الفنانة الأردنية أميرة الحمصي حجيج «صيادة الضوء» في دمشق

صيّادة للضوء، هي الفوتوغرافية أميرة الحمصي حجيج، حملت صيدها الضوئي من الأردن وجاءت به الى دمشق لتفرش ما في جعبتها في صالة المعارض بالمركز الثقافي العربي أبو رمانة، وذلك مساء الأحد 26/8/2007.

وبحضور حشد من الأصدقاء والمهتمين كان الافتتاح لهذا المعرض الضوئي، وأولئك الذين يعشقون إبداعهم يأخذونك معهم الى هذا العشق، وتلك الأميرة الضوئية من هذا النوع المنغمس في عشقه الضوئي. ولذلك كان شعارها: «يجري في عروقي مجرى الدم انه الدم الذي أحب التصوير..». ‏

تبدأ أميرة بالشرح فتأخذنا الى عوالمها وموضوعاتها، هذه «بترا» وهي من عجائب الدنيا السبع، انظر الى هذه الأبواب المحفورة في الصخر، وهذه جرش وهذه إربد، وتلك أملاح البحر الميت. ثم تتوقف أميرة عن الشرح، لترحب بضيوف المعرض، فتعرفنا ضمن الحضور على الفنان محمد عادل خليل وهو نائب رئيس جمعية التصوير الضوئي في الأردن. ويدور حوار بيني وبينه، حول التصوير الضوئي، وهنا يعبر خليل عن سعادته بمعرض أميرة الضوئي. ويسميه «حالة فرح عربية»، أتوقف عند هذه العبارة الرائعة، لم لا؟ ألا يكفينا هذا الواقع العربي الأسود، لماذا لا يأخذنا الضوء الى حالة فرح عربية؟.

‏ عتبر خليل أن الفنان الضوئي العربي أثناء إبداعه الضوئي لاسيما المتعلق بالآثار العربية أهمل نسبياً العنصر البشري. فمظعم الفنانين يصوّرون الآثار، كمكان، بعيداً عن البعد الإنساني، فالحضارة لم تنقطع ونحن مازلنا نعيش الى جانب هذه المدن الأثرية. ‏

وحول الصورة الضوئية، يرى خليل أن الفنان هو الذي يبحث عن اللقطة المعبّرة. وكثيراً ما يذهب الفنانون في رحلة ضوئية في أمكنة معروفة، لكن النتيجة أن حصيلة كل واحد تختلف عن الآخر، لأن لكل فنان وجهة نظر خاصة به. ‏

تدخل الى الحوار الفنانة الضوئية السورية ثناء أرناؤوط، فتذكر أن هذا المعرض عبارة عن كلمة تنطق بعوالمها عبر الضوء، وأجمل اللقطات لحظات الفرح والحزن في وجه امرأة عجوز تقول أين الزمن؟ وماذا بقي منه؟ ‏

هنا تعود الفنانة أميرة لتشرح كيف سافرت مسافة 400كم لتصل الى منطقة في الأردن اسمها «ضانة» لتحصل على صورتين رائعتين لامرأة تجاوزت المئة من العمر. حملت اللوحة الأولى عنوان «الزمن» والثانية رأت أن تسميّها «استراحة» وفي اللوحتين الكثير من الإيحاءات المتعلقة بعلاقة الإنسان بالزمن. ولا نبالغ إذا قلنا إن طغاة التاريخ لو شاهدوا هاتين اللوحتين لتساءلوا في سرّهم وماذا بعد؟ والجواب الأكيد أن الزمن الإنساني منته وهذا الطغيان لن يدوم..

‏ الفنان الضوئي محمد حاج قاب الذي دعانا لحضور هذا المعرض كان مشغولاً بترتيب عناوين اللوحات واستقبال ضيوف المعرض، إضافة الى شروحاته التي رافقتنا ونحن نعبر من لوحة الى لوحة. ‏

صوّرت أميرة الآثار في السودان فنبهتنا الى وجود أهرامات في منطقة سودانية اسمها «مروي» وجاءت من هناك بلوحة ضوئية تحكي قصة حضارة مهملة. ومن سورية صوّرت سد الفرات ومن دبي عادت بصورة تلخص البعد الجمالي لدبي الآن. ‏

طبعاً ترفض أميرة استخدام كاميرا الديجيتال. وتصرّ في خيارها الفني على استعمال الكاميرا الضوئية العادية المعروفة، وتقول: لا أحب اللعب بالألوان والفنان الضوئي هو الذي يختار لقطته باحثاً عن الزمن المناسب، ولحظات الصباح الأولى هي الأنسب والأجمل بالنسبة للتصوير لديها.

‏يقول الفنان التشكيلي حسين نشوان في تعليقه على أعمالها: «تبحث المصورة الفوتوغرافية أميرة الحمصي عن المشاهدة التي تنطوي على المعنى الإنساني للحظة، فاللقطة بالنسبة إليها صيد ثمين تمسك به من الزحمة التي تدور بها الحياة وبنا، وفي أعمالها التي أخذتها من رم، ومغارة برقش في الأردن والسودان والعراق، تحاول دائماً اشتقاق ما يدل على الإنسان وحضوره في المكان، فهي تسعى الى تخليد الإنساني، بأثر المكان وإيحاءاته، وقد نجحت الفنانة التي تتنوع انشغالاتها على تصوير جماليات الكون والكائن، وفازت بثلاث جوائز دولية، وأخرى محلية، نجحت في تطويع لقطات الورود، والصخور، وتحميلها مشاعر إنسانية، وملامح تشير الى وجوه البشر، بما تعكس من هموم وأحزان وأفراح». ‏

‏أميرة الحمصي حجيج ‏
شيء من البطاقة الفنية: ‏
مواليد عمان 1943. ‏
عضو الجمعية الأردنية للتصوير، حصلت على عدد من الجوائز، منها: الجائزة البرونزية في مسابقة التصوير الدولية في المركز الثقافي الملكي (السلام لهذا الكون) 1996. ‏
جائزة أفضل صورة في مسابقة التصوير الدولية في الصين الشعبية 2001. ‏

الجائزة الأولى والثانية في مسابقة ناس وأسواق نقابة المهندسين 2004. ‏

إضافة الى مشاركاتها في عدد من المعارض الفردية والجماعية، الأردنية والعربية العالمية. ‏

تشرين-مصطفى علوش

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.