القبطان : فاتن الترجمان تحدت القباطنة الرجال في أعالي البحار
المؤتمر نت – يوم 11 – 03 – 2004

القبطان فاتن الترجمان . ابنة الساحل السوري . ابنة طرطوس تحدت القباطنة الرجال في أعالي البحار ، وهي تقود باخرة تجارية بين الموانئ العربية والدولية .. عشقت البحر منذ طفولتها ، وقبلها كان والدها بحاراً وقبطاناً .
كانت تصر على أن تصحبه في أكثر رحلاته وعملت في مجال الملاحة .. كانت أول امرأة في العالم تتولى مهمة مرشدة بحرية ، بالإضافة إلى اختصاصها في قيادة البواخر .
تقول الكابتن فاتن : كوني قائدة باخرة فهذا يعني أن المرأة تستطيع أن تنافس الرجل حتى في المهمات الصعبة ، وهناك الآن غيري نساء أخريات دخلن في هذا الميدان ، وهن في مراحل التأهيل ، كما أن المرأة العربية تقود اليوم وبمهارة عالية الطائرات النفاثة الكبيرة بين القارات ، أي أن هناك نساء كثيرات في مقاعد الرجال .
وترى فاتن أن أكثر الأعمال التي يقوم بها الرجال يمكن أن تؤديها المرأة ، باستثناء بعض الأعمال التي تحتاج إلى قوى عضلية ولياقة جسدية معينة مثل العمل في المناجم . لقد أثبتت المرأة قدرتها على العمل إلى جانب الرجل في أكثر الميادين ، وبهذا فهي تساهم في بناء الوطن ، وفي بناء المجتمع ، بالإضافة إلى وظيفتها الأساسية كزوجة وأم .
بالإضافة إلى الممارسة العملية خضعت فاتن للتأهيل الأكاديمي في معهد عالٍ تخصصي في مصر ، وقامت برحلات عديدة ، وقد أسعدها أنها كانت سفيرة من نوع خاص لوطنها سورية .
تصف فاتن البحر بأنه صديقها ، فهي لا تخافه لكنها تحذر من نوبات جنونه ، أما خوفها من غرق السفينة فهو بعيد جداً ، لأن السفن الحديثة اليوم ، بحسب وجهة نظرها ، تحتوي الكثير من الأسباب والأجهزة والتقنيات ، ووسائل الاتصال التي تؤمن حماية عالية للسفينة وللركاب ، ولهذا فإن أي أسطول مطالب بالتجديد كل ربع قرن ، بالإضافة إلى الصيانة الدائمة .
لكن فاتن تؤمن بأنه ليس هناك سفينة لا تغرق .. وشاهدها على ذلك الباخرة التاريخية الضخمة (التايتانيك) التي غرقت في رحلتها الأولى عبر الأطلسي بين أوروبا وأميركا عام 1912م ، وهي التي قالوا عنها أنها السفينة التي لا تغرق . ومن المفارقات أن يكون بين الغرقى مصمم بنائها .
وتفسر فاتن أسباب غرق تلك الباخرة الشهيرة بأنه حدث نتيجة اصطدامها بجبل جليدي عائم في المحيط وقد تكون أسباب الغرق ثانوية أو غريبة أو بسبب الإهمال أو عدم تحميل البضاعة بصورة متوازنة .
صاحب القرار الأول :
تؤمن القبطانة بأن قائد السفينة هو المسؤول الأول فيها ، وهو صاحب القرار الأول ، خاصة في المواقف الخطيرة والحاسمة ، إنه الربان الحقيقي الذي عليه أن يقود الدفة إلى شاطئ الأمان .
لماذا رفضت فاتن الخُطاب ؟
رفضت الكثير من عروض الزواج واعتذرت للخطاب الذين طرقوا بابها ، والسبب هو طبيعة عملها . فالزواج ، بحسب وجهة نظرها ، مسؤولية وارتباط بالبيت والزوج والأولاد وهذا ما لا تستطيع القبطانة فاتن الالتزام به مع التزامها بالعمل .. ولذلك تقول فاتن بكل ثقة إنها لا تتخوف من أن يفوتها قطار الزواج ، لكن من المهم ألا تفوتها باخرة العمل .

“فاتن ترجمان”.. قيادة دفة احتكرها الرجال

آية الشمالي

الجمعة 05 آب 2016

دبي

استطاعت الكابتن “فاتن ترجمان” بشغفها انتزاع مقعدها من بين آلاف الرجال في عالم البحار المملوء بالمخاطر، معلنة بذلك ثورة على الفكر قبل أي شيء آخر، على الرغم من علمها بأعباء السفر، لكن حبها لاستكشاف كل ما هو جديد طغى على مشاقّ هذه المهنة.

 

تكبير الصورة
تكبير الصورة
الكابتن فاتن
تكبير الصورة
ميناء طرطوس

تعدّ “ترجمان” أول امرأة ملاحة في “سورية” وفي الوطن العربي، في زمن كانت المرأة فيه مجرد فرد في الأسرة ليس لها حقوق، بل عليها واجبات لا تتعدى باب منزلها، وكان لمدونة وطن “eSyria” حديث مع الكابتن “فاتن” المقيمة حالياً في “دبي” عن طريق أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ولدى سؤالنا لها عن سبب اختيارها لمثل هذه المهنة، تجيب: «حب البحر ورثته من والدي -رحمة الله- القبطان “إسماعيل ترجمان” في المرتبة الأولى، وأنا الوحيدة بين إخوتي التي كان يصحبها في رحلاته خلال الصيف، ولكن حبي للمغامرة والاستكشاف الدائم وقوة الإرادة لدي هو ما جعل لوالدي يؤمن بي وبقدراتي لخوض جباب البحار من بعده، لذلك حين أطلعته على طموحي كان الداعم الأول لي في هذا القرار، على الرغم مما يحمله من متاعب وتحديات سواءً على الصعيد الأسري أو المجتمع ككل، وهو ما حذرني منه أيضاً؛ فبعضهم لم يتقبلوا فكرة امرأة تقود البواخر والسفن الكبرى، واعتبروها تعدّياً على عادات وتقاليد مجتمع، لكن إصراري على تحقيق حلمي وإكمال ما بدأ فيه والدي حال دون سماع آراء أناس خلت عقولهم حب الحياة والمعرفة».

وعن بداياتها في البحر تتابع: «درست ملاحة بحرية في “طرطوس”، ثم انتقلت إلى العمل على سفينة والدي التي تربيت عليها منذ عمر الأربع سنوات، والتي أطلق عليها اسم “فاتن”، عملت على جميع أنواع السفن التجاري منها والخدمي، كانت البداية من ميناء “طرطوس” و”اللاذقية”، ثمّ اتسع نطاق عملي ليشمل موانئ البحر المتوسط والأسود والخليج العربي حتى المحيط الهندي، لم يكن لطموحي حدود وما زلت أحلم منذ عشرين سنة لي في البحر حتى الآن، بأن أجوب العالم بحثاً عن المعرفة والشغف، فالإنسان متى توقف عن المعرفة توقف عن الحياة».

ولدى سؤالنا لها عن علاقتها بالبحر، وماذا يعني لها كامرأة أولاً وكقبطان ثانياً، تجيب: «للبحر سحر خاص يأخذ الإنسان إلى عالم كله هدوء وراحة نفسية، هذا ما يظنه الكثيرون، لكن بالنسبة لرواد البحار يعني لنا التحدي والمغامرة والمخاطرة في بعض الأوقات، تحمل أمواجه والمسؤولية الكبرى التي تلقيها على عاتقنا، خاصة إذا كانت السفن تقلّ ركاب، ففي بعض الرحلات يسهر الكابتن ثلاث ليالٍ متواصلة في عرض البحر؛ وهو ما يسبب له التعب النفسي والجسدي، أما أنا كامرأة، استطعت أن أتعلم منه مقاومة تحديات الحياة كمقاومتي لأمواجه وإرساء سفينتي في المكان الذي اختاره أنا، البحر حرّ وأنا ابنة الساحل السوري، حرّة أبّاً عن جدّ».

وفي لقاء مع “شفيق حماد” من أهالي “طرطوس” بحار وعضو سابق في قيادة فرع الاتحاد الرياضي فيها‏، يقول: «مهنة القبطان شاقة على الرجال، وأنا لي باع كبير في البحر والموانئ، وأعلم جيداً أنها مهنة تحتاج إلى صبر وقوة وإرادة، لكن هذا ليس عائقاً أمام المرأة السورية التي طرقت جميع أبواب المعرفة على جميع الصعد، وأثبتت حضورها في المجتمعات كعنصر فعّال، وعلى الرجل أن يساندها في كل خطواتها، وأتمنى للكابتن “فاتن” مزيداً من النجاح».

يذكر أن القبطان “فاتن ترجمان” من مواليد “مار الياس” في مدينة “طرطوس”، وما زالت تمارس مهنة القبطان حتى الآن من “دبي” متنقلة بين موانئ العالم.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.