“دحام السطام”: المسرح جاء متأخرا إلى “الحسكة”

عبد الغفور الملحم

الأربعاء 25 تشرين الثاني 2009

المسرح ذلك الفضاء الرحب الذي يترامى في أحضانه عشاق الحرية والوطن، وخشبته المقدسة التي ارتوت بعرق المبدعين مشكلة معه أعذب النوطات الفكرية.. المسرح الذي قدم لنا أعلاما في سماء الفن السوري الملتزم يستحق أن نخلص له ونتحدث عن أهم الذين عملوا ويعملون فيه ، والفنان “دحام السطام” هو أحد هؤلاء الأعلام .

تكبير الصورة

مراسل موقع eSyria بتاريخ 20/11/2009 التقى الفنان “دحام ” فتحدث بدوره عن بدايات مشواره الفني بالقول:

«كان ذلك عام /1985/ عبر مشاهد مسرحية قصيرة في المدارس والمعسكرات مع مجموعة من الأصدقاء، هي محاولات جادة لإخراج وإظهار طاقاتنا المسرحية، كان في تلك السنوات ثورة مسرحية هائلة بـ”الحسكة” تتضمن أسماء عريضة على المستوى المحلي منهم: “فواز الحسين” و”محمود الصالح” و”محمد رسول” و”محمود معيسر”، وذات يوم وبالصدفة التقيت بالمخرج “محمد رسول” في المركز الثقافي بـ”الحسكة” وأخذ بيدي إلى المخرج “محمد دعبول” الذي كان متواجداً بالمركز يشرف على بروفات مسرحية له، حيث عرفني عليه شارحاً له وضعي، لحظتها كنت أرتجف من الخوف والرهبة.. بعدها عملت معه أول عمل مسرحي كامل وأسمه “الشحاذين” النص لـ”ممدوح عدوان”، بعدها تتالت الأعمال المسرحية ومع عدة مخرجين.. في عام /1988/ قمت بإخراج أول نص مسرحي وهو “تل الحنطة” لـ”نجم الدين السمان” ثم تتالت بعدها الأعمال ما بين ممثل ومخرج في العديد من الفرق المسرحية كفرقة اتحاد عمال “الحسكة” و”حماه” واتحاد طلبة “الحسكة” و”حماه” واتحاد شبيبة “الحسكة”».

وعن تجربته بمسرح الطفل قال: «هي تجربة غنية، حيث كان للطفل مكانة

تكبير الصورة
دحام في مسرحية المنشار

كبيرة في ذاتي ولعل ذلك لأسباب تتعلق بطفولتي.. ترافقت أعمالي بأعمال خاصة للأطفال عرضت على كامل مساحة المنطقة الشرقية من سورية تقريباً “الرقة”- “دير الزور”- “الحسكة” على مبدأ المسرح الجوال، والبداية كانت عام /2002/ من مديرية الثقافة بـ”الحسكة” وبأدوات متواضعة وكما تعلمون بأن مسرح الطفل مكلف.. كما كلفت أيضاً من قبل مديرية المسارح والموسيقى بإخراج عمل مسرحي للأطفال أسمه “مرحى للشاطر” ضمن مهرجان “ربيع الأطفال” السنوي».

وعن تجربة فرقته الخاصة “بصمة” ونتائجها أضاف: «جاء تأسيس الفرقة على ثلاث مراحل، أولها مع اتحاد عمال “الحسكة” ثم مع مديرية الثقافة وأخيراً مع مجلس مدينة “الحسكة” عام /2006/ لتخرج بحلتها الجديدة تحت أسم “بصمة” لتحلق من جديد في فضاءات المسرح الرحب محققة نتائج مرضية أهمها: جائزة ثاني أفضل عرض عن مسرحية “الفارسة والشاعر” في مهرجان “الثورة” عام /2006/ بالإضافة لحصولها على ثلاثة جوائز أخرى من ذات المهرجان هي: أفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل تقنيات، وفي ذات المهرجان عام /2007/ حصلنا على جائزة ثاني أفضل عرض وأفضل تقنيات، وفي المهرجان العمالي بـ”دمشق” عام /2001/ حصلنا على جائزتي ثالث أفضل عرض وأفضل ممثل، وفي ذات

تكبير الصورة
دحام في عمل تاريخي

المهرجان عام /2003/ حصلنا على المركز الثاني لأفضل عرض مناصفة. كما لفرقة بصمة مشاركات عدة منها افتتاح مهرجان “الخابور” الثقافي ولثلاثة مواسم متتالية».

لم يغب المسرح القومي عن حديث “السطام” حيث قال عنه: «بدأ المسرح بمحافظة “الحسكة” منذ أربعينيات القرن المنصرم، وقد أنجبت الحسكة أسماء عريضة في عالم المسرح رفدت به الفن السوري ليكونوا فيما بعد أعلاماً بين أقرانهم ومنهم: “سليم حانا” و”سلوى سعيد” و”اسكندر عزيز” و”فؤاد الراشد”، وقد كانوا من السباقين في تشكيل اللبنات الأولى للمسرح القومي بـ”دمشق”، ومن خلال ما تقدم أرى أن قرار وزير الثقافة بتشكيل مسرحٍ قومي بالحسكة عام /2008/ جاء متأخراً بل ومتأخراً جداً.. نقوم اليوم ببروفات العمل الثاني له وهو بعنوان: “في عرض البحر” الإعداد والإخراج لي، وقد لامسنا دعماً من مديرية المسارح والموسيقى ومديرية ثقافة الحسكة ومحافظة الحسكة، بينما كان العمل الأول “المنشار” وهو من إخراج الدكتور المخرج “فيصل الراشد”».

المحور الأخير في حديث الفنان “دحام السطام” كان عن تجربته التلفزيونية وأهم المخرجين الذي عمل معهم فقال: «دخلت عالم التلفزيون عن طريق النجم السوري “سلوم حداد” في مسلسل تاريخي اسمه “المتنبي” عام /2001/

تكبير الصورة
فرقة بصمة في مسرحية مرحى للشاطر

بعد رؤيته لي في أحدى مسرحياتي في أحد المهرجانات المركزية، ثم تتالت مشاركاتي التلفزيونية في أعمال تاريخية ثم انتقلت إلى الدراما، من أهم تلك الأعمال: “الحصرم الشامي”- “هدوء نسبي”- “حكايا الليل والنهار”- “أشياء تشبه الحب”- “صقر قريش”- “الظاهر بيبرس”- “سيف بن ذي يزن”- “السيرة الهلالية”- “محسن الهزاني”.. ومن أهم المخرجين الذين عملت معهم: “نجدت أنزور” و”شوقي الماجري” و”باسل الخطيب” و”محمد الشيخ نجيب”».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.