دعوة عامة
يتشرف منتدى بغداد للثقافة والفنون ولجنة التكريم
دعوتكم لحفل تكريم الأديب والأستاذ في علوم الكيمياء النووية
الدكتور عدنان عبد الكريم الظاهر بمشاركة نخبة من المبدعين من الكتاب والشعراء
والفنانين من داخل ألمانيا وخارجها
وعزف منفرد على العود معالأستاذ كمال جميل –
الزمان:يوم السبت الموافق 4آب أغسطس 8102الساعة السادسة والنصف مساء
المكان:Begegnungsstätte Mehring -KiezInter –Kultur GartenFriedrichstr 1, 10969 BerlinDirekt am U
-Bahnhof Hallesches TorKultur-Literatur-Kunst -Dialog

تكريم البروفسور عدنان الظاهر في الملتقى الابداعي الثاني في بابل

د. عدنان الظاهر

adnan_aldhahir

تكريما للعلم والعلماء أقامت اللجنة الساندة للنزاهة وبالتعاون مع جامعة بابل الملتقى الابداعي الثاني لتكريم البروفسور العراقي عدنان عبد الكريم الظاهر عالم الكيمياء والأديب المقيم في

المانيا ووالد الاستاذة قرطبة الظاهر التي حضرت من المانيا لتسلم درع المنظمة ودرع الجامعة وشهادة التميز

وقد جاء هذا التكريم بناء على توجهات [أحرار] وبتوجيه مباشر من قائد أحرار السيد أياد جمال الدين بضرورة الاحتفاء بعلماء العراق وخصوصا الموجودين الان على قيد الحياة ممن قدموا وأثروا الانسانية وتم في الملتقى عرض البحوث العلمية والادبية والسيرة الذاتية للبروفسور عدنان الظاهر وتم رفع توصيات باهمية ووجوب اصدار قوانين لتوفير العيش الآمن والرغيد لكل الكفاءات العراقية وقد قررت جامعة بابل إطلاق اسم البروفسور الظاهر على احدى القاعات الدراسية وطبع مؤلفاته واقامة تمثال نصفي له في المتحف العلمي

ومن الجدير بالذكر ان المباحث تم ادارتها من قبل الاستاذ احمد الخفاجي رئيس اللجنة الساندة للنزاهة والدكتور محمد عودة استاذ الفلسفة في جامعة بابل قدموا بحوثا وعرضا ن سيرة حياة البروفسور ومآثره العلمية والادبية كما شارك بالملتقى الخبير الدولي الدكتور حسن علوان بيعي والسيد نائب رئيس شبكة الاعلام العراقي الدكتور علي فاضل الشلاه كما شارك بشهادة حية صديق البروفسور عدنان السيد جعفر حمّودهَجْوَل بكلمة جميلة اضافة الى الدكتور كريم فخري هلال وحضر الملتقى جمعٌ من المثقفين والاساتذة والجمهور وتالق كعادته المخرج الاذاعي حافظ مهدي في ادارة الملتقى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رحلة طويلة في مقارعة التحديات وملاواة الصعاب

بقلم:د. وسام الشالجي

(سابقى ما حييت وفيا لكل من علمني حرفا , ومخلصا لكل من فتح لي دربا وهيأ لي فرصة – وسام الشالجي)

عدنان الظاهر علامة مضيئة بشموخ , عنوانها تحدي الواقع ومقارعته حين يكون قاهرا للانسان وملاواة الصعاب والتغلب عليها حين تكون اداة معرقلة او وسيلة شد للوراء . فطوال رحلة امدها ستون عاما اثبت هذا الرجل الذي كان يجب ان يكون علما من اعلام العراق بانه العالم النشيط والاديب الضليع والكاتب المبدع , وان ايام عمره كانت شلال منهمر من العطاء المتميز كان الأولى ببلادنا ان تكون مصبا له . ومايتميز في عطاء هذا الانسان الجليل ان البذرة التي زرعها نمت لتصبح شجرة باسقة معطاء اغصانها متعددة الاشكال وثمارها متباينة النوعية فات العراق بان يكون سلة لها , فتساقطت هنا وهناك على ارض غريبة واسعة حقولها تمتد بين العلم والادب والشعر والفن والمقالة .   

ولد الدكتور عدنان عبد الكريم الظاهر في مدينة الحلة بالعراق عام 1935 , وقضى دراسته الابتدائية في مدرسة المحاويل الإبتدائية للبنين والمدرسة الشرقية الإبتدائية في مدينة الحلة . اما دراسته المتوسطة فكانت في متوسطة الحلة للبنين ومتوسطة المسيب للبنين  , بينما اكمل دراسته الاعدادية بثانوية الحلة للبنين . التحق بدار المعلمين العالية بجامعة بغداد عام 1955 وتخرج منها بتفوق عام 1959 حاملا شهادة البكلوريوس في الكيمياء ليعمل بعدها كمدرس في السلك الثانوي بالحلة .

ان لكل انسان الحق في ان يعتنق الفكر الذي يميل اليه وتتوافق روحه وافكاره معه , كما ان لكل شخص الحق ايضا في تبني الطريق الذي يلائمه والذي يشعر فيه بانه اكثر قدرة على العطاء والانجاز من خلاله . وفي مقتبل عمره , وجد الدكتور عدنان الظاهر نفسه متوافقا مع الفكر اليساري والاشتراكي الذي كان طاغيا على الساحة السياسية في عقدي الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي لانه كان في نظره الطريق الايسر والامضى لنصرة الطبقات الفقيرة من عمال وفلاحين والذي تتكون منهم غالبية الشعب العراقي . لذلك فقد قام عدنان الظاهر – مدرس الكيمياء في متوسطة الحلة الواقعة على ضفاف نهر الفرات بوسط مدينة الحلة بالتعبير عن افكاره وتطلعاته ومحاولة ايصال صوته الى خارج محيطه من خلال نقابة المعلمين التي كان لها مكانة كبيرة في الوسط الثقافي العراقي لانها كانت تضم الشريحة المثقفة الواعية التي طفت على سطح الطبقة المتوسطة التي كانت في طور النمو والتكون بذلك الوقت . وبعد ثورة 14 تموز 1958 وصعود التيار اليساري الى المقدمة صارت الساحة اكثر تلائما مع فكره مما شكل دفعة قوية له لان يكون له دور اكبر في محيط معتركه والذي تمثل في خوض انتخابات نقابة المعلمين لعام 1961-1960 لايصال )القائمة المهنية  الديمقراطية) التي ينتمي اليها لتتصدر قيادة تلك النقابة التي صار لها دور قيادي ليس بالوسط الثقافي فحسب بل حتى بالوسط السياسي بالبلد . ومع ان قائمته الانتخابية لم تفز بتلك الجولة الانتخابية الا ان ذلك لم يؤثر على سلوكه وشعوره مما يدلل على انه كان يحمل عقلية ديمقراطية حقيقية تؤمن بالرأي المقابل وترضخ لما تقرره صناديق الانتخاب . خاض الانتخابات مرة اخرى للعام 1961-1962 , لكن هذه المرة كان المعترك شديدا والصدام عنفويا , اذ تعرض للاعتداء واصيب بجراح كبيرة وادخل للمستشفى واعتقل بسبب الاعتراك مع عناصر من الجبهة المقابلة . وفي نيسان من نفس العام رشح لعضوية الزمالة الدراسية لدراسة الكيمياء النووية بجامعة موسكو . وبعد خوض طريق صعب للحصول على الموافقات الاصولية من العديد من الجهات جسدت اصرار هذا الرجل على خوض الصعاب وتحدي الواقع المضاد نجح اخيرا بالسفر في أب عام 1962 ليلتحق بدراسته . وبعد رحلة طويلة من الدراسة في موسكو تخللتها الكثير من الاحداث التي مرت بالشاب عدنان الظاهر المتطلع والطموح اكمل دراسته ونال شهادة الدكتوراه في شهر حزيران عام 1968. سافر بعد تخرجه الى الولايات المتحدة ملتحقا بجامعة كاليفورنيا في إرفاين كباحث مشارك في حقل كيمياء التحولات النووية ليصبح بعدها أول عراقي يتخصص في علم كيمياء التحولات النووية والذرة الساخنة .

في خريف عام 1969 عاد الدكتور عدنان الظاهر للعراق وكله امل باني يبدأ بخدمة بلده في مجال تخصصه دون ان يهتم بان الوضع السياسي واجواء البلد العامة صارت مغايرة ومخالفة لفكره ومعتقداته بسبب وصول حزب البعث الى السلطة الذي قلما يعترف ويتقبل الرأي المقابل والمخالف له . من الطبيعي ان يتجه انسان علمي وباحث مثله للعمل في المجال التطبيقي حيث المجال واسعا للقيام بالابحاث المفيدة وتحويل نتائجها الى ثمار مفيدة , لذلك قدم للعمل في في معهد الأبحاث النووية في التويثة التابع لمؤسسة الطاقة الذرية العراقية حيث قابلته لجنة رفيعة من بين أعضاؤها الدكتور غازي درويش والدكتور جعفر ضياء جعفر والتي رشحته للانضمام الى ذلك المعهد والذي اقترن ايضا بموافقة لجنة الطاقة الذرية العراقية على هذا الترشيح , الا ان طلبه بالتعيين ظل يخضع للمماطلة والتسويف لمدة مما اضطره عناده واصراره على الكتابة مباشرة الى رئيس الجمهورية , ليتبع ذلك ايضا مقابلته لرئيس الوزراء لنفس الغرض . ومع ذلك فان طلبه للعمل رفض من دون وجود لسبب وجيه , لكنه فهم بعدها بان العمل بهذه المؤسسة هو حكر على الموالين للنظام وان لا مجال ابدا للمستقلين او الذين يحملون فكرا مغايرا لدخولها . بعد هذه الجولة لم يجد امامه غير التقديم للتعين كأستاذ في كلية العلوم بجامعة بغداد , لكن طلبه رفض مرة اخرى من قبل جامعة بغداد بالرغم من موافقة الكلية وقسم الكيمياء على تعيينه . ظل عدنان الظاهر فترة ليست قليلة عاطلا بدون عمل وهو الدكتور المبعوث الى الخارج والعائد للبلد بشهادة رفيعة حاملا خبرة تخصصية نادرة والرافض لكل العروض التي قدمت له بالبقاء في الولايات المتحدة والعمل فيها . ووسط هذا الأجواء الحساسة جرت مساومة الرجل في محاولة لجعله ينخرط بحزب السلطة من اجل حصوله على عمل , لكنه رفض بعناد مما يؤشر خاصية الثبات على المواقف عنده وعدم طأطأة الرأس مهما كانت الصعاب التي تواجهه . وبعد معترك اخر جرى لمحاولة منع انخراطه بسلك التعليم استطاع الدكتور الظاهر التعيين بكلية العلوم بعد مقابلته لوزيرة التعليم العالي الدكتورة سعاد البستاني فبدأت بذلك جولة جديدة من حياته استمرت قرابة الثمان سنوات تخلتها انواع التجارب والاحداث .

بعد التعيين بكلية العلوم مر شهر عسل لابأس به تمثل بالعامين الدراسيين (1970-1971) و (1971-1972) , واللذين كانا عامين جميلين  بالنسبة للدكتور عدنان الظاهر ملئتهما سعادته بعمله الجديد كمدرس لمواضيع مهمة في كليتي العلوم والتربية , خصوصا بعد أنْ أصبح مقرراً لقسم الكيمياء عام 1971 , وكذلك مجيء ولده البكر (أمثل) وأبنته (قرطبة) . كما اصبح عضواً في لجنة الدراسات العليا في القسم , وصار ايضا رئيساً للّجان الإمتحانية في القسم لعدة مرات . لكن الرياح لم تظل تهب بالاتجاه الذي تريده سفنه , فبعد تلك السنتين الجميلتين اخذت الضغوط تتزايد على الدكتور الظاهر من جانبين , أولهما أقتصادي بسبب قلة راتبه الذي لم يكن يسد مصاريف ومتطلبات معيشته , والثاني معنوي حين بدأ يحس بالمضايقة بسبب العيون التي تراقبه عن كثب . لم يكن للدكتور الظاهر نشاط سياسي في تلك الفترة , لكن الريبة من العناصر اليسارية طالته حتى بات يشعر وكانه مراقب في كل صغيرة وكبيرة بحياته ونشاطاته. لذلك قرر اواسط عام 1973 ان يغادر العراق ملتحقا باعارة الى ليبيا لكنه لم يفلح بالحصول عليها بالرغم من موافقة الجانب الليبي , عندها قرر الانتقال منسبا الى جامعة السليمانية لمدة سنتين . وبعد سنة كاملة متعبة قطع تنسيبه وعاد الى كلية العلوم في جامعة بغداد كمدرس من جديد بينما استمرت الاحوال تسير باتجاه معاكس لما يتمناه . استمر بعمله كتدريسي في قسم الكيمياء وظل متواصلا مع طموحه مقررا بعزم على المضي بحياته وصولا لتحقيق اهدافه . وفي تلك الاثناء تأسست نقابة الكيمياويين العراقية فصار عضواً في الهيئة الإدارية للنقابة لقرابة  أربع سنوات متتالية (1974 ـ 1978) . وفي عام 1978 فوجيء بصدور قرار من مجلس قيادة الثورة / مكتب أمانة السر بأبعاده عن التدريس ونقله الى وزارة الصناعة والمعادن  , عندها عقد العزم على ان يترك العراق بشكل نهائي . اصطحب اسرته وسافر الى ليبيا في صيف نفس العام خلال رحلة محفوفة بالمخاطر لينتهي به المطاف في طرابلس – ليبيا ليلتحق بجامعة الفاتح بطرابلس والتي كان قد حصل على عقد تدريسي فيها في ذلك العام.  اصبح الدكتور عدنان الظاهر أستاذاً مشاركاً في قسم الكيمياء في كلية العلوم – جامعة الفاتح ومدرسا لمواد الكيمياء اللاعضوية والكيمياء النووية لطلبة الدراسات الأولية والعليا ورئيساً للجنة الدراسات العليا في نفس القسم . ظل الدكتور الظاهر يعمل في ليبيا حتى عام 1984 حيث غادرها الى المانيا ليستقر فيها حتى يومنا هذا . لم يبتعد عن تخصصه العلمي كثيرا اذ التحق بجامعة ويلز البريطانية في مدينة كاردف ليعمل  كأكاديمي زائر لمدة عامين اقريباً (1988-1990) . وبعد هذه الجولة من العمل انتقل ليصبح باحثاً علمياً  مشاركاً في جامعة شفيلد البريطانية للفترة (1990 ـ 1993) .

بالرغم من الكثير من العثرات والعراقيل التي صادفت الدكتور الظاهر بحياته العملية والعلمية الا انه استطاع ان يحقق بعض طموحه العلمي ونشر عدة ابحاث في مجالات الكيمياء غير العضوية والتحولات النووية. غير ان القفزة الكبرى التي حصلت في حياته هي بتحول اهتمامه نحو الادب لتظهر عبقريته كشاعر وكاتب ومؤرخ . لم يكن اهتمام الدكتور الظاهر بالادب وفروعه مفاجئا بل في الواقع هو دأب على كتابة الشعر منذ العام 1960 حين نشر ديوانه الاول الذي كان بعنوان (احساسي يصيب الهدف) . وفي ليبيا كان ينشر بعض قصائده في المجلات والصحف المحلية والاوربية , وحتى يذيع بعضها بصوته من الاذاعة الليبية . لكن يمكن القول بان ذهابه الى المانيا عام 1984 قد وفر فرصة كبيرة امامه بان يصرف وقتا اكبر في المحالات الادبية . وقد نشر العديد من الدواوين الشعرية بعد تلك الفترة , كما الف بعض الكتب الاخرى . وبين هذا وذاك فقد نشر المئات من المقالات الثقافية والسياسية التي تناول فيها مختلف المواضيع . كما كان له حضور واضح في العديد من المؤتمرات والندوات الثقافية في مختلف مدن العالم . واليوم للدكتور الظاهر العديد من المواقع التي ينشر فيها , ويكاد لا يمر شهر مالم يظهر له مقال ثقافي او سياسي او قصيدة شعرية .

هذه جولة خاطفة ولمحات موجزة عن حياة الاستاذ الدكتور عدنان الظاهر الذي اتشرف بان اكون احد تلامذته حين درسني موضوع الكيمياء النووية في كلية العلوم – جامعة بغداد . ان المحطات المختلفة التي تضمنتها حياته تشخص بوضوح قدرة كبيرة على تحدي الصعاب وعدم الركون للواقع المثبط للعزيمة , وملاواة التحديات بقوة خصوصا حين تصبح عامل مواجه لايقاف السائر وتدمير عزيمته بالتقدم والاندفاع للامام . ورغم كل ما مر بحياته من صعاب اصبح الدكتور عدنان الظاهر اليوم مفخرة علمية وثقافية وادبية , وعطاءاته المتميزة والمتنوعة هي الان مثار اعجاب للكثيرين ومكانته محط اعتزاز وتقدير للمهتمين والمتابعين . ان من المؤسف ان يكون موقع هذه الشخصية في مكان بعيد عن وطنها الذي نشأت وترعرت فيه رغم ما يحمله من اخلاص له وأماني كبيرة في ان يتقدم ويسمو في الاعالي . وما يلمس بوضوح في الكثير من اعمال الدكتور الظاهر هو الحنين الطاغي للوطن والحب الجارف له. كما تظهر بين سطوره مشاعر الاشتياق الكبير للعودة الى احضانه والعيش فيه بعد عقود من الغربة المؤلمة . لكن ظروف البلد التي ظلت تمضي منذ نصف قرن حتى اليوم من سيء الى اسوأ , وظاهرة لفظ المبدعين والمخلصين التي اتصفت بها بلاد الرافدين حالت دون رجوعه لتبقيه معصورا بطاحونة الغربة يحاكي الوطن من بعيد ويناجي مرابع هيامه عبر الكلمات . حفظ الله الاستاذ الجليل عدنان الظاهر وبارك له بعمره وزاد من اعماله لكي يبقى علما عاليا من اعلام بلادي . 

د. وسام الشالجي

24 نيسان (ابريل)

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

a p – Dr. Adnan Adahir

ملف تكريم الأديب والاستاذ في علوم الكمياء النووية الدكتور عدنان الظاهر

الدكتور عدنان الظاهر ، الذي قدمه خلال أمسية حضرها نخبة من

المثقفين والفنانين العراقيين والعرب والالمان وغيرهم ، منتدى بغداد

للثقافة والفنون في برلين يوم السبت الموافق 4 آب 2018 ، ولاهمية

الحدث نأمل بكل سرور نشر ذلك في صحيفتكم الغراء مع جزيل الشكر والتقدير

عصام الياسري

رئيس منتدى بغداد للثقافة والفنون ـ برلين

مبدعون بيننا

لم يكن في وارد التفكير لدى أغلب منظمات المجتمع المدني العربية ومنها العراقية أن تعنى بمكافأة المبدعين العرب في مجالات المعرفة والثقافة والفنون والشأن الاجتماعي على الساحة الألمانية، من هنا يبدأ “منتدى بغداد للثقافة والفنون” في وضع هذه المسألة في صدارة إهتماماته ليصبح تقليداً إعتبارياً مميّزاً، لا يتوقف عند حد ولا يخرج عن إطار المسؤولية.. وسيسعى المنتدى كل عام تحت شعار “مبدعون بيننا” وفي إطار الإمكانيات التقنية والمادية المتوفرة لديه منح كل فصل “شهادة تكريم” لمبدع أو أكثر، في تشكيلة تدوينية ـ فنية وتصميم وطباعة عالية الجودة،. كاستحقاق يحمل دلالات رمزية تعبر عن رؤية قيمية حقيقية تكشف عن مسيرة المبدع وحضوره المتميّز في المشهد الثقافي.

وبعد مشاورات عديدة ومكثفة، بادر “منتدى بغداد” في أواخر عام 2017 في تشكيل لجنة من الوسط الثقافي تأخذ على عاتقها ليس فقط التحضير لتكريم نخبة من الشخصيات الثقافية والأدبية والفنية والاجتماعية على الساحة ألألمانية إنما ايضا في كل ما يميز مثل هذا التكريم من اصول وقواعد وتقاليد تناسب شكل ومضمون طريقة التكريم ودافعه في تسليط الضوء على مسيرة وإنتاج الجانب الابداعي المُمَيَّز لكل واحد من الشخصيات المقترحة والدور الذي لعبته وتلعبه في مجال الثقافة والفكر والفن والأدب. وسيجري التوقف عند كل شخصية على حدة، نحكي عنها ونسمع منها عن تجربتها الابداعية الخلاقة، نوثقها ونعرف بها وننشرها ليطلع عليها القريب والبعيد. ولن ننسى اولئك الذين ينذرون انفسهم لتقديم كل رعاية شخصية تعبر عن حبهم للثقافة والإبداع ويمارسون دورهم في حياتنا الإجتماعية، لأنهم يستحقون أيضا الذكر والتكريم. وفي اجتماعها المكتمل الأول الذي انعقد في 28 نوفمبر 2017 قامت اللجنة بوضع اسماء الشخصيات التي ستكرم خلال العام 2018 من العراقيين والعرب والألمان من الرموز الثقافية والفنية والاجتماعية.

وعلى قدر أهمية هذا المشروع وتنويع مساراته الفنية وسبيل غاياته وما له من رمزية وتقدير إيجابي، ندرك مدى الإشكاليات والصعوبات التي ستواجهنا في كل مرة، مثل عامل الزمن والوضع المادي وصعوبة البحث واختيار أو إلتزام مَن سيجسد جدياً، سواءً، من داخل ألمانيا أو خارجها مشاركته في انجاز “المدونة” لكل مَن إختارته “لجنة التكريم” والتي تتعلق بنواحي محددة كالوثائق والصور والكتابة حول كل شخصية وما يميزها إبداعياً. ونحن مؤمنون بأن هذا الهدف النبيل سيثمر فهناك كثيرون من سيرفعون من قيمه ويجعلوا منه معلما حضاريا لا بد له أن يتحقق ويدوم.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.