطن العربي ما اشتهر بإسم الأخوين مهيب في عالم الرسوم المتحركة والإعلان لمدة تزيد عن 35 عاماً حتى نهاية الثمانينيات[2][3].

نشأته

وُلد الفنان حسام مهيب في مدينة السويس في 23 فبراير1930 وترتيبه الرابع بين أبناء أسرته، وتلاه الفنان علي مهيب شقيقه الأصغر، رفيق دربه وزميله وصديقه ثم شريكه لاحقاً، وقد تبلورت بين أصابعه موهبة الرسم، وأصبحت ظاهرة يتميز بها بين أقرانه وأصدقائه وزملائه في مدرسة النيل الثانوية بالقاهرة وفيها أنهى دراسته الثانوية بتفوق، وكان أمله المنشود هو الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة العليا بالزمالك (كلية الفنون الجميلة حالياً) ولكن نظرة المجتمع والأسرة آنذاك لفنون الرسم والتمثيل والتصوير كانت قاسية، إذ اعتبرت هذه الفنون أنها عمل من لا عمل له، فرفض الوالدين الفكرة، وجاء الاختيار والموافقة الأسرية والترحيب بالتحاقه بكليه الحقوق جامعة فاروق الأول (جامعة القاهرة حالياً) و كان زملاء المرحلة شاب إسمه “صلاح جاهين” يعمل والده مستشاراً بمحاكم الحقانية، وهو الشاعر الثوري، ورسام الكاريكتير الموهوب، والشاب الثاني “سليمان جميل” الذي كافح من أجل الحصول على الليسانس بالرغم من حبه للموسيقى وهو أخو الممثلة القديرة عايده كامل ومغنية السوبرانو “أميرة كامل”، والشاب الثالث “بليغ حمدي” والذى ظهرت فيما بعد موهبته الموسيقية الفذة.

أما حسام مهيب المحامي في ذلك الوقت فقد كان له شأن فيما سيلي ليصبح أحد رواد الرسوم المتحركه في عصرها الحديث، وكانت تسيطر عليه الأحلام وهو يتساءل هل صحيح سيُمكنه أن يرسم دون أن يسمع تحذيرات والديه ليترك الرسم وينتبه لدراسته؟ وفي هذا الوقت أنهى الفنان علي مهيب دراسته بالتوفيقية الثانوية وأحب هواية الرسم من أخيه الأكبر، فوافق الوالد على إلتحاق علي مهيب بكليه الفنون الجميلة، حتى لا تتكرر المأساه التى وضع إبنه الأكبر فيها.

البداية مع الرسوم المُتحركة

بدأ الأخوان حسام وعلي مهيب مرحلة تجارب على نفقتهما الخاصة لإشباع هوايتهما المشتركة في مجال الرسوم المتحركة، وكانت أول تجربه للأخوين حسام وعلي مهيب معاً عام 1958 والتي تولى فيها دور المصور الهاوي وصاحب الكاميرا في الوقت نفسه اللواء “عدلي الشريف” (الصاغ وقتئذٍ)، فقد تجمعت رغبات ومعلومات الثلاثة سوياً، الفنان علي مهيب يقوم بالرسم والصاغ عدلي شريف والفنان حسام مهيب يقومان بالتصوير كدر كدر frame by frame، واقتضى الأمر عمل منضدة لكاميرا التصوير تسمح بتثبيتها جيداً ووضع الإطار المناسب مع تثبيت إضاءة كهربائية على جانبي الكاميرا بزوايا تسمح بسقوط الضوء على مجال التصوير دون أن تُحدث إنعكاسات ضوئية ضارة على بؤرة العدسة، وصاحبت هذه التجهيزات تجهيزات أخرى للأدوات المستخدمة للتصوير، واستخدمت نتوءات التثبيت المعدنية pegs والتي يتم استخدامها في أعمال التحريك لتثبيت الرسوم، واحتوت هذه التجربة على تصوير موضوعات بدائية أخذت شكل نكات وطرائف وكذلك بعض تجارب للمقصوصات cut out وتحريك العملات المعدنية تحت الكاميرا إلى لقطات تحريك مرسومة للملك السابق فاروق تروي مغامراته وصحوة المواطن المصرى الغلبان، ومن هنا جاء أول فيلم مصري تحت عنوان “سقوط الملك فاروق”، وكانت مدته ثلاث دقائق ونجح كأول فيلم رسوم متحركة بأيدي مصرية في تاريخ مصر سنه 1960 بعد فيلم مشمش أفندى (للأخوين فرانكل) في ثلاثينيات القرن الماضي.

وكانت أفلام هذه المرحلة طويلة جداً بلغ زمن عرضها من 100 إلى 120 ثانية، وهي عمل شاق جداً لمن مارس الرسم والتحريك ثم التصوير صورة صورة لعدة أسابيع، وكان الأخوان حسام وعلي مهيب يشاهدان الفيلم مع الصاغ شريف من خلال شاشة عرض 8 مللي خاصة به على حائط الحجرة أو أي مسطح ورقي، وتفرقت المجموعة وانشغل الأخوان مهيب بالتفكير في إشباع هوايتهما في الرسم وتحريك الرسوم، وكان إيجاد الكاميرا هو العائق، وقد تعرفا على المصور السينمائي المحترف إسكندر نظير، وقد صنع بنفسه معملاً لتحميض الأفلام السينمائية، وكانت آلة التصوير 35 مللي، ولم تكن الكاميرا مجهزة للتصوير صورة صورة frame by frame، فحدث أن التقطت الكاميرا ثلاث أو أربع صور في المرة الواحدة بدلاً من صورة واحدة، ولذا ظهرت الحاجة إلى مونتاج لاستبعاد الكدرات الزائدة، وقد احتوت هذه التجربة على الكثير من عمليات التحوير Murph بين وجوه زعماء العالم مثل نهرو وعبد الناصر وغيرهما، وأظهرت التجربة مع خبرات التجارب السابقة في التحريك والتصوير ضرورة مواجهة حسام وعلي مهيب لعائقين أساسيين، أولهما أنهما وجدا أنفسهما مسؤولين عن تحقيق وتنفيذ جميع متطلبات الإنتاج السينمائي من رسم الشخصيات والخلفيات وهما المسؤولان أيضاً عن إيجاد الكاميرا والفيلم الخام ثم بعد ذلك التعامل مع المعمل لتحميض وطبع الأفلام وسداد قيمة التكاليف والحسابات المالية والبحث عن آلة العرض، والمسألة في النهاية لا تتعدى عدد من أمتار الفيلم تظهر لبضع ثواني تجري على الشاشة في لمح البصر، والعائق الثاني هو كيفية الحصول على الخامات والأدوات المطلوبة ومن أين، مما يتطلب إيجاد حلول وبدائل أخرى، حيث أنهما كانا يستخدما لفائف rolls البلاستيك المرن الذي يُستخدم في كسوة مقاعد السيارات لحمايتها من الأتربة وسرعان ما ظهر عيوب هذه الخامة وأنها ليست البديل الأمثل لشرائح السلولويد Celluloid التي عرفاها فيما بعد.

البداية مع التليفزيون المصري

وفى هذا الوقت كان الفنان علي مهيب مُعيداً بكلية الفنون الجميلة وكان الفنان حسام مهيب يعمل في موقع متميز في وزارة الخارجية، وتغير مسار الأخوين مهيب بسبب تجربة للفنان حسام مهيب كان تأثيرها جوهرياً في تغيير مسارهما، فحينما بدأ التليفزيون المصري إرساله من قصر عابدين سنة 1960 كان هناك من الرواد القليلين الذين تحملوا مسؤلية هذه البداية الفنان محمد سالم وكان زميلاً لعلي مهيب في مدرسه التوفيقية الثانوية، والفنان إسماعيل القاضي المخرج التليفزيونى المُميز وكان أول ظهور للفنان حسام مهيب ليس كفنان رسوم متحركة وإنما كممثل في عدد من الأدوار الثانوية في حلقات “سي جمعة” التى قام بكتابة النص والسيناريو فيها المخرج إسماعيل القاضي، وكانت هيئة وملامح الفنان حسام مهيب تؤهله للوقوف أمام الكاميرا وليس خلفها كمصور، تلك التجربة الفنية في التمثيل عادت عليه بخبرات غير محدودة ودراية طيبة لما يجري أمام الكاميرا وخلفها، ومهدت هذه التجربة بعد ذلك مع أخيه للفنان علي مهيب لإعداد مشروع الرسوم المتحركة المُرتقب وهكذا يُقدم الأخوان على الاحتراف بجرأه واستمتاع.

الفنان حسام مهيب في الاستوديو

وفي 13 مايو 1961 دخل الاخوان مهيب مبنى التليفزيون بناءاً على إختيار المهندس صلاح عامر رئيس التليفزيون في هذا الوقت والذي حرص أن تؤسس الرسوم المتحركة بأيدٍ مصرية واتصل بالدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام حينئذٍ وأبدى الدكتور عبد القادر حاتم اقتناعه بالمشروع لما عُرض عليه من تجارب الاخوين مهيب اللذان قد تعاملا فيما سبق مع أفلام الـ 8 مللي ثم الأفلام 35 مللي، وطلب من المهندس صلاح عامر إرسالهما في بعثات إلى البلاد المتقدمة في مجال التحريك خارج مصر.

ولدعم قسم الرسوم المتحركة برئاسة الفنانان حسام مهيب وعلي مهيب في التليفزيون المصري (التليفزيون العربي في ذلك الوقت) وفر التليفزيون سنة 1962 ثاني كاميرا أوكسبري في العالم Oxberry Animation Camera وهي من إنتاج شركة Neilson Hordell الإنجليزية، والتي اختُرعت في ألمانيا سنه 1957 واستُخدمت لأول مرة في ستديوهات ديزني Walt Disney الأمريكية، وأتقن الفنان حسام مهيب استخدامها واحترف توظيف إمكاناتها، وكانت الرسومات توضع على السلولويد الشفاف فوق منضدة تحتها إضاءة، ثم تكتب مفاتيح حركة الكرتون المرسوم، ويبدأ التصوير على يد الفنان حسام مهيب كدر كدر يدوياً، واشترك في العمل مجموعة من الفنانين الشباب تحت إشرافه، ومن هنا انطلقت أول تجربة للاخوين مهيب مع التليفزيون المصرى وكانت بداية الشهرة الحقيقية والاحتراف، وتحققت لمصر الريادة في التصوير باستخدام الكاميرا الأوكسبري في العالم العربي وأفريقيا، كما كان للأخوين مهيب الريادة في فن الرسوم المتحركة باستخدام أحدث التقنيات في ذلك الوقت.

سافر الفنان حسام مهيب عام 1966 في بعثة من التليفزيون المصري إلى تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الغربية وإنجلترا وهم من الدول المتقدمه في مجال تحريك الرسوم، لدراسة أحدث التقنيات في التصوير والرسوم المتحركة، وكان الفنان حسام مهيب حريصاً على أن ينقل خبراته ومشاهداته ومحاضراته إلى أخيه في القاهرة من خلال مراسلاته الأسبوعية، وحملت هذه الرسائل في طياتها الواقع، الأفكار، ونوعية الأجهزه والمعدات وأساليب التفكير التي كانت مُتبعة في هذه الدول في ذلك الوقت. وتعرف الفنان حسام مهيب خلال بعثة التليفزيون إلى إنجلترا سنة 1966على المهندس بيتر نلسن Peter Neilson أحد أكبر مُصنعي المعدات السينمائية في إنجلترا والعالم وأحد مالكي شركة نلسون هورديل المحدودة Neilson Hordell Ltd لإنتاج الرسوم المٌتحركة باستخدام الكاميرا الأوكسبري.

لم تكن تجربة الأخوين مهيب والتليفزيون المصرى الأولى في تاريخ الرسوم المتحركة إلا أنها أصبحت التجربة المصرية الأم وتفرعت منها ستوديوهات التحريك بدءاً من التليفزيون المصري إلى ستديو مصر إلى مدينة السينما ثم كثير من الاستديوهات الأهلية المتميزة ثم الاتجاه إلى تدريس مادة الرسوم المتحركه بالكليات والمعاهد.

قامت تجربة الأخوين مهيب والرسوم المتحركة في مصر وسط مجموعة من العوامل تفاعلت معها وكان لها انعكاسات واضحة وملموسة اقترنت بداية الإحتراف بمواجهة مسؤوليات فنية وإداريه متشعبة، وهي:

– إعداد واختيار الأجهزة والمعدات المحلية اللازمة

– إعداد الموضوعات و السيناريوهات التي يجري بواسطتها الاختبارات الفنية لتحديد نوعيه مواهب وقدرات الشباب المتقدمين بأمل الفوز بوظيفه “مُحرك” واختيار أفضلهم لقسم الرسوم المتحركة

– إعداد خطه لتدريب هؤلاء الفنانين الشبان الذين وقع عليهم الاختيار

– وضع الإطار المالي والإدارى المُناسب بما يُحقق نجاح التجربة من البداية ويضمن لها الاستقرار المُمتد المستمر وكذلك ترسيخ التقييم المالي القائم على التفوق الإنتاجى

تلك سمات تجربة الأخوين مهيب والرسوم المتحركة في مصر التي جعلت منها تجربة فريدة لتُصبح التجربة المصريه الأم في صناعة الرسوم المتحركة في مصر والوطن العربي.

فيلم الخط الأبيض

حسام مهيب في تصوير فيلم الخط الأبيض 1963

في عام 1962 حين استقر الفنانان حسام مهيب وعلي مهيب في التليفزيون المصري وتغلبا على ما واجههما من مصاعب، قام التليفزيون بتجهيز إداره الرسوم المتحركة بأول كاميرا أوكسبري Oxberry صُنعت خصيصاً لتصوير الرسوم المتحركة وكان استخدامها يدوياً أو شبه آلياً قبل عصر الكمبيوتر، وكان أكبر اختبار للكاميرا هو فيلم “الخط الأبيض” والذي حقق للسينما المصرية إنجازات لأول مرة في تاريخها، وحاز الفيلم على الجائزة الأولى الذهبية في المهرجان الدولي للتليفزيون بالإسكندرية سنة 1965، وحديثاً وصفه موقع السينما.كوم بأنه “تجربة كارتونيّة مبكّرة في التليفزيون المصري”[4].

الفيلم فكرة وسيناريو الفنان حسام مهيب وكان زمن الفيلم 22 دقيقه أبيض وأسود، والبطولة كانت للفنانة الشابة نيللى والفنان ماهر العطار ونوال الصغير. وبالإضافة إلى فكرة الفيلم والسيناريو كان الفنان حسام مهيب مديراً للتصوير، وقام المهندس محمد مهيب، الأخ الأصغر للأخوين مهيب، بتصميم ديكورات الفيلم، واشتركت في التصوير السيدة حفيظة الطوبجي زوجة الفنان حسام مهيب، والفنان عادل أنور والفنان الشاب فهمي عبد الحميد، وقام بالتلحين المُلحن الراحل سيد مكاوي والفنان حلمي بكر.

قبل هذا الفيلم جرت العادة في السينما المصرية على استخدام العرض الخلفي Back Projection بعرض فيلم للبحر أو فيلم لطريق مثلاً في الخلفية فيُوحي المشهد بأن الممثل على شاطئ البحر أو يقود سيارته على الطريق دون أن يكون هناك علاقة تزامنية بين الممثل والفيلم الذي يُعرض في الخلفية، ولكن في هذا الفيلم قام الأخوين مهيب بتحقيق تزامناً مُحكماً في الحوار الغنائي الذي دار بين الفتاة “نيللي” وبين الطيور على الشجرة وبين القلب المرسوم على جذع الشجرة.

في فيلم الخط الأبيض تم لأول مرة تداخل رسومات الكارتون المتحركة Character Animation مع السينما الحية والتزامن المُحكم Synchronization بينهما، مثلما ظهر بين المايسترو الكارتوني والراقصة نوال الصغير وهي تمتثل لحركة العصاة، وهذا التزامن يرجع إلى تفهم الفنان حسام مهيب ودراسته لقدرات الكاميرا وإمكانياتها وكانت الصورة النهائية على الشاشة ثابتة دون اهتزاز وهو ما عانت منه السينما المصرية لسنوات طويلة، وقد فتح التداخل بين السينما الحية والرسوم Synchronization باباً كبيرا لم يدخله أو يطرقه أحد من قبل.

وكانت السينما المصرية من قبل تعرض لقطات تحمل تعريضات Super Imposing لم يتجاوز تعريضين اثنين فقط، واستطاع الفنان حسام مهيب باستخدام الكاميرا الأوكسبري أن يُعيد التعريض على نفس الفيلم 5 أو 6 مرات بحيث تظهر البطلة نيللي في حوار غنائي مع نفسها في مواقف حوارية منفصلة متزامنة في كادر واحد دون أن يؤثر أي تعريض على سلامة أو جودة التعريضات الأخرى، وكذلك اللقطات التي جمعت البطلة مع فتاها الفنان ماهر العطار في رحلة خلوية تستعرض مواقع مُختارة تُظهر نهضة وآثار مصر في ذلك الوقت، 5 تعريضات منفصلة متزامنة على الفيلم ذاته مع إتقان مُحكم يرجع إلى حُسن توظيف الكاميرا، ولعل التصوير والإخراج لهذه الأغنية فتح باباً للاستخدام في الفيديو كليب Video Clip التي ظهرت فيما بعد على الفضائيات.

وبعد نجاح فيلم الخط الأبيض أصبح الفنانان حسام وعلي مهيب يمتلكان شهرة كنجوم السينما المصرية، ووظف الفنان فهمي عبد الحميد نجاحه في هذا الفيلم مع نفس الفنانة نيللي في فوازير رمضان بنجاح كبير. وبجانب الخط الابيض ، وعلى مدى ست سنوات في التليفزيون المصرى قدم الأخوان مهيب الكثير من الأعمال الناجحة ، والبرامج التليفزيونية الناجحه حين ذاك: مقدمة برنامج نافذة حول العالم – خمس خمسات – أمس واليوم – حكاية سبعمائة مصنع – ناس فوق وناس تحت – العسكري والحرامي – فوازير رمضان للقناتين المصريتين الأولى والثانية وبرنامج الرسم تحت الكاميرا. وقد تم تكريم الفنان حسام مهيب والفنان علي مهيب بوضع إسميهما في لوحة شرف التليفزيون المصري.

ستوديو مهيب

نما عشق الأخوين مهيب لفن الرسوم المتحركة وتطورت خبراتهما بعد احترافهما العمل في التليفزيون المصري مما دفعهما لتوظيف هذه الخبرات والقدرات الإبداعية إلى تأسيس الاستديو الخاص بهما في منتصف ستينيات القرن الماضي وكان أول ستديو رسوم متحركة في مصر والعالم العربي[5] وأدرك الفنان حسام مهيب مبكراً أهميه ودور الإداره في أي عمل وأن فن الرسوم المتحركة هو إداره قبل أن يكون فناً، إداره تحرك بوعي وعلم وعناصر الإبداع المختلفة والمتعددة لتُصدر لاحقًا نغماً واحداً متوافقاً في سيمفونية جميلة يسعد الناس بمشاهدتها قبل سماعها، وتحمل الفنان حسام مهيب مسؤلية الإدارة والتعامل الخارجي للاستديو وتصنيع الكاميرات والتصوير، أما الجانب الفني و الرسوم فكان مسؤولية شقيقه الفنان علي مهيب، وكان الفنان حسام مهيب يتعاون مع “أوهان” وهو فنان أرمني عبقرى كان يصنع الكاميرات التى يصعب استيرادها من الخارج و يشترك معه الفنان حسام مهيب في تصنيع الكاميرات، وبذلك تنامت خبرة وثقافه الفنان حسام مهيب في مجال التصوير وتقنياته ودعمهما بالقراءة والاطلاع على أحدث الأساليب والأجهزة.

لوجو مهيب.jpg

قام الأخوان مهيب بتصميم شعار ستوديو مهيب من شقين أساسيين، الأول الرسوم والثاني المتحركة، وبغير أحدهما تسقط الصفة عن الطرف الآخر، لذا كان لابد لشعار ستديو مهيب أن يشمل الشقين مجتمعين، وفضل الأخوان علي وحسام مهيب اختيار بالتة الألوان (التى يضع الرسام عليها ألوانه قبل مزجها ونقلها إلى لوحته) وترمز إلى الرسوم، أما صف الثقوب التى تظهر أسفل البالتة فإنها تُشير إلى ثقوب الفيلم وتعنى الحركة، وثبتت فرشتان متساويتان في الطول واللون لتدلل على الشراكه المتساوية للأخوين مهيب أخداً وعطاءاً.

لم يعاني الأخوان مهيب مطلقاً في أى وقت في تسويق أعمالهما، وقد تعامل ستوديو مهيب في البداية مع “وكالة روزاليوسف للإعلان” ثم تعامل الاستديو مع “وكالة الأخبار للإعلان” و”وكالة الأهرام للإعلان” وغيرها، وتوضح قوائم طلبات الإعلانات باستديو مهيب تقدير وكالات الدعاية والشركات المُعلنة لقدرات ستديو مهيب في مجال الرسوم المتحركة والإعلان، وكشفت قوائم طلبات الأعمال في تواريخ معينة أن بعضها يضم 20 إعلاناً مطلوبة للتنفيذ في وقتٍ واحد، وكانت معظم الشركات تُصر على تنفيذ إعلاناتها بالرسوم المتحركة في ستديو مهيب، ولهذا استقطبت واحتكرت وكالة الأهرام للإعلان أعمال ستديو مهيب وعينت كل من حسام وعلي مهيب مستشاراً فنياً لوكالة الأهرام للإعلان وهكذا اقترن اسم مهيب بالأهرام لفترة طويلة. كل واحد من هذه الإعلانات له ظروفه وأفكاره وأهدافه ووسائل تنفيذه، فمنها ما أخد شكلاً فرعونياً، ومنها ما يدخل إلى باطن الأم لينقل الرسالة الإعلانيه على لسان الجنين قبل ولادته، ولعل أغربها وأطرفها ذلك الاعلان الذي طلب من جمهور المستهلكين ألا يشتروا المنتج وجاءت الرسالة على لسان كبير الصراصير وهو يقول “أرجوكم لا تستعملوا ديكسان… ده مبيد خطير ليا ولاخواني المناشير”.

وقد تعامل حسام وعلي مهيب مع كثير من الموسيقيين و المخرجين، منهم الموسيقار محمد الموجي والموسيقار سيد مكاوى والموسيقار عبد الرحمن المصري والموسيقار عمار الشريعي، كما تعاملا مع الفنانة صفاء أبو السعود والفنان محمد منير والشاعر الغنائي عبد الوهاب محمد والمخرج نيازى مصطفى.

وكان أكثر الموسيقيين الذين تعامل معهم الأخوين مهيب هو الموسيقار عبد العزيز محمود بمستواه وكفاءة إنتاجه وصوته الدافئ، و يقول الفنانان علي وحسام مهيب أن عبد العزيز محمود كان يشكو من كثره طلب المستمعين لأغاني الإعلانات بدلاً من أغانيه الشهيرة وقد كتب الأديب الراحل أنيس منصورمقالة عن أغاني مهيب الإعلانية وكيف أثرت على طبيعة وزمن الأغنيه بمصر. وهناك الكثيرون الذين كتبوا كلمات إعلانات استديو مهيب ومنهم أحمد كامل عوض الصحفي بوكالة الأهرام، فقد كتب كلمات إعلانات رابسو والميلامين وعلي بابا. واتسع المجال ليشمل الدعاية لمنتجات كتيرة متباينة ما بين السلع الغذائية والاستهلاكية والكهربائية ولعل من اصعبها وأكثرها التزاماً الدعاية للبنوك والخدمات المصرفية والتأمين.

ومن أكثر المخرجين الذى تعامل معهم الفنان حسام مهيب هو المخرج عاطف سالم وكان كثير التردد على الاستديو، والذي أسند إلى الفنان حسام مهيب مهمة عمل خدع فيلم النمر الأسود على غرار فيلم روكي وكان من أشهر الأفلام الأمريكية في ذلك الوقت.

تربع الأخوان مهيب على عرش الرسوم المتحركة وعرش الإعلانات منذ بداية الستينيات وحتى أواخر الثمانينيات في وقت عصيب ملئ بالحروب والاستنزاف الاقتصادي، واستمرا بعد ذلك ولم يتوقفا، لم يغب شعار مهيب ورسومه عن الشاشة الفضية ورددت الأجيال كل أغاني اعلاناتهما، كان زمن الإعلان دقيقة أو دقيقتان مما أثر على زمن وطبيعة الأغنية في مصر بعد ذلك، وأفرزت مدرسة مهيب منذ بدايتها بالتليفزيون المصري أجيالاً استمرت في التليفزيون وأخرى انتقلت إلى ستديو مصر وإلى المركز القومي للسينما وإلى كليات الرسوم المتحركه، ومن أبناء وتلاميذ ستوديو مهيب الفنان محمد حسيب والفنان فهمي عبد الحميد والفنان رؤوف عبد الحميد، والفنان رضا جبران، والفنانة فايزه حسين، والفنان نصحى إسكندر، والفنان عادل أنور، والفنان أحمد سعد، والدكتورة منى أبو النصر والفنان ستالين الرملي، والفنانة شويكار خليفة، والدكتور عبد الناصر أبو بكر الجوهينى، والفنانة ليلى مكين، والفنانة عطيه خيري، والفنانة إقبال فريد و الفنان طارق رشاد.

قام ستديو مهيب بعمل مقدمات العديد من الأفلام، منها:

وكان حسام مهيب أول من أستخدم تقنيه الصورة الهوائية المجسمة Aerial Images سنة 1980 واستخدمها في تصوير مقدمة فيلم النمر الأسود سنة 1984. وقد استخدم الفنان حسام مهيب هذه التقنية أيضاً في تصوير إعلانات الثمانينيات مثل إعلان سيما (مصاصة) و إعلان لورد (أمواس حلاقة).

واتجه ستديو مهيب في الفترة ما بين 1967 و 1973 إلى الجانب الإعلامي وإطار إعداد المواطن للحرب والحث على الكتمان وعدم الثرثرة فيما لا يعرفه وتجنب ترويج الإشاعات مثل فيلم “كلمة في سرك” سنة 1970 وأنتج إعلانات عن السلوكيات مثل احترام قواعد المرور ونظافة البيئة وتجنب الضوضاء ومحاربة التواكل والإهمال والقضاء على “زي بعضه” و”معلش” والتى غناها الفنان محمد منير “شعب عايز يتقدم، لازم يحطم معلش”.

فيلم السويس 73

لم يقتصر ستديو مهيب على الإعلان بل قدم العديد من الأفلام القصيرة مثل “السويس ٧٣”، حيث تعرضت مدينة السويس الباسلة مسقط رأس الأخوين مهيب إلى الدمار الشامل بفعل حرب الاستنزاف وجاءت مؤسسة الأهرام بناءاً على اقتراح من الفنان حسام مهيب لتولي إنتاج فيلم تاريخي يُعبر عن الدراما الإنسانية الهائلة وجاء هذا الفيلم بتجربة مختلفة، فقد دخل الأخوان مهيب مدينة السويس مع طاقم التصوير بأكمله وليس لديهما أدنى فكرة أو خط درامي يُمكن اتباعه أو الالتزام به، المهم كان العودة بلقطات تصور الدمار الذي لحق بمدينة السويس خاصةً بعد وقف إطلاق النار ودخول العدو الإسرائيلي إلى المدينة لاستكمال حصارها فكثير من المعارك والبطولات الهائلة جرت على أرض السويس حينئذِ، وعاين الأخوان مهيب المدينة كلها فصورة المأساة كانت مروعة، والمدينة كانت فارغة من السكان تماماً والكاميرا مُحملة على سيارة تستطيع أن تصور خمس دقائق متصلة أو أكثر دون ترى أي علامه لبشر، في خلال تسع أيام تم تصوير أقصى وأفضل ما يمكن تصويره للتعبير عن حجم المأساة في مدينة بلا أسواق أو طعام، بلا ماء يصلح للشرب، بلا دورات مياه، بلا سرير نظيف يمكن أن يُريح جسد الانسان و بلا وسيلة لمحاربة الناموس والقوارض والفئران، لقد كانت بطولة أخرى عاشها الباقون من أهل المدينة والذين أصروا على البقاء بها وحمايتها بأرواحهم، 9 أيام عاشها طاقم التصوير مثل أهل السويس البواسل، تم التصوير وعاد الطاقم لكتابة السيناريو مع مراجعة اللقطات وتكرار ترتيبها مراراً، أتت الفكره من الفرق الشاسع بين الحياة في العاصمة القاهرة وبين الحياة القاسية في السويس وباقى مدن القناة، فخرج الفيلم يحكي بالصوت قصة فتى و فتاة على أعتاب الزواج يستعرضان آمالهما وبكل سعادة والمرح نسمع أصواتهما في الهاتف يتواعدان لشراء الشبكة بينما الصورة لا تُظهر سوا الهاتف مدمراً و سماعته تتأرجح في الهواء، نسمع أصوات الحياة والسعادة والمرح ونرى الحقيقة الموجعة ونشاهد صور الألم والموت والدمار، أظهر الفيلم تباين بين الصوت والصورة، بين من يريد الحياة ومن يريد الدمار والموت، ونسمع في آخر الفيلم تكبيرات صلاة العيد،و اجراس الكنيسه إيذاناً بالانتصار وإنقشاع الغمة ومولد أمل جديد، تقاسم الاخوان مهيب بطولة هذا الفيلم بين كاميرا الفنان حسام مهيب والكرين والعدسات الشاريوهات وإضاءاته وخدع تصويره الذكية وبين مونتاج صوت و صورة نفذه بيده الفنان علي مهيب على أجهزه المونتاج بالاستديو، حصل الفيلم على جوائز كثيرة في مصر وألمانيا، جوائز إخراج وأخرى للتصوير، وجائزة للصوت الذي أخرجه المخرج الإذاعي الكبير “محمد علوان”.

تأثير إعلانات ستوديو مهيب في ثقافة وسلوكيات الشعب المصري

كان لأسلوب إعلانات مهيب الهادفة والتوظيف المحترف للرسوم المتحركة في توضيح وتوصيل فكرة الإعلان تأثيراً كبيراً في ثقافة وسلوكيات المجتمع المصري بل وامتد للدول العربية المحيطة، ولم يكن هذا التأثير فقط في نفس توقيت هذه الإعلانات (من الستينيات وحتى الثمانينيات) بل إمتد التأثير حتى يومنا هذا، فقد تحولت بعض إعلانات الأخوين مهيب إلى جمل يتدوالها العامة في مواقف مختلفة وإلى إفيهات وقفشات مثل “أنا الميلامين.. أنا جامد ومتين” و”أنا إسمي المسحوق رابسو” و”طيران طيران ع البوستة” و”شهادات الإستثمار” و”ديكسان.. أنا رحت في خبر كان” و “ست سنية سايبة الميه ترخ من الحنفية” وغيرها.

وتعدى هذا التأثير لإعلانات ستوديو مهيب حدود العامة فأصبحت عناوين ومقدمات لمقالات ومقدمات برامج في الإعلام. وعلى سبيل المثال تنولت وسائل إعلام عديدة تمسك الشعب المصري بتسمية الجبن المطبوخ بمصطلح “المثلثات” اقتباساً من إعلانات مهيب كما ورد في العديد من المواقع الألكترونية ومواقع الأخبار مثل موقع إم إس إن [6] msn وموقع إذاعة نجوم إف إم[7] والموقع الإخباري “مصراوي”[8] ووصفه كتاب كنت صبيًّا في السبعينيات[9] كما تناول نفس الموضوع الإعلامية منى الشاذلي في برنامجها “معكم منى الشاذلي” على قناة سي بي سي الفضائية بتاريخ 23 مارس 2017 وناقشت أيضاً إعلانات شهادات الإستثمار وأيس كريم مصر للألبان وبيروسول.

كما كتب الدكتور عمرو عبد السميع في عاموده اليومي في جريدة الأهرام المصرية بتاريخ 2 سبتمبر 2014 مُنتقداً وزارة الثقافة وضارباً لها المثل بنجاح الحملة الإعلانية التي قادها الفنان حسام مهيب في الستينيات لنشر الثقافة المائية فحول النص والأغنية إلى رسالة إتصالية نافذة ومؤثرة وجميلة وضاحكة وبسيطة وتحول إعلان “ست سنية” إلى شعار قومي[10]، ونشر موقع “صدى البلد” الإخباري بتاريخ 23 فبراير 2018 في ذكرى ميلاده تأثير أعمال الفنان حسام مهيب في الشعب المصري بعنوان “هكذا إنتصرنا”[11] وكذلك إحتفت به القناة الرئيسية لشبكة قنوات دي إم سي dmc ببرنامج “8 الصبح” في فقرة “أنا المصري”[12].

خبرات حسام مهيب الفنية

BKSTS.jpg

كان الفنان حسام مهيب مستشاراً فنياً لشركات تصوير انجليزيه وتم انتخابه سنة 1979 عضواً في جمعية التصوير والصوت والتليفزيون في لندن The British Kinematograph, Sound and Television Society (BKSTS).

وقد كان الفنان حسام مهيب مدير تصوير مُحترف مُبتكر يتعاون مع كل فريق العمل في تطويرالرسوم المُتحركة وإنتاج وإخراج الأعمال الفنية، ولم يكتفي بذلك فقط بل حمل المسؤولية الكاملة عن التعامل الإحترافي مع أجهزة الاستديو، وكان دائم الزيارة إلى إنجلترا لشراء الأجهزة ومستلزماتها بنفسه، واهتم أيضاً بصيانة أجهزة الاستوديو لدرجة أنه كونّ ورشة صغيرة يعمل فيها بيديه ويطور كل احتياجات الاستديو والعمل الفني من قطع غيار ووسائل لإنتاج العمل الفني، وكانت لديه مخرطة يعمل عليها بنفسه وكان بارعاً في تبديل نمط الكاميرات والتغلب علي كل معوقات التصوير وإدخال تعديلات علي معدات التصوير بما يُحقق فكرة معينة أو لتنفيذ خدعة سينمائية مطلوبة، وكان المهندس بيتر نلسون Peter Neilson أحد أكبر مُصنعي المعدات السينمائية في إنجلترا والعالم وأحد مالكي شركة نلسون هورديل المحدودة Neilson Hordell Ltd لإنتاج الرسوم المٌتحركة باستخدام الكاميرا الأوكسبري دائم الزيارة لاستديو مهيب بالقاهرة لاقتباس التعديلات التي يبتكرها الفنان حسام مهيب علي المعدات وادخالها في إنتاج الشركة الجديد، وكان حسام مهيب وكيلاً للشركة في مصر والشرق الأوسط ومستشاراً لها منذ مطلع السبعينيات.

يقول الأستاذ الفنان عبد القادر الكراني (وهو من أقاربه وتلميذه وعمل معه في الاستديو من سنة 1977 حتى وفاته سنه 1996) أن الفنان حسام مهيب لم يكن يعترف بمعوقات أو صعوبات، وتعلم منه فن الابتكار وتحدي المشكلات والوصول لحلول فعالة بوسائل بسيطة لدرجة تبديل نمط الكاميرا نفسها والتغلب على معوقات التصوير بما يحقق فكرة معينة أو خدعة مطلوبة لتكامل العمل الفني.

تكريم نقابة المهن السينمائية.jpg

كان الفنان حسام مهيب يلعب دائماً دور الجندي المجهول في الأعمال الفنية التي ذاع صيتها في مصر والوطن العربي حيث كانت عبقريته خلف الكاميرا وفي إدارة إنجاز هذه الأعمال، ولم ينل حسام مهيب التكريم اللائق في حياته رغم حصوله على العديد من شهادات التقدير والتكريم ومنها وضع إسمه في لوحة شرف التليفزيون المصري، بالإضافة لمنحه شهادة تكريم من نقابة المهن السينمائية في مصر بعد وفاته.

توفي الفنان حسام مهيب يوم الأحد 26 مايو 1996،و توفى أخيه و رفيق دربه الفنان على مهيب في سبتمبر2010،وأغلق ستديو مهيب تماما بعد وفاتهم ، ولا تزال الأجيال المتعافبة تُردد التراث الذي علق في ذاكرتهم من أعمال الأخوين حسام مهيب وعلي مهيب وحتى اليوم، التراث الذي استمر لمدة تزيد عن 35 عاماً حتي نهاية الثمانينيات حَفِل بالمشاق والصعاب وكثير من التحديات في وقتٍ كانت التقنيات لا تزال بدائية مقارنةً بعصرنا هذا.

قائمة ببعض الأعمال

  • فيلم سقوط الملك فاروق 1960 (فيلم رسوم متحركة قصير) – مع الفنان علي مهيب – أول فيلم رسوم متحركة بأيدي مصرية في تاريخ مصر.
  • حلقات “سي جمعة” مع بدايات التليفزيون المصري (الفنان حسام مهيب ممثلاً).
  • فيلم الخط الأبيض 1962 – فكرة وسيناريو مدير التصوير حسام مهيب، واخراج على مهيب – حاز على الجائزة الأولى الذهبية في المهرجان الدولي للتليفزيون بالإسكندرية سنة 1965.
  • مقدمة برامج نافذة حول العالم – خمس خمسات – أمس واليوم – حكاية سبعمائة مصنع – ناس فوق وناس تحت – العسكري والحرامي.
  • فوازير رمضان للقناتين المصريتين الأولى والثانية في الستينيات.
  • برنامج الرسم تحت الكاميرا.
  • إعلانات ستوديو مهيب للرسوم المتحركة:
    • بوب – ديكسان – مصر للبترول – سجائر فلوريدا – سجائر نفرتيتي – ريري – سلسلة إعلانات سي كولا (سيكو افندي) – سيجال – سيليني – هيلكوميتلز – بيروسول.
    • مين (أنا الميلامين) لشركة البلاستيك الأهلية – تأليف أحمد كامل عوض – غناء وتلحين عبد العزيز محمود – وكالة الأهرام للإعلان.
    • علي بابا (مصرول) لشركة مصر للبترول – 1967 – تأليف أحمد كامل عوض – وكالة الأهرام للإعلان.
    • سلسلة إعلانات مصر للألبان – وكالة الأهرام للإعلان:
    • رغاوي (رابسو) 1968 – والذي اشتهر بجملة “أنا إسمي المسحوق رابسو” – مع الفنان سيف الله مختار – وكالة الأهرام للإعلان.
    • طيران طيران ع البوسطه (دفتر توفير البريد) – غناء وتلحين عبد العزيز محمود – وكالة الأهرام للإعلان.
    • سلسلة إعلانات شهادات استثمار البنك الأهلي المصري – وكالة الأهرام للإعلان:
    • سلسلة إعلانات تنظيم الأسرة، ومنها:
      • إعلان بصوت الكوميديان والمونولجست أحمد الحداد (الذي اشتهر بشخصية الرغاية)
      • أم الهنا – باستخدام تقنية Aerial Image – بصوت الفنان عبد المنعم مدبولى
    • سيما (مصاصة) – باستخدام تقنية Aerial Image
    • لورد (أمواس حلاقة) – باستخدام تقنية Aerial Image
  • الفيلم الإعلامي “كلمة في سرك” سنة 1970 – للتوعيه بعدم ترويج الشائعات (قبل حرب أكتوبر 1973).
  • فيلم السويس 73 (فيلم وثائقي) – ستوديو مهيب – حاز على جوائز مصرية ودولية للتصوير والصوت.
  • مقدمات أفلام قام بها ستوديو مهيب واستخدم فيها الفنان حسام مهيب الكاميرا الأوكسبري:
  • مقدمات أفلام قام بها ستوديو مهيب واستخدم فيها الفنان حسام مهيب الكاميرا الإريال إيمدج (تقنية الصورة الهوائية المجسمة):
  • خدع سينمائية قام بها الفنان حسام مهيب في أفلام:
  • مسلسل كارتون “مشقاص سواح” 1979 – أول مسلسل كارتون عربي (مصرى-سعودي) – 30 حلقة – تصوير حسام مهيب، رسم وتحريك على مهيب، وإنتاج الممثل السعودي حسن دردير الذي اشترك في الغناء بالحلقات مع الفنانة صفاء أبو السعود.

مراجع

[13] [14] [15]

  1. ^ “الخط الأبيض (فيلم)”. ويكيبيديا، الموسوعة الحرة. 2017-01-02.
  2. ^ “غدًا.. الأب الروحي للرسوم المتحركة ‘على مهيب’ بالأعلى للثقافة”. جريدة الدستور. اطلع عليه بتاريخ 17 مارس 2017.
  3. ^ “أفلام الكارتون المصرى على حافة الهاوية 1 2”. www.rosaeveryday.com. اطلع عليه بتاريخ 17 مارس 2017.
  4. ^ “”الخط الأبيض”.. تجربة كارتونيّة مبكّرة في التليفزيون المصري”. elCinema.com. اطلع عليه بتاريخ 22 أبريل 2018.
  5. ^ بلدي، السويس. “حلاوة زمان ..حلاوة اليوم : الفنان السويسي على مهيب”. السويس بلدي | Suez Balady. اطلع عليه بتاريخ 17 مارس 2017.
  6. ^ “لماذا يطلق المصريون على الجبنة المثلثات اسم “نستو”؟”. www.msn.com. اطلع عليه بتاريخ 17 مارس 2017.
  7. ^ “معاك في السكة.. شاهد.. لماذا يطلق المصريون على الجبنة المثلثات اسم نستو؟ | نجوم إف إم”. نجوم إف إم (باللغة الإنجليزية). 2017-03-13. اطلع عليه بتاريخ 17 مارس 2017.
  8. ^ “لماذا يطلق المصريون على الجبنة المثلثات اسم “نستو”؟ – فيديو”. Masrawy. اطلع عليه بتاريخ 17 مارس 2017.
  9. ^ الشكور، محمود عبد (2016-02-01). مهيب&f=false كنت صبيًّا في السبعينيات تحقق من قيمة |المسار= (مساعدة). Al-Karma. ISBN 9789776467361.
  10. ^ “ســت ســـنية.. وجابر عصفور”. الأهرام اليومي. اطلع عليه بتاريخ 13 أبريل 2017.
  11. ^ “في ذكرى ميلاده الـ88.. حسام مهيب رائد الرسوم المتحركة: هكذا انتصرنا..فيديو”. صدى البلد. اطلع عليه بتاريخ 22 أبريل 2018.
  12. ^ “8 الصبح – فقرة أنا المصري عن ” حسام الدين مهيب ” رائد الرسوم المتحركة في مصر”. شبكة عيون الإخبارية. 2018-02-23. اطلع عليه بتاريخ 22 أبريل 2018.
  13. ^ “أول من صنعوا الرسوم المتحركة في مصر (ملف خاص)” . موقع مصراوي . اطلع علية بتاريخ 8-7-2017
  14. ^ “الأخوان مهيب.. اللي بنى الرسوم المتحركة في مصر (ملف خاص)” . موقع مصراوي . اطلع علية بتاريخ 11-7-2017
  15. ^ “فوازير رمضان سنة 1973” . موقع فى الفن . اطلع علية بتاريخ 28-5-2017 نسخة محفوظة 10 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.