السينما.. ذاكرة الزمن الجميل

عبد العظيم العبد الله

الجمعة 14 شباط 2014

القامشلي

عاشت دور السينما زمناً ذهبياً في مدينة “القامشلي”؛ حين كانت تلعب دوراً مهماً في الحياة الاجتماعية للمدينة، فقد كانت الأفلام حينها تقدم فناً راقياً وهادفاً…

تكبير الصورة

مدوّنة وطن “eSyria” التقت، بتاريخ 29 كانون الثاني 2014، السيد “محمد حسين علي” من الرواد الدائمين لحضور الأفلام السينمائية، فقال: «قبل خمسين عاماً وأكثر كان تواصلنا مع دور السينما بشكل شبه يومي، ومازلتُ أتذكر تلك الطقوس الجميلة التي نمارسها قبل وبعد الذهاب إليها، إضافة إلى أهمية العلاقات الاجتماعية والتواصل بين الناس حين يتم النقاش حول الأفلام المعروضة، وقد كانت الأفلام في تلك الفترة تقدم فنّاً راقياً يحمل ويعالج أكثر من رسالة».

السيد “حنّا عيسى” الممثل والمخرج المسرحي، تحدّث عن تجربته المميزة مع السينما، فأضاف: «كانت الأفلام التي تعرض ترسم وتعطي تاريخاً مشرفاً بذلك الفن، والدليل عشرات العروض التي قدمها رجال ناضلوا ليصلوا بالسينما وأفلامها إلى ما وصلت إليه الآن».

الباحث التاريخي “جوزيف أنطي”؛ تحدّث عن واقع السينما في “القامشلي” قديماً، فقال: «كانت المدينة في بداية العشرينيات من القرن العشرين متميّزة بكل المجالات، وقدمت فناً مبدعاً وأدباً مميزاً وخاصة في مجال الأفلام السينمائية، ومن بين أهم الدور التي كانت تقدم هذا الفن الراقي سينما “العروبة”، وسينما “بوغوص”، وسينما “كربيس”، وبعد ذلك “لولي، وفؤاد، ودمشق”، وكانت تعرض الأفلام المصريّة والأجنبيّة، وأحياناً الأفلام الغير ناطقة، وكان

تكبير الصورة
الباحث التاريخي جوزيف أنطي

لسينما “حداد” اهتمام في عرض الروائع العالمية والمصرية، أمّا سينما “شهرزاد”، فكانت مشهورة بعرض الأفلام التاريخيّة».

ويتابع: «السينما في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات وحتّى السبعينيات كانت تلعب دوراً اجتماعياً وثقافياً وحضارياً لتطوير مفاهيم الناس على الحياة والفن، وقد كان للعروسين والمحبين يوم لحضور فيلم معيّن في دار من دور السينما بالمدينة؛ حيث امتازت تلك الصالات بوجود جناح خاص للعائلات، وكانت تسمى الصالة المخصصة لهم “اللوج”، وكانت جميع الأفلام سواء التاريخية أم الدينيّة والتراثيّة لها حضور مميز وجمهور متابع، ومن تلك الأفلام: فيلم “زينب” من بطولة “يحيى شاهين، فريد شوقي، راقية إبراهيم”؛ الذي كان يروي حكاية الريف المصري، وبما أن منطقتنا تشهد ريفاً شاسعاً وواسعاً، فقد حضر الفيلم جمهور كبير، أيضاً لاقت أفلام مثل: “وداد”، و”ملك الملوك”، و”لحن الخلود”، اهتماماً كبيراً وذكريات جميلة مازالت تحكى حتى اليوم بين من شهدوا تلك الفترة».

وختم حديثه، فقال: «طبعاً كان هناك أكثر من سبع دور للسينما في المدينة، وكانت موزعة على عدد شوارع ومنطقة السوق المركزي، وكانت الدور صيفية وشتوية، تحتضن جميع الأجناس والأعمار، وقد بقيت السينما عامرة حتى قبل 15 عاماً تقريباً، ولكنها بعد ذلك اختفت تماماً بسبب وجود التلفاز».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.