“إبراهيم جزاع”… يطرق أبواب الواقع بالفن الساخر

أيهم طفس

الاثنين 22 شباط 2010

في رسوماته نبض الوطن الذي يسكن فؤاده، وهموم المواطن، تقض مضجعه مشاهد المعاناة والألم والحرمان فراح يجسدها رسوماً بالريشة والورق. في هذا اللقاء يعبر الفنان “إبراهيم جزاع” عن مكنونات رسمه، وتجسيده للحالة الوطنية والقومية والاجتماعية، كيف لا يكون ذلك وهو واحد من أبناء جيل رضع المعاناة ليفطم بعد ذلك على صبر الغربة وليلها الطويل.

تكبير الصورة

eHasakeh التقى الفنان “إبراهيم جزاع” وكان لنا معه اللقاء التالي:

* حدثنا عن البدايات وكيف ظهرت ميولك الفنية في التوجه نحو هذا النوع من الرسم؟

** بدايتي كبداية أي فنان يطمح للوصول الى الشهرة والأضواء لكن ما يميزني عن البقية هو أنني تمثلت الواقعية ورحت ألامسها بكل تجرد وموضوعية وأحاكيها في دقتها وموضوعيتها حيث كانت البداية عن طريق الرسوم في المراحل الدراسية في الابتدائية والإعدادية إلى أن وصلت مرحلة الاحتراف، بعدها انطلقت إلى الخليج العربي لتكون بداية لمسيرة الاحتراف التي يعيشها “إبراهيم جزاع” اليوم.

أما عن تخصصي في هذا المجال فيمكن القول إنني ابن الواقع التجريدي الموضوعي الذي لا يعرف سوى تحويل الواقع إلى رسوم تعبر عن الحياة اليومية بكل مشاكلها وجمالياتها.

* هل يمكن للمأساة أن تساهم في المسألة الإبداعية بشكل أكبر وأوسع؟

** حياة الإنسان ليست إلا باكورة من المشاعر والأحاسيس فما بالك إذا كانت متصلة لا بل ملتصقة في حياة الرسام والناقد والأديب وللمعاناة قصة طويلة في حياتي حيث إنها ساهمت في التناغم الكبير بيني وبين ذاتي وكانت صلة الوصل بيني وبين الإبداع الكاريكاتيري لدي لأنها أججت مشاعري وألهمت نفسي لإبداع الرسوم التي تعبر عن المعاناة البشرية بالشكل العام وعن معاناتي كشاب طامح ويرغب في الوصول بالشكل الخاص، خاصة أنني عشت أغلب حياتي الفنية في غربة عن بلدي ووطني وهذه

تكبير الصورة
الفنان إبراهيم جزاع

كانت أكبر معاناة عاصرتها وأخيراً أنا مواطن من هؤلاء الذين يشاركونني ويعيشون المعاناة معي.

* هل من الضرورة أن يكون فنان الكاريكاتير سياسياً أو محللاً في السياسة ليتمكن من الرسم؟

** من وجهة نظري الخالصة يمكنني أن أقول إن فن الكاريكاتير هو فن الواقع المتجرد، وليس من الضروري أن يكون فنان الكاريكاتير مرتبطاً بالمهنة السياسية أو أن يكون محللاً سياسياً لكن من أهم مقومات الفنان الكاريكاتيري أن يكون مواطناً بالدرجة الأولى وله اطلاع وتفكير ثقافي عميق ليستطيع إفراغ ما في جعبته على الورق.

* الطفولة أين هي في رسوماتك؟

** عندما كنت صغيراً عشت الطفولة بجميع أشكالها ورسمتها بالشكل الذي رأيته مناسب، لكنني وبعد التخصص تحولت تلك النظرة الطفولية إلى النظرة الشمولية التي تجسدت برسوماتي في تلخيص المعاناة التي يعيشها كل طفل في أرجاء المعمورة وخاصة في “فلسطين” الجريحة وما يحصل من إراقة وسفك لدماء الأطفال كما أنني رسمت مؤخراً المعاناة التي عاشها أطفال “هاييتي” المنكوبة، وتطرقت في رسومات الأطفال إلى رسائل التوعية للتربية المثلى عن طريق احترام الكبير والتقيد بأصول التربية الحسنة.

* ما الذي يجمع بين الكاريكاتير وعلم النفس؟

** علم النفس هو ميدان خصب والإبحار فيه أمر صعب لكن الجمع بين علم النفس والكاريكاتير أمر ضروري لأن النفس البشرية هي التي ترسم وتجسد على الورق، كما أنني اعتبر

تكبير الصورة
مقاربة للواقع

أن علم النفس يأتي مكملاً لعمل الفنان في هذا المجال لأن النفس البشرية هي التي توحي للفنان بالرسم في كافة الحالات البشرية من حزن وفرح ومعاناة وألم.

* من الفنان الذي تأثرت فيه؟

** عرف فن الكاريكاتير العديد من الأسماء اللامعة لكنني تأثرت بشكل خاص بالفنان الكاريكاتيري “علي فرزات” لأنه موسوعة في عالم الكاريكاتير ولأنه وباختصار أصبح علم لبلد الكاريكاتير.

* هل هناك مواقف صعبة ولا تحب أن ترسمها؟

** أقول وبكل تجرد وموضوعية بأن كل شيء قابل للرسم وكل ما أستطيع أن أتخيله وأعبر عنه أقوم برسمه لأنه لا يوجد قيود على الكاريكاتير لأنه نبض الشارع وصورة الحقيقة.

* هل رسمت شخصيات معروفة؟ من هي؟

** خلال مسيرتي الفنية رسمت العديد من الشخصيات المعروفة والعالمية “بوش” و”كلينتون” وأخيراً “اوباما” كانوا وجبة دسمة لرسوماتي لأنهم حديث الشارع وحديث الساحة حالياً.

* برأيك هل يتقاطع فن الكاريكاتير مع الفن التشكيلي؟

** فن الكاريكاتير لا يتقاطع مع أي من الفنون الأخرى بل يأتي مكملاً للمنظومة الفنية بكافة أطيافها وأشكالها، وفي النهاية كافة أنواع الفنون تلتقي مع الكاريكاتير لأنها تجسد الواقع وتحاكي مشاكله.

* ماذا عن المعارض الفنية ومشاركاتك بها؟

** أعمل اليوم في “مجلة الدوحة القطرية” كما أنني تعاملت مع العديد من الجرائد الرسمية والمجلات أذكر منها “مجلة العرب القطرية” و”التايمز”

تكبير الصورة
للأطفال جانب من الرسوم

البريطانية” وفي جعبتي أكثر من معرض فني في “البحرين” و”لندن” و”الإمارات” و”دبي” و”السعودية” و”الكويت”.

* في مجال الجوائز ما أهم الجوائز التي حصلت عليها؟

** أبرز الجوائز التي حصلت عليها كانت تلك التي تتعلق بعملي المهني حيث شاركت في مهرجان نحو فضاء إعلامي مسؤول والذي يتعلق بالفضائيات الهابطة، ونلت جائزة صحافة الكاريكاتير في “قطر” لعام/2009/ كما أنني كان لي الشرف أن أنال جوائز في مهرجانات الشبيبة ورواد الطلائع عندما كنت يافعاً.

الجدير بالذكر أن الفنان “إبراهيم جزاع” من مواليد مدينة “الحسكة” عام /1978/ ويعمل حالياً في “مجلة الدوحة القطرية”.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.