“ناصر الحاج”.. التصوير رؤية فنية بلغات خاصة

عبد العظيم العبد الله –الخميس 27 أيلول 2012

اعتبرها لغة للعشق والجمال، ففيها كلّ عناوين الحب والسحر والهدوء، يرسمها كل من يحمل كاميرته ليبث روح التألق والإبداع في لقطته الفنية، فيضفي جمالاً وهدوءاً على أحاسيس المتلقي والمشاهد لتلك الصور الفنيّة.

تكبير الصورة

“ناصر عبدي الحاج” ابن مدينة القامشلي هو ذلك المصور الذي يحمل في جعبته الكثير من الأسرار حول بداية تعلقه بالكاميرا وفن التصوير، فأفضى لمدونة وطن بتاريخ 24/9/2012، عن هذه الأسرار والذكريات بالقول: «كنت تلميذاً في المرحلة الابتدائيّة، عندما تعلّقت بذلك الفن الجميل الذي يسحرُ الشخص من خلال بصمات الإنسان، فملك مشاعري واستهوى عواطفي، وكانت الانطلاقة من خلال قص الصور من المجلات ولصقها في لوحات عديدة وتعليقها على جدران منزلي وكان هذا العمل شغلي الشاغل، فبدأتُ أتلقى الإعجاب الكثير من المقرّبين والمحبّين بالتفنن الذي أصنعه في تلك الصور وأكدوا وجود معاني الجمال فيها لدرجة كبيرة، فما كان مني إلا أن جعلتها مهنتي وحبي، وارتبطت بها أقصد آلة التصوير ارتباط العاشق بمعشوقته».

يضيف: «وأكثر ما جذبني إليه، تلك المناظر الرائعة التي يسطّرها المصوّر من خلال آلة التصوير، وخلال رحلتي الدراسيّة في الإعداديّة كنت أقوم باستئجار الكاميرا من مصروفي الشخصي، وأقوم بتصوير كل ما هو موجود من مناظر ولوحات طبيّعية معبّرة، وكنت

تكبير الصورة
المناظر التي يعشق تصويرها

أقوم بتصوير بعض الحفلات للمقربين وبالمجان وبدعوة مني لهم فقط لأعبّر عن امتناني وتعلقي الشديد بتلك الآلة ولأنني كنت أبحث عن الفن الحقيقي لأتقنه وأقدمه لجمهوره الغفير، ولم أكن أبحث عنها لمجرد التصوير».

وعن رحلته مع التصوير يذكر بالقول: «تطوّرت الأفكار وأسس التصوير الناجح في ذاكرتي ومخيّلتي بسرعة كبيرة، وذلك بعد تفهم جميع معاني التصوير الناجح من خلال البحث والدراسة والتقصي وكسب المعلومة من جميع المصوّرين وخاصة أصحاب الخبرة، وعرفت بأنّ المصوّر يجب أن يكون فنّاناً، ولابدّ من التقاط الصورة الناجحة، وهي ما تتطلب الدقة والتركيز، وترسيخ أفكار المشاهدة في الذهن، وقبل كل هذا وذاك يجب التكيّف والاندماج مع الآلة، وهذه من مسؤولية المصوّر الناجح، وأيضاً لظروف البيئة دور مهم في التقاط الصورة المبدعة، بعد أن أصبحت في موقع تحمّل المسؤوليّة.

وإتقان وترسيخ مبادئ التصوير كانت المرحلة المهمة في مسيرتي الفنيّة، فامتهنت التصوير وباتت الكاميرا ملازمة لي في الحفلات والمهرجانات الفنية والجولات الميدانية لجميع الأماكن في المدينة وكنت مختصاً

تكبير الصورة
ناصر تلازمه كاميرته

بالتقاط الصور التي تهم المشاهد من مناظر طبيعيّة، وما يتعلق بتراث المدينة، وصور كثيرة لرموز من ريفنا الجميل».

يضيف: «فن التصوير يحتاج بالدرجة الأولى إلى موضوع ومن ثم يكون التصوير، لتكون الصورة احترافيّة، وهو ما نخلده من صور في المناسبات الوطنيّة والأفراح، والأعياد، ومهرجانات الطلائع، وخلال تصوير مباريات كرة القدم، وخاصة تجمّعات الأطفال سواء الفنية أو الرياضيّة أو في مدارسهم، وما جعلني أعشق التصوير أكثر حريتي الكاملة فيه فأنا ومنذ عشرات السنين أتجول على القرى والمناطق التابعة لمدينتي لالتقط منظراً جميلاً أو موقعاً مهماً، وقد أشاهد مجموعة من الأطفال فأخلدهم بلقطة فنية ومن ثم تكون الصورة من ملكهم ليفرحوا بها، علماً أنني قد أقطع في اليوم عشرات الكيلو مترات لأذهب إلى مكان فيه منظر جميل أو حدث يتطلب صوراً فنيّة، وأتابع مشوار التألق الفني بعد الالتقاط بالتواجد في المنزل وإضفاء اللمسات الفنية عليها من خلال الألوان والحركات التي تجمّل الصورة أكثر».

وكان لزميله في المهنة أحد أقدم مصوري “القامشلي” السيّد “زاكار أحمد” حديث عنه عندما قال: «كثيرة هي المزايا التي تجعل من المصور “ناصر” مصوّراً ناجحاً، عشقه لذلك الفن وذكاؤه في اختيار اللقطة الجميلة الجذّابة، ودقة وسلاسة يديه عند الالتقاط، حتّى طريقة حمله للكاميرا فيها صورة فنية، والأهم أنه عاشق للتجوال فهو المصور الوحيد الذي يتجول على القرى والمناطق باحثاً عن المكان والفن الجميل».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.